تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الروايات الإسرائيلية



بشرى
05-27-2004, 06:03 PM
المراد بالروايات الإسرائيلية هو ما جاء عن أهل الكتاب –اليهود والنصارى – من قصص وأخبار عن الأمم الماضية السالفة وما حدث بين أنبيائها وبينها .
ولفظ إسرائيليات وإن كان يدل بظاهره على اللون اليهودي ، إلا أن المراد به ما هو أوسع من ذلك وأشمل ، فالمراد به ما يعم اللون اليهودي والنصراني معا .

وقد أطلق العلماء على ذك لفظ الإسرائيليات من جهة أن عيسى عليه السلام أرسل إلى بني إسرائيل،فالنصارى بالأصل هم من بني إسرائيل . فأطلق لفظ الإسرائيليات وعني به كل من اليهود والنصارى. واليهود يعتمدون في رواياتهم على التوراة-العهد القديم- وما كان بجانبه من السنن والنصائح والشروح التي لم تؤخذ عن موسى عليه السلام بطريق الكتابة وإنما تحملوها ونقلوها – مع كثير من الزيادات و الافتراءات- بطريق المشافهة، ثم دونت وعرفت باسم التلمود.

و أما النصارى فكانت رواياتهم تعتمد على الإنجيل، والأناجيل المعتبرة عند النصارى يطلق عليها وعلى ما انضم إليها من رسائل الرسل: العهد الجديد. وإذا نحن أجلنا النظر في التوراة والإنجيل نجد أنهما قد اشتملا على كثير مما ذكر في القرآن وبخاصة ما كان له تعلق بقصص الأنبياء عليهم السلام وذلك على اختلاف كبير في الإجمال والتفصيل

فالقرآن إذا عرض لقصة من قصص الأنبياء مثلا فإنه ينحو فيها ناحية يخالف بها منحى التوراة والإنجيل، فتراه يقتصر على مواضع العظة ولا يتعرض لتفصيل جزئيات المسائل، بل يتخير من ذلك ما يمس جوهر الموضوع وما يتعلق بموضع العبرة .

ومن هنا دخلت الروايات الإسرائيلية على المسلمين فقد كان بعض الصحابة رضوان الله عليهم يسألون بعض أهل الكتاب ممن أسلم مثل كعب الأحبار و عبد الله بن سلام عن تفصيل بعض القصص وتبيان بعض الأمور وهذا جائز قطعا وهو مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" (متفق عليه) غير أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يسألوا أهل الكتاب عن شئ ، ولم يقبلوا منهم كل شئ ، بل كانوا يسألون عن أشياء لا تعدو أن تكون توضيحا للقصة وتفصيلا لما أجمله القرآن منها .

مع توقفهم فيما يلقى إليهم فلا يحكمون عليه بصدق أو بكذب مادام يحتمل كلا الأمرين ، وذلك امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم :لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا :آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون .(رواه البخاري) .

كما إنهم لم يسألوهم عن شئ مما يتعلق بالعقيدة أو يتصل بالأحكام . وكانوا لا يصدقون أهل الكتاب فيما يخالف الشريعة الإسلامية أو يتنافى مع العقيدة ، بل بلغ بهم الأمر أنهم كانوا إذا سألوا أهل الكتاب عن شئ فأجابوا عنه خطأ ردوا عليهم خطأهم وبينوا لهم وجه الصواب فيه.
"كتاب التوابين لابن قدامة"

كلمة ذكريات
"اعلم أن أفضل الأعمال ما أكرهت النفوس عليه"