اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا !! اللهم واعف عنا، واجمعنا بعبادك الصالحين يوم نلقى وجهك الكريم !!

اتابع باهتمام شديد الموضوع المطروح في قناة المستقلة الفضائية، حول تراث شيخ الأسلام ابن تيمية رحمه الله، في البرنامج الذي يقدمه الاعلامي ذو الأدب الرفيع الدكتور محمد الهاشمي، واضحك كثيرآ وانا استمع للمدعو حسن السقاف، الذي كفر ابن تيمية، ملصقآ تهمة التكفير بالشيخ واتباعه من المسلمين!!

يظهر هذا السقاف على الشاشة ممثلآ للفكر المناهض لفكر الامة، الذي يمثله ابن تيمية واتباعه، ويدعي انه ينتقد الفكر السلفي للوصول الى الوحدة الاسلامية، ومنع التشرذم الحاصل في ديار الاسلام!!

واسأل نفسي، وربما سأل غيري نفسه: لماذا ابن تيمية ؟ ولماذا الآن ؟ ومن هؤلاء الذين يحاولون النيل منه ؟؟
لقد كان ابن تيمية مجددآ في عصره، في زمن تداعت فيه الامم على الاسلام كما تتداعى الاكلة على قصعتها، وكان علماء ذلك الحين مشغولين بعلوم دخيلة على الدين، تتقاذفهم الاهواء، وتشغلهم البدع، وتلههم فروع العلوم عن اصولها. فنبذ تلك العلوم الدخيلة، ورفض البدع وحارب المبتدعين، واهتم بالاصول، ولقي في زمانه من القمع الفكري والمحاربة فوق ما يلقاه الان من حسن السقاف ومن هم على شاكلته من المتعالمين الجهلة، الذين يرونه رمزآ للفكر الاسلامي المحارب (الآن)
من المسلمين وغيرهم، ويجدون لانفسهم فرصة متاحة للنيل منه، والطعن في من ينتهجون نهجه !! انها فرصتهم التاريخية، مع وجود كثير من القنوات الفضائية، التي تتيح لهم ولأمثالهم الظهور ورمي اوساخهم الفكرية امام المشاهدين، في وقت توجهت فيه اصابع الاتهام للفكر السلفي بزعم انه المسؤول عن الاحداث الارهابية، التي انتشرت في الاونة الاخيرة، واتهم بها الاسلام زورآ وبهتانآ.
جاء دور حسن السقاف وامثاله لنقد الفكر الاسلامي والمنهج السلفي، مدعومآ بصمت اهل العلم عنه وعن امثاله، اننا، والله، لا نرى لهذا ولغيره من الجهلة اية قيمة، ولكننا نهيب بأهل العلم ان يتنادوا لدرء التطاول على رموزهم العلمية، واسكات مثل هذا المدعي الحاقد على الاسلام واهله.


كتبت هذه المقاله
في جريدة الوطن الكويتية
يوم السبت الموافق 23 ذو الحجة 1424هـ
الموافق 14 فبراير 2004 العدد 10065/ 4511 ــ السنة 42

الكاتب
مبارك بن شافي الهاجري
[email protected]


منقول..