تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إستشهد في القدس ولكنه عاد حياً إلى غزة !!!!!!!!!!!



no saowt
02-24-2004, 01:36 AM
بضغطة واحدة على زر حقيبة المتفجرات التي بيده ،ويلحق بقافلة الاستشهاديين، ويصبح ثاني استشهادي فلسطيني لحركة المقاومة الإسلامية حماس بعد أن يفجر هو ورفاقيه الباص الإسرائيلي(25) في مدينة القدس بمن فيه من الصهاينة في 21-6-1993، ولكن الاستشهادي صلاح عثمان (31 عاما) عاد من الموت إلى الحياة مرة أخرى بعد أن نجا من موت سريري استمر اكثر من شهرين بعد حياة جهادية حافلة ومطاردة لجيش الاحتلال استمرت قرابة ستة شهور .
و في منزل في شمال معسكر جباليا للاجئين شمال قطاع غزة كان لدنيا الوطن لقاء مع الاستشهادي صلاح عثمان :
*متى التحقت بحركة "حماس"؟
-أنا انتميت لحركة حماس في عام 1988 وكان قائدي ومدربي الشهيد عماد عقل وكنت ملتزما بالمسجد منذ صغري وعندما التحقت بحركة حماس ودربني عماد عقل، على أساليب المقاومة ثم اعتقلت في عام 1989 لمدة 16 شهر بسبب انتمائي للحركة، وافرج عني من السجن بعد انقضاء فترة محكوميتي ثم رجعت إلى عملي في حركة حماس وكانت تلك الفترة التي انتميت خلالها لحركة حماس هي فترة مطاردة للشهيد عماد عقل، فالتقيت مع الشهيد عماد في بيتنا الموجود في معسكر جباليا وكان لعماد عقل عدة أماكن يختبأ فيها عن عيون الاحتلال من ضمن هذه الأماكن بيت عائلة فرحات.
*ما هي المهمة الأولى التي كلفت بها من قبل الشهيد عماد عقل؟
-في بداية المر كلفت في رصد تحركات الاحتلال ومراقبة العملاء في مخيم جباليا وبدأت اعمل بهذه المهمة وبعد ذلك كلفت بمهمة داخل الخط الأخضر وهي أول عملية لي وكان يخطط لهذه العمليات عماد وكان يلتقي بنا في الطريق بعد صلاة الفجر وجاءت أول عملية لي بعد إلحاح كثير مني وضغط على عماد لكي يجعلني أن انفذ عمليات واستغرق ذلك شهرا وكنت قد وضعت خطة لمهاجمة "مسلخ" في المجدل كنت اعمل فيه وقد رسمت لهذا المبنى خريطة ودرست إمكانية الهجوم عليه حيث أن مفاتيح هذا المسلخ كانت بحوزتي وبعد اقتناع الشهيد عقل بهذه العملية قال لي على بركة الله ولكن كانت تواجه كتائب القسام في هذه الفترة مشكلة وهي قلة السلاح حيث ان كانت حماس تفتقد للسلاح في البداية ولكن قام الشهيد عماد عقل بتسليحنا بالسلاح الأبيض "خناجر وسكاكين" كما وفر لنا مسدسان ووفر فيه 19 رصاصة وكانت مهمة المسدسات هي للتثبيت فقط والسكاكين للطعن يوم التنفيذ استلمت من الشهيد عقل السلاح الذي وفره لنا وذلك كان ليلة القدر وقبلها قمت صلاة قيام الليل في مسجد الخلفاء وبعد ذلك رجعنا الى البيت وتناولنا طعام السحور وخرجت لصلاة الفجر فوجدت عماد يحوم حول المسجد في سيارة اقتربت منه وسألني عن دورية لجيش الاحتلال التي كانت تمر من معسكر جباليا فأخبرته أنها تمر الساعة الخامسة صباحا وهذه الدورية تخرج من المركز الموجود لقوات الاحتلال في جباليا وتجوب شوارع جباليا ثم ترجع الى المركز نفسه ونصب عماد لهذه الدورية كمين ووفق في ذلك واوقع فيهم من القتلى والجرحى وهذا حدث في عام 1993 في شهر مارس (آذار) وفي نفس اليوم خرجت وانا وأخي محمد الهندي وأخذنا السلاح المجهز لدينا وهو بسيط واتجهنا صوب الخط الأخضر.
*كيف أدخلتم هذه الأسلحة البسيطة مع انه يوجد تفتيش دقيق على حاجز "ايرز"؟
-عن طريق التهريب والمجازفة حيث تم تهريب أسلحتنا البسيطة عن طريق سيارة نقل كبيرة (شاحنة) تحمل ألواح رخام وباينوهات للحمامات وما شابه ذلك حيث اختبأنا أنا وأخي محمد الهندي تحت (بيانيو) كبير وكان ذلك بعلم سائق السيارة. وأثناء سيرنا تعرضنا لطارئ في الطريق حيث ان الجيش الإسرائيلي أوقف سيارة النقل الكبيرة على ايرز واخذ بتفتيش السيارة وصعد جندي من الجنود الذين قاموا بمهمة التفتيش الى أعلى السيارة ووقف فوق البانيو الذي نختبأ تحته فمن جانبنا جهزنا أنفسنا للاستشهاد والمقاومة حين ينكشف امرنا وان نقتل او نقتل لكن بحمد الله وتوفيقه لنا لم يرانا الجندي وحدث معنا موقف آخر
في الطريق ذاته حصل لنا مطاردة من قبل قوات الاحتلال ونزلنا بعد ذلك في جبال قريبة من مستوطنة "الخضر" وقمنا بعمل عملية هناك لا أريد أن أتحدث عن هذه العملية خوفا من أن أتسبب بالضرر لأشخاص موجودين الآن داخل السجن وجرح في هذه العملية "2" كانت في "بيت كاحل" كانوا الإسرائيليون مغلقين كل مداخل المدن ولم نستطيع أن ندخل الى الهدف الأساسي الذي خرجنا له من قطاع غزة أنا وأخي الشهيد محمد الهندي وفي نفس الطريق قمنا باقتحام محطة بنزين على طريق "قسطينة" وخططنا لقتل الحارس وأخذ سلاحه وخصوصا أنه لم يكن معنا السلاح الكافي وخصوصا أن السلاح في تلك الفترة كان شحيح جدا.كان أغلى من روح الإنسان
وأريد أن أقول هنا شي أن عماد سبب قلق للإسرائيليين ولحكومة إسرائيل، وكل الصيت الذي أذيع عن عماد عقل الا انه كان يمتلك سلاح من نوع "كلاشنكوف" و"ام 16" وبعض المسدسات الخفيفة وهذا لا يأتي شيء أمام قوة إسرائيل العسكرية،وكانت الكتائب لا تملك الا هذه الأسلحة التي أقلقت مضاجع الإسرائيليين وكان مع عماد نفسه سلاح من نوع "كارلو" كان الصدأ قد غير ملامحه هذا ما كانت تمتلكه الكتائب من سلاح في تلك الفترة، وكان همنا الوحيد هو الحصول على السلاح وهنا توجد أمور دقيقة لا أريد ان أتحدث عنها.
*بعد قيامكم بالعمليات الصغيرة التي قمتم بها أين توجهتم أنت والشهيد محمد الهندي بعد ذلك؟
-توجهنا الى الضفة الغربية وبالتحديد الى مدينة بيت لحم، والضفة الغربية مفتوحة على الإسرائيليين أكثر من غزة والعمليات هناك من السهل القيام بها لنه لا توجد حواجز في ذلك الحين كما هنا في غزة موجود حاجز ايريز، وفي الضفة الغربية تعرفنا على إخوان من الكتائب ومنهم الشهيد ماهر ابو سرور وكان عماد يخطط في الضفة ويرجع الى غزة.
*ما هو دور يحيى عياش إذا كان عماد هو الذي يخطط للعمليات؟
-التقيت بيحيى عياش على مدار أسبوعين ولم أعرف انه يحيى عياش بل كنت أعرفه باسم (ابو صهيب) ولم أعرف يحيى عياش الا بعدما أصبت وجاء ليزورني في غزة، وهنا أريد ان أقول ان كتائب القسام تتميز بالسرية المطلقة حتى العناصر نفسها أحيانا كثيرة لا تعرف بعضها البعض الا بالأسماء الحركية وكان يحيى يحب السرية التامة حيث انه إنسان هادئ ومتزن وإذا حدثته حدثك فقط وهو سري للغاية.
وتعرفت على يحيى عياش في غزة معرفة جيدة لكن في الضفة الغربية لم اعرفه لا باسمه الحركي ابو صهيب وعياش زارني في البيت مرتان.
*قبل خروجك للعملية التي أصبت فيها هل قمتم بعمليات غيرها؟
-في تلك الفترة كانت كتائب عز الدين القسام قد ضربت في الضفة الغربية واعتقل عدد كبير من عناصرها وصادرت قوات الاحتلال اسلحتهم، وفي هذه الفترة نحن توجهنا من غزة الى الضفة الغربية لاعادة بناء الجهاز العسكري لحماس في الضفة الغربية، وكان من الأخوان الذين بدءوا في إعادة الجهاز محمد عزيز رشدي وخالد الزير ويحيى عياش من بيت لحم وهؤلاء شهداء الآن.
*كيف كنتم تلتقون بالشهيد عياش وكيف كان يخطط لكم؟
- الشهيد يحيى عياش كان يلتقي بنا ليجهز لنا السيارات المفخخة، والمعروف عن الشهيد عياش انه مهندس الإلكتروني وكان قد حدثني عن اول فكرة جاءت له لتفجير العبوات الناسفة والسيارات المفخخة وهو اول من عرض على الاخوة في القسام ان يستخدم هذا السلاح حيث انه درس كتب تتعلق بالمتفجرات ومواد التفجير وكان باستطاعته ان يكون عبوات ناسفة ومواد متفجرة وبما ان علمه هو هندسة إلكترونيات فذلك يتعلق بالكهرباء واستطاع ان يكون المواد المتفجرة، وهذه الفكرة وجدت ترحيبا شديدا من الاخوة في حماس وهم يثقون بعلم الشهيد يحيى عياش ووفروا له المواد اللازمة، كما انه جهز لي أول سيارة مفخخة لكنه حصل في حينها طارئ وكان يجب عليه الانتقال الى مدينة نابلس فأخبر الاخوة عن المعلومات وقال لهم عن طريقة تجهيز السيارة، وفعلا تم تجهيز أول سيارة مفخخة.
*كيف كشف أمر الشهيد عياش للمخابرات الإسرائيلية؟
-جاء للشهيد يحيى عياش شبان من مدينة القدس ويطلقون على أنفسهم "مجموعة القدس" وهم من الكتائب كما انهم يعلمون في تل أبيب في مطعم كبير ويوجد في المطعم مرقص ويوجد تحت المرقص مطبخ وهم يعلمون في ذلك المطبخ فاقترحوا على الشهيد عياش ان يجهز لهم عبوات ناسفة لتفجير المرقص من خلال زرع هذه العبوات في المرقص فوافق الشهيد عياش على طلبهم، وبالفعل جهز لهم العبوات الناسفة واتفقا على الخطة وانطلق الشبان بسيارة الى المكان المقصود ودخلوا بالخطأ الى طريق ممنوع دخول العرب فيه هو طريق للمتديين الإسرائيليين فلاحظتهم قوات الاحتلال وأخذت تطاردهم بعد ان شكت بأمرهم وهناك البيوت في تل أبيب مبنية على شكل هندسي دائري فحاصرتهم الشرطة وألقت القبض عليهم وتحت التعذيب ولتحقيق اعترفوا على الشهيد عياش بأنه هو الذي يجهز العبوات الناسفة وبذلك انكشف أمر الشهيد عياش لقوات الاحتلال وبدأت تطارده منذ بداية شهر يناير من العام 1993.
*هل نستطيع ان نقول بان هناك كان ازدهار للعمليات الاستشهادية في فترة قيادة عماد عقل ويحيى عياش لكتاب القسام؟
-بدأت العمليات الاستشهادية تزيد تدريجيا وخصوصا بعد تفكير المهندس عياش في تكوين المتفجرات لكن الكتائب في بداية عملها في الضفة الغربية وقطاع غزة كان تركيزهم على العملاء وكانت أول عملية للكتائب هي على الخط الشرقي خط "نحل عوز" بعد ذلك أخذت الكتائب بتطوير أسلحتها وتطوير الجهاز العسكري. واخذ سلاح الكتائب يزيد وعملياتها تزيد الى ان وصلت الى صنع قذائف الهاون والصواريخ القسام واحد واثنان وأصبحت لهم معامل لصنع هذه الصواريخ.
*كيف كان الشهيدان عقل وعياش يخرجان ويدخلان من الضفة الغربية إلى غزة وهم ابرز المطلوبين لقوات الاحتلال؟
-كانوا في البداية يدخلون ببطاقات هوية مزورة وعن طريق سيارات إسرائيلية وكان الشهيد عياش بارع في التخفي وكان الشهيد عماد يحمل 3 هويات مزورة وكان يحصل على هذه الهويات عن طريق الإدارة المدنية وكانت تصدر هذه الهويات بدون مشاكل ودن ان ينكشف أمرها.
*كيف كان يصدر هذه البطاقات؟
-كان يأخذ هوية شاب طبعا ذلك بإرادته ويقول له بعد شهر او 15 يوم اذهب ابلغ الإدارة المدنية انك فقدت الهوية في هذه الفترة يكون قد شطب الصورة وغير معالمها، ثم حين يذهب لتقديم الطلب يضعوا صورة للشخص المراد له ان يحمل هذه الهوية وكانت هذه الطريقة ناجحة جدا واستخدمها عماد اكثر من مرة.
أما الشهيد المجاهد حاتم المحتسب كان معه أربع بطاقات شخصية مزورة منها هوية إسرائيليي وواحدة من القدس اثنتان من الضفة الغربية.
*أنت أصبت في عملية استشهادية هل لك ان تحدثنا عن هذه العملية كيف أصبت فيها وأين تم تنفيذها ومن خطط لها؟
-طبعا بعد الضربة التي تحدثت عنها والتي تعرضت لها الكتائب في الضفة الغربية انتقلنا من غزة الى الضفة كما ذكرت في بداية حديثي، وكان جل عملنا هو فترة إعادة بناء وتجديد للكتائب وبدأنا العمليات وجاءت "مجوعة القدس"
وهي مجموعة تابعة للكتائب كما ذكرت وعرضت فكرة اختطاف باص وكان الشهيد محمد الهندي وماهر ابو سرور وانا طبعا الذي سنقوم بهذه العملية والذي خطط لهذه العملية هم "مجموعة القدس" وكان الباص يحمل رقم "25" وينقل موظفين حكومة عددهم حوالي 100 شخص وكانت العملية هي اختطاف من القدس والتوجه الى جنوب لبنان. وخرجنا الى القدس عن طريق جبلي لن الحصار كان مشدد على القدس وكان كل منا يعرف دوره، حيث ان دور الشهيد محمد الهندي هي شخصية رجل أعمال يحمل حقيبة يد وماهر ابو سرور شخصية جندي إسرائيلي من القادمين من روسيا حيث ان ماهر كان يتقن للغة العبرية وملامحه ملامح غربية وانا دوري طالب جامعة، وحملنا أسلحتنا ودخلنا الى القدس وكان هناك الشباب من مجموعة القدس قد جهزوا لنا الملابس التي تليق بكل شخصية وجهزوا لنا أيضا الشقة التي سننزل فيها ليلة العملية. وكان موعد العملية الساعة 7 صباحا فخرجنا من مراح رباح قضاء بيت لحم مع غروب الشمس ووصلنا الى القدس الغربية الساعة 10 مساء ووصلنا الشقة الذي سننظر فيها حتى الصباح وهناك صلينا الفجر واغتسلنا غسول الشهادة وصلينا سنة الشهادة وانا لبست ملابسي وهي ملابس طالب الجامعة ومحمد الهندي تنكر بزي رجل الأعمال وماهر بزي الجندي الروسي، وحملت انا حقيبة ظهر يوجد فيها متفجرات وخمس قنابل يدوية وعبوة ناسفة كبيرة ومسدس ونفس الكمية التي احملها يحملها محمد الهندي وماهر ابو سرور، انتقلنا بعد ذلك الى موقف الباصات وكنا نقف بين مجموعة من الإسرائيليون الذين ينتظرون الباص وكان بإمكاننا ان نفجر أنفسنا ولكن الخطة المرسومة غير ذلك وهي اختطاف الباص الى جنوب لبنان، وان فشلنا سنفجر أنفسنا بالباص وانتظرنا حوالي ثلث ساعة وكأننا لا نعرف بعضنا، وجاء باص رقم 25 وصعدت الى الباص وكان ثمن التذكرة شيكل فأعطيت الشيكل لسائق الباص واعطاني تذكرة وجلست بجانب الباب الأخير في الباص وماهر جلس عند الباب الأمامي ومحمد الهندي جلس في منتصف الباص وكان على الشهيد محمد الهندي ان يشعر بالخوف مثل الإسرائيليين من اجل الاحتياط حتى لو حصل لنا شيء يتم تفجير الباص عن طريق محمد الهندي أخذنا أماكننا وتحرك الباص فقام ماهر ابو سرور واظهر سلاحه وهي "ام 16" وبدا يطلق النار في الباص وقال بالعبرية "مختطفاه" ثم انا بدوري أشهرت مسدس وقلت " ليش مختطفاه" ولم أتذكر انني ضغط على زر البطاريات المتصلة بالمتفجرات حينما أعلنا عن الاختطاف حينها كنا مقابل مباني الأمة وهو مجمع مؤسسات حكومية وكانت الشرطة حاصرت الباص فقام سائق الباص بالاصطدام في جزيرة في الشارع وعلق الباص فوق الجزيرة فأنا أصبت من عدة اتجاها في كتفي ورأسي وقدمي وظهري فبعد ذلك لم أستطع ان أسيطر على نفسي فوقع المسدس من يدي وبعدها دخلت في حالة غيبوبة ولم اعلم بشيء ولم أعرف من أين جاءني إطلاق النار وكانت تلك أول عملية استشهادية ولم اعرف ما حصل بعد ذلك ولكن تحليل من خلال الأخبار التي سمعتها انه وجدوا خمس مخازن فارغة في الباص وتحليل ان الهندي ضغط على الزر ولم تنفجر العبوة وبدءوا بإطلاق النار وابقوا على خزنة من الرصاص معهم للانسحاب وقاموا باختطاف مجندة واتجهوا الى بيت لحم ويقال انه كانت طائرة إسرائيلية قامت بمطارتهم وقتلتهم والمجندة معهم، كما يقال انه على دورا جيلو كان هناك جنود على الحاجز أطلقوا النار عليهم انفجرت العبوات واستشهدوا، والأسبوع الذي تلى العملية بعثوا شاب استشهادي ليفجر باص رقم 25 وفعلا فجروه والذي حدثني بذلك محمد ضيف عندما جاءت السلطة وحينما زارني في البيت.
وبعدما أصبت نقلت الى مستشفى هداسا عين كارم واجروا لي بعض العمليات من تنظيف للرأسي وبقيت في حالة غيبوبة وموت سريري وكانت أول صحوة لي من حالة الغيبوبة على كلمة الله اكبر ولله الحمد وبقيت حوالي 45 يوم عند الإسرائيليين وكانوا قد وضعوا قيد حديد في قدمي وكان شرطي يحرسني وعلى الباب كانت مجموعة من حرس الحدود واحضروا لي مخابرات القدس لاستجوابي لم استطع ان انطق وعرض علي صور لمجموعة شباب من الكتائب وصور لشباب جثثهم محروقة وسيارة محروقة وسلاح "ام 16" محروق أيضا هذه صور من العملية حتى أتذكر لكنني لم استطع ان انطق هذا الذي أتذكره وكان يركز ضابط المخابرات على سؤال واحد ويقول لي "أنت وماهر ومن الثالث الذي شارك في العملية".
فلم يتلقى مني أية إجابة وبعد ذلك قاموا بنقلي الى مستشفة عسكري وقالوا لي سوف نرميك هناك وتموت موت بطيء وبالفعل أخذوني الى هناك وانا لا أتحرك وميت موت سريري وهناك وضعوني في مكان لا يصلح للكلاب ان نام فيه كانت الشمس حارقة وخصوصا ان الذي حصل معي في شهر تموز فوضعوا نصفي الأعلى مقابل الشباك في الشمس ونصفي الأسفل في الظل، وكانت صحراء النقب درجة حرارتها تصل في الصيف الى 45 وهذا كان تعذيب لي لأنهم كانوا يشكوا في انني استطيع ان انطق ومن كرم الله بعث لي نسمات من الهواء رقيقة وغلبني النعاس ونمت بعد ذلك ظنوا انه أغمى علي فسحبوني في الظل والحر لكن في الظل أغمى علي من الحر ثم أعادوني الى مستشفى هداسا وحالتي متدهورة تقريبا كنت في موت سريري فلم يستقبلني مدير مستشفى هداسا ورفع التماس الى المحكمة العليا وقال فيه انه خرج من المستشفى وحالته مستقرة ثم أعادوه ميت موت سريري ولن أقبله في المستشفى فلم يجدوا أمامهم الا ان يرجعونني الى غزة كي اموت هنا ولم أصحو على نفسي الا وانا في غزة وذلك بعد 45 يوما قبل مجيء السلطة ثم ، وبقيت في مستشفى الشفاء في غزة حوالي 6 شهور وبدأت حالتي تتحسن وبدأت انطق لكن قليلا وبدأت بتمرين نفسي على الكلام بقراءة القران والحمد الله تحسنت حالتي كثيرا، كانت تستغرق صلاة الصبح معي وخصوصا قراءة الفاتحة نصف ساعة حيث ان النطق كان عندي صعب جدا وبعد ذلك خرج الإسرائيليين من غزة وتحسنت حالتي ودرست في الجامعة برمجة كمبيوتر ثم تخرجت وتزوجت وكنت أتحرك على كرسي متحرك وانجبت 3 أطفال وبعد ذلك بدأت في العلاج في دار الوفاء في بيت لاهيا وعن طريق التدليك الطبيعي أصبحت اقف على قدمي والحمد لله.
وبعد ان عرفت الحكومة الاسرائيلية بان حالتي تحسنت أصبحت تطالب بي وبمحاكمتي واخر مطالبة كانت لها في واي بلنتيشن وكانوا قد قدوا 30 اسم وكان اسمي رابع اسم من بين المطلوبين وجاءت مطالبة إسرائيل بي بعد ان رفعت والدة المجندة التي قتلت خلال العملية الى محكمة العدل العليا تطالب باعتقالي ومحاكمتي من اجل ذلك أنا لا أريد ان اظهر لوسائل الإعلام لعدم إثارة الموضوع. ودائما إسرائيل تطالب بي حيث انهم طالبوا في واي ريفر وفي اللقاءات الامنية.

جنى
02-24-2004, 08:28 PM
حياك الله يا أخي بلال
اللهم اجعلنا في ركبهم سائرين
وعلى خطى الاستشهاد قادمين
وبمثل هؤلاء الاستشهاد والجهاد والنصر لهذا الدين
ان شاء الله