تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عندما لا يتعلم الأغبياء ...



ismail
04-28-2004, 05:16 PM
مما تلاحظه الجماهير العربية فى حكامها هو انهم لا يتغيرون ولا يتبدلون وكأنهم يعيشون فى عالم آخر… سميه إن شاءت بعالم الأحلام…

فبدأ بضياع فلسطين وتقسيمها من قبل الأمم المغتصبة وتصميم حكامنا أولاد الأرانب على عضويتهم فى تلك المنظمة وعلى التعامل الدائم مع الغرب الصليبى والرضاء بتقسيم البلدان العربية فى مؤتمر سيكسبيكو والحفاظ على الخطوط الوهمية للبلدان العربية نرى حكامنا أكثر ما يجهلوه ويتجاهلوه هو التأريخ. كأنهم أقسموا بألاّ يتعلموا منه شيئاً حتى وإذا كرر التأريخ نفسه كل يوم مئة مرة.

ما حدث فى الحرب الأخيرة فى العراق وتخلى شعب العراق عن رئيسه وذلك لكرهه الشديد له وكان سقوط النظام سقوطاً جعل الحكام العرب يصابون بحالة ذهول لم يسبق لها مثيل. وأذكر هنا وعلى الأخص عصابة الحكم فى سورية أو فى مصر أو فى ليبيا و الأمثلة كثيرة… فأوّل من عبّر عن ذهوله هو عصابة الحكم فى سورية وذلك لعدم دفاع الشعب العراقى عن بلاده ورئيسه. بصراحة أنا أيضاً أصبت بمثل هذا الذهول. فهل يعنى كرهنا للحاكم يؤدى بنا إلى عدم الدفاع عن بلدنا؟ هذا شىء لا أقبله على الإطلاق ولا حتى مجرد التفكير به وليس هنا سبب يعلل هذا.

لم يستمر ذهولى طويلاً حيث فقت على طلقات رصاص المخلصين فى أرض الخلافة، وبالفعل حمدت الله سبحانه وتعالى على أن الضمير ما زال حياّ يرزق فى العراق. لكن هناك ذهول آخر لدى وهو عدم استيعاب عصابات الحكم فى البلاد العربية لما حدث ويحدث فى العراق وسوف أتطرق إلى سورية مصر وليبيا.

بالنسبة لسورية، كنت أتوقع من عصابة الحكم التى استعمرت سورية لأكثر من ثلاثون عاماً أن تقف بجانب العراق وأن ترد دينها لجيش العراق. الدين الذى أعنيه هو إنقاذ جيش العراق لسورية عام 1973 من الاستعمار الصهيودى. فقد كنت عام 1973 فى زيارة لسورية عندما اندلعت حرب 73. وفى نهاية الحرب كنت فى دمشق حيث رأيت كما رأى أهل دمشق المدافع الصهيودية تقترب من مشارف دمشق حتى أضحت على أبوابها. وتفاجئنا كلنا عندما رأينا القصف قد قلّ وأخذ فى الابتعاد عن مشارف دمشق رويداً رويداً. علمنا بعد ذلك بأن القوات العراقية جاءت لتنجد سورية وبالفعل أتت تلك القوات لسورية وبدون توقف من بغداد إلى أرض المعركة وبعد وقف القتال وانتهاء "الحرب" كّرم رئيس عصابة الحكم فى سورية كل وحدة عسكرية سورية اشتركت فى الحرب أم لم تشارك! وشاهدت احتفال "النصر" على شاشة التلفزيون واستغرقت العلمية عدة ساعات ولكن لم يُكرم رئيس العصابة القوات التى حمت سورية من الاحتلال ولا حتى ذكر معروفها بكلمة حلوة كرد جميل!
وكما الأب كذلك الولد الذى لم يقف مع العراق فى حربه ضد أمريكا. إذا كانت سورية قد تدخلت لصالح العراق ضد القوى الصليبية تكون بذلك قد وضعت الحكام العرب فى موقف لا يستطيعون الوقوف موقف المتفرج ونالت أحترام الجماهير العربية والإسلامية. لكن العصابة الحاكمة سارعت لتقول بأن أمريكا لا يمكن هزيمتها عن طريق الحروب العادية بل عن طريق حروب العصابات! ما يحدث لأمريكا وجنودها فى العراق يثبت مدى ضعفها لأن جنودها لا يقاتلون دفاعاً عن بلادهم بل استيلاءً على مصادر النفط لحكامهم مثل بوش وتشينى وغيرهم. فقوة أمريكا تكمن فى خوف حكامنا منها.

لقد ذكرت عام 1973تذكيراً لفضل العراق على سورية وعلى العصابة الحاكمة. العصابة التى استولت على تقاليد الحكم بالخيانة والقوة. العصابة التى ذبحت الشعب السورى طوال هذه الفترة، العصابة التى ضحكت على الشعب السورى ولم تعطيه ما يستحقه من حرية وكبرياء، العصابة التى تلاعبت بأموال الشعب السورى وصرفتها على مشاريع فاشلة وأمعنت فى النهب والسرقة لخيرات سورية حتى تمّ خراب الاقتصاد السورى. العصابة التى وعدت الشعب السورى بحريته بعد وفاة الأب، وبعد تمركزها فى الحكم أنكرت كل وعودها اتجاه شعبنا فى سورية. ومؤخراً تمّ القبض على 12 طالباً جامعياً فى جامعة حلب لأنهم كانوا يناقشون القرار الجديد الذى أصدره رئيس عصابة سورية مفاده أن الحكومة لن تستطيع تأمين وظائف لخرجى الهندسة كما هو معتاد! يعنى حتى اجتماع بسيط من هؤلاء الطلبة لمناقشة مستقبلهم قد أصبح فى نظر العصابة الحاكمة خطراً على أمن "الدولة".

ومن العجيب الغريب أن تصف عصابة سورية الحاكمة بهؤلاء الرجال الذين أبوا على أنفسهم السكوت وأرادوا ضرب مركز الأمم المغتصبة فى سورية وبعض المنشآت الغربية، حيث وصفتهم عصابة الحكم ب "عصابة الإرهابيين" والواضح هنا بأن الفلول القديمة لكم الأب فى سورية ما زالت تستعمل قاموس الأب الراحل عندما وصف حزب الإخوان المسلمين ب" عصابة الإخوان"! وظهر اليوم المذيع السورى ناطقاً بلسان العصابة الحاكمة متبجحاً وقائلاً بأنه تم القضاء على تلك العصابة الإرهابية وانتهى الأمر. بكل هذه الثقة والعربدة السياسية. كم كنت أتمنى أن تسارع نفس القوات لنجدة أهلنا فى الفلوجة أوفى النجف أوفى البصرة. لكن هيهات أن يتعلم الأغبياء من أخطاء الماضى.

أما بالنسبة لمصر فالحالة ليست أفضل من الحالة فى سورية. فشعبنا فى مصر يواجه حرباً عشواء تشنها عليه وحدات الأمن المركزى والذى يفوق عددها الجيش النظامى فى مصرنا. فاللامبارك لن يتعلم أيضاً من دروس التأريخ فها نحن نراه ينتهك حرمات شعبه ويمعن القتل والتعذيب فيهم ويظن بأن الغد له. ومصيره سوف يكون عبرة للتأريخ. فشعبنا وقع ما بين فكى كماشة فهو يعانى من إضهاد عصابة حكومية بقيادة اللامبارك وأبنه "الشمام" وبين الحملة الصليبية والصهيودية النجسة على وطننا العربى. فلا حرية ولا ديمقراطية ولا أمان على النفوس وعلى على الأعراض ولا على الممتلكات من بطش "الألحد الغشاش" اللامبارك.

أمّا فى ليبيا والسيد القذافى، فقد علمنا وبعد عقود طويلة بأنه سليل أم يهودية! ولم ينكر هذا ولم يكتفى بهذا بل أنه قد صرّح هو وأبنه "سيف الإسلام" علناً بان الرعب قد دبّ فى قلبيهما عندما شاهد الهجوم على العراق وما فعلته القوات الأمريكية بعد قتل عدى وقصى من تشريح لهما وأخذ قلبيهما وإرسالهما لبوش كهدية. نعم قد فعلت أمريكا هذا. ونتيجة لخوف هذا "المعلم والقائد الهمام" فقد كشف ما كان العدو يجهله عن تقدمه فى صناعة القنبلة الذرية التى تستطيع أن تردع الغرب إذا ما حاولوا الهجوم على ليبيا. الغرب لا يخاطر بحياته أو ببلده إذا كانت الدولة الأخرى تملك أسلحة للدمار الشامل. فإذا هاجم الغرب ليبيا فسوف تكون هناك ردة فعل على فعلهم. فالمعلم الكبير وصاحب الكتاب الأخضر فضّل التسليم بدون قيود أو شروط ودفع بلايين (مليارات) الدولارات كتعويضات لفرنسا وأمريكا وإنجلترا فى حين أنه للآن، أى القذافى، يقوم بإعدام إخواننا من معارضيه فى ليبيا فى تواريخ معينة تتوافق مع الأعياد اليهودية!

وما يجرى هنا يجرى فى كافة البلاد العربية. نرى الحكام يوعدون الشعب بالحريات والكرامة وغير ذلك ويستمرون فى الاضطهاد والكذب والخداع والقتل والتدمير والسرقة والنهب.

فهل ننتظر هجوم العلوج على بلادنا واحدة بعد الأخرى كى يعرف حكامنا قيمة شعوبهم؟ وما حدث فى العراق أثبت ذلك تماماً حيث تفوقت قيمة وقوة الشعب على قوة الجيش.

وبصراحة العبارة، القادة العرب بدون حب الشعوب لهم لا يساوون قشرة بصلة وسوف تثبت الأيام كلامى. فيا من يسمون أنفسهم بحكام العرب اتعظوا نصيحة لوجه الله تعالى.

مع تحياتى،

الدكتور فيصل شوقى - أمريكا