تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الرشوة ... ضرورة العصر أم لعنة



منير الليل
02-11-2004, 11:22 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ...

مشكلة من مشاكل العصر قد تلونت بما تسر الناظر لتتسمى بما يُستطاب ويستساغ لفعلها علماً أن الأسماء لا تغير من الحقائق شيئاً ... و المشكلة أنها حلقة متصلة فالراشي يسوغ فعله بقضاء المصلحة عند المرتشي ، والمرتشي يسوغ طلبه واستحقاقه بالحاجة وأنها إن لم تقع في يده وقعت في يد صاحبه ... وإن أردنا أن نجمل المسوغ الذي قد صُبغ بصبغة إسلامية وتعذر شرعي نجده قد علق أوزاره بالضرورة وأنها تبيح المحذورات ... وببعض فتاوى أهل العلم في أعيان حالات خاصة كانت الضرورة فيها حقيقية وملحة ... ولكنا نجد القاعدة الفقهية على وجه الخصوص قد حملت ما لا تحتمل فنجد كثيراً من المنكرات والبوائق تقترف بمسوغ الضرورة والحاجة إليها في نظر المقارف لها ..
وإذا نظرنا إلى معنى القاعدة ( الضرورة تبيح المحظورات ) نجدها في اللغة تدل على الاضطرار وهو الحاجة الشديدة ، والضروري هنا مالا يحصل وجود الشيئ إلا به كالغذاء بالنسبة للإنسان .( الوجيز في إيضاح قواعد الفقه الكلية ) .
فكم من هدية قُدمت بمسمى عُربون صداقة أو رمز محبه أو دعوة لمأدبة طعام والدعوة لا تُرد ، وكم من مال دُفع وسمه الدافع بقيمه الأتعاب وبالهدية وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرد الهدية وإذا استفصلت في الأمر تجد لها تبعات المصالح ومرامي ومقاصد .... ولكني لن أُعلِّق على هذه الأفعال وأشباهها بكلامي ولكن أُريد أن أُقارب لمطالع هذا المقال بين هذه الأفعال التي نجدها ونعاصرها وبين نصوص شرعية ..

- روى فرات بن مسلم قال : اشتهى عمر ابن عبد العزيز التفاح فلم يجد في بيته شيئاً يشتري به فركبنا معه فتلقاه غلمان الدبر بأطباق التفاح فتناول واحدة فشمها ثم رد الأطباق فقلت له في ذلك فقال : لا حاجة لي فيه ، فقلت ألم يكن رسول الله صلى اله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يقبلون الهدية ؟. فقال إنها لأولئك هدية وهي للعمال بعدهم رشوة ( فتح الباري).
- وفي البخاري عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال (( استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال : هذا لكم وهذا اهدي لي . قال فهلا جَلَسَ في بيت أبيه – أو بيت أمه – فينظر أيهدى له أم لا ؟. والذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منكم شيئاً إلا جاء يوم القيامة يحمله على رقبته ، أم كان بعيراً له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر – ثم رفع بيده حتى رأينا عفرة إبطيه – اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت .ثلاثاً )) .. قال ابن حجر رحمه الله تعالى وأما حديث أبي حميد فأنه صلى الله عليه وسلم عاب على ابن اللتبية قبول الهدية التي اهديت إليه لكونه عاملا وأفاد بقوله (( فهلا جلس في بيت أمه )) أنه لو أهدي إليه في تلك الحالة لم تكره لأنها كانت لغير ريبة .
- حديث حميد مرفوعاً (( هدايا العمال غلول )) أخرجه أحمد والطبراني
- وقد ثبت حديث ابن عمرو في لعن الراشي والمرتشي أخرجه الترمذي وصححه ثم قال الذي يهدي لا يخلو أن يقصد ود المهدي إليه أو عونه أو ماله.
وقال ابن العربي : الرشوة كل مال دفع ليبتاع به من ذى جاه عوناً على مالا يحل

فالله المستعان على نجد ونحاذر ...

صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

وكتب غضنفر 30/11/1424هـ
شبكة الحسبة



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته......

فحاذروا واحذروا،
إنما الأعمال بالنيات..
ولا تزينوا الأفعال وتنميقها، وتدليسها حتى تقنع نفسك أن الرشوة هدية....
فحذارى حذارى.... اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا.