تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مئة عالم ومفكر يناقشون في عمان مفهوم "الوسطية"



no saowt
06-27-2004, 08:35 PM
اختلف علماء وباحثون عرب ومسلمون على الوصول إلى توصيف واحد لمفهوم "الوسطية" وهم يناقشون هذا المفهوم ومدى ارتباطه بالإسلام على مستويي النظرية والتطبيق في مؤتمر يعقد في عمان لهذه الغاية.

ففي أولى جلسات مؤتمر"الوسطية في الإسلام بين النظرية والممارسة"، رأى باحثون أن مفهوم الوسطية إنما يفضي إلى التميز والفرادة، فيما رأى آخرون فيه معنى الاعتدال والتوازن، ورأى أتباع "حزب التحرير" المحظور في الأردن، أن الوسطية هي "للأمة لا الدين" واعتمد كل منهم في تفسيره على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ذاتها.

وأثار وزير الإرشاد والأوقاف السوداني عصام البشير، انتباه المشاركين عندما لفت إلى أن الابتعاد عن الوسطية تسبب ببروز مجموعة من الاختلالات في فكرنا المعاصر، "حصرها في خمسة تيارات سائدة هذه الأيام، هي: التيار الانتحاري (التفجير) وهو من أهم التيارات السائدة الذي انتقل أصحابه من فكر التكفير إلى فكر التفجير.

ورأى على تيار الوسطية تجفيف منابع الغلو لهذا التيار، مؤكدا أن المعالجة الأمنية وحدها غير قادرة على تصحيح الأفكار المتعلقة به وان المعالجة الفكرية هي الأقدر على تصحيح الأفكار الخاطئة التي يحملها أصحاب هذا التيار.

ثاني هذه التيارات هو الفكر"الامجادي" الذي يؤمن أصحابه ان الصواب انتهى إلى حيث انتهى الاقدمون من المسلمين ويرفضون فكرة المعاصرة والتطور بالفكر واستشراف المستقبل.

التيار الثالث هو الفكر"الانعزالي أو الانكفائي" وأصحابه الذين تقوقعوا وانعزلوا لا يرون أن الحواجز أزيلت وتجاوزت حدود الزمان والمكان في ظل ثورة المعلومات والاتصال التي لم تترك من سبيل للعزلة والانكفاء.

والتيار الرابع هو"التيار الاجتهادي" الذي يلتفت الى الجزئيات وانشغل بقضايا تجاوزها الزمان ويستدعي مشكلات التاريخ ويبدد مقدرات الأمة بما يجعلها تغيب عن القضايا المهمة والمعاصرة ويشتغل بالنوافل ويهمل الفرائض والفروع وليس الأصول.

والتيار الأخير هو "الانبهاري" الذي انبهر بكل ما أتى به الغرب دون التدقيق في الثوابت والخصوصية الحضارية والذين يريدون من الجميع سلوك طريق الغرب دون التدقيق في تلك الثوابت بحجة التجديد والمعاصرة.

ودعا البشير المنضوين في تيار الوسطية إلى العمل في اطار الثبات على الأهداف والمـرونة في الوسائــل المعاصرة والاصالة ودون ترهل او تعجل، على معالجة اختلالات الفكر هذه وإحياء المصالحة الشاملة شرطاً لتحقيق النهضة التنموية بالجانبين الروحي والمادي والإيمان بالتعددية التشريعية والثقافية كنوع من الإثراء لا التشرذم. وقال ان "دعوتنا في الشرق الأوسط للإصلاح يجب ان تكون نابعة من إرادتنا وعقيدتنا وثوابتنا وفق إطار الوسطية".