أم ورقة
06-15-2004, 03:27 AM
المثقف" و "البرامج الحوارية"
اراقب بإستياء و قرف إنحدار المستوى في معظم البرامج الحوارية، و بإزدراء شديد خفة و سطحية بعض الذين يطرحون على الساحة على أنهم "المثقفون"، متصدرين الوسائل الإعلامية بزعم نشر الوعي و إيجاد حلول للمشكلات المفصلية التي يغرق فيها المجتمع و تحول دون تقدمه. لن أطيل في هذا السياق و سأحاول أن أبحث عن الصفات التي يجب أن تتوفر كحد أدنى في من يصطلح على تسميتهم ب "المثقفين"، ثم سأعكف باختصار على توضيح أهم المشكلات التي تعيق "البرامج الحوارية" عن القيام بمساهمتها في النهوض بالمجتمع الإنساني.
إختلفت تعريفات الفلاسفة للمثقفين، فهناك مذهب يرى أنهم : " شريحة واسعة من المجتمع ينضوي تحت لوائها أي شخص يعمل في أي حقل من حقول المعرفة"، و هناك مذهب آخر يعرفهم بأنهم: "طائفة نخبوية من الحكماء تتمتع بموهبة إستثنائية مصقولة بحس أخلاقي رفيع وضعت نصب عينيها إحياء ضمير الإنسانية". بعد بحث طويل رأيت أن التعريف الثاني هو الأدق و الأقرب إلى المنطق، خاصة عندما يعرض هؤلاء "المثقفون" على أنهم القائمون على حل مشاكل المجتمع. و فيما يلي سأوجز بعض الصفات التي يجب أن تتوفر(كحد أدنى) في من يطرح\ يطرح نفسه على أنه مثقف:
- المعرفة الأكاديمية و الإلمام إلماماً تاماً بالمادة العلمية التي يخوض فيها.
- المصداقية و الأمانة في نقل الأدلة و الشواهد.
- الشفافية في الطرح.
- الإستعداد لتقبل النقد العلمي، و الرجوع عن الأخطاء في حالة ثبوتها.
بعد أن تطرقت بإيجاز إلى المثقفين أنتقل إلى البرامج الحوارية فأقول:
لا يخفى على أحد الإنتشار الواسع للوسائل الإعلامية، و تأثيرها الملموس على المجتمع، وبالتسلسل و سائل الإعلام المرئية، تليها المسموعة، فالمكتوبة إلكترونياً، إلى المطبوعة ورقياً. و تحظى البرامج الحوارية (حسب تحليلي) بالمرتبة الأولى في التأثير على معظم طبقات المجتمع. لذا يجب إستغلالها في نشر الوعي، و محاولة إيجاد حلول لمشكلات المجتمع. وأرى أنه كحد أدنى لنجاح البرنامج لا بد من توفر العناصر التالية:
- حسن إنتخاب الضيوف
- الوصول إلى نتيجة.
تترك معظم البرامج الحوارية المشاهد تائها، وغالباً ما يختم المقدم البرنامح دون أن يوصل الضيف فكرته الكاملة متذرعاً بإنتهاء الوقت المخصص. و هذه نقيصة في البرامج الحوارية اليوم، فالهدف هو الوصول إلى حل للمشكلة المطروحة، و ما لم يستكمل الضيوف طرح أفكارهم بشكل كامل، يفقد البرنامج نجاحه، و يتحول من برنامج هادف إلى محض ساعة تلفزيونية تجارية رخيصة. لذا يجب أن يدرس وقت البرنامج بشكل دقيق بحيث يوفر الوقت الكافي لطرح الأفكار بالكامل، مع إبقاء إحتمال تمديد وقت البرنامج قائماً حتى الوصول إلى الهدف المنشود.
-إستخدام إستطلاعات الرأي و التصويت.
في حال إستخدمت هذه الوسيلة، لا بد من طرح حجم العينة و نوعيتها (3000 صوت لشباب في الثامنة عشرة من العمر تختلف عن 3000 صوت لرحال محنكين). و لا بد للمشاهد من معرفة أن هذه الوسائل و في أحسن حالاتها لن تعطي الصورة الدقيقة عن رأي الشارع.
فيما سبق أوضحت مواطن الخلل التي رأيت أنها تهبط بمستوى الإعلام الهادف، أضعها نصب عينيك لتقيمها. و تذكر دوماً، في النهاية أنت من تمسك بجهاز التحكم، هم يعرضون صحيح، و لكنك أنت المشاهد، لا أحد يجبرك على متابعة البرامج الإستهلاكية الرخيصة، و لا أحد يجبرك على أن تكون شاهد زور على حالة العهر الفكري تلك، إن لم تجد ما يفيدك فعليك بذاك "الزر الأحمر الكبير"، و أبحث عن ضالتك في كتاب أو حتى قصاصة ورق أصفر شاحبة.
بقلم أخي- حفظه الله
اراقب بإستياء و قرف إنحدار المستوى في معظم البرامج الحوارية، و بإزدراء شديد خفة و سطحية بعض الذين يطرحون على الساحة على أنهم "المثقفون"، متصدرين الوسائل الإعلامية بزعم نشر الوعي و إيجاد حلول للمشكلات المفصلية التي يغرق فيها المجتمع و تحول دون تقدمه. لن أطيل في هذا السياق و سأحاول أن أبحث عن الصفات التي يجب أن تتوفر كحد أدنى في من يصطلح على تسميتهم ب "المثقفين"، ثم سأعكف باختصار على توضيح أهم المشكلات التي تعيق "البرامج الحوارية" عن القيام بمساهمتها في النهوض بالمجتمع الإنساني.
إختلفت تعريفات الفلاسفة للمثقفين، فهناك مذهب يرى أنهم : " شريحة واسعة من المجتمع ينضوي تحت لوائها أي شخص يعمل في أي حقل من حقول المعرفة"، و هناك مذهب آخر يعرفهم بأنهم: "طائفة نخبوية من الحكماء تتمتع بموهبة إستثنائية مصقولة بحس أخلاقي رفيع وضعت نصب عينيها إحياء ضمير الإنسانية". بعد بحث طويل رأيت أن التعريف الثاني هو الأدق و الأقرب إلى المنطق، خاصة عندما يعرض هؤلاء "المثقفون" على أنهم القائمون على حل مشاكل المجتمع. و فيما يلي سأوجز بعض الصفات التي يجب أن تتوفر(كحد أدنى) في من يطرح\ يطرح نفسه على أنه مثقف:
- المعرفة الأكاديمية و الإلمام إلماماً تاماً بالمادة العلمية التي يخوض فيها.
- المصداقية و الأمانة في نقل الأدلة و الشواهد.
- الشفافية في الطرح.
- الإستعداد لتقبل النقد العلمي، و الرجوع عن الأخطاء في حالة ثبوتها.
بعد أن تطرقت بإيجاز إلى المثقفين أنتقل إلى البرامج الحوارية فأقول:
لا يخفى على أحد الإنتشار الواسع للوسائل الإعلامية، و تأثيرها الملموس على المجتمع، وبالتسلسل و سائل الإعلام المرئية، تليها المسموعة، فالمكتوبة إلكترونياً، إلى المطبوعة ورقياً. و تحظى البرامج الحوارية (حسب تحليلي) بالمرتبة الأولى في التأثير على معظم طبقات المجتمع. لذا يجب إستغلالها في نشر الوعي، و محاولة إيجاد حلول لمشكلات المجتمع. وأرى أنه كحد أدنى لنجاح البرنامج لا بد من توفر العناصر التالية:
- حسن إنتخاب الضيوف
- الوصول إلى نتيجة.
تترك معظم البرامج الحوارية المشاهد تائها، وغالباً ما يختم المقدم البرنامح دون أن يوصل الضيف فكرته الكاملة متذرعاً بإنتهاء الوقت المخصص. و هذه نقيصة في البرامج الحوارية اليوم، فالهدف هو الوصول إلى حل للمشكلة المطروحة، و ما لم يستكمل الضيوف طرح أفكارهم بشكل كامل، يفقد البرنامج نجاحه، و يتحول من برنامج هادف إلى محض ساعة تلفزيونية تجارية رخيصة. لذا يجب أن يدرس وقت البرنامج بشكل دقيق بحيث يوفر الوقت الكافي لطرح الأفكار بالكامل، مع إبقاء إحتمال تمديد وقت البرنامج قائماً حتى الوصول إلى الهدف المنشود.
-إستخدام إستطلاعات الرأي و التصويت.
في حال إستخدمت هذه الوسيلة، لا بد من طرح حجم العينة و نوعيتها (3000 صوت لشباب في الثامنة عشرة من العمر تختلف عن 3000 صوت لرحال محنكين). و لا بد للمشاهد من معرفة أن هذه الوسائل و في أحسن حالاتها لن تعطي الصورة الدقيقة عن رأي الشارع.
فيما سبق أوضحت مواطن الخلل التي رأيت أنها تهبط بمستوى الإعلام الهادف، أضعها نصب عينيك لتقيمها. و تذكر دوماً، في النهاية أنت من تمسك بجهاز التحكم، هم يعرضون صحيح، و لكنك أنت المشاهد، لا أحد يجبرك على متابعة البرامج الإستهلاكية الرخيصة، و لا أحد يجبرك على أن تكون شاهد زور على حالة العهر الفكري تلك، إن لم تجد ما يفيدك فعليك بذاك "الزر الأحمر الكبير"، و أبحث عن ضالتك في كتاب أو حتى قصاصة ورق أصفر شاحبة.
بقلم أخي- حفظه الله