تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة من الطفل الفلسطيني إلى كل أهل الأرض



أفنان العزة
06-21-2002, 05:54 AM
بقلم : الشيخ رائد صلاح
رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني

1- انا الطفل الفلسطيني الحي الذي لم يرزقني ربي الشهادة كما رزق اخي "محمد الدرة" وكما رزق اختي "ايمان حجو" وكما رزق بقية اخوتي الاطفال الشهداء !! انا الذي قد اخطأتني رصاصات قناصة الاحتلال عشرات المرات بينما كنت انام على فراشي في بيتي ، وبينما كنت قائما في غرفتي خلف الشباك اراقب الدبابات وهي تسحق اشجار الزيتون ، وبينما كنت في طريقي الى الدكان كي اشتري لاخي الرضيع علبة حليب ، وبينما كنت على مقعدي في مدرستي ، وبينما كنت قائما لله تعالى في صلاتي !! نعم لقد اخطأتني رصاصة قناص الاحتلال قبل ايام حين مرت قرب اذني ، واخطأتني رصاصة اخرى مسحت شعر رأسي ، واخطأتني رصاصة ثالثة اندفعت بلهيبها بين قدمي ، واخطأتني رصاصات ورصاصات تراكضت تحمل الموت عبرت تؤُزّ عن يميني وعن يساري ومن فوقي ومن تحتي !! انا الطفل الفلسطيني الذي اخطأتني قذائف الدبابات وراجمات الصواريخ وقنابل الطائرات وقذائف مروحيات الاباتشي الامريكية !! فلا نامت اعين الجبناء!!
2-انا الطفل الفلسطيني الذي قد هدموا بيتي فوق رأسي وفوق رأس امي وابي واخوتي في مخيم جنين ومخيم بلاطة ونور شمس وفي سائر مخيماتنا وقرانا ومدننا في الضفة الغربية وقطاع غزة !! فاستشهد ابي تحت ردم بيتنا الذي تحول الى رجم حجارة ، واستشهدت امي وهي تحمل ارغفة خبز فوق رأسها جاءت مسرعة بها لتطعمنا ، واستشهد اخوتي وهم في مواقف المواجهة لدحر الاحتلال !! انا الذي ودعت بيتي المهدوم ولم اعد اليه حتى الآن ، فاقمت اياما عند خالتي فهدموا بيتها ، ثم اقمت اياما عند عمتي فهدموا بيتها ، ثم اقمت اياما جوالا متنقلا عند القريب والبعيد ، وها انذا طفل يتيم بلا ام ولا اب ولا اخوة !! ها انذا طفل يتيم بلا بيت !! فهل تحملون جرحي ؟! وهل تجبرون كسري ؟! وهل تغيثونني لأبني بيتي من جديد ؟! الست طفلا غاليا عليكم وكريما على نفوسكم ؟ الست طفلا معتبرا من عالم الطفولة الاسلامية والعربية ؟! الست كذلك ؟! لا تغفلوا عني ولا تهملوني ولا تتركوني وحيدا .
3- انا الطفل الفلسطيني الذي خرجت بحفظ الله تعالى من تحت ركام بيتي حيا ، ثم طفقت اركض وسط الدمار في مخيمنا ومن فوق رأسي الطائرات تطاردني وتطارد بقية اهلي الهائمين على وجوههم والصارخين ، فمررت وانا اركض في شوارع المخيم المجروفة وازقته المحروقة ، مررت بجارنا (ابو محمود) شهيدا عند اعتاب بيته المهدوم ، ومررت بجارنا (ابو سعيد) جسدا بلا رأس