تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة دعاء وابتسام



Saowt
05-01-2004, 03:47 PM
هذه الحكاية نقلتها لكم من موقع كلمات للكاتب إسلام شمس الدين أتمنى تعجبكم

جاء يسألني الدعاء عسى الله أن يذهب عنه الهَمّ و الحَزَن.
- أجبته باسماً.

أثاره ابتسامي فسأل الله أن يبتليني بمثل ما ابتلاه من الهَمّ.
- أجبته باسماً.

استشاط غضباً فسأل الله ألا يفارقني الهَمّ أبدا.
- أجبته باسماً.

اشتد غضبه فجذبني بعنفِ حتى أفقدني توازني..
- علام ابتسامك أيها الأحمق؟
- إنما تَّبَسُّمك في وجهِ أخيك صدقة.
- بل تهزأ بي.

- حاشا لله أن أكون هازئا.. و إنما سألتني أن أدعو الله لك ليفرّج هَمَّك، و لو أراد الله بي خيراً لأجاب دعائي لنفسي. وسألت الله أن يبتليني بمثل ما ابتلاك من الهَمّ.. و لو أراد الله بي خيراً لأجاب دعوتك، فوالله ليس أحب إليّ من هذا، فما هَمّك إلى هَمّي إلا كحبةِ رملِ في صحراء جرداء بين أولها و آخرها مسيرك العمر كله.
وسألت الله ألا يفارقني الهَمّ أبدا.. و لو فارقت المضغةُ الرحمَ؛ لكان للهَمِّ أن يفارقني.
يا هذا: كيف يستجير من بَلَّلَ الماء أطراف أصابعه؛ بمن أغشي عليه فقّيد بألفِ سلسلة فألقي في أعمقِ البحر؟ يا هذا: إنما سألتني فاستحييت أن أردك، و لو ملكتُ ما فوق الابتسام لأجبتك به. فيا هذا: أما زلت ترجو دعائي؟!