تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بين فتاوى بن باز ورد استشهاديي فلسطين



no saowt
03-08-2004, 09:54 AM
في مقابلة وردت فيها ست مغالطات اصولية وجوهرية، اجاز مفتي البلاط السعودي عبدالعزيز بن باز الصلح مع الصهاينة واعتبر ان القيام باعمال تتنافى مع هذا الصلح تنتج ضرراً عظيماً واذى كبيراً وهذا لايجوز شرعاً!!!

ومما تقدم وبعد الاطلاع على النص الحرفي للمقابلة وعلى السيرة الذاتية لابن باز وعلى الانماط المعتمدة في مملكة آل سعود امكن ملاحظة التالي:

ان الدين عند آل سعود أصبح اداة لتمرير الشهوات السياسية.

ان الطريقة الوهابية أعلنت عن أسباب اطلاقها صراحة وبعد حوالي المائتي سنة من اطلاقها على يد محمد بن عبدالوهاب ومحمد ابن سعود في ما سُمّي باتفاق الدرعية.

ثبت بالدلي القاطع الوهن البنيوي للمؤسسة الوهابية وتأكدت حقيقة تحالفها مع الاستبداد الملكي في الحجاز.

يضاف إلى ذلك ما سُجّل في السنتين الماضيتين من اجهار السلفية السعودية بمعارضتها لأعمال آل سعود ومفتيهم ابن باز، وقد أصبح من المشهور ان آل سعود الذين وطدوا سلطتهم في الحجاز وشرعوا حق السيف في الاتجاه إلى أربعة انحاء المعمورة لقاء تحالفهم مع مؤسسة ابن باز واسلافه وقد زخر التاريخ بشواهد شتى عن خطر هكذا تحالف على الامة الإسلامية، فهم أول من منعوا المسلمين من الحج إلى بيت الله الحرام لمدة ثلاث سنوات وتكررت فعلتهم ثلاث مرات مع المصريين ومع أهل الشام وحديثاً مع الايرانيين وكل من التزم بالإسلام الحركي كسبيل وحيد لمواجهة المخططات الغربية والصهيونية ضد العالم الإسلامي.

كما ان المؤسسة الوهابية الرسمية كانت مسئلة لاحداث جسيمة وعظيمة فادحة ألَمّت بالمسلمين من خلال الاعمال التي قام بها نظام آل سعود، فهم كانوا أول من افتى بهدم روضة البقيع وتسوية قبور احفاد رسول الله فضلاً عن 10 آلاف صحابي بالأرض حتى صارت كومة خربة، كما انهم اجازوا أيضا بهدم بيتي رسول الله فحولوا احدهما بعد تسويته بالأرض إلى مراحيض، أما الآخر فشقوا عليه طريقاً، كما انهم اجازوا لآل سعود تنفيذ سلسلة طويلة من المجازر كان اخرها داخل الكعبة ابان حركة جهيمان العتيبي، أما الاخرى فكانت على بعد امتار من الكعبة وراح ضحيتها 400 حاج مسلم في العالم 1987، ومنها أيضاً اجازوا لآل سعود بالتوريط باربع حروب اقليمية كبيرة اثنان منها في اليمن والأخريان في اقصى الخليج، واحدة لصالح العراق ضد ايران والاخرى لصالح اميركا ضد العراق.

وارتبط اسم الوهابية وفتاويها مع كل نقطة دم اريقت في الدول الإسلامية، ففي الجزائر اجازت للسلطات الانقلابية اعدام المعارضين من الجبهة الإسلامية للانقاذ.

كما اجازت للنظام المصري تنفيذ عشرات عمليات الاعدام ضد الإسلاميين، واجازت للنظام السعودي الاستعانة بكل من اسياس افورمي وجون قرنق وهما عميلان مرتبطان بالكيان الصهيوني مهاجمة وزعزعة استقرار السودان، وغير ذلك مما لايسع المجال ذكره.

