تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المقامة الجهادية



منير الليل
02-11-2004, 11:54 AM
مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً




أيا رب لا تجعل وفاتي إن دنت ..... على مضجع تعلوه حسن المطارفِ

ولكن شهيداً ثاوياً في عصابة ..... يصابون في فج من الأرض خائفِ


قال أبو شجاع ، محمد بن القعقاع : ما رأيت مثل الجهاد ، في سبيل رب العباد ، فيه تصان الملة ، ويدخل على الكفار الذلة ...

قلنا يا أبا شجاع : حدثنا عن بعض التحف ، من مواقف السلف ، في ساح الوغى ، يوم قاتلوا من بغى وطغى ...

فقال : كان المسلمون مع قتيبة بن مسلم في حصار كابل ، وكل ذاهل ، فأرسل إلى محمد بن واسع ، الإمام الخاشع ، فلقيه بجفن دامع ، وكف ضارع ، يشير بسبابته إلى السماء ، ويقول : يا سميع الدعاء ، عظم فيك الرجاء ، اللهم ثبت أقدامنا ، وسدد سهامنا وارفع أعلامنا ، فلما أخبروا قتيبة بما شاهدوا ، وأطلعوه على ما وجدوا ...

قال : والله لإصبع محمد بن واسع خير عندي من مائة ألف شاب طرير ، ومن مائة ألف سيف شهير , ثم بدأ القتال ، فنصرهم ذو الجلال ، وانهزم الكفار ، وولوّا الأدبار ...

قال : ولما حضر خالد لقتال الروم ، قدموا له قارورة مملوءة بالسموم ، وقالوا له : إن كنت متوكلاً على الله ولا تخاف ، فاشرب من هذا السم الزعاف , فقال : بسم الله ، توكلت على الله ، ثقة بالله ، ثم شرب القارورة ، فما مسه ضرورة ...

ولما رأى المسلمون جيش الروم ، وكثرة القوم ، قال أحد الناس ، لما رأى البأس : اليوم نلتجئ إلى جبل سلمى وأجّا ، قال خالد : بل إلى الله الملتجى ...

قال : ولما حضر المسلمون في تستر ، ما بين مهلل ومكبر ، قال المسلمون: يا براء بن مالك ، أقسم على إلهك ، عله أن يرزقنا النصر ، وعظيم الأجر , فأقسم على الديان ، فهزم الله أهل الطغيان ، وذهب البراء إلى الجنان ...

والبراء هو صاحب حديث " رُبَّ رجل أشعث أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره " فأبرّ الله قسمه وبلغه كل مسرّة ...

ثم قال أبو شجاع : اعلموا أن صرخات التفجع ثلاث ، سجلت أهم الأحداث ...

وهي : وا معتصماه ، وا إسلاماه ، وا أماه ...

فوا معتصماه : أطلقتها امرأة في عمورية ، بعد أن أهينت في البلاد الروميّة ، فسمعها المعتصم الأسد الهصور ، فترك القصور ، وخرج بجيش يمور ، فأذل أتباع نقفور ، وأخذ الكفور ، وجعله عبد للمسلمة التي صرخت باسمه من وراء البحور ...

وأما وا إسلاماه : فأطلقها قطز وبيده البتار ، يوم نازل التتار ، فهزم من كفر وولّوا الأدبار ...

وأما وا أماه : فهي صرخة مفجوعة ، وصيحة مقطوعة ، قالها طفل من الأندلس ، لما رأى أمه وهو في حضنها تختلس ...

فقال أبو البقاء يصف هذا الشقاء :


يا رب أم وطفل حيل بينهما ..... كما تفرق أرواح وأبدان


أحب عبد الله بن عمرو الأنصاري " قل هو الله أحد " ، فهب إلى أُحد ، فقيل له : البينة ، على المدعي للمحبة ، فضرب في سبيل الله ثمانين ضربة ...

بعضهم هوايتهم منصب شريف ، أو قصر منيف , أما ابن رواحة ، فهوايته طعنة بسيف ، حتى قال :


لكنني أسأل الرحمن مغفرةً ..... وطعنة ذات قرع تقذف الزبدا


يأتي الشهيد يوم القيامة وعليه علامات ، وآيات بينات ، والبراهين على عبد الله بن جحش واضحات ، ذهاب العينين ، وقطع الأذنين ، وبتر اليدين ، لأن لكل قضية شاهدين ...


كتبت بالدم آياتٍ مبيّنة ..... يوم الوغى ودفعت الروح والبدنا

شريت جنة فردوس منعمة ..... أحضرت للسيف يوم المنحنى ثمنا


أتى إلى مؤتة جعفر ، فتقدم وما تأخر ، وكان يوم الجماجم يتعثر ، ودمه يتقطر ، فضرب بسيفه في الكفار حتى تكسر ، فلما قطعت يداه ، وأسلم الروح إلى الله ، طاب وطاب مسعاه ، أبدله الله بجناحين ، يطير بها على الرياحين ، ويتنعم في الفردوس كل حين ...

كل يكتب اسمه بمداد ، إلا الشهيد فإنه يكتبه بدم في سفر الأمجاد , كأن الشهيد يموت مختارا ، وغيره يموت مضطرا , كل ميت يوضع المسك معه في الأكفان ، إلا الشهيد فإن دمه كله مسك يملأ المكان ...


تفوح أطياب نجد من ثيابهمُ ..... عند القدوم لقرب العهد بالدار


آل سعد ثلاثة في العد ، أهل وعد وعهد ...

اهتز عرش الله لسعد ، ووجد ريح الجنة من دون أحد سعد ، وقال صلى الله عليه وسلم في أحد " ارم فداك أبي وأمي يا سعد " ...

فالأول : سعد بن معاذ سيد الأنصار ، وقدوة الأبرار ، الذي ألحق باليهود البوار ...

والثاني : سعد بن الربيع ، المقدام الشجيع ، صاحب الموقف البديع ...

والثالث : سعد بن أبي وقاص ، كان مع النبي من الخواص ، أخذ من الفُرس القصاص ...

قتل عمر في المسجد بعد الفجر عندما غدت الطيور من وكورها ، لأن معلمه يقول " بارك الله لأمتي في بكورها " ...


من كان مبتهجاً لمقتل شيخنا ..... فليأت نسوتنا بوجه نهارِ

يجد القلوب مفجعات كلها ..... بالهم عند تبلج الأنوارِ


وقتل علي في المسجد قبل الفجر ، لأنه وقت استغفار ، ونزول للغفار ، وجلسة للأبرار ، والرجل يحب الأسحار ...


يا ليتها إذ فدت عمراً بخارجةٍ ..... فدت علياً بمن شاءت من البشرِ


استحت خزاعة ، أن ترد الحوض يوم الشفاعة ، مزجيّة البضاعة ، فقدمت أحمد بن نصر ، الذي قتله الواثق في القصر ، فدخل الجنة بعد العصر ...

قال له الواثق : وافق , قال : لا يا منافق , حاول الواثق أن يجيبه ولو بإدغام فيه غنة فقال لسان الحال : الخداع ليس من السنة ، فذبحه بعد أن اشتاق إلى الجنة ...

اثنان تاجان عظيمان ، من قبيلة بني شيبان ، جاهدوا في سبيل الرحمن ...

ابن حنبل والمثنى ، وكل منهما لدينه تعنّى ، وللقاء ربه تمنّى ...

قدم المهاجرون أربعة خلفاء ، فقدم الأنصار أربعة قراء ، أهدت قريش مصعب بن عمير ، فأهدى الأنصار ابن الحمام عمير ...

تأخر أنس بن النضر عن بدر ، فجمع بين الغزوتين في جمع وقصر ، فقتل في أحد بعد الظهر ...

لما عذر الله عثمان ، يوم بيعة الرضوان ، علم الله صدقه فسعت إليه الشهادة إلى الديوان ...

أبو بكر صدَّيق ، والمخطوطة لا تحتاج إلى تحقيق ، والرجل غنيٍ عن التوثيق ، فلم يقتل لأنه أخذ حكم الرفيق ...



السلام على الشهداء ، فهم عند ربهم سعداء ...

محبة الأوطــان
02-11-2004, 03:53 PM
ممنعة جدا تلك المقامة....,,,

اللهم أحيني مسلمة ...وأمتني شهيدة....,,