تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإصدار الأول من مجلة...........



أم ورقة
05-18-2004, 01:08 PM
الاصدار الأول من :


السراج المنير
نشرة تصدر عن معهد الوقف الإسلامي الشرعي

الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على نبيه الذي اصطفى ، أما بعد ...

الافـتتاحية

الشيخ زياد بن محيي الدين الرفاعي

إليك ابنتي فاسمعي...

إلى قرة العين وحاملة مشعل الجيل وحاضنة المستقبل القريب إلى من تشكّلت أطوارها من طفلة صغيرة إلى أن تصبح جدة بإذن الله وهي تبحث عن السعادة وأسبابها بين ثنايا الدنيا وزينتها وتضحك مرة وتبكي بينها وبين نفسها مرات لأنها جهلت أسباب وعملت على اختراع موجبات توصل إلى السعادة من بُنيّات أفكارها ولم تنظر إلى حياة السعداء على الحقيقة ولكن نظرت إلى أهل الدنيا وأسباب سعادتهم وأحوالهم فأنصتي لي وأعيريني سمعك قليلاً لعلك تجدين في كلماتي مرتجى وبينها أملاً يعيد القلب إلى ربه ويسعد في دنيا هي سجن المؤمن وجنة الكافر بما يليق بتلك التي تسير إلى ربها .

إن الإنسان إذا أجاب نفسه عن سؤالين هما لمَِ خلقتُ وإلى أين المصير بعد الموت جعلهما خطين متوازيين يسير بينهما فسوف يركب الطريق المستقيم إن عرضت عليه شبهة وقلبه مع التوحيد الصافي فلا يحيد عن الطريق فإن الله بين لأهل مكة أسباب السعادة التي هم بها ثم وضع لها تاجاً ليعرفوا سرها ونورها واتجاهها فقال  : ﴿ لإِيلافِ قُرَيْشٍ(1)إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ(2)فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ(3)الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَءَامَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ(4) ﴾ فبين لهم أن الأمن والرخاء الاقتصادي من رفاه الحياة ولكن الذي يجعل هذه الرفاهية على الطريق المستقيم هو التوحيد وعبادته عز وجل ولذلك كان على المؤمن أن يتقلب بين هذه الأسباب الثلاثة التي تجعله لا يخرج عن نطاق الخطين حتى يأتيه الأجل ويرجع إلى ربه وقلبه مطمئن بذكره.

 أولها: إذا أعطي شكر، قال رسول الله  : "إن الله يرضى عن العبد إذا شرب الشربة فحمده عليها وإذا أكل الأكلة فحمده عليها" ، فكيف بمن أعطي من نعمة العقل فعقل بها التوحيد وأمور دينه ثم عاد إل الله بإخلاص لا حباًّ في السمعة والشهرة ولكن طمعاً بالرضى.

 ثانيها: إذا ابتلي صبر، عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله  عن الطاعون فأخبرها "أنه كان عذاباً يبعثه الله تعالى على من يشاء، فجعله الله تعالى رحمة للمؤمنين، فليس عبد يقع في الطاعون فيمكث في بلده صابراً محتسباً يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له، إلا كان له مثل أجر الشهيد".

 وثالثها: إذا أذنب استغفر، قال رسول الله  :"من تاب إلى الله قبل أن يغرغر قَبِلَ الله منه" فلا يظن الإنسان عندما يقرأ هذا الحديث أن عنده مدة من الزمن فالموت لا يُعلم متى ينزل؟ وهل إذا نزل يستطيع الإنسان أن يتوب؟ فلذلك عليه أن يصدق الله  في التوبة كما قال رسول الله  :"إن تصدق الله يصدقك" ولذلك كان من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله "ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه".

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاكِ في الدنيا والآخرة وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر إذا أذنب استغفر فإن هذه الثلاثة عنوان السعادة وسرُّ الفوز والنجاح.
والله المستعان.

