تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جرح في جدار



مشترك لموضوع واحد فقط
03-04-2004, 07:07 PM
من كتاباتي ..

قرية صغيرة من القرى التي قام بتجزئتها الجدار الفاصل حدثت فيها هذه القصة



نادت عليه امه العجوز كي يتناول الافطار معها قبل ذهابه الى عمله اللذي يستغرق المسير اليه اكثر من ثلاثة ارباع الساعة ووضع محمود المادي كان يعجزه عن الركوب في سيارة التاكسي كي تقله فكان يضطر الى الذهاب مشيا على الاقدام ... تناول الافطار واعتمر قبعته البيضاء الملطخة ببعض انواع الزيوت والشحم اذ كان عمله في مغسل للسيارات بعيدا جدا عن قريته فنزل من بيته متوكلا على الله عز وجل قارئا ايات البر التي تعود عليها منذ طفولته
مشى في طريقه المعتاد اللذي كان يمشيه طولا ولكن بفضل رسم ومرور الجدار في قريته يسير والجدار مسافات طويلة يعانق من خلال دربه الالام العزلة عن العالم الخارجي ومرارة الشعور بعدم الانتماء حتى في وطنه .. استوقفه شق لا يتجاوز الخمس سنتمرات فراح يتامل من خلاله بقايا قريته المنكوبة كانه في سجن ينظر من خلال بعض الفتحتات الصغيرة ليلتقط انفاسه منها ويشتم ما تبقى من ارض تسمى مجازا فلسطين العربية
واثناء تامله مرت فتاة في ما يقارب الثامنة عشرة من عمرها كانت في زي بسيط كنزة خضراء اللون وبنطال ذو سبحة ملساء لا تدل عليه اي مظاهر النعم لكن وجهها كان عربيا براقا يحمل في طياته خمسين عاما من الظلم والاحتراق للحرية في عينين عطشتين لماء لا يحسب عليها بسعر الدم وفي شغفها اللذي كاد يتفجر الى مرور الوقت وازالة هذا الجدار القاتل نظرت الى نفس الشق كي تتنفس هي الاخرى من نفس القبر اللذي احاط بها فتصادمت عيناهما كصيب من السماء احدث ثورة داخل كل منهما
نسي محمود طريقه ونسيت الفتاة دربها فقلوب تتعانق من خلال الاسمنت والحديد والاحلام ما هي الا دقائق ايقنت الفتاة ان الشق لا يفصله عن مدخل الجدا ر الممنوع على احد اجتيازة الا بموافقة الادارة المركزية سوي اربعمائة متر تابعت مسيرها وتركته على شق الموت وحده ينتظر


