تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حقوق المسلم



Saowt
03-11-2004, 11:01 AM
حرمة الإنسان وكرامته
لكل نفس في الإسلام حرمة ، وكرامة الإنسان بحكم إنسانيته أمر ظاهر في شريعة الإسلام ، وحرمة النفس أعظم من حرمة الكعبة ، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول : ما أطيبك وأطيب ريحك ، ما أعظمك وأعظم حرمتك ، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله منك ، ماله ودمه، وأن نظن به خيرا" رواه ابن ماجة.

ولقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع هذا الأمر فقال : " … فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى أن تلقوا ربكم" رواه البخاري وأحمد .. وفي الحديث: " كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه..".

ولذلك فإن الإسلام حافظ على كيان الإنسان وحذر من العدوان عليه ، وكفل لكل فرد ، كما كفل للأمة كلها ، كل عناصر العدالة والكفاية والأمان، وكف عن الجميع عوامل الاستفزاز والإثارة ، وكل عوامل الكبت والقمع ، وكل عوامل الظلم والاعتداء ، ومن هنا يصبح العدوان في مثل هذا المجتمع الفاضل على نفس واحدة ، جريمة بشعة ، وعمل منكر ، بل عدوان على البشرية كلها ، فكأن المعتدي قتل الناس جميعا ، كما أن العمل على الاستقرار ودفع أذى القاتل ورده واستحياء نفس واحدة يعتبر عملا عظيما يعدل إنقاذ الناس جميعا ، قال الله تعالى: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) سورة المائدة .. وفي الأثر: " الآدمي بنيان الرب ، ملعون من هدمه..".

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت ) رواه البخاري ومسلم

صيانة حرمات الإنسان :
يقيم الإسلام سياجا في المجتمعات ، يحفظ به حرماتهم وكراماتهم وحرياتهم ، ويقدم الإسلام مبادئ في الرعاية والعناية بحقوق الناس ، فلا يؤخذون بالظن ، ولا يحاكمون بالريب ، ولا يصبح الظن أساسا للتحقيق معهم ، ولا للتحقيق حولهم ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا ظننت فلا تحقق ) أخرجه الطبراني ، ومعنى هذا بصراحة أن يظل الناس أبرياء مصونة حقوقهم ، وحرياتهم واعتبارهم حتى يظهر بوضوح أنهم ارتكبوا ما يؤخذون عليه ، ولا يكفي أبدا مجرد الظن بهم لتعقبهم.
فأي مدى من صيانة كرامة الناس وحقوقهم ، واعتبارهم ؟ وأين أقصى ما تتعاجب به أحسن البلاد ديمقراطية وحرية ، وصيانة لحقوق الإنسان فيها من هذا المدى الذي هتف به القرآن الكريم للذين آمنوا حين قال لهم: ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ) سورة الحجرات .

( يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ، لا تتبعوا عورات المسلمين ، فإن من تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في قاع بيته ).

إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: (تدرون أربى الربا عند الله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (فإن أربى الربا عند الله استحلال عرض امرئ مسلم).