علي سليم
07-11-2004, 09:07 AM
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره, و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا
, من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له , و اشهد أن لا اله الاّ الله وحده لا شريك له
و اشهد أن محمدا" عبده و رسوله.
(يايها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاته و لا تموتنّ الاّ و انتم مسلمون)
(يايها النّاس اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بثّ منهما رجالا"
كثيرا" و نساء" و اتّقوا الله الذي تتساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا")
(يايها الذين آمنوا اتّقوا الله و قولوا قولا" سديدا", يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم
و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا" عظيما")
أما بعد:
فانّ اصدق الحديث كتاب الله و احسن الهدي هدي محمد و شرّ الأمور محدثاتها و كل محدثة
بدعة , و كل بدعة ضلالة , و كل ضلالة في النّار.
و بعد:
قضايا المجتمع برنامج اسبوعيّ يقدّمه الاخ عبد الرزاق الاسمر و هو برنامج يعالج قضايا المجتمع
كما يفهم من عنوانه[1] و لكنّ الامر يختلف اختلافا كبيرا"و بونا شاسعا"عندما تتربّع أمام العنوان و تستمع لضيفه الهمّام و انما هو ركام تحت ركام....
صادف سمعي لسان ضيف الحلقة فظننته ذاك العلم خلال مديح البدل و ثناء الحسن!!!
فكان الثناء بمثابة الوابل اصاب ارضا انما هي قيعان فلا تنبت الزرع و لا تحبس الماء أو هي أجادب حيث امسكت بعض الماء العكر فأنبت الزرع العفن فكانت وبالا" حيث ظنّ النفع و داء" حيث انحبس الدّواء....
أو هي الأخرى سيل احتمل زبدا" فمكث الزبد و ذهب و بقي ما يضرّ الناس.....
و ان شئت فقل كسراب حسبه الظمئان ماء"....
و ما اجمل عنوان البرنامج لو صادف مضمونا صافيا" و ما أزكاه لو حلّ مكانا زاكيا و لكن هيهات هيهات له ذلك...
فالمضمون كنافخ الكير فآذت البعيد برائحته و القريب بشرارته ...فظنناه الخير فكان شكا" و وهما" و وهنا" كخيط العنكبوت تحسبه لكثرة تشعبه محكما" و انما هو وهن على وهن....
فالمستضيف عبد الرزّاق و المضيف زكي صافي[2]....
و موضوع المطروح[3] معالجة قضية مهرجانات طرابلس[4]و قد تطرّق المذيع للتحدث[5] عن حكم الغناء و الدّفوف[6]و وجّه تلك الاسئلة لذاك الصغير المكبّر و بتنا نلتمس هذا العلم عند الاصاغر[7],فكلّفوا أنفسهم مناصب تذهل كل مرضعة لهوله عمّا أرضعت و تضع كل ذات حمل لعظمه حملها...
فأخذوا برخص العلماء و جمعوها و ظنّوها دينا و ليست هي من دين الله بشيء كما نصّ على ذلك من كانت له رخص و اعتبر جمعها و العمل بها من صفات الزّنادقة.
بل اشد من ذلك و أدهى أتوا ببدع من القول و حشروا أنفسهم في زمرة العلماء....
فكان البرنامج دعاية لذاك المهرجان في وقت أصبح المنكر فيه معروفا و الخائن مأتمنا" ...
فكانت حلول القضايا الواضحة الحكم, الجليّة النصّ, يستضاف من أجلها اناس معتدلين بل منحرفين بحجة خاطبوا الناس على قدر عقولهم...فيا للهول من هذا الكلام السّام...