مما تقدم يظهر واضحاً ان الفتوى في اعراف آل سعود هي احدى ادوات السياسة، و من خلال هذه الاجراءات يتساءل المراقبون هل يمكن لمن يكفر طائفة كبير من المذاهب الإسلامية ان يجيز لنفسه الفتوى بوجوب التسوية مع اسرائيل والمشهور عن ابن باز انه يستعمل فتواه لصالح الملك واستراتيجيته في العالم الإسلامي، التي اضرت كثيراً بصورة الإسلام وكانت أكثر من حاول العبث بوحدتهم هذا على مستوى السياسية فماذا على مستوى العلم والمجتمع؟ ان من عجائب وتنظيرات ابن باز ومجلس فتواه انهم يكفرون من يقول بكروية الأرض ويحاولون تعديل مناهج الجغفرافيا في السعودية التي تقول بان الأض كورية، ويحاولون إصدار فتوى بتحريم الكتب التي لاتعتبر ان الأرض مسطحة.

ويعتبرون استخدام الكمبيوتر والفاكس والهاتف وحتى الطائرة رجساً من عمل الشيطان ويحرمون على المرأة ركوب وقيادة السيارة، ويؤكدون على استحسان استبدال قيادة المرأة السيارة بركوب الحمير والجمال!

وجرياً على عاداتهم يسعى آل سعود لتغطية عملياتهم وقراراتهم السياسية الخطيرة بمظلة الدين والفتاوى الوهابية.

ومع بداية الشهر الحالي اتحف عبدالعزيز بن باز العالم الإسلامي بسلسلة من الفتاوى التي تتواكب مع تطورات العصر، فهو افتى بوجوب مساعدة الفلسطينيين في جهادهم ضد اعداء الله اليهود ولكنه استطرد بأن بقاء الفلسطينيين في حرب مع اليهود وفيه اذى عظيم وضرر كبير على رجالهم و نسائهم واطفالهم لايسوغ شرعاً، وعاد ليفتي بوجوب دعم الفلسطينيين حسب الطاقة والامكان على الصلح مع اليهود.

وهذه التناقضات الثلاثة في فتوى لاتتعدى كلماتها الخمسين تؤكد ان ابن باز يرى بان جهاد ألفلسطينيين لاسرائيل حرام وان واجب المسلمين دعمهم للصلح مع اليهود، ومنها أيضاً حرم على كل المعارضيين ومنهم الحركة الإسلامية قتال اسرائيل، وانطلق من هذه الفتوى ليرى بأن اتفاق الفلسطينيين، سلطة حكم ذاتي ومعارضة على الصلح مع اليهود يحرم اليهود من ورقة الاختلاف والتفرقة التي يسعون إليها.

وعمم هذه الفتوى بهدف جعلها اساساً لكل العالم الإسلامي للصلح مع اليهود عندما افتى بالتالي: تجوز الهدنة مع الاعداء مطلقة ومؤقتة إذا رأى ولي الامر المصلحة بذلك وولي الأمر بعرف ابن باز هو الحاكم، وماذا لو كان الحاكم غير موافق على تحكيم الشريعة الإسلامية؟.

يرى ابن باز في أعمال الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي خروجاً وهو إذ يعتبر ان الواجب على جميع الدول الإسلامية هو تحكم شريعة الله في ما بينها والحذر مما يخالفها يرى بأن أي حركة إسلامية تواجه الحكام ولو بالصحافة عن طريق تهييج الناس لتحكيم الشريعة يجب عليها عند ظهور المنكرات انكارها بالاسلوب الشرعي وببيان الادلة الشرعية من غير عنف ولا انكار باليد، ويرى بأن المشروع في مثل هذه الحال هو مناصحة ولاة الامور.

يرى المختصون في هذه السلسلة المتناقضة من الفتاوى، مقدمة لحملة سعودية شرسة على الحركات الإسلامية في العالم بدعوى انها تخالف الفتوى الوهابية التي ترى وجوب الصلح مع إسرائيل وحرمة جهادها.

فإذا ما قورنت هذه الفتاوى بفتوى تحريم القول بكروية الأرض، فإن المصيبة تكون قد وقعت، فأي الفتاوى أصلح هل هي فتوى البلاط أم فتوى وجوب ازالة اسرائيل من الوجود، اظن ان الجواب بدأ يتكرس بأشلاء اليهود المتناثرة في عمليات فلسطين الاستشهادية وعند استشهادييها الاف الاجوبة والردود .

يوسف محمد الشيخ