من لبنان
03-24-2004, 04:55 PM
هل يعقل أن ينقطع عمل المرء وهو حي يرزق؟!!!!!
الجواب بسيط وكثيراً ما يتكرر أمامنا ونحن لا نتنبه له، انظروا إلى هذا الشخص:
انه شخص عادي بل اكثر من عادي فهو حاصل على درجة دكتوراه في احد الفروع العلمية وكان في فترة من حياته بروفسوراً في احدى جامعات بيروت المهمة، وهو الآن يمارس عملاً مكتبياً. كان يبدأ نهاره مثله مثل أكثر الناس في هذا البلد يتناول طعام الفطور وهو يلهث راكضاً كي يوصل أولاده الصغار إلى مدرستهم قبل ازدحام السير الذي قد يؤخره عن عمله ساعة تقريباً إذا تمكن منه، ثم يبقى في عمله ساعات طويلة حتى أول الليل فيعود منهكاً من عمله ومن ازدحام السير وخصوصاً أنه يعمل في العاصمة ويسكن في احدى الضواحي المستحدثة للمدينة. ذات يوم بدأ حياته بالوتيرة العادية وكاد أن ينهيه بالوتيرة نفسها لولا أن زلت قدمه عن احدى درجات درج بنايته فسقط على رأسه مصاباً بكسر في الجمجمة أقعده في المستشفى في غيبوبة تامة عدة أشهر. غير أن لطف الله به وبعائلته جعله يستعيد وعيه ولكن دون حراك أو كلام أو حتى اشارة الى انه مازال يتمتع ببعض قواه العقلية. وهو الآن منزو في احدى مستشفيات التأهيل الطبي في بيروت يحاولون اعادة تأهيل جسمه كي يعاود العمل من جديد فما بالكم بدماغه. وهو الى الآن لا يعي ما حدث له ولا أين هو ولا لماذا هو مازال في قيد هذه الحياة.
أظن أنها ليست بالقصة غير العادية فكثيراً ما نسمع بمثل هذه الحوادث ونظن أننا بعيدون كل البعد عن أن يحصل لنا مثلهم وان كنا نتعاطف معهم ربما إلى درجة البكاء. ونحن نشعر بالمنة وبتفضلنا على انفسنا إذا استيقظنا ذات صباح وتذكرنا أن نقول "الحمد لله الذي رد علي روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره". ولكن هل نستطيع أن نتوقف هنا للحظة وننظر في حالة هذا المسكين. فهو لن يستطيع أن يقدم لحياته بعد الآن ولا حتى أن يجري صدقة تكن كفارة عن أعماله ولا أن يسخر علمه لخدمة الدين ولا أن يعد أولاده كي يكونوا صالحين فيدعوا له. لقد انقطع عمله وهو مازال في هذه الدنيا او ربما سيستنفد من مخزون حسناته القليل كي يكمل ما تبقى له من حياة.
فهل من معتبر يا أولي الألباب
الجواب بسيط وكثيراً ما يتكرر أمامنا ونحن لا نتنبه له، انظروا إلى هذا الشخص:
انه شخص عادي بل اكثر من عادي فهو حاصل على درجة دكتوراه في احد الفروع العلمية وكان في فترة من حياته بروفسوراً في احدى جامعات بيروت المهمة، وهو الآن يمارس عملاً مكتبياً. كان يبدأ نهاره مثله مثل أكثر الناس في هذا البلد يتناول طعام الفطور وهو يلهث راكضاً كي يوصل أولاده الصغار إلى مدرستهم قبل ازدحام السير الذي قد يؤخره عن عمله ساعة تقريباً إذا تمكن منه، ثم يبقى في عمله ساعات طويلة حتى أول الليل فيعود منهكاً من عمله ومن ازدحام السير وخصوصاً أنه يعمل في العاصمة ويسكن في احدى الضواحي المستحدثة للمدينة. ذات يوم بدأ حياته بالوتيرة العادية وكاد أن ينهيه بالوتيرة نفسها لولا أن زلت قدمه عن احدى درجات درج بنايته فسقط على رأسه مصاباً بكسر في الجمجمة أقعده في المستشفى في غيبوبة تامة عدة أشهر. غير أن لطف الله به وبعائلته جعله يستعيد وعيه ولكن دون حراك أو كلام أو حتى اشارة الى انه مازال يتمتع ببعض قواه العقلية. وهو الآن منزو في احدى مستشفيات التأهيل الطبي في بيروت يحاولون اعادة تأهيل جسمه كي يعاود العمل من جديد فما بالكم بدماغه. وهو الى الآن لا يعي ما حدث له ولا أين هو ولا لماذا هو مازال في قيد هذه الحياة.
أظن أنها ليست بالقصة غير العادية فكثيراً ما نسمع بمثل هذه الحوادث ونظن أننا بعيدون كل البعد عن أن يحصل لنا مثلهم وان كنا نتعاطف معهم ربما إلى درجة البكاء. ونحن نشعر بالمنة وبتفضلنا على انفسنا إذا استيقظنا ذات صباح وتذكرنا أن نقول "الحمد لله الذي رد علي روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره". ولكن هل نستطيع أن نتوقف هنا للحظة وننظر في حالة هذا المسكين. فهو لن يستطيع أن يقدم لحياته بعد الآن ولا حتى أن يجري صدقة تكن كفارة عن أعماله ولا أن يسخر علمه لخدمة الدين ولا أن يعد أولاده كي يكونوا صالحين فيدعوا له. لقد انقطع عمله وهو مازال في هذه الدنيا او ربما سيستنفد من مخزون حسناته القليل كي يكمل ما تبقى له من حياة.
فهل من معتبر يا أولي الألباب