تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تحجبت؟؟؟



no saowt
02-22-2004, 05:03 AM
كنت في الثانية والعشرين من عمري عندما بدأت قصتي مع الحجاب. لا أتذكر كيف اتخذت قرار التحجب. كل ما أذكره أن ذلك حصل سريعاً سريعا.

في البداية ابتعدتُ شيئا فشيئا عن لبس الثياب الكاشفة وعن الذهاب إلى المسابح وعن المشاركة في الحفلات المختلطة. كنتُ منذ الثانية عشرة من عمري أواظب على الصلاة، وكنتُ مقتنعة بأن الحجاب فرض ديني، وإن كنت غير قادرة على التزامه في البداية. فقد كانت مرحلة بحث عن الذات، ولم أكن أعرف ماذا أريد من الدنيا. أذكر أن حادثة جرت لي في تلك الفترة ولا أدري مدى تأثيرها على قراري بالتحجب. فقد توفي أحد أعمامي وقد رأيته ميتا بأم عيني مما أحدث جرحاً كبيراً في قلبي.

فخلال مراسم العزاء، شهد البيت حالاً مأسوية وخيم عليه جو ديني تخللته صلوات متتابعة. لا أدري ما الذي دفعني أثناء ذلك الى أن أضع غطاء الحداد الأبيض على رأسي طوال مدة العزاء. أذكر أني خرجتُ بين الناس وقد وضعتُ على رأسي الغطاء الأبيض، لأرى كيف يكون شعوري! بعد إنقضاء فترة العزاء بأسبوعين، استيقظت لأقول للجميع وسط ذهولهم بأني أريد التحجب. وفي اليوم نفسه قصدتُ السوق لأشتري أغطية عدة للرأس. وفي اليوم التالي تحضرت للذهاب إلى الجامعة وقد أخذت الحجاب إلى السيارة وبقيت جالسة فيها نصف ساعة. ثم رميته على المقعد الخلفي واتجهت إلى الجامعة حاسرة الرأس. إلاّ أني لم اشعر بالراحة. في اليوم الثالث، خرجت من المنزل إلى الجامعة وأنا مرتدية غطاء الرأس. وهكذا حسمتُ مسألة ارتدائي الحجاب وبدأت قصتي معه.

أول المشوار، ابتعدتُ عن الأمكنة التي قد التقي فيها أحد معارفي. أول الذين رأيتهم، شابان يصغرانني بسنتين، وكان تعليقهما مريحا: "مبروك. كتير حلو عليك". صديقة أخرى التقيتها في اليوم نفسه وكان تعليقها أكثر سلبية. قالت لي وهي تضحك: "شو عامله بحالك مثل أهل الريف والقرى. شو تخلفتي؟".

ثم استمرت التعليقات في الفترة الأولى بين مرحّبة ومستهجنة. واحدة قالت:"شو عملتِ بحالك. دفنتِ نفسك حية ولن تجدي عريساً بعد اليوم".

صديقاتي المقربات قلن لي: "أنت حرة وهذا قرارك وستظلين صديقتنا".

هناك من أيدني بشدة وبارك لي حجابي. لم يعارض والدي القرار ولم يؤيده في تلك الفترة، لكنه قال لي: بابا، فكّري جيدا في الموضوع، فالحجاب مبدأ ومن الصعب على الفتاة أن تتراجع عنه بعد ذلك في مواجهة الناس.

كانت عائلتنا الموسعة بالكاد تخلو من إمرأة محجبة، حتى أن بنات إحدى عماتي غير المتحجبات سرعان ما تبعنني والتزمن الحجاب. أما عائلتنا الصغيرة فلم تكن شديدة التدين، ولا أمي كانت ترتدي الحجاب.

في بداية تحجبي أعتبرتُ الحجاب فرضاً إلهياً وواجباً. كنتُ أعتبر العذاب والمعاناة امتحاناً لإيماني وأن ذلك سيكسبني أجراً ويجعلني أتجاوز المشكلة.

لكني أحسستُ في ما بعد بأني مرهقةٌ حقاً ومتعبة، وبأني أعيش صراعاً دائماً مع الذات.


دروس الدين
جاء قراري التحجب قبل أن أتابع أيا من دروس الدين. في مرحلة لاحقة قيل لي إن هناك دروساً دينية للنساء تقام في المنازل، فاستعلمتُ عن العنوان من صديقة لي وذهبتُ لأرى. هناك جرت عملية التعارف وبدأت قصتي. في الفترة الأولى، كنت أجلس في المقاعد الأخيرة من الغرفة، مستمعة، من دون أن أشارك في النقاش. كانت الدروس شيئاً مهماً وجميلا بالنسبة إليّ، إذ أخرجتني من عزلتي وجعلتني أتعرف الى فتيات متحجباب يخضن التجربة نفسها. لم أعد أشعر بالوحدة بعدما عثرتُ على ما كنتُ أبحث عنه.

في الدروس العامة كنا نلاحظ أن بعض الفتيات يعدن محجبات بعد فترة من مواظبتهن على الدوام. أما في "ليلة القدر" فكانت هناك نسبة كبيرة من الفتيات اللواتي يقررن وضع الحجاب. وكان ذلك يجري وفق طقوس معينة، إذ كنا ننظم وليمة إفطار عامرة ونقيم الصلوات طوال الليل الى أن تأتي الأستاذة المشرفة التي يسمّونها الآنسة ومعها رزمة من أغطية الرأس الجديدة لتلبية طلب أي فتاة تقرر ارتداء الحجاب في تلك الليلة المباركة.

تبدأ الآنسة بالكلام، وفجأةً تفصح إحدى الفتيات عن رغبتها في التحجب، فتتولى مساعدات الآنسة دعوتها إلى الوقوف في وسط الحلقة ليوضع الحجاب على رأسها وسط الزغاليد والأناشيد وضرب الدفوف. وغالبا ما كانت الفتاة تبكي تأثراً ويشاركها بعض الحضور بكاءها وخصوصا الفتيات اللواتي لم يتحجبن بعد. وفي أحيان، تبكي الآنسة وتبارك المتحجبة الجديدة وتدعو الله أن يثبتها على قرارها وأن يهدي بقية الفتيات، مؤكدةً أن دعاء الفتاة المحجبة سيكون مستجاباً مدة أربعين يوما وستكون ذنوبها السابقة مغفورة كلها.

ثم تتولى الآنسة دعوة الفتاة المتحجبة لتروي أمام الحضور تجربتها وشعورها الجديد.

أنا نفسي، كنتُ أبكي أحياناً، لذا لا أريد أن يؤخذ كلامي هذا بمثابة استهزاء.

في الدروس الخصوصية كانت الأستاذة المشرفة لا تكبرنا سناً بكثير، فهي في حدود الثلاثين من العمر، وكانت مثلنا طالبة جامعية تحجبت حديثاً. وكانت تالياً قريبة منا وقادرة على الإصغاء إلينا وتفهم مشكلاتنا. كنا نلجأ إليها لنتحادث معها في أمور شتى تخص حياتنا.

وبعد أن نكون أنهينا ما يُسمّى مرحلة فقه العبادات، تعلمنا الآنسة بضرورة الانتقال الى مرحلة متقدمة تتولى المسؤولية فيها آنسة من مستوى أعلى. يومها شعرت أننا وقعنا في فخ وأن الآنسة التي اعتبرناها صديقة فعلية، قد تخلت عنا ببساطة. أما الآنسة الجديدة فقد تم تخويفنا من مكانتها وخصوصاً عندما طلبت منا الآنسة السابقة أن نتعامل مع خليفتها باحترام كبير، وأن لا نتكلم في حضرتها، وأن نقف كلما دخلت الغرفة، وأن لا نجلس قبل جلوسها. في المناسبة، فإن لون حجاب كل آنسة يدل على مكانتها، من الأبيض أولاً مرورا بالأزرق الفاتح فالكحلي وصولا الى الأسود.


تحت الجلباب الطويل
في المحصلة، وبعد درسين أو ثلاثة خلال هذه المرحلة المتقدمة، قالت الآنسة الجديدة إن الفتاة التي تريد إكمال الدروس معها، عليها أن تلبس الجلباب الطويل. معظم الفتيات وافقن، أما أنا فتوقفت عن متابعة الدروس الخاصة. في البداية، حاولت الآنسة السابقة إقناعي بالعزوف عن قراري، لكن بلا جدوى. وفي فترة لاحقة عرضت عليّ إحدى الآنسات أن أشاركها إعطاء دروس خاصة لمجموعة من الفتيات كوني أمثل نموذجاً يتقاسمن معه الخلفية الإجتماعية نفسها، فحضرت درسين ثم انسحبت من جديد.

وبسبب حاجتي في تلك الفترة إلى سماع "كلمتين" عن الله من دون إلتزامات، فقد عدتُ مجدداً إلى الدروس العامة الأساسية. لكن تمّ إفهامي بأن الآنسة المسؤولة لا ترغب في ذلك، كوني تعديت منذ سنتين مرحلة الدروس العامة. بعد فترة، تعرفتُ الى مجموعة أخرى من الفتيات، على صلة بفئة ثانية من الآنسات، لكني سرعان ما اكتشفت أن تلك الجماعات كلها تدور في فلك واحد، فتوقفتُ نهائياً عن متابعة الدروس.

يتبع :(

fakher
02-22-2004, 08:48 AM
للرفع

no saowt
02-22-2004, 03:12 PM
السلام عليكم،
لم اتجرأ على وضع بقية القصة لانها مأساوية.

هل تسمح لنا الأخوات؟

أم ورقة
02-22-2004, 05:27 PM
فإن لون حجاب كل آنسة يدل على مكانتها، من الأبيض أولاً مرورا بالأزرق الفاتح فالكحلي وصولا الى الأسود[/b].[/size][/color][/font]

يتبع :(


ما تقول لــي هــــؤلاء الســـحـــ........ات؟؟؟

no saowt
02-22-2004, 05:58 PM
السلام عليكم،
كما انها انتشرت بين اوساط البنات الملتزمات حديثاً اللواتي التحقن بموضة الحجاب الجديد في بيروت :(

هل تظنون ان كشف المشكلة ونتيجتها تخدم الدعوة الإسلامية ام انني سأكون ممن يهدمون في سلم الدعوة إلى حجاب الفتيات وخاصة في الصفوف الأرستقراطية؟

أم ورقة
02-22-2004, 06:07 PM
اذا كانت القصة قصة حجاب.. شي

و اذا كانت القصة قصة مبادئ غلط.. شي ثاني

...

اذا القصة قصة حجاب.. فمن [twh:3382be5aeb]السهل[/twh:3382be5aeb]... نسبياً... ان نأتي بأدلة على مواصفات الحجاب الصحيح و نحاورهم على ذلك

اما اذا كانت المسألة مسألة مبادئ فاسدة
فصدق من قال ان التوبة من البدعة أصعب من التوبة من المعصية

no saowt
02-24-2004, 03:47 AM
معاناة
في بداية حجابي، كنت أعيش ما يشبه حالة غسل الدماغ، وقد امتنعتُ بإرادتي عن هذه الممارسات كلها. ثم أخذت اقتناعاتي تتغير فلم أعد أرى ما يعيب في مثل تلك التصرفات، وإن كانت لا تتلاءم مع صورة المرأة المحجبة في المجتمع.

أعتقد أن تلك الجماعات تخلت عن جوهر الإيمان وصارت مهتمة بصغائر الأمور من مثل: ضرورة أن تطأ الفتاة البيت دائما، بالقدم اليمنى، وأن تدخل الى المرحاض بالقدم اليسرى، وأن لا تطيل أظافرها لأن الشيطان يتربى على الأظافر، وأن تكتفي بتبادل عبارات من مثل صباح الخير وصباح النور مع الرجال إذا لم يكن الموضوع يتعلق بمشاغل العمل....إلخ.

في البداية اعتبرتُ هذه الأمور بمثابة مسلّمات، فلم أعد أخرج الى الأمكنة المختلطة، ولم أعد أشارك في الأعراس، حتى أني توقفت عن سماع الأغاني. ثم رحت أخرج في كل فترة بقرارات، من مثل عدم مصافحة الرجال أو عدم ارتداء البنطال. ومع ذلك كنت أفشل في تطبيقها.

لقد عشتُ هذا الصراع في كل نواحي الحياة. في البداية تجاهلتُ في داخلي الصوتَ الذي يدفعني الى التصرف بتلقائية وعفوية، فكنتُ أروح أضغط على نفسي بإسم الحرام والعيب، وأقنعها بأن الله يمتحنني، وبأنه سيكافئني في النهاية.

لم تستمر تلك الحال طويلا، إذ سرعان ما أدركتُ بعقلي أن هذه العلاقة الجامدة مع الله تتناقض مع كل شيء منطقي بالنسبة إليّ، وأني أحرم نفسي أشياء هي في قرارة نفسي غاية في الطبيعية. ففي العمل مثلاً، لم أستطع أن ألغي الجانب الإنساني والإجتماعي في علاقتي مع زملائي ورأيتني أتكلم تلقائيا بودّ معهم. لم أفهم لماذا كان يتوجب عليَّ أن أظلّ مكشرة في وجوههم.

كنت في أحيان، أدخل في نقاش مهم وممتع مع أحد الرجال في العمل، لكني سرعان ما كنت أتوقف عن ذلك وأمتنع عن الضحك أو الكلام الزائد، واضعةً حداً للنقاش خوف أن يكوّن أحدهم فكرة خاطئة عني. مع أني كنت في داخلي أتمنى لو يستمر الحوار لمعرفتي أني لا أرتكب أي خطأ.


أذكر مرة أنه كان من المفترض في إطار عملي أن أوزع شهادات التخرج على المشاركين في ندوة تدريبية، وكيف أن العديد من المشاركين راح يتردد في مصافحتي كوني محجبة. في المحصلة، ألصقتْ بي هوية محددة، رغبتُ بذلك أم لم أرغب، مفادها أني فتاة إسلامية وأني شئت أم أبيت سأظل حاملةً لرسالة معينة ولدور محدد مرتبط بصورة الفتاة المحجبة في المجتمع.

في السنة الأخيرة كنتُ أشعر الى حدّ غير معقول بوطأة تلك القطعة من القماش على رأسي. فلم أعد مرتاحة داخليا بل أحسست بأن هناك شيئاً ما خاطئاً في المعادلة: أنا بحجاب وأنا بدون حجاب.

خلال فترة معينة من حياتي محجبةً، كنت أسمع باستمرار تعليقات، من مثل كيف تحجبتِ، وخصوصا عندما يتعرف الناس إلى شخصيتي وخلفيتي المهنية. ثم أصبح السؤال: "شو جاب لجاب"، ذلك أن أسلوب حياتي لم يعد يتوافق أبدا مع نظرة الناس المحافظة الى الفتاة المحجبة.

كنت أجيب عن مثل هذه الأسئلة بمنطق أن على الفتاة أن تمارس حياتها بحرية مع الحجاب لأن الدين لا يمنعها من ذلك. ثم صرت أشعر بالإرباك لأن أجوبتي لم تعد مقنعة للناس. فأحسست كأني أخدع نفسي، لأني أتكلم عن شيء لست مقتنعة به تماما، ولا متصالحة فيه مع ذاتي.

كان بعضهم يقول لي إن الحجاب يحجب عن الحرام، لكني أدركت في الفترة الأخيرة أن الحجاب يحجبني فعلا عن حريتي وعن مشاركتي الفاعلة في المجتمع. ثم تبيّن لي أنه ليس هناك الكثير من النساء المتحجبات اللواتي برزن في المجتمع أو اضطلعن بدور فكري أو سياسي أو اقتصادي مهم.


نزع الحجاب
عندما فكرتُ في نزع حجابي، تملكني خوف شديد من عقاب الله. ثم توصلت إلى اقتناع مفاده أن الله ليس هو من يقف في طريقي، بل هو حجابي أعطاني قوة سمحت لي في ما بعد أن أتخلى عنه. ثم ارتبط الخوف لديَّ بالتحسب من ردود فعل العائلة الصغيرة والعائلة الممتدة على طول المجتمع.

ثم راح الشك ينتابني ويتآكلني حيال صواب التحجب أو عدمه. حاولت أن أستمع الى وجهات نظر بعض الناس المقربين. كان أبي على الدوام مرنا في شؤون الدين، وكانت لديه علاقة خاصة مع الله. ولطالما كان يردد على مسامعي أن الله أكبر من كل هذه التفاصيل التي تشغلني وأنه أكثر رحمة من كل المتزمتين حولي. كانت آراؤه تستفزني كثيرا لأن أمور الدين كانت مقدسة بالنسبة إليّ، ويجب عدم التفكير فيها.

وعندما أعدتُ التفكير في خياراتي كانت آراء أبي هي أول ما استذكرته واستعنت به. كان موقفه في غاية الأهمية. فرغم أنه كان ضد أن أنزع الحجاب، وقف إلى جانبي وأيد حقي في حرية الإختيار وقال لي اني سأظل إبنته وسأظل جزءا من العائلة. لكنه أحس مع ذلك بأن هناك شيئاً ما قد اهتز حقاً، وكان منهمّاً جدا حيال ردود فعل المجتمع والعائلة.

من جهتي أيضا ظللتُ خائفةً رد فعل العائلة حتى اللحظة الأخيرة، لأني أدركتُ وفق أي منطلق سيعالجون الموضوع بعدما قاسمتهم موضوع التحجب لفترة طويلة. ويمكن تلخيص هذا المنطق بالعبارة الآتية: الحجاب واجب على المرأة لأنه فرض إلهي لا نقاش فيه، وهو يحميها ويمنع عنها الأذى ويسمح لها بحمل الرسالة الإسلامية.

كانت ردة فعل بنات عمتي متوقعة بعدما علمن بنزعي الحجاب. إحداهن بكت عبر الهاتف وقالت لي إني نوارة العائلة فكيف أفعل ما أفعله بنفسي. وذكّرتني بأنها تحجبت إقتداء بي!

أبنة عم أخرى بعثت لي عبر الأنترنت رسائل دينية. وهكذا كانت الحال مع بعض صديقاتي المقربات، إذ شرعن في البكاء عندما شاهدنني بدون حجاب ودعون لي بأن يهديني الله ورحن يرددن أن الحجاب نوع من أنواع الجهاد وهو إمتحان للنفس. لكن كل محاولاتهن لثنيي عن قراري باءت بالفشل.

احد أعمامي الأكثر قربا مني، إنزعج كثيرا ولم يعد ينام الليل، وحاول مرة أن يفاتحني بالأمر قائلا إني لا أعي أبعاد هذا القرار وتأثيراته على الناس وعلى العائلة. أجبته: أرجوك، أنا لا يهمني ما يقوله الناس وليس لهم أي علاقة بقراري لأنه قرار شخصي. أما في خصوص العائلة فهذه هي مشكلتها وليست مشكلتي.

حاولت مرة أن أجس نبض صديقة كانت مقربة جدا. تفهمت موقفي بدايةً وأوضحت أن من الطبيعي أن يمر المرء بأزمة في فترة معينة فيشكك في وجوده وعلاقته بالله وفي الكثير من قراراته. لكنها كانت واضحة تماما عندما دعتني الى إبقاء الحجاب مؤكدةً أن الله سيساعدني وأن حجابي وإيماني سيخرجانني من المحنة التي أنا فيها.

وقد تناقشت حديثاً مع صديقة تخلت عن الحجاب لكنها تختلف عني لجهة عدم اقتناعها منذ البداية به، مع أنها التزمته خلال سنتين بسبب وفاة والدتها، في حين كنت مقتنعة في السنتين الأوليين وأناقش الناس وأستميت في الدفاع عن حجابي. وقد شرحت لي الصديقة شعورها يوم فكت حجابها والصراع الداخلي الذي عاشته قبل الإقدام على ذلك. تكلمت معها قبيل نزعي الحجاب وكنت أحس أنها لسان حالي. ثم تكلمت معها خلال الأيام الأولى لسفوري والمشكلات التي أعانيها، وقد ساعدتني المناقشات كثيراً في تجاوز الصعوبات بسبب وجود إنسانة تتفهم ما أعيشه. والأهمّ كان إحساسنا أننا لم نعد نضحك لا على أنفسنا ولا على الناس. لقد أحسستُ أني تحررتُ من صورة كنتُ أفرضها على نفسي وعلى الناس، ولا تعكس حقيقة شخصيتي.

قصة طريفة ومعبرة حدثت معي بعدما تخليت عن الحجاب. كانت لي صديقة متدينة، متزوجة ولها ولدان. كلما التقينا كانت تعلن رغبتها في اتباع خطاي وتغبطني على قراري التحجب. مضت فترة طويلة قبل أن نلتقي، الى أن اجتمعت بها مجددا في بيت إحدى الصديقات، وكانت هي قد تحجبت وكنت أنا قد فككت حجابي. عندما التقت أنظارنا قلت لها: مبروك. بيلبقلك الحجاب. وبادرتني هي مضطرةً بعبارات المجاملة نفسها، لكن في الإتجاه المعاكس.


الحجاب بين لبنان وفرنسا
ورغم نزعي الحجاب، فإن موقفي من قانون منع الحجاب في المدارس الفرنسية يقوم على مبدأ أن لكل إنسان الحق في ممارسة ما يؤمن به ما دام لا يتناقض مع طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه. فمن حق الفتاة المسلمة أن تمارس اقتناعاتها وتلتزم حجابها، لكن عليها أن لا تفرض على الأخرين أن يمتنعوا عن ممارسة ما يخالف اقتناعاتها في المدرسة أو في المجال العام.

ختاماً احب ان اقول رأيي بصراحة،

لو لم تدفعها تلك المجموعة لكره الإسلام
لو لم تدفعها عائلتها بعيداً عن الحجاب
لو لم يدفعها المجتمع لكره الحجاب

لكانت اليوم داعية معروفي في اوساط البنات الارستقراطيات
ولكن :(
من يحاسب المجموعات التي تبعد الناس عن الدين؟
من يحاسب الأهل
من يحاسب المجتمع


من يغلق هذه الثغرات في الإسلام.
على فكرة القصة مشهورة جداً في الجامعتين الأمريكيتين في بيروت ونشرت على صفحات الجرائد في لبنان :(

منير الليل
02-24-2004, 04:02 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....

القصة قمة في الروعة وتدفعنا الى السؤال؟!

لماذا نسمع كلام الناس؟ وننساق وراء تساؤلاتهم، ونلهث خلف كل أجوبتهم؟
متى نتحرر من المجتمع، ونكون أسيادا في أفكارنا، ومتى فعلا، نتعبّد لله تعالى وحده،
لا نكون مذبذبين، لماذا لا نرفع اللواء عاليا، ونلتزم بمنهج الصالحين ألا وهو: {‏وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله‏}.

إلى متى نتراجع ونقول نفسي نفسي لست لها، من سيرفع الراية، لماذا ل اتنصح، وتتكلم، وتدعوا، وتنادي....... اتقوا الله في أيامكم وفي أعمالكم وفي كل شؤون حياتكم........
لا اله إلا الله محمد رسول الله.
نسأل الله تعالى أن يرجع الأخت الى صوابها.....

أم ورقة
02-25-2004, 05:49 AM
اذا كانت تلك المجموعات دفعتها الى خلع الحجاب
هذا لا يعني ان عليها ان تترك الدين

الذي امر بالحجاب هو الله و ليس تلك الجماعات

هي لو تحب الله ستطيعه

كفى تحججاً بالناس و الجمعيات

غداً الله سيحاسبها هي على نزع الحجاب
و لن ينفعها اذا قالت لربها : و الله الحق على الجمعية كرهتني بالحجاب

نعم الحق على الجماعة ربما الى حد ما
و لكن انت عندك عقلك و قلبك
و تعرفين ان الله هو الحق و تقرأين كتابه
اما قرأتِ آيات الحجاب؟

تحجبي لله و ليس للجماعة

و الله المستعان

no saowt
02-25-2004, 12:15 PM
السلام عليكم،
معط حق يا اختي ولكنك لم تعرفي كيف تلتزم تلك الارستقراطيات. انهن يلتزمون بالحجاب على الموضة ولا يحبون تعلم المزيد لأنهن يعتمدن اكثر على الشحن العاطفي والتأثير الدعوي اكثر من حب العلم والتعلم.

احياناً يجدون من يحببهم بالعلم والتعرف على الإسلام واحياناً يقعون ضحية الشيطان والمجتمع.

الم تلاحظي انها حتى خلال حجابها كانت تكره ان لا يسلم عليها الشباب؟ لماذا برأيك؟؟؟

طبعاً هي مخطئة ولكن من منا لا يخطئ؟ اليس دور الجمعيات هو التقريب من الله والإسلام بدل الترويج لصاحب الجمعية؟

أم ورقة
02-25-2004, 01:33 PM
و عليكم السلام

و لكن الذي يقرأ هذا الكلام يظن انه ليس هنالك من الطبقات الارسطقراطية من هي ممكن تلبس الحجاب الصحيح... او حتى النقاب


مع ان هذا موجود

و هذا يدل على ان العيب هو في الانسان نفسه... و لكن الانسان يحاول ان يجد مبررات و يلقي اللوم على غيره

و انا لا ادافع عن الجمعيات

الجمعيات تخطئ.. و الافراد يخطئون

و لكن اظن ان مثل هذه القصة.. اذا انتشرت بين فتيات مترددات في لبس الحجاب.. ربما ستجعلهم ينفرون اكثر.. من الدين و المتدينين

لأن هذه هي الصورة التي يحاولون تصويرها عن الحجاب بشكل خاص
و الدين و المتدينين بشكل عام

no saowt
02-25-2004, 01:41 PM
السلام عليكم،
انا اوافقك يا اختي وهذا ما يحدث وانتشرت القصة بشكل كبير بين المتحجبات في الجامعتين الامريكيتين في بيروت.

كما انها نشرت على صفحات جريدة لبنانية مهمة جداً ونشرت في مجلة انكليزية توزع مجاناً في هاتين الجامعتين :(

يعني هناك اناس ينتظرون المسلمين على لحظة كي يشهروا بما يحدث

أم ورقة
02-25-2004, 01:51 PM
و في المقابل...
رغم انف المفسدين..

التي تريد ان تتحجب ستتحجب

هنالك واحدة "أرستقراطية" و أولادها في الـ ACS
تحجبت عن قريب و حجت هذا العام !!

حق العودي لبلادي *ميس*
11-15-2004, 03:54 PM
الصراحة انا تحجبت لاني بخاف من الله ولانو صار معي موقف مرعب بقوله بعدين واستحالي اخلع حجابي مهما كان الله اهم شي بالنسبي الي

no saowt
11-15-2004, 04:04 PM
السلام عليكم،
بارك الله بك يا اخت حق العودة وبارك الله بأم ورقة

المسلم الحق مسلم ولا يهم إن كان فقيراً او غنياً لأننا كلنا فقراء إلى الله والحمد لله على ما اعطانا وما منعنا

انا كنت مخطئاً في حكمي لأن الطبقة الإجتماعية لا تؤثر في الدين والله اعلم ولكنني كنت اعكس ما كنت اسمعه عبر تلك القصة.

جهاد
11-15-2004, 08:15 PM
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا الى طاعتك
اللهم قنا شر الفتن
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معاصيك
اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا و لا تجعل الدنبا أكبر همنا
اللهم ردنا الى دينك رداً جميلا
اللهم الهمنا حبك و حب من يحبك و حب عمل يقربنا الى حبك يا أكرم الأكرمين

اللهم آمين

نسأل الله العافية , و أن يجعل خير أعمالنا خواتيمها , و أن يبصرنا بالحق و يقوينا به ....

lady hla
11-16-2004, 04:21 PM
............... السلام عليكم...............




................... آميييييييييييييييييييييييييييييييين .................!................




سلامي اليك
Lady hla
القدس