تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دواء الاكتئاب من صيدلية محمد.........



aboumoujahed
06-08-2004, 07:57 PM
الدكتور الشيخ يوسف عبد الله القرضاوي
المفتي



نص الإجابة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد
ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء:
لا يوجد في الدنيا داء عضال لا دواء له، ولا شفاء منه، فقد أخبرنا رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، أن الله تعالى ما أنزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من عمله، وجهله من جهله، فإذا أصاب الدواء الداء برأ بإذن الله تعالى.
وهذا ينطبق على الأدواء العضوية، والأدواء النفسية سواء، بل هو يشمل الأدواء الفردية، والأدواء الاجتماعية، فكلها قابلة للشفاء بإذن الله، إذا أصبنا دواءها.
وداؤك أيها الأخت لا يخرج عن هذه القاعدة الكلية، ودواؤه موجود في صيدلية الإسلام ذاته.

ولكن أي مريض لا يشفى من دائه إلا بشروط:
1- أن يجد الدواء المناسب لدائه.
2- أن يستخدم هذا الدواء بالفعل، كما وصفه الطبيب كمًا وكيفًا ووقتًا، دون إخلال نسبي منه.
3- أن يكون المحل قابلاً لهذا الدواء ، غير رافض له.
4- أن يصبر على العلاج، ويستمر في تناول الدواء، ولا يستعجل النتيجة.
5- أن يكون موقنًا بخبرة الطبيب، ونجاعة دوائه، آملاً في الشفاء.

وأود أن أبين لابنتنا السائلة أن الذي تشكو منه ليس شيئًا نادر الوقوع، بل هو – للأسف- مرض من أمراض هذا العصر، الذي نعم الناس فيه بالرفاهية، واستطاع الإنسان فيه أن يصعد القمر، ولكنه لم يستطع أن يسعد نفسه على وجه الأرض.

إن عصرنا هذا يسمونه (عصر القلق) أو (عصر الاكتئاب) أو (عصر اليأس) أو ما شئت من هذه الأمراض التي تدخل كلها في إطار الأمراض النفسية التي انتشرت انتشارًا حافلاً، وأكثر الناس حظًا منها بلاد التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل، فجل الناس مصابون بمرض أو بآخر من هذه السلسلة.
ونحن- المسلمين -أقل الناس نصيبا من هذه الأمراض، وإن لم يخل من بيننا من يشكو، مثل ما تشكين.
دواء الاكتئاب من الصيدلية المحمدية:
أما دواؤك، فهو موجود – بتوفيق الله- في الصيدلية القرآنية النبوية، وتتلخص هذه الوصفة الدوائية أو (الروشتة) الدينية، في الخطوات التالية:
أولاً: الاعتصام بالله تعالى واللجوء إليه، والتحصن بحصنه الحصين، والأمل في فضله، والرجاء في رحمته، هذا هو الأصل ؛ أن يضع الإنسان نفسه في يد مولاه عز وجل، وأن يؤمن بأنه لن يضيعه، ولن يتخلى عنه، وأنه أبر به من نفسه، وأرحم به من أمه وأبيه، ولا ييأس من روحه أبدًا، ولا يقنط من رحمته أبدًا، "فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، ولا يقنط من رحمة ربه إلا الضالون"
إن الله تعالى لا يستعصي عليه مرض، ولا مشكلة مادية ولا معنوية، فكم من مريض شفاه، وكم من فقير أغناه، وكم من سائل أعطاه، وكم من مشرف على الهلاك نجاه، وكم من ضال هداه، وكم من مشرد آواه، وكم من ضعيف قواه، وكم من مبتلي عافاه، وكم من … وكم… فهو سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

ألم تر كيف كشف غمة يعقوب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وجمع بينه وبين أولاده، حين قال: "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله" "فصبر جميل، عسى الله أن يأتيني بهم جميعًا، إنه هو العليم الحكيم" [يوسف:] ألم تر كيف كشف الضر عن أيوب، بعد مرض طويل، "إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين" فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر ووهبنا له أهله ومثلهم معهم، رحمة من عندنا وذكرى للعابدين" [الأنبياء: ].
ألم تر كيف استجاب ليونس (ذي النون) بعد أن التقمه الحوت، ونادى في الظلمات: ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت: "أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين" [الأنبياء: ]

ألم تر كيف استجاب لزكريا "إذ نادى ربه: رب لا تذرني فردًا، وأنت خير الوارثين، فاستجبنا له، ووهبنا له يحيى، وأصلحنا له زوجه، إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين" [الأنبياء: ].

ألم تر كيف استجاب لإبراهيم دون أن يدعوه، بل قال حين ألقي في النار: "حسبي الله ونعم الوكيل" هكذا كان ذكر إبراهيم ، فقال الله للنار" كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم" [الأنبياء: ].

ألم تر كيف نصر الله سيدنا محمدًا عليه الصلاة والسلام يوم أخرجه الذين كفروا من بلده أحب بلاد الله إلى الله، وأحب بلاد الله إليه: "ثاني اثنين إذ هما في الغار، إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها، وجعل كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمة الله هي العليا، والله عزيز حكيم" [التوبة:]
هذه الثقة الوطيدة بالله هي بداية الحل، وهي المشعل الذي يضئ الطريق، إن يحط المرء أعماله وأفعاله على باب الله، ويتمرغ على عتبته، ولا يبرح هذا الباب أبدًا، فهو سبحانه لا يرد من طرق بابه، وخصوصًا إذا دعاه دعاء المضطر الذي لا يلجأ له من الله إلا إليه، ولا جناب يلوذ به إلا جنابه، فهو يدعو بحرقة وحرارة واضطرار وافتقار. وليعلم أن أشد ساعات الليل ظلمة وسوادًا، هي السويعات التي تسبق ابتلاج الفجر، وأن سنة الله أن يجعل بعد العسر يسرًا، وبعد الضيق فرجًا، وقد قال الشاعر:

ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعًا، وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت، وكنت أظنها لا تفرج






هذا الموضوع في حلقات

ابن البلد
06-13-2004, 06:33 PM
ولكن أي مريض لا يشفى من دائه إلا بشروط:
1- أن يجد الدواء المناسب لدائه.
2- أن يستخدم هذا الدواء بالفعل، كما وصفه الطبيب كمًا وكيفًا ووقتًا، دون إخلال نسبي منه.
3- أن يكون المحل قابلاً لهذا الدواء ، غير رافض له.
4- أن يصبر على العلاج، ويستمر في تناول الدواء، ولا يستعجل النتيجة.
5- أن يكون موقنًا بخبرة الطبيب، ونجاعة دوائه، آملاً في الشفاء.

هناك أمر مهم لابد قوله .......

أن يثق أن الشافي هو الله : وإذا مرضت فهو يشفين

فكثير من الناس اليوم تراهم يتناسون أثر التوكل على الله وأنه هو الشفي وأن الطبيب إنما هو من الأسباب التي يجب على الإنسان أن يأخذ بها...................

بارك الله بك ...................ونفع بك المسلمين....... ;)
والسلام.................