بسم الله الرحمن الرحيم

في علم الرقائق والوعظ كتب في الساحة نذكر منها : كتاب ( إحياء علوم الدين )للغزالي ، وفيه ثلاث مناقب و ثلاث مثالب

.أما المناقب فهي
1- أن الكتاب فيه خير كثير ، و صاحبه رجل تربوي يظهر عليه الزهد و الصدق إن شاء الله كما ذكر ذلك ابن تيمية لما سئل عن الكتاب
2- أنه نقل كثيرا من أقوال السلف في علم التربية والسلوك
3-أنه أوجد قدما للسائرين و الكتبة في هذا الفن من المسلمين

أما مثالبه فهي
1- أنه لا تؤخذ منه عقيدة ، لأن الرجل أشعري نظار في التمشعر ، و أشعريته من باب تقديم العقل على النقل لا من باب أشعرية أهل الحديث الذين قصدهم التنزيه
2-أنه قد أورد الأحاديث بلا خطام و لا زمام ، حتى ملأها بالضعاف و الموضوعات ، فليتنبه له ، و قد تعقبه الحافظ العراقي في كتاب ( المغني عن حمل الأسفار في الإسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار
3-أنه يورد كثيرا من القصص الغريبة للصوفية و يسكت عليها ، مما يبين أن صاحبه معجب بالصوفية بل يواليهم و يمجدهم ، فلينتبه لذلك
وقد اختصر ابن الجوزي كتاب الغزالي هذا في كتابه (منهاج القاصدين ) وهو مختصر لطيف ، واختصر المنهاج ابن قدامه في ( مختصر منهاج القاصدين ) و أفضل من هذه الكتب ( رياض الصالحين )و هو الكتاب الفذ الذي أعلن قوته و مناعته و صموده أمام الإعصارات والانتقادات من الكثيرين . و هو الكتاب الذي يعتمد عليه إمام المسجد و الخطيب والداعية و المصلح والمربي ، وقد رزق هذا الكتاب قبولا لقيمته و لنية صاحبه التي نظن والله أعلم أنه صدق مع الله فيها

و أيضا من الكتب المهمة في ذلك المجال : كتاب ( الترغيب والترهيب ) و هو أوسع من رياض الصالحين وأكثر إيرادات و فوائد في باب الترغيب والترهيب ، و لكن فيه أحاديث واهية وضعيفة
و الكتاب الذي يلي هذا : (طريق الهجرتين ) و هو من أحسن ما كتب ابن القيم ، لكنه أعجب ببعض الكلمات للصوفية مثلما فعل في مدارج السالكين و كذلك كتب ابن تيمية في الرقائق والسلوك تؤخذ جملة وتفصيلا ولا يسئل عن مثله و لو أنه بشر يخطيء و يصيب ، لكنه أجاد خاصة في المجلد العاشر و الحادي عشر من الفتاوى

منقول من كتاب اقرأ باسم ربك
د. عائض القرني