تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النظام في الأردن يواصل حملته لإفساد شباب الأمة



سيف الحق
03-08-2004, 01:27 PM
[align=center:2b80db08d3]النظام في الأردن يواصل حملته لإفساد شباب الأمة [/align:2b80db08d3]

أعلن وزير التربية والتعليم في الأردن عن إدخال تعديلات على المناهج المدرسية، وذلك من خلال مشروع "مصفوفة مفاهيم حقوق الإنسان وثقافة السلام والقيم العالمية المشتركة" التي وضعتها الوزارة بالتعاون مع منظمة اليونسكو، ويأتي هذا التعديل بالتزامن مع حملة تعديلات على المناهج المدرسية تجريها أنظمة الحكم الخائنة في المنطقة تنفيذاً لأوامر أميركا، ومساهمة منها في الحملة الصليبية التي تشنها أميركا على الإسلام. والنظام في الأردن كعادته تجده دائماً أولاً في تنفيذ مخططات الكفار على وجهها وبخطوات محسوبة مسبقا،ً فقد صرح وزير التربية والتعليم لوكالة الأنباء الأردنية قائلاً: (إن الوزارة بدأت بإدخال مفاهيم حقوق الإنسان إلى المناهج الدراسية منذ تسعينات القرن الماضي) ( الرأي 13/1/2004م)، فالنظام في الأردن لا ينتظر حتى تلقى لـه الأوامر بل يسبق نوايا الكفار ومخططاتهم ، ولا عجب، ( فالإدارة الأميركية معجبة بالأداء الأردني في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتنظر إلى الأردن باعتباره يقود عملية التغيير في المنطقة) ( من تصريحات سفير الأردن في واشنطن، الرأي 21/9/2003م).

وهذه التعديلات ليست ناتجة فقط عن إملاءات أميركية، بل هي أيضا ًجزء من التزام النظام في الأردن باتفاقية وادي عربة الخيانية الموقعة بينه وبين يهود، التي تحتم إلغاء مظاهر العداء ليهود الذين احتلوا فلسطين أرض الإسلام والمسلمين، وشردوا منها أهلها، وإلغاء حكم الجهاد ونشر ما يسمى بثقافة السلام. فإرضاءً للكفار من صليبيين ويهود يسير النظام بخطوات شيطانية ليتاح لـه تلويث جيل الشباب، بزرع مفاهيم الحضارة الغربية العفنة في صدره، فينشأ على الولاء للحضارة الغربية والتبعية التامة لها فكرياً وسياسياً، فيأمن الكفار على مصالحهم في بلاد المسلمين، ويتم لهم ما أرادوه من القضاء على الإسلام، خسئوا هم وأذنابهم!

أيها المسلمون في الأردن

إن ما أسماه النظام في الأردن مصفوفة يرتكز على أسس هي: حقوق الإنسان وثقافة السلام، والقيم العالمية المشتركة. وهذه المفاهيم تتناقض في معانيها مع الإسلام بشكل صريح. ففكرة حقوق الإنسان قد بنيت على عقيدة المبدأ الرأسمالي عقيدةِ فصل الدين عن الحياة، وعلى فكرة أساسية فيه هي فكرة الحريات العامة: حرية العقيدة، وحرية الرأي، وحرية التملك، والحرية الشخصية. والتي تعني الانفلات من كل قيد ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾.

ويكفي المسلم لرفض فكرة حقوق الإنسان التي تستند إلى المبدأ الرأسمالي إدراكه أنها مبنية على عقيدة فصل الدين عن الحياة، التي تتناقض تناقضاً تاماً مع العقيدة الإسلامية التي توجب تحكيم الإسلام في كل شؤون الحياة، والتي توجب على كل مسلم أن يأخذ حكم الأشياء والأفعال من الأدلة الشرعية التي بنيت على عقيدة الإسلام فقط.قال تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ ، فلا يحل لمسلم أن يرجع في الأفكار والأحكام لغير مصادر الإسلام، فقد سمَّى الله سبحانه كل مرجع يرجع إليه الناس غير القرآن والسنة وما أرشدا إليه طاغوتاً فقال سبحانه:﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ (النساء 60)، وروى الدارمي «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِنُسْخَةٍ مِنْ التَّوْرَاةِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ نُسْخَةٌ مِنْ التَّوْرَاةِ فَسَكَتَ فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَوَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ يَتَغَيَّرُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ مَا تَرَى مَا بِوَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ عُمَرُ إِلَى وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ بَدَا لَكُمْ مُوسَى فَاتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتُمُونِي لَضَلَلْتُمْ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ وَلَوْ كَانَ حَيًّا وَأَدْرَكَ نُبُوَّتِي لَاتَّبَعَنِي»، فجليٌّ أن الإسلام لا يقبل من المسلم أن يأخذ أي رأي من غير الإسلام بغض النظر عن المعنى الذي احتواه ذلك الرأي، فنحن في غنى بدين الله عن أي شيء. وهذا الموضع تزل به أقدامُ كثيرٍ من الناس فيظنّون أنّ ما يوافق الإسلام أو لا يخالف الإسلام يجوز أخذه، وهذا باطل لأن الله سمَّى كلَّ من يُرجع إليه من دونه سبحانه طاغوتاً، وجعل مجرد التحاكم إليه ضلالا ًبعيداً وافق في حكمه الإسلام أو خالفه، لأن المرجع الذي استند إليه في حكمه ليس هو شرع الله. ولا يدخل في هذا العلوم الدنيوية كالفيزياء والكيمياء والاختراعات...الخ، لأنه لا علاقة لها بالحكم على أفعال الإنسان. وعلى هذا فحقوق الإنسان، النابعة من غير شرع الله، التي يدعى لها اليوم لا يحل أخذها أو الدعوة إليها، بجملتها وتفاصيلها.

أما ثقافة السلام التي تدعو لها المصفوفة، فهي ثقافة الاستسلام والخنوع، ثقافة بيع البلاد والعباد ليهود، والتنازل عن مقدسات المسلمين وبلادهم، ثقافة تنتزع العزة والإباء من نفوس المسلمين، ثقافة ظهرت آثارها في الدور الذي لعبه النظام في الأردن في حرب أميركا على المسلمين في العراق، وفي تكفله بتدريب عراقيين ليتولوا ضرب المقاومة في العراق نيابة عن أميركا، وفي علاقته الحميمة مع يهود قتلة الأنبياء والأبرياء، ومحتلي أرض الإسراء والمعراج.

وأما ما يسمى بالقيم العالمية المشتركة فهو أمر لا وجود لـه، وذلك لأن القيم عند الناس مختلفة بسبب اختلاف المبادئ التي يعتنقونها، فقيم الحضارة الغربية غير قيم الحضارة الإسلامية، ولكن ما يجري تسويقه على أنه القيم المشتركة في العالم إنما هو قيم الحضارة الغربية، لأن أميركا سيدة الغرب تسعى لفرض هذه القيم على جميع الناس وبخاصة المسلمين، لأن لهم حضارة مميزة ذات طابع خاص، هي وحدها القادرة على الوقوف في وجه الغرب بأسره، وهي وحدها التي يظهر بها زيف الحضارة الغربية، فترى الحملات الصليبية تتوالى ضد الإسلام، والمسلمون لا ينتبهون من غفلتهم.

وهذا لا يعني أن المناهج المدرسية في الأردن قبل هذه التعديلات مناهج سليمة، بل هي فاسدة أصلاً ولم تزد بهذه التعديلات إلا فساداً، فسياسة التعليم في الأردن قائمة على أساس فصل الدين عن الحياة، وهي ملوثة أشد التلوث بمفاهيم الحضارة الغربية.

أيها المسلمون في الأردن..أيها النواب.. أيها القائمون على التعليم

إنكم قادرون على وضع حد لما يمكر به النظام في الأردن لأبنائكم، فالنواب قادرون على سحب الثقة من الحكومة التي لم تستحقها أصلاً، وقادرون على حجب الثقة عن الوزير القائم على هذه الجريمة منذ زمن، فهذا أقل من المطلوب، فإن لم تفعلوا فأنتم شركاء لهم، سيصيبكم ما سيصيبهم يوم لا ينفع الندم. والمعلمون والمشرفون ومديرو المدارس والتعليم قادرون على رفض تدريس هذه الأفكار، وإبطالها، وتحذير الطلاب منها، وبيان زيفها ومخالفتها للإسلام، وتحريض الطلاب وأوليائهم لنبذها والاعتراض عليها، حتى لا يجرؤ أذناب الكفار في بلادنا على ما هو أكبر منها.

أيها المسلمون في الأردن

إن ما أجراه النظام في الأردن من تغييرات في المناهج المدرسية إنما هو عمل من أعمال كثيرة وخطوة من خطوات يتبع بعضها بعضاً، قد بدأت منذ سنين. ولأن سكوتكم قد طال لم يعد يحسب لكم النظام أي حساب، وسيبقى كذلك ما بقيتم على حالكم لا تعملون لتغييره بالطريقة التي أمركم الله بها، ألا وهي العمل الحزبي لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، دولة الخلافة الراشدة التي وعدكم بها نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، فهلموا إلى العمل مع حـزب التحريـر فإن في ذلك عزكم وخلاصكم بإذن الله.

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾

22 ذو القعدة 1424هـ
15 ‏كانون الثاني‏‏ ‏2004م

حـزب التحريـر
ولايـة الأردن