ذهبت تلك المهرجانات من دون عودة و كانت تلك المقابلة في شعبان , الشهر الذي بين رجب و رمضان حيث يغفل عنه الناس, وقد عرفنا من تجارب سابقة و سمعنا بدور هي أشبة بدور العري تقام على أرض طرابلس في رمضان المسلمين و تدعى خيم رمضانية...أكان هذا البرنامج الذي احلّ دبر تلك المهرجانات و قبل(و بضم القاف و الباء و بفتح الام) خيم رمضان تقريرا مثل تلك الخيم!!!
أو هو طعم في المكان المناسب و الوقت الملائم لابناء هذه الأمة التي لا تقرّ الباطل و لا تقيم لأهله وزنا....
وأيّ يكن فكلاهما منكر يجب ازالته بالطرق الشرعية الثلاثة على الترتيب[8] المنصوص عليه , و دين الله واضح لا يقبل ان نداهن فيه و من فعل ذلك فليتب قبل ان يحول بينه و بين التوبة امّا بموت أو بشروق الشمس من مغربها...
فكان البرنامج دعاية لوضع السمّ في الدّسم و لذا اختار المذيع ربيب حسن البنا – رحمه الله- [9] فقرّر ما هو مفرغ منه بخلاف ما جفّت عليه الصّحف و تكسّرت دونه الاقلام[10] فخلط بين الخبيث و الخبيث....
فالناس في ادبار من الدين و اقبال الى الدنيا فارتاحوا لبرنامج يقرر ادبارهم و اقبالهم فضلّوا و أضلوا...
و هذه اهل البدع و الأهواء فيتستّرون تحت غطاء الاقتداء و المتابعة و لسان حالهم ما لنا و لقرون مضت و لعصور انقرضت...
فنالوا اعجاب المرجفين و كانوا لهم الحصن المنيع و الركن الشديد ...
فلولا تستّروا بلباس ( لا اعلم) و تزيّنوا بجلباب ( قال الله و قال رسوله) لنالوا تزكية المعتبرين و ثناء الموحّدين و لا يجتمع ثناء هذا و لا ذاك و هذا نذير مبين...
فالفاسق لا يحسن الثناء و المديح الاّ على من قاصمه صفة فاكثر و قاسم المشترك بينهما اتّحاد الهدف....
و ممّا قاله ذاك الزكيّ و جعله ذريعة لتبرير مثل هذه المهرجانات ( طرابلس متعددة الشرائح...)
و اذ كان ذلك كذلك فهل يلزمنا التنازل عن مبادئ ديننا للحجّة نفسها؟؟
ام هو التقارب الدّيني شعار ابناء حسن البنا؟؟
هم ينادون صباحا مساء" حول ملتقى هذا التقارب لجميع الشرائح المتباعدة المتنافرة...
ام كيف يكون التقارب هذا بين اهل السنة و اهل البدعة فضلا عن اهل الكتاب...او على ماذا نتقارب؟؟
و هل يكون التّقارب هذا الاّ بتعطيل بعض الأسس و القواعد...
و بماذا نتقارب مع الرافضة....باقرارهم بشتم الصحابة و التنقص منهم...
أو بماذا نتقارب الى النصارى...باقرارهم بعقيدة الثالوث او بجحود نبوة خاتم الرسل؟؟؟
هذه عقائدهم تربوا عليها و فطموا بعد حولين كاملين من الرّضاعة فلا يقبلون بالتّنازل عنها و ربما خدعونا بتقيّتهم حيث هي عندهم اصل من اصولهم...
ثم قال ذاك الصّافي ( العقل السليم يرفض[11] مثل ذلك المهرجانات...) فأقر بلسانه المولود على الفطرة و انما صاحبه يهوّده أو ينصّره أو يعلّمنه...
و كلامه هذا يدل على شيئين اثنين لا ثالث لهما:
فاما ان يكون عقله اختلط و تغيّر و عندها كلامه مردود و مطروح في زمن الاختلاط باتّفاق اهل الحديث.
و اما ان يكون كلامه هذا نابع من طرف لسانه و لذا تناقض مع قوله السّابق المسبّق....