محمود تابع الى عمله وهو مشلول الحواس قاسي الملامح عينان تائهة
في داخلهما لا ينسى بريقها ولا حسها بالبقاء عاد الي بيته في اخر النهار ونام في وقت مبكر حتى يعود في اليوم التالي ينتظر عند شق الجدار ..
انتظر وانتظر حتى شعر بخيالها يمر من بعيد ياتي ويقترب وخفقان قلبه يهز ارض الجدار اقتربت وبنفس تلك اللحظة والنظرة المطولة التقيا دون ان يجدوا للكلمات وطن فالارض التي هم واقفين عليها ساكتة وكلماتهم واصواتهم مبحوحة والناس في اوطانهم اقدامهم مرفوعة الى السماء ورؤوسهم في الطين والذل والهوان فاي كلام سوف يحكيه محمود وكل الدروب في قريته واحلامة تصله الى الجدار العازل تابعت مسيرها تلك الفتاة المجهولة
فايقن انه موعد ثابت يلتقي بها كل يوم هناك جانب الاسمنت المسلح
حوار في القلب من خلال النظرات المقطعة الاوصال سارع الى عمله فغضب به صاحب العمل على التاخير وطرده دون شفقة على امه العجوز ولا رحمة من الظروف المادية الصعبة والبطالة التي بلغت ما يقارب ثلثين الشعب الفلسطيني عاد محمود الى بيته حزينا يقتله القهر والشوق معا ولكنه اعتبر انه منذ ذالك اليوم حارسا على الجدار ينتظر بجانبه عسى ان تحل معجزة من الله وتقطع بنيانه كما قطعت بنيان القوت اليومي وبنيان المشاعر والاحاسيس وانتظر يوما بعد يوم لم تات الفتاة ايضا نظر من خلال الشق كثيرا كثيرا
لم تات تلك الفتاة ظل ماسكا بالجدار وهو في حاله تشنج عصبي كانه يحاول تكسيره باظافره وتفتيته في اسنانه لكن ما العمل الان ان الهواء اللذي يمر من خلال الشق يحمل له عبقها وحلمها وحاجتها اليه ونظرة عيناها لم تمحى على اسوار الموت راح يسير كل يوم بجانب الجدار يحدثه يروي له عن احلامه عسى ان يحل وعد الله فيه وينطق الحجر ويكن الجدار اول من ينطق له ولكن الجدار لم ينطق ..وذات العينين البراقتين لم تعود ..والارض لم تجمع شتات نفسها ولم تفجر ظلمها ....
في اليوم التالي حمل محمود علم فلسطين وراح يركض نحو الجدار بكل حماس وقوة حتى وصل الى الشق فادخل العلم من خلاله وراح يلوح به عسى ان مرت تلك الفتاة ان ترى فتتذكر بعضا من المشاعر تركتها على اقدام الجدار
ظل على هذا الحال ساعات وساعات لكن احد لم يابه سوى ثلاث جنود اسرائليين كانو يقومون بدورية من الجهة الاخرى فرئوا العلم يلوح ويتراقص كحمامة تهدل في مهب الريح استفز هذا المنظر احد الجنود الثلاثة فاطلق على العلم النار ولكن الرصاصات لم تحرق العلم بل راحت تجعل فيه ثقب تلو ثقب
( ايا سبحان الله قطعة قماش تتحدى الرصاص قطعة قماش ملونة تفجر غضب العدو تكسر قسوة الحدود تدمر صمود الجدار لا وبل تذله لتجعله رخيصا مقرفا دنيئا) هذا ما قاله محمود وهو مبتسم ابتسامة جعلته ينسى بعضا من الالامه لانه وجد طريقا لا ندم فيها ولا حزن ولا حسرة طريق تحرير طريق عزة وكرامة وشموخ
لكن الجندي كره هذا الاستفزاز واصر على ايقاف ذاك العلم من الطيران فاوقف السيارة ونزل ورفاقه واطلقوا النار نحو الجدار سبحان الله (اللذي بنوه يئيديهم يقهرهم الان فقد حماه الجدار من الرصاص وظل العلم يرفرف ويرفرف ويغني ويرقص) ركض احد الجنود نحو البوابة الحديدة ليلتف على محمود بطريقة التفافية ولكن قناص فلسطيني طاله في رقبته فارداه قتيلا
ترك محمود العلم وتابع مشواره محاذاة رالجدار والعلم الفلسطيني وما زال العلم الفلسطيني يرفرف حتى الان ....
قيصر حسن

منير الليل
03-04-2004, 07:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.........

من جدار او من دون جدار........ عاشت فلسطين حرة أبية.
والشعب المقاوم لن يرفض الخضوع للعملاء الفلسطينين،
وغدا سيداسون تحت الأقدام.... فالخائن يقتل.

شعب واحد....... في أمكنة متفرقة... بل أمة مشتتة.

aboumoujahed
03-04-2004, 09:39 PM
الجدار هذا وعد من وعود الله تعالى قال تعالى "لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة او من وراء جُدُر"

ان اقرب جدار يصل اليه اليهود يكون محاطا بجدار اخر ولتجدنهم احرص الناس على حياة

اما نحن فان الحياة عندنا لا تعدل جناح بعوضة

محبكم واخوكم ابو مجاهد

no saowt
03-05-2004, 12:37 AM
السلام عليكم،
إنهم يعلمون ان الأيام القادمة صعبة جداً

لديهم نبوءة تقول انهم كلما حوصروا فرجت عليهم :(

يعني إذا فرجت عليهم ضاق الامر على إخواننا الذين نسيناهم :(