أم ورقة
05-18-2004, 01:14 PM
الصدق والإخلاص
الأخت أم دانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: أخبر النبي  أن الله سبحانه وتعالى وضع في قلب المؤمن الهدى والخير والتقوى والرحمة، فلا يحمل غِلاًّ ولا حسداً ولا بغضاً ففيه الصدق والإخلاص اللذان هما صفتان من الصفات الحميدة، وهما أساسان للنجاة من عذاب الله وبهما يتميز المؤمن الصادق من المنافق الكاذب.
فمن علامات سلامة القلب: الصدق والإخلاص لله أولاً والسعي إلى مرضاته والنصيحة للمسلمين، يحب ويكره لهم ما يحب ويكره لنفسه، ويسوؤه ويسره ما يسوؤهم ويسرهم، دعوته دعوتهم كأنها سياج يحيط بهم لتمنع الأعداء من الدخول عليهم، وهذه الدعوة هي دعوة الإسلام التي تجمع شمل الأمة وتلم شعثها ونحيط بها، فمن دخل في جماعتها أحاطت به وشملته، قال رسول الله  :"ثلاث لا يغل عليهنّ قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن الدعوة تحيط من ورائهم".
فالصدق والإخلاص عملان قلبيان من أعظم أعمال القلوب وأهم أصول الإيمان، فالصدق يفرق بين الإيمان والنفاق، والإخلاص يفرق بين التوحبد والشرك في إرادة القلب ونيته، والأعمال التي رأسها وأعظمها "شهادة أن لا إله إلا الله" لا تقبل إلا بتحقيق الصدق والإخلاص، ومن هنا كانا شرطين من شروطها .
فالصدق لا يختص بالاعتقاد بل يكون في الأعمال أيضاً، بخلاف الإخلاص فإنه عمل قلبي محض تظهر آثاره على الجوارح، وعلى قدر تحقيق العبد لشُعَب الإيمان وأعماله يكون حظه من الصدق حتى يصل إلى درجة الصدّيقين التي هي المرتبة التالية لمرتبة النبوة، قال  :
﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ النساء:69، فجعل درجة الصدّيقية معطوفة على درجة النبوة.
وعلى قدر ما يحقق العبد الإخلاص لربه يكون ترقّيه في "المخلصين" الذين صرف الله عنهم غواية الشيطان وأثنى عليهم في كل أمّة.
قال  : ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ التوبة:119، وقال أيضاً : ﴿ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ﴾ المائدة:119، وقال أيضاً : ﴿ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴾ الزمر:2، وقال أيضاً : ﴿قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي ﴾ الزمر:14.

أم ورقة
05-18-2004, 01:17 PM
سلسلة السير إلى الله والدار الآخرة
(1) قصر الأمل
الأخت أم عبد الله اللبابيدي



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
أختي في الله... اعلمي أن العبد من حين استقرت قدمه في هذه الدار فهو مسافر إلى ربه، ومدة سفره هي عمره الذي كتب له، فالعمر هو مدة سفر الإنسان في هذه الدار إلى ربه ، ثم جُعلت الأيام والليالي مراحل لسفره، فكل يوم وليلة مرحلة من المراحل، فلا يزال يطويها مرحلة بعد مرحلة حتى ينتهي السفر، فالكَيِّسُ الفَطِن هو الذي يجعل كل مرحلة نصب عينه، فيَهْتم بقطعها سالماً.
أختي الحبيبة... إليك هذه السلسلة التي هي بعنوان " السير إلى الله والدار الآخرة"، لنسير سوياً بعون الله  وتوفيقه على الطريق المستقيم التي ترضي ربنا ، ومن هنا لا بد لكِ أن تعرفي أولاً طبيعة الطريق... فاقرئي معي ما قاله ابن القيم رحمه الله تعالى:" الطريق إلى الله في الحقيقة واحد لا تعدد فيه، وهو صراطه المستقيم الذي نَصَبَهُ موصِّلاً لمن سلكه إذ قال تعالى:﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ﴾ الأنعام:153، فوحدّ سبيله لأنه في نفسه واحد لا تعدد فيه، وجمع السُّبُل المخالفة لأنها كثيرة متعدِّدة".
اعلمي يرعاك الله... أن السير هو عمل المسافر، وكذلك السائر إلى ربه، فإن الإنسان في سيره إلى الله يحتاج إلى زادٍ يقوّيه، ومركبٍ يوصله، ذلك أن القواطع كثيرة، والعوارض متنوعة، ولا ريب أن العلم النافع والعمل الصالح لَمِن أعظم ما يُطيّبُ المسير، ويُهوِّن المشاق، ويوصِلُه إلى المطلوب وإلاّ فإنّ الشُّبَه خطّافة، والشهوات متزينة، والنُّفوس طُلعةٌ، فإن لم يكن للمرء عِلْمٌ يُزمُّه وإيمان ٌ يَردعه، أوشك أن يتردى في الحضيض، ويتهاوى في المهالك.
ومن هنا أختي الكريمة أذكّرك بأمور هامة، راجيةً من الله تعالى أن تكونَ نافعةً لقلبكِ، وأن تُعينك في السير إلى الله والدار الآخرة.
اعلمي أختي يرعاك الله... أن قِصر الأمل: هو العلم بقرب الرحيل، وسرعة انقضاء مدة الحياة، وهو من أنفع الأمور للقلب، فإنه يبعثه على تدارك الأيام وانتهاز الفرص التي تمرّ مرّ السحاب،ويثير ساكن عزماته إلى دار البقاء، ويحثّه على قضاء جهاز سفره وتدارك الفارط، ويزهده في الدنيا ويرغبه في الآخرة، فيقوم بقلبه -إذا داوم مطالعة قِصر الأمل- شاهدٌ من شواهد اليقين، يريه فناء الدنيا، وسرعة انقضائها، وقدر ما بقي منها، ويريه بقاء الآخرة ودوامها.
ويكفي في قصر الأمل قوله : ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاّ سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ﴾ يونس:45، وقوله : ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا﴾ النازعات:46.
وقصر الأمل بناؤه على أمرين:
 الأول: تيقن زوال الدنيا ومفارقتها وفنائها ونقصها وخِسّتها، فطالبها عَيشه منغصٌ مهموم.
 الثاني: تيقن بقاء الآخرة ولقائها ودوامها وإقبالها ومجيئها ولا بدّ، وشرف ما فيها من الخيرات والمسرات والتفاوت بينها وبين الدنيا، فهي كما قال  : ﴿وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ الأعلى:17، فهي خيرات كاملة دائمة.
فإن قاسَ الإنسان بين الأمرين آثر ما يقتضي العقل إيثاره، وهو إيثار الآخرة الباقية على الدنيا الفانية.
أختي الحبيبة... فلا تسافري في طلب الدنيا وأنتِ عنها زائلة، وتقعدي عن السفر إلى الآخرة وأنت إليها راحلة.
فيا أختي الحبيبة... إن الدنيا لا تعدل عند الله  جناح بعوضة، فقد قال رسولنا الكريم : "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء" .
وقد بين لنا رسولنا  في مثل ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن في الدنيا، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخد رسول الله  بمنكبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" .
وقد قال الإمام ابن رجب رحمه الله: "وهذا الحديث أصلٌ في قصر الأمل في الدنيا، وأن المؤمن لا ينبغي له أن يتخذ الدنيا وطناً ومسكناً، فيطمئن فيها، ولكن ينبغي أن يكون فيها كأنه على جناح سفر فيُهيىء جهازه للرحيل، وقد اتفقت على ذلك وصايا الأنبياء وأتباعهم".
وقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى:"إن صدق التأهب للقاء الله من أنفع ما للعبد وأبلغه في حصول استقامته، فإن من استعد للقاء الله انقطع قلبه عن الدنيا وما فيها ومطالبها، وخمدت من نفسه نيران الشهوات، وأخبت قلبه إلى الله، وعكفت همته على الله، وعلى محبته، وإيثار مرضاته ".
وقال رحمه الله:" والمقصود أن صدق التأهب للقاء الله تعالى هو مفتاح جميع الأعمال الصالحة، فليس للعبد أنفع من قِصر الأمل ولا أضر من التسويف وطول الأمل".
أختي في الله... اعلمي أنه يتولد من طول الأمل الكسل عن الطاعة والتسويف للتوبة، والرغبة في الدنيا، والنسيان للآخرة، والقسوة في القلب،قال الله :﴿فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ الحديد:16فإياك من طول الأمل.
أختي الحبيبة...تعالي معي لنرى حال رسولنا الكريم ، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: نام رسول الله  على حصير، فقام وقد أثر في جنبه، قلنا: يا رسول الله لو اتخذنا لك وِطَاءً فقال:" مالي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها" .
وهكذا قد بان لكِ قدر الدنيا وقصر مدتها، وسرعة زوالها، فبادري بالعمل الصالح، واشتري نفسكِ اليوم، فإن السوق قائمة والثمن موجود والبضائع رخيصة، وسيأتي على تلك السوق والبضائع يوم لا تصلُ فيه إلى قليل ولا كثير ﴿ذلك يوم التغابن﴾ التغابن:9.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، ويجعل عملنا خالصاً له سبحانه وهو حسبنا وولينا.
وإلى لقاء آخر في العدد القادم بإذن الله  في "سلسلة السير إلى الله والدار الآخرة".
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أم ورقة
05-18-2004, 01:19 PM
طلب العلم
الشيخ عبد الهادي بن حسن وهبي



