تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كلام أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه لعمر رحمه اللَّه حين استخ



منير الليل
10-17-2002, 03:34 AM
إني مستخلفُك مِن بعدي ومُوصِيكَ بتقوى اللَّه إنَّ للَّه عملاً بالليل لا يقبله بالنهار وعملاً بالنّهار لا يقبلهُ باللَّيل وإنّه لا يَقْبَلُ نافلةً حتّى تُؤَدَّى الفريضة وإنَّما ثقُلت موازينُ مَن ثقلت موازينه يومَ القيامة باتباعهم الحقَّ في الدنيا وثِقَله عليهم وحُقَّ لميزانٍ لا يوضع فيه إلاّ الحقّ أن يكون ثقيلاً وإنّما خَفت موازين مَن خفت موازينُه يوم القيامة باتباعهم الباطل وخِفّته عليهم في الدنيا وحُقَّ لميزان لا يوضَع فيه إلاّ الباطل أن يكون خفيفاً إنَّ اللَّه ذَكَرَ أهل الجنّة فَذَكَرهم بأحسنِ أعمالهم والتجاوُزِ عن سيّئاتهم فإذا ذكرتُهم قلتُ‏:‏ إنِّ أخافُ ألاّ أكون من هؤلاء وذَكَر أهل النار فذكَرهم بأسوأ أعمالهم ولم يذكر حسناتهم فإذا ذكرتُهم قلتُ‏:‏ إنِّ لأرجو ألا أكون من هؤلاء وذكَرَ آية الرحمة مع آية العذاب ليكون العبدُ راهباً ولا يتمنَّى على اللَّه إلاّ الحق ولا يُلِقي بيده إلى التّهْلُكة فإذا حفِظتَ وصيَّتي فلا يكوننَّ غائب أحبَّ إليك من الموت وهو آتِيك وإن ضيَّعتَ وصيَّتي فلا يكونَنَّ غائب أبغض إليك من الموت ولَسْتَ بمعجِزِ اللَّه وأوصى عمرَ الخليفَة من بعده فقال‏:‏ أُوصِيكَ بتقوى اللَّه لا شريك له وأوصيك بالمهاجرين الأوَّلينَ خيراً‏:‏ أن تعرِف لهم سابقتهم وأوصيك بالأنصار خيراً فاقبَلْ من مُحسنهم وتجاوَزْ عن مُسيئهم وأُوصيك بأهل الأمصار خيراً فإنّهم رِدْءُ العدُوّ وجُبَاة الأموال والفَيء لا تحمِلْ فيئَهم إلاّ عن فضلٍ منهم وأوصيك بأهل البادية خيراً فإنّهم أصلُ العرب ومادّة الإسلام‏:‏ أَنْ تأخُذَ من حواشي أموال أغنيائهم فتُردَّ على فقرائهم وأوصيك بأهل الذّمّة خيراً‏:‏ أن تُقاتِلَ مِن ورائهمْ ولا تكلِّفَهم فوق طاقتهم إذا أدَّوْا ما عليهم للمؤمنين طَوعاً أو عن يدٍ وهم صاغِرون وأُوصِيك بتقوى اللَّه وشدّة الحذَر منه ومخافةِ مَقْته أنْ يطَّلع منك على ريبة وأُوصيك أن تَخشى اللَّه في الناس ولا تخشى النَّاسَ في اللَّه وأوصِيك بالعدل في الرّعية والتفرُّغ لحوائجهم وثغورهم ولا تُؤثِر غنيَّهُم على فقيرهم فإنّ ذلك - بإذنِ اللَّه - سلامةٌ لقلبِك وحَطٌّ لوِزْرِك وخيرٌ في عاقبة أمرك حتّى تُفضِيَ من ذلك إلى مَن يعرف سريرتَك ويحول بينك وبين قلبك وآمُرُك أن تشتدَّ في أمْر اللَّه وفي حُدودِه ومعاصيه على قريب الناس وبعيدِهم ثم لا تأخُذَك في أحدٍ الرّأفةُ حتّى تنتهكَ منه مثل ما انتَهكَ من حُرَمِه واجعل النّاس سواءً عندَك لا تبالي عَلَى مَن وجب الحق ولا تأخُذْكَ في اللَّه لومة لائم وإياك والأثَرَة والمحاباة فيما وَلاّك اللَّه مما أفاء اللَّه على المؤمنين فتجُورَ وتَظلِمَ وتَحرِمَ نفسك من ذلك ما قد وسَّعه اللَّه عليك وقد أصبحتَ بمنزلةٍ من منازل الدُّنيا والآخرة فإن اقترفت لدُنياك عدلاً وعِفّة عمّا بسط اللَّه لك اقترفت به إيماناً ورضواناً وإن غَلبك عليه الهوى ومالت بك شهوةٌ اقترفْتَ به سُخطَ اللَّه ومعاصَيَه وأُوصِيك ألاّ ترخِّصَ لنفْسك ولا لغيرِك في ظُلم أهل الذّمَة وقد أوصيتُك وحضَضْتُك ونصحت لك أبتغي بذلك وجهَ اللَّه والدارَِ الآخرة واخترتُ من دِلالتك ما كنتُ دالاًّ عليه نفسي وولَدي فإن علمتَ بالذي وعظتُك وانتهيتَ إلى الذي أمرتُك أَخذتَ به نصيباً وافياً وحظّاً وافراً وإنْ لم تقبَل ذلك ولم يَهُمَّك ولم تُنزِلْ معاظم الأمور عند الذي يرضى اللَّه به عنك يكن ذلك بك انتقاصاً ورأيُك فيه مدخولاً لأنّ الأهواء مشتركة ورأسُ كلِّ خطيئة والدّاعي إلى كل هَلَكة إبليسُ وقد أضلّ القرونَ السالفةَ قبلكَ فأورَدَهم النَّار ولبئس الثَّمَنُ أن يكونَ حظَّ امرئ موالاةً لعدوّ اللَّه والداعي إلى مَعاصيه ثم اركَب الحقَّ وخُضْ إليه الغَمَرات وكنْ واعظاً لنفسك وأنشُدُك اللَّهَ لَمّا ترحَمتَ على جماعة المسلمين فأجْلَلت كبيرَهم وَرحِمْتَ صغيرَهم ووقَّرْت عالمهم ولا تضرِبْهُم فيذِلّوا ولاتستأثِرْ عليهم بالفَيء فتُغضِبَهم ولا تَحْرِمْهم عطاياهم عند مَحَلّها فتُفقِرهم ولا تَجمِّرْهم في البُعوث فتقطَعَ نَسلَهم ولا تجعل المالَ دُولةً بين الأغنياءِ منهم ولا تغلقْ بابَك دونَهم فيأكُلَ قويُّهم ضعيفَهم هذه وصيّتي إيَّاك وأُشْهِدُ اللَّه عليك وأَقرَأُ عليك السلام

مجاهده
10-17-2002, 11:26 AM
ما اروعها من كلمات.......بارك الله بك اخيup