ثم قال ليصفّي ماء وجهه ( و كانت المهرجانات تصبّ لخدمة المسلمين...فقاطعه عبد الرزّاق قائلا"- كانت هناك اغنية لشعب العراقي فألهبت الجماهير...)
فالغاية عندهم تبرر الوسيلة...فالمهم خدمة المسلمين بغضّ النظر عن شكل و رسم هذا الخادم...
و لو ذهبت اصواتنا من كثرة ارتفاعها و تقطّعت عروقنا تبعا" لأصواتنا ماذا نكون قد حققنا لهذا الدّين و قدّمنا له غير صراخ الضعيف و عويل البليد...
و ما هو النفع المجدي لاغنية من راقص أو سافر مخنّث للمقاومة العراقية...كفى وقاحة و سخرية....
ثم زكّى قوله على حدّ زعمه فقال( نعم تلك المهرجانات تحتوي على بعض المنكر...)
و انتبه اخي القارئ الى قوله ( بعض) للتجزئة ,فيا للعجب...
و كلامه هذا المزكّى يصبّ في تأييده لمثل هذه المهرجانات بل و اكثر من ذلك تقريره لوجود بعض المعروف فيها!!!
هل اصبحت الموسيقى الصّاخبة من المعروف او من بعضه؟؟؟
او الّرقص بعضه منكرا" و بعضه معروفا" بحسب القرائن فيكون معروفا
بحالة عدم التمايل و منكرا مع وجوده...
او هو الاختلاط السافر معروفا بوجه مثل وجوه الصّافي المحافظ على أداء النسك و الشعائر الدّينية و منكر لوجود العصاة...
او هو من المعروف بلباس الحاضرين و الحاضرات فما كان دون الركبة و فوق السرة فهو من المعروف الممدوح و ما عدا ذلك فمنكرا"...
او تلك الاغنية العراقية هي من البعض المجزّأ !!!
ثم قال المذيع يحسب نفسه قرطبي وقته و ابن كثير عصره و شوكاني زمانه فأقحم نفسه بحر المفسّرين فقال:
(لا بد من تأمين البديل و التغير عملا بقوله تعالى ( ان الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم) و قال هذا الكلام عقب تأييده لبعض ما تحتويه تلك المهرجانات.
كنا خلال الفترة التي مضت منغلقين مجتمعين على قول واحد ( لا للمهرجانات و الغناء) فلم يأت التغيير , فلنكن مع الغناء بصورة المعتدل عله يأتينا التغيير الربّاني...
لا بدّ من الانفتاح التّام فقد مللنا من طول الطّريق و كثرة الملومين و خير الامور أوسطها...
فلنقرّ مثل هذه المهرجانات و لنخاطب الشرائح المتعددة و عندها يأتينا التغيير...
أي تغيير هذا يا فهيم؟؟؟هلاّ سألت ان لم تحسن الجواب أو تعلمت ان لم تحسن السؤال...
فالى الله اشكوا بثّي و حزني...
ثم قال شيخ الحلقة( الكوبة هي الدّف) و هو مقر باباحتها و ربما بفرضيتها ...
و انا أسائله عن قول النبي صلى الله عليه و سلم ( ان الله حرّم الكوبة)
و اذا تأملنا هذا الدّف و قارناه بالدّف المشروع[12] الموقوت المحصور[13]فهل نجده هو هو!!!
ثم استقبل عبد الرزاق مكالمة هاتفية فكانت من ابي حمزة من فرقة الوعد الانشادية فقال ناقلا عن مذيع قناة الجزيرة الفضائية احمد حيث سأل القرضاوي عن الغناء و اشترط هذا الاخير خمسة شروط لاباحته, فاستحلفه احمد منصور المذيع ( هل يوجد اغنية انتفت عنها الشروط الخمسة) فقال : لا والله[14].
ثم قال ابو حمزة ( ان انشدت مع اناس ملتزمين التزم شروط الالتزام و ان كانت تختلف شرائحهم فلا بد ان اخاطب الناس على قدر عقولهم)
عملا بالحديث الضعيف كما جاء في فيض القدير ج: 3 ص: 378
خبر الحسن بن سفيان عن الحبر يرفعه أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم وسنده كما قال ابن حجر ضعيف جدا لا موضوع .
و لنفترض صحته فهل يعني هذا ان نكون مذبذبين تارة مع هؤلاء و تارة مع هؤلاء!!!
ثم قال المذيع او الضيف لم اعد اذكر القائل منهما:
( نصوص الشرعية فيها سعة كبيرة)
و كأن السّعة هذه تخوّلنا تحليل الحرام و تبريره!!!
او هي الاخرى حيث السّعة هذه كلها من شرع الله و شرع الله ليس فيه تناقض...( لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيرا ) الاية
ثم قال عبد الرزاق عن نفسه بأنه على منهج الكتاب و السنة و السلف
و لا حول و لا قوة الا بالله.
و اخيرا اذكّر الاخوة الكرام بأن من حسن حظ الضيف و المستضيف لم يحالفني الحظ الا مع أواخر المقابلة و الاّ لرأينا العجب العجاب و الله المستعان.
سوف ترسل هذه الرسالة الى الشخصين المذكورين و نحن على استعداد تام للتراجع عن مقولتنا هذه ان احسننا بوجود التوبة منهما علانية و الله من وراء القصد.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - و كم من عنوان تراه عينك و يخضع له قلبك و اذا هو بعنوان زائف يحمل اسم غيره و ينتسب الى غير أبيه و ملعون من انتسب الى غير أبيه و جاء الاسلام بهدم التبنّي....
[2] و هو ينتمي الى الجماعة الاسلامية و عضو في مجلس بلدية طرابلس.
[3] و في حقيقة الامر هو مطروح معنا و هدفا" و كيف لا يطرح و قد خولف فيه شرع الله تعالى.
[4] و هي عبارة عن حفل موسقي داعر و تخريجيّ ذاعر فقد اجتمع فيه من سفلة خلق الله ليتنافسوا على أفجر المناصب لنيل شهادة super star و بماذا؟؟ بالرقص و الغناء المجان و لا حول و لا قوة الا بالله.
و صادف ذلك في حين كانت الامة الاسلامية ينتهشها اعداؤها في مختلف انحاء جسدها الطاهر بعدما تكاتفوا على ضربها في مقتلها....فمن الشيشان و الى أفغانستان و فلسطين و أخيرا العراق....
و حدث هذا المهرجان السّاخط في وسط مدينة طرابلس حيث كان العلم قديما قرين العمل....
و تخلّل هذا الحفل – كما اعلمت- حشودا من مختلف الطوائف اللبنانية البغيضة مع الرقص السافر و الغناء الماجن و بحماية الجيش الباسل....و الله المستعان
[5] و لم يحالفني الحظّ ( او بل قد حالفهم ) حيث صادف حضوري نهاية البرنامج.
[6] و قد توسّعوا في ذلك فشملوا الطبل و المزهر و...
[7] أي عند اصحاب البدع...
[8] نزولا عند قوله صلى الله عليه و سلم كما في البخاري( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الايمان)
[9] ليس كلامنا هنا عن حسن البنا رحمه الله و ثمة فرق بين فكر الاول و الآخر....
[10] فلا يظن الظان ان تكسير الاقلام التي رفعت كما اخبر صلى الله عليه و سلم.
[11] و هو قبل ذلك اقرّ بالمهرجانات...
[12] شرعه صلى الله عليه و سلم في ايام العيد و الاعراس
[13] محصور على جنس من الناس دون سن التكليف...انظر لزما ( تحريم الآت الطرب...) لشيخنا الالباني رحمه الله.
[14] و هو القائل عن نفسه ( اني استمع لام كلثوم و غيرها...)
, من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له , و اشهد أن لا اله الاّ الله وحده لا شريك له
و اشهد أن محمدا" عبده و رسوله.
(يايها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاته و لا تموتنّ الاّ و انتم مسلمون)
(يايها النّاس اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بثّ منهما رجالا"
كثيرا" و نساء" و اتّقوا الله الذي تتساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا")
(يايها الذين آمنوا اتّقوا الله و قولوا قولا" سديدا", يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم
و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا" عظيما")
أما بعد:
فانّ اصدق الحديث كتاب الله و احسن الهدي هدي محمد و شرّ الأمور محدثاتها و كل محدثة
بدعة , و كل بدعة ضلالة , و كل ضلالة في النّار.
و بعد:
قضايا المجتمع برنامج اسبوعيّ يقدّمه الاخ عبد الرزاق الاسمر و هو برنامج يعالج قضايا المجتمع
كما يفهم من عنوانه[1] و لكنّ الامر يختلف اختلافا كبيرا"و بونا شاسعا"عندما تتربّع أمام العنوان و تستمع لضيفه الهمّام و انما هو ركام تحت ركام....
صادف سمعي لسان ضيف الحلقة فظننته ذاك العلم خلال مديح البدل و ثناء الحسن!!!
فكان الثناء بمثابة الوابل اصاب ارضا انما هي قيعان فلا تنبت الزرع و لا تحبس الماء أو هي أجادب حيث امسكت بعض الماء العكر فأنبت الزرع العفن فكانت وبالا" حيث ظنّ النفع و داء" حيث انحبس الدّواء....
أو هي الأخرى سيل احتمل زبدا" فمكث الزبد و ذهب و بقي ما يضرّ الناس.....
و ان شئت فقل كسراب حسبه الظمئان ماء"....
و ما اجمل عنوان البرنامج لو صادف مضمونا صافيا" و ما أزكاه لو حلّ مكانا زاكيا و لكن هيهات هيهات له ذلك...
فالمضمون كنافخ الكير فآذت البعيد برائحته و القريب بشرارته ...فظنناه الخير فكان شكا" و وهما" و وهنا" كخيط العنكبوت تحسبه لكثرة تشعبه محكما" و انما هو وهن على وهن....
فالمستضيف عبد الرزّاق و المضيف زكي صافي[2]....
و موضوع المطروح[3] معالجة قضية مهرجانات طرابلس[4]و قد تطرّق المذيع للتحدث[5] عن حكم الغناء و الدّفوف[6]و وجّه تلك الاسئلة لذاك الصغير المكبّر و بتنا نلتمس هذا العلم عند الاصاغر[7],فكلّفوا أنفسهم مناصب تذهل كل مرضعة لهوله عمّا أرضعت و تضع كل ذات حمل لعظمه حملها...
فأخذوا برخص العلماء و جمعوها و ظنّوها دينا و ليست هي من دين الله بشيء كما نصّ على ذلك من كانت له رخص و اعتبر جمعها و العمل بها من صفات الزّنادقة.
بل اشد من ذلك و أدهى أتوا ببدع من القول و حشروا أنفسهم في زمرة العلماء....
فكان البرنامج دعاية لذاك المهرجان في وقت أصبح المنكر فيه معروفا و الخائن مأتمنا" ...
فكانت حلول القضايا الواضحة الحكم, الجليّة النصّ, يستضاف من أجلها اناس معتدلين بل منحرفين بحجة خاطبوا الناس على قدر عقولهم...فيا للهول من هذا الكلام السّام...
ذهبت تلك المهرجانات من دون عودة و كانت تلك المقابلة في شعبان , الشهر الذي بين رجب و رمضان حيث يغفل عنه الناس, وقد عرفنا من تجارب سابقة و سمعنا بدور هي أشبة بدور العري تقام على أرض طرابلس في رمضان المسلمين و تدعى خيم رمضانية...أكان هذا البرنامج الذي احلّ دبر تلك المهرجانات و قبل(و بضم القاف و الباء و بفتح الام) خيم رمضان تقريرا مثل تلك الخيم!!!
أو هو طعم في المكان المناسب و الوقت الملائم لابناء هذه الأمة التي لا تقرّ الباطل و لا تقيم لأهله وزنا....
وأيّ يكن فكلاهما منكر يجب ازالته بالطرق الشرعية الثلاثة على الترتيب[8] المنصوص عليه , و دين الله واضح لا يقبل ان نداهن فيه و من فعل ذلك فليتب قبل ان يحول بينه و بين التوبة امّا بموت أو بشروق الشمس من مغربها...
فكان البرنامج دعاية لوضع السمّ في الدّسم و لذا اختار المذيع ربيب حسن البنا – رحمه الله- [9] فقرّر ما هو مفرغ منه بخلاف ما جفّت عليه الصّحف و تكسّرت دونه الاقلام[10] فخلط بين الخبيث و الخبيث....
فالناس في ادبار من الدين و اقبال الى الدنيا فارتاحوا لبرنامج يقرر ادبارهم و اقبالهم فضلّوا و أضلوا...
و هذه اهل البدع و الأهواء فيتستّرون تحت غطاء الاقتداء و المتابعة و لسان حالهم ما لنا و لقرون مضت و لعصور انقرضت...
فنالوا اعجاب المرجفين و كانوا لهم الحصن المنيع و الركن الشديد ...
فلولا تستّروا بلباس ( لا اعلم) و تزيّنوا بجلباب ( قال الله و قال رسوله) لنالوا تزكية المعتبرين و ثناء الموحّدين و لا يجتمع ثناء هذا و لا ذاك و هذا نذير مبين...
فالفاسق لا يحسن الثناء و المديح الاّ على من قاصمه صفة فاكثر و قاسم المشترك بينهما اتّحاد الهدف....
و ممّا قاله ذاك الزكيّ و جعله ذريعة لتبرير مثل هذه المهرجانات ( طرابلس متعددة الشرائح...)
و اذ كان ذلك كذلك فهل يلزمنا التنازل عن مبادئ ديننا للحجّة نفسها؟؟
ام هو التقارب الدّيني شعار ابناء حسن البنا؟؟
هم ينادون صباحا مساء" حول ملتقى هذا التقارب لجميع الشرائح المتباعدة المتنافرة...
ام كيف يكون التقارب هذا بين اهل السنة و اهل البدعة فضلا عن اهل الكتاب...او على ماذا نتقارب؟؟
و هل يكون التّقارب هذا الاّ بتعطيل بعض الأسس و القواعد...
و بماذا نتقارب مع الرافضة....باقرارهم بشتم الصحابة و التنقص منهم...
أو بماذا نتقارب الى النصارى...باقرارهم بعقيدة الثالوث او بجحود نبوة خاتم الرسل؟؟؟
هذه عقائدهم تربوا عليها و فطموا بعد حولين كاملين من الرّضاعة فلا يقبلون بالتّنازل عنها و ربما خدعونا بتقيّتهم حيث هي عندهم اصل من اصولهم...
ثم قال ذاك الصّافي ( العقل السليم يرفض[11] مثل ذلك المهرجانات...) فأقر بلسانه المولود على الفطرة و انما صاحبه يهوّده أو ينصّره أو يعلّمنه...
و كلامه هذا يدل على شيئين اثنين لا ثالث لهما:
فاما ان يكون عقله اختلط و تغيّر و عندها كلامه مردود و مطروح في زمن الاختلاط باتّفاق اهل الحديث.
و اما ان يكون كلامه هذا نابع من طرف لسانه و لذا تناقض مع قوله السّابق المسبّق....
ثم قال ليصفّي ماء وجهه ( و كانت المهرجانات تصبّ لخدمة المسلمين...فقاطعه عبد الرزّاق قائلا"- كانت هناك اغنية لشعب العراقي فألهبت الجماهير...)
فالغاية عندهم تبرر الوسيلة...فالمهم خدمة المسلمين بغضّ النظر عن شكل و رسم هذا الخادم...
و لو ذهبت اصواتنا من كثرة ارتفاعها و تقطّعت عروقنا تبعا" لأصواتنا ماذا نكون قد حققنا لهذا الدّين و قدّمنا له غير صراخ الضعيف و عويل البليد...
و ما هو النفع المجدي لاغنية من راقص أو سافر مخنّث للمقاومة العراقية...كفى وقاحة و سخرية....
ثم زكّى قوله على حدّ زعمه فقال( نعم تلك المهرجانات تحتوي على بعض المنكر...)
و انتبه اخي القارئ الى قوله ( بعض) للتجزئة ,فيا للعجب...
و كلامه هذا المزكّى يصبّ في تأييده لمثل هذه المهرجانات بل و اكثر من ذلك تقريره لوجود بعض المعروف فيها!!!
هل اصبحت الموسيقى الصّاخبة من المعروف او من بعضه؟؟؟
او الّرقص بعضه منكرا" و بعضه معروفا" بحسب القرائن فيكون معروفا
بحالة عدم التمايل و منكرا مع وجوده...
او هو الاختلاط السافر معروفا بوجه مثل وجوه الصّافي المحافظ على أداء النسك و الشعائر الدّينية و منكر لوجود العصاة...
او هو من المعروف بلباس الحاضرين و الحاضرات فما كان دون الركبة و فوق السرة فهو من المعروف الممدوح و ما عدا ذلك فمنكرا"...
او تلك الاغنية العراقية هي من البعض المجزّأ !!!
ثم قال المذيع يحسب نفسه قرطبي وقته و ابن كثير عصره و شوكاني زمانه فأقحم نفسه بحر المفسّرين فقال:
(لا بد من تأمين البديل و التغير عملا بقوله تعالى ( ان الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم) و قال هذا الكلام عقب تأييده لبعض ما تحتويه تلك المهرجانات.
كنا خلال الفترة التي مضت منغلقين مجتمعين على قول واحد ( لا للمهرجانات و الغناء) فلم يأت التغيير , فلنكن مع الغناء بصورة المعتدل عله يأتينا التغيير الربّاني...
لا بدّ من الانفتاح التّام فقد مللنا من طول الطّريق و كثرة الملومين و خير الامور أوسطها...
فلنقرّ مثل هذه المهرجانات و لنخاطب الشرائح المتعددة و عندها يأتينا التغيير...
أي تغيير هذا يا فهيم؟؟؟هلاّ سألت ان لم تحسن الجواب أو تعلمت ان لم تحسن السؤال...
فالى الله اشكوا بثّي و حزني...
ثم قال شيخ الحلقة( الكوبة هي الدّف) و هو مقر باباحتها و ربما بفرضيتها ...
و انا أسائله عن قول النبي صلى الله عليه و سلم ( ان الله حرّم الكوبة)
و اذا تأملنا هذا الدّف و قارناه بالدّف المشروع[12] الموقوت المحصور[13]فهل نجده هو هو!!!
ثم استقبل عبد الرزاق مكالمة هاتفية فكانت من ابي حمزة من فرقة الوعد الانشادية فقال ناقلا عن مذيع قناة الجزيرة الفضائية احمد حيث سأل القرضاوي عن الغناء و اشترط هذا الاخير خمسة شروط لاباحته, فاستحلفه احمد منصور المذيع ( هل يوجد اغنية انتفت عنها الشروط الخمسة) فقال : لا والله[14].
ثم قال ابو حمزة ( ان انشدت مع اناس ملتزمين التزم شروط الالتزام و ان كانت تختلف شرائحهم فلا بد ان اخاطب الناس على قدر عقولهم)
عملا بالحديث الضعيف كما جاء في فيض القدير ج: 3 ص: 378
خبر الحسن بن سفيان عن الحبر يرفعه أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم وسنده كما قال ابن حجر ضعيف جدا لا موضوع .
و لنفترض صحته فهل يعني هذا ان نكون مذبذبين تارة مع هؤلاء و تارة مع هؤلاء!!!
ثم قال المذيع او الضيف لم اعد اذكر القائل منهما:
( نصوص الشرعية فيها سعة كبيرة)
و كأن السّعة هذه تخوّلنا تحليل الحرام و تبريره!!!
او هي الاخرى حيث السّعة هذه كلها من شرع الله و شرع الله ليس فيه تناقض...( لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيرا ) الاية
ثم قال عبد الرزاق عن نفسه بأنه على منهج الكتاب و السنة و السلف
و لا حول و لا قوة الا بالله.
و اخيرا اذكّر الاخوة الكرام بأن من حسن حظ الضيف و المستضيف لم يحالفني الحظ الا مع أواخر المقابلة و الاّ لرأينا العجب العجاب و الله المستعان.
سوف ترسل هذه الرسالة الى الشخصين المذكورين و نحن على استعداد تام للتراجع عن مقولتنا هذه ان احسننا بوجود التوبة منهما علانية و الله من وراء القصد.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - و كم من عنوان تراه عينك و يخضع له قلبك و اذا هو بعنوان زائف يحمل اسم غيره و ينتسب الى غير أبيه و ملعون من انتسب الى غير أبيه و جاء الاسلام بهدم التبنّي....
[2] و هو ينتمي الى الجماعة الاسلامية و عضو في مجلس بلدية طرابلس.
[3] و في حقيقة الامر هو مطروح معنا و هدفا" و كيف لا يطرح و قد خولف فيه شرع الله تعالى.
[4] و هي عبارة عن حفل موسقي داعر و تخريجيّ ذاعر فقد اجتمع فيه من سفلة خلق الله ليتنافسوا على أفجر المناصب لنيل شهادة super star و بماذا؟؟ بالرقص و الغناء المجان و لا حول و لا قوة الا بالله.
و صادف ذلك في حين كانت الامة الاسلامية ينتهشها اعداؤها في مختلف انحاء جسدها الطاهر بعدما تكاتفوا على ضربها في مقتلها....فمن الشيشان و الى أفغانستان و فلسطين و أخيرا العراق....
و حدث هذا المهرجان السّاخط في وسط مدينة طرابلس حيث كان العلم قديما قرين العمل....
و تخلّل هذا الحفل – كما اعلمت- حشودا من مختلف الطوائف اللبنانية البغيضة مع الرقص السافر و الغناء الماجن و بحماية الجيش الباسل....و الله المستعان
[5] و لم يحالفني الحظّ ( او بل قد حالفهم ) حيث صادف حضوري نهاية البرنامج.
[6] و قد توسّعوا في ذلك فشملوا الطبل و المزهر و...
[7] أي عند اصحاب البدع...
[8] نزولا عند قوله صلى الله عليه و سلم كما في البخاري( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الايمان)
[9] ليس كلامنا هنا عن حسن البنا رحمه الله و ثمة فرق بين فكر الاول و الآخر....
[10] فلا يظن الظان ان تكسير الاقلام التي رفعت كما اخبر صلى الله عليه و سلم.
[11] و هو قبل ذلك اقرّ بالمهرجانات...
[12] شرعه صلى الله عليه و سلم في ايام العيد و الاعراس
[13] محصور على جنس من الناس دون سن التكليف...انظر لزما ( تحريم الآت الطرب...) لشيخنا الالباني رحمه الله.
[14] و هو القائل عن نفسه ( اني استمع لام كلثوم و غيرها...)