تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : آخر كلمات الشهيد الرنتيسي "أن تدخلني ربي الجنة" ..



ismail
04-20-2004, 09:00 PM
روى النجل الأكبر للشهيد عبدالعزيز الرنتيسي تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة قائد حركة حماس في غزة قبيل اغتياله، وكشف محمد الرنتيسي أن والده كان يجهز لتزويج ابنه الثاني أحمد بعد أن حصل على مدخراته من الجامعة الإسلامية التي كان يحاضر فيها وسدد جميع ديونه.
وقال محمد: لم تكن حياة الرنتيسي عادية بكل ما تحمل الكلمة من معان، ولكنها كانت حياة قائد عليه واجبات حركة بأكملها وفي الوقت نفسه عليه أن يتصرف كمطارد يتنقل من منزل إلى آخر بطرق خفية ومستعصية حتى آخر لحظة من حياته.
وأوضح أن والده ومنذ مبايعته خليفة للشيخ أحمد ياسين امتنع عن الذهاب إلى بيته في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، وكان يعيش في مقار سرية آخذا أعلى درجات الحيطة والحذر ولا يتنقل إلا نادرا.
وأضاف : ولكنه عاد أخيرًا فجر السبت الماضي بعدما علم أن أخاه صلاح قدم من خان يونس لرؤيته والسلام عليه كما وصلت ابنته كي تطمئن على أبيها وتقضي ساعات معه، وقرر أن يقضي عدة أيام مع أبنائه وزوجته دون ان يخرج خاصة انه عندما كان يزورنا قبل ذلك يأتي منتصف الليل ويغادر الفجر.
وأوضح نجل الشهيد لصحيفة [الخليج] : جلس يتحدث عن زواج أخي أحمد الذي أصيب خلال محاولة الاغتيال الأولى وذلك بعد أن حصل على مدخراته من الجامعة الإسلامية وسدد ما عليه من ديون واقتطع مبلغا من المال لزواج أحمد، وقال لنا: الآن أقابل ربي نظيفا لا لي و لا علي!.
وقال محمد نجل الشهيد الرنتيسي: استيقظ أبي واغتسل وتعطر وأخذ ينشد على غير عادته نشيدا إسلاميا مطلعه 'أن تدخلني ربي الجنة هذا أقصى ما أتمنى'، والتفت إلى والدتي وقال لها 'إنها أفضل الكلمات التي أحبها في حياتي'، وأضاف محمد : وحينها شعرت بالقلق.
وأوضح أن مرافقه أكرم منسي نصار لم يتصل به منذ مدة طويلة وإنما كان ينسق بعض تحركاته وفق شفرة معينة لبعض التنقلات، ولكنه وصل إلى منزلنا عصر ذلك اليوم وتحدث مع والدي قليلا واتفقا على الخروج رغم أنه كان ينوي البقاء فترة أطول فطلبنا منه عدم الخروج ولكنه أصر على ذلك.
وتابع : قبل أذان العشاء بقليل خرج والدي برفقة أخي أحمد الذي كان يقود سيارة من نوع سوبارو ذات نوافذ معتمة كما هو متفق عليه متنكرا بلباس معين وأوصله إلى مكان محدد في مدينة غزة متفق عليه سابقا، وبعد دقائق وصلت إلى المكان سيارة سوبارو أخرى يستقلها أكرم نصار ويقودها أحمد الغرة ، وبهدوء انتقل الرنتيسي إلى السيارة الأخرى التي انطلقت به مسرعة إلى هدف لم يحدد لكن صاروخين من طائرات الأباتشي الصهيونيةكانا أسرع من الجميع.
وقال محمد : عندما سمعت صوت القصف اتصلت سريعا بأخي أحمد لأطمئن ورد علي وهنا اطمأننت قليلا ولكن يبدو أن أحمد كان يدرك ما حدث وانتظر حتى يتأكد من الأمر حيث عاد إلى المكان وشاهد السيارة المشتعلة تحولت إلى ركام وأيقن بما جرى.
وأضاف : أسرعت إلى مكان القصف وعندما شاهدت السيارة علمت أن والدي بين الشهداء رغم ما حاوله البعض من التخفيف بالقول إنه أصيب، أما أمي فقد استقبلت النبأ بكل قوة وعزيمة وأخذت بالتسبيح والتهليل، شقيقتي أجهشت بالبكاء.. كنا متماسكين هذا قدرنا ونحن راضون بقضاء الله.
واختتم محمد نجل الشهيد الرنتيسي بقوله : لم يترك أبي قصورا وشركات وحسابات في البنوك، بل ما تركه قائمة تفصيلية بما له وما عليه من أموال على المستوى الشخصي ومستوى حركة حماس،.،