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله  :"...ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة..." .
أخبر النبي  في هذا الحديث أن طلب العلم هو السبيل الذي يُتَوصل به إلى الدرجة العظمى، ومنازل أهل التقى والنهى.فإن العِلمَ يدل على الله من أقرب الطرق إليه، فمن سلك طريقه، ولم يُعَرِّجْ عنه، وصل إلى الله وإلى الجنة من أقرب الطرق وأسهلها، فسَهُلت عليه الطرق الموصلة إلى الجنة كُلُّها في الدنيا والآخرة.
فلا طريق إلى معرفة الله وإلى الوصول إلى رضوانه، والفوز بقربه، ومجاورته في الآخرة إلاّ بالعلم النافع الذي بَعث الله بِه رُسُلَه، وأنزل به كُتُبَه، فهو الدليل عليه، وبه يُهْتَدى في ظُلُماتِ الجهل والشُّبَهِ والشكوك.
وسلوك الطريق لالتماس العلم يدخل فيه سلوك الطريق الحقيقي، وهو المشي بالأقدام إلى مجالس العلماء، ويدخل فيه سلوك الطرق المعنوبة المؤدية إلى حصول العلم، مثل حفظه، ودراسته، ومذاكرته، ومطالعته، وكتابته، والتفهم له، ونحو ذلك من الطرق المعنوية التي يُتَوَصلُّ بها إلى العلم.
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله  :"إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" قالوا وما رياض الجنة؟ قال"حِلَقُ الذكرِ" .
ومعنى الحديث إذا مررتم بحِلق الذكر لتنالوا الأجر العظيم والفوز بجنات النعيم، ففيه الحث على الذكر ومشاركة أهله فيه، وإطلاق الذكر هنا يشمل كا ما يُذكِّر بالله ، مِن قراءة قرآن، ومدارسة عِلمٍ، وتسبيحٍ وتهليلٍ، ونحو ذلك.
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله! ما غنيمة مجالس الذكر؟ قال: "غنيمة مجالس الذكر الجنة" .
وفي هذا الحديث من الترغيب في طلب العلم ما لا يخفى على أَحد، فينبغي للإنسان أن ينتهز الفرصة ولا سيما الشاب الذي يحفظُ سريعاً، ويمكث في ذهنه ما حَفِظَهُ، ينبغي له أن يبادر الوقت ويبادر العلم، قبل أن يأتيه ما يشغله عن ذلك.ومما ينبغي أن يُعْلَمَ بأنّ تَعَلُّمَ العِلمِ مِنْ أعظم العبادات وأهمها، فيجب فيها النيّة والإخلاص.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله  :"مَن تَعَلَّمَ عِلماً ممِّا يُبتَغى به وَجْهُ الله، لا يتعلّمُهُ إلاّ ليصيب به عرضاً مِن الدنيا، لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة" –يعني: ريحها- .
وهذا وعيدٌ شديد، والتخلص منه بعيدٌ، إذِ الإخلاصُ في طلب العلمِ عسيرٌ، والمجاهدُ نَفسهُ عليهِ قليلٌ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليِّ العَظيم.
فتأمّل أيها السُّـنِّي في هذا الكلام، ونسأل الله تعالى لنا ولك الوصولَ إلى العلم النافع الموروثِ عن النبيِّ ، الموصلِ إلى دار السَّلامِ، أدخلنا الله وإياكم دار السلامِ.

أم ورقة
05-18-2004, 01:21 PM
شيطان يتصدر بيوتنا ...
الأخت أم عبد الرحمن منيمنة

يقول الله  في كتابه العزيز : ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ الروم:41
مما يُستغرب له ويقف المرء حائراً عندما يشاهد ذلك التناقض الفاحش في مجتمعنا، فترى الأبَ المسلم حريصاً كل الحرص على أن يُنشىءَ ولده وفلذة كبده نشأةً صالحةً، ويُربيه تربية ذات قيم ومبادىء.
عملاً بقول الرسول  : "وإن لولدك عليك حقّاً" ، فيأمره بالصلاة ويحثه على حفظ القرآن الكريم، ويعتني بجسمه وصحته عنايةً فائقة، فلا يبخل عليه بأن يجعله في أحسن المدارس مستوىً، ولا يتأخر أن يقدم له أشهى وأغلى الأطعمة ثمناً، وحتى في كثير من الأحيان ومن شدة خوفه عليه يختار هو بنفسه أصدقاءَ ولدِه ويمنعه من رفقة السوء ... هذا جيِّد والحمد لله ولكن... بعد ذلك ها هو وولده يجلسان الساعات الطوال أمام جهازٍ يتحكم بعقله ومشاعره وتصرفه -حتى بعقيدته- تحكماً مغناطيسيّاً، هذا إن كان ذلك الجهاز في غرفة الجلوس، فما بالك إذا كان في غرفة نوم الولد (كما هو الحال في كثير من منازلنا في هذه الأيام) فيغلق ذلك الابن المدلل الباب على نفسه ويجالس التلفاز مجالسةَ الصديقِ المشتاق لا يترك شاردة ولا واردة إلا ويستقبلها استقبال الظمآن للماء البارد فَيُفَرِّغ في عقل المسكين جميع ما في البشرية من فساد، فماذا يشاهد؟؟
سيشاهد أنواعاً شتىّ وأصنافاً مختلفة من: أفعال الشر والإجرام، والعنف والجنس، من قتل وضرب واغتصاب وتقبيل وسرقة وسُكر وكذب، وغش وتزوير واحتيال، وإدمان للتدخين والمخدرات، وفسقٍ وفجورٍ وتمردٍ...
هذا ناهيك عن نقل حياة أولئك الكفرة والفجرة وما فيها من انحلالٍ وإلحادٍ ليتصدّروا بيوتنا الطاهرة العفيفة التي فيها جباهٌ تسجد للرحمن وتدعوه أن يُحوِّل الحال إلى أحسن ويبعد أولادنا عن الفتن ما ظهر منها وما بطن، بيوت تتلى فيها آياتُ الذكر الحكيم في إحدى الغرف وفي الغرفة الأخرى تتعالى مزامير الشيطان وأغاني السفلة من المطربين والمطربات الساقطات، أبعد هذا التناقض تناقض؟؟
كيف بالله سيؤثر القرآن بعد ذلك بولدي وكل ما أبنيه في سنين وشهور وأيام تأتي ساعة أو ساعتان أمام هذا الدخيل فتهدمه هدماً فظيعاً وأمام عيني؟؟
لا تقولي مهلاً مهلاً ... ففي التلفاز خيرٌ كثير ومنافع للناس إن أحسنّا استعماله... هناك إعلام هادف ووجه مشرق... سأقول لكِ نعم! هذا صحيح... لكن! بالله عليكِ ولدٌ صغيرتحت سن البلوغ أو شاب مراهق في مقتبل العمر وفتاة ضائعة لا هدف لها، وفي غرفة النوم حيث لا أهل ولامراقب، وحتى الخوف من الله مفقود إلا من رحم الله. فماذا سيشاهد؟؟ وتلك الفتاة ماذا ستنتقي ، محاضرات دينية؟؟ قال الله  : ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ طه:124
تتعالى الشكاوى وترتفع أصوات الأمهات والآباء والمدرسين والمربّين في مجالسهم لأنهم يعلمون حديث النبي  :"ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته" .
 ما هذا؟لم صار أولاد هذا الجيل هكذا؟؟ لا يُوَقِّرون الكبير ولا يعطفون على الصغير؟؟ ولا يحترمون حتى آباءهم. فتراهم مشاكسين دائماً رافضين واقعهم، يسخطون على كل من يكلمهم يعتقدون أن الجميع أعداؤهم.
 يا ربي لماذا فتيات هذه الأيام فقدن الحياء؟ أتشوق لرؤية تلك الفتاة التي كان يُضرب المثل في حيائها حيث كان يقال "أشد حياءً من العذراء في خدرها" لماذا تلبس تلك الثياب الفاضحة المبتذلة فيبدو مظهرها وكأنها إحدى المومسات والعياذ بالله.
 لماذا هذا التدني في الدراسة وتأخر علامات الأولاد في الفصل حتى أن الطالب ينجح بعد جهدٍ جهيد ليأتي بدرجة "مقبول" ، لا يحبون الدراسة، يذهبون للمدارس رغماً عنهم هذا إن ذهبوا ولم يحتالوا ليغيبوا...
 لماذا هذا الأرق يصيب أولادنا، ترى الولد يدخل إلى غرفته لينام فيظل يتقلب ساعة أو ساعتين حتى ينام فإذا به يستيقظ مذعوراً صارخاً قد رأى كابوساً ما أو أشباحاً تلاحقه..
 أوجاعاً وآلاماً تصيب أولادنا وخمولاً وكسلاً وكأن الواحد قد بلغ الأربعين أو الخمسين أين النشاط؟ أين الشباب؟
 هذه الأسئلة سنحاول إلقاء الضوء عليها في حلقات المجلة. سائلين الله  أن يوفقنا لنصل لنتيجة واحدة وأكيدة فارتقبيها.

أم ورقة
05-18-2004, 01:24 PM
مشروع التكافل الخيري

الحمد لله ،وصلى الله على نبيّنا محمد ،وعلى آله وصحبه أجمعين .
أخي المسلم ،أختي المسلمة ،يدعوكم معهد الوقف الإسلامي الشرعي جمعيّة السراج المنير الإسلامية للمساهمة في باب من أبواب الخير .

مشروع التكافل الخيري

كفالة أرملة
إطعام الطعام
كفالة اليتيم

إن ديننا الحنيف ،هو دين الرحمة ،والعطف ،والإحسان. فقد حثنا الله عزّ وجلّ على الإحسان في عدة آيات في كتابه العزيز ،وبيّن سبحانه وتعالى أنه يحّب المحسنين . وكلّما كان المرء بحاجةٍ إلى إحسان يكون الإحسان أفضل إليه وأكمل .
ومن الذين حثنا الله تعالى ورسوله على الإحسان إليهم اليتامى والأرامل والمساكين .
 قال رسول اللهS :"أنا وكافل اليتيم في الجنّةِ هكذا وأشار بالسبابةِ والوسطى وفرّج بينهما شيئاً" (رواه البخاري) . أي أن كافل اليتيم مع النبي S في الجنة قريب منه،وفي هذا حث على كفالة اليتيم .
 وقال رسول اللهS :"الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحْسِبُه قال وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر"(متفق عليه) .الساعي على الأرملة يكون بتخصيص مبلغ من المال للقيام بمصالحها ،وحوائجها ،ومؤنتها.
 وقال رسول اللهS :"إن في الجنةِ لغرفا يُرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقام إليه إعرابي فقال : لمن هي يا رسول الله ؟ قال : هي لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى لله والناس نيام "(صحيح سنن الترمذي) . وإطعام الطعام يكون بتخصيص مبلغ من المال يصرف لشراء مواد غذائية للأسرة الفقيرة والمساكين.
فهذه دعوةٌ للمساهمةِ والإنفاق في سبيل الله عسى أن ننال عند الله تعالى من الأجر العظيم،ونفوز برضوانه سبحانه وهو الرحمن الرحيم .

للمراجعة: لبنان 805304/05- 367359/03 – خارج لبنان: 965348-3-00961

no saowt
05-18-2004, 04:59 PM
السلام عليكم،

حبذا لو يحولونها إلى PDF للنشر على الانترنت

أم ورقة
05-18-2004, 05:00 PM
و عليكم السلام

ان شاء الله قريباً...

fakher
05-19-2004, 05:45 AM
مقالات جميلة ونافعة


بارك الله بكِ على نشرها ....


ولكن لاحظت أن الأمهات الكاتبات كتاباتهن أميز حتى من كتابات المشايخ. :(

أم ورقة
05-19-2004, 07:11 AM
ولكن لاحظت أن الأمهات الكاتبات كتاباتهن أميز حتى من كتابات المشايخ. :(


طبعاً، و هل هذا خبر يزعل؟

و السبب يعود ربما لأن:

طبيعي يكون كل الثقل من الأمهات ، لأن هذه المجلة صادرة من معهد شرعي خاص للإناث
و الكاتبات هنّ مدرسات في ذلك المعهد الشرعي....


و كلهن من أمثال " أم زرع"

fakher
05-19-2004, 07:24 AM
:hours: يا لطيف .... قوية هيدي :cry: