تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عدلت فنمت قرير العين



منير الليل
04-09-2004, 07:57 AM
الأعمال بيد الله تعالى.....

كم من صحيح مات من غير علة ** وكم من سقيم عاش حينا من الدهر

انقطع ارسال التلفاز، وتعالت أصوات المزامير، وسمعنا الصراخ والهياج؟

ماذا جرى يا ترى. هل هو اجتياح هل هو زلزال........
لا أبدا لا هذا ولا ذاك، إنه الرئيس الفلان الفلاني مرّ من هنا... مع كل سياراته ومرافقيه


لا بدّ وأن التوكل على الله أمر لا بدّ منه، والمسلم بعيد كلّ البعد عن التوكل....

فها قد رأينا الرئيس جون كندي يسقط قتيلا ......

ثم تبعه أنور السادات يطرح أرضا.....

كلها محاولات اغتيال قدّر لمنفذيها النجاح في مهمتهم..

كان معهم حراس، وكان معهم أزلام لحمايتهم ولكن هل هذا مانع من نزول ملك الموت ليقبض أرواحهم..... فإذا جاء اجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون.

ذهب الاثنان ضحية اغتيال...... لا لمناقشتها سياسيا ولكن.... قف وارتقب وتابع فالآتي قريب...

عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.... امير المؤمنين......

اغتيل أيضا...... بطعنة من أبا لؤلؤوة المجوسي......

أبا الحسنين رضي الله تعالى عنه...... قد اغتيل بطعنة من عبدالرحمن بن ملجم...

هل كان معهما حرّاس.. هل كان معهما مواكبة لا أبدا.......

بينما الآن نرى الشرطة وأمن الدولة وجهاز أمن المخابرات يحرسون الرئيس الفلاني...
لماذا يخافون على حياتهم ألم يعلموا أن من ينوي اغتيالهم سيفعل ولو كانوا في بروج مشيّدة...
لماذا كل هذا الابتذال ؟؟!! والتنطّع؟!

ورحم الله الشيخ أحمد ياسين الشيخ المقعد الذي اغتالته يد الغدر الصهيوني...
حتى لو كان معه كل هذه المرافقة هل كانوا ليمنعون عنه الموت......

هذه رسالة الى كل رئيس أو مسؤول اتخذ من دون الناس بطانة وحجّاب؟؟
لماذا كل هذا التخوف ؟!
فقارن بين أمس واليوم
بين حكام الأمس واليوم واعتبر

لا اقول للحكام أن ينزلوا ويفتحون صدورهم لكل من هبّ ودبّ....
ولكن على الأقل فليكونوا منا ولنا.......



وهنا نقف عند قصة حصلت مع أمير المؤمنين أبا حفص عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه
من هذا المصدر مصدر القصة (http://audio.islamweb.net/islamweb/index.cfm?fuseaction=ReadContent&au dioid=20413)


أتى الهرمزان إلى المدينة ليفاوض عمر ، وهذه القصة صحيحة عند المؤرخين، فأتى وفي عقله مشكلة.. كيف يقابل عمر ؟

وكيف يجلس؟

ومن يدخل على عمر ؟

فدخل المدينة وإذا البيوت من طين، قال: أريد قصر الخليفة؟

قالوا: لا قصر له، قال: أريد بيته، قالوا: هذا بيته، فوجد بيته كبيوت الناس من طين، فأتى وطرق الباب, فخرج ابن لـعمر فقال: ماذا تريد؟

قال: أريد الخليفة، أليس له حراسة؟

قالوا: لا حراسة له، قال: أين هو؟

قالوا: التمسه في المسجد فلعله نائم فيه، فذهبوا إلى المسجد فما وجدوه, وانحدر أهل المدينة وراء الهرمزان , كان عليه ذهب وديباج، وهذا شيء من التكنولوجيا ما عرفه الصحابة، فذهبوا وراءه وبحثوا، وبعد تعب شديد وجدوه تحت شجرة نائماً, وإذا الدرة بجواره، وهو في عميق النوم، قال: أهذا الخليفة؟

قالوا: هذا الخليفة، قال: أهذا عمر ؟

قالوا: هذا عمر ، قال: أهذا أمير المؤمنين؟!!

قالوا: هذا أمير المؤمنين، فوقف مبهوتاً يقول: حكمت فعدلت فأمنت فنمت، لكن حافظ إبراهيم يترجمها قصيدة:

وراع صاحب كسرى أن عمراً ^^^ بين الرعية عطلاً وهو راعيها


رآه مستغرقاً في نومه فرأى ^^^ فيه الجلالة في أسمى معانيها


فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملاً ^^^ ببردة كاد طول العهد يبليها


فقال قولة حقٍ أصبحت مثلاً ^^^ وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها


أمنت لما أقمت العدل بينهمُ ^^^ فنمت نوم قرير العين هانيها


كان استالين إذا مر بشوارع موسكو دخل الناس البيوت خوفاً من أنفاسه, لا يتنفس متنفس وهو في الشارع، فإذا انتهى موكبه خرجوا إلى الضياء ينظرون هل بقوا أحياء أم لا؟

ويبقي الله عليهم حياتهم, ولكنها كحياة الحيوانات.


منير الليل.