تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إنه التسامح !



ismail
04-23-2004, 08:12 PM
لقد قال الفيلسوف ( فوليتر ) يوماً :
( ما هو التسامح ؟ إنه نتيجة ملازمة لكينونتنا البشرية ، إننا جميعاً من
نتاج الضعف ، كلنا هشّون وميالون للخطأ ، ولذا دعونا نسامح بعضنا البعض ونتسامح مع جنون بعضنا البعض بشكل متبادل).

يالها من كلمات جميلة، أنا سأقولها، وستقولها أنت ،
وستقولينها أنت بالطبع ، كلنا سنقولها بإعجاب وبترنم عذب،
لكن الثمار ستكشفنا جميعاً وتعرينا وترهقنا كثيراً،
لأننا وقّعنا على ورقة شيك بها مبلغ عظيم لا نستطيع سداده ،


إنه التسامح !


أعلم أن قضية التسامح معضلة وليست بالهينة ولذلك لا نستغرب أن
استعصت على كبار الفلاسفة من زمن إيرازموس إلى زمن جون لوك إلى ستيورات ميل !

هل نستطيع الوصول إلى قاعدة " أحللت كل مسلم عن إيذائه لي" .

ومن التسامح أن رسول الله كان ينصح من جاءه مسترشداً أو سأله
متحققا بما يجعل قلبه نقيا وصدره صفيا على ذوي رحمه وقرابته فعن أبى هريرة ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَ ـ أن رجلاً قال :
(( يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيؤون إلي وأحلم عليهم ويجهلون عليَّ فقال : إن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُّهم الملَّ يعني ـ الرماد الحار ـ ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك )) ،

كما أن السماحة في المعاملة تجعل الجيران في خير منزلة وأفضل مرتبة إذ توثق العلاقات بينهم وتذهب الحزازات عنهم روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من أغلق بابه دون جاره مخافة على أهله وما له فليس
ذلك بمؤمن ، وليس بمؤمن من لم يأمن جاره بوائقه أتدرى ما حق الجوار ؟
إذا استعانك أعنته وإذا استقرضك أقرضته وإذا افتقر عدت إليه وإذا مرض عدته
وإذا أصابه خير هنأته وإذا أصابته مصيبة عزيته وإذا مات اتبعت جنازته ولا تستطيل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه ولا تؤذه بقتار ريح قدرك
إلا أن تغرف له منها ، وإن اشتريت فاكهة فأهد له فإن لم تفعل فأدخلها سراً
ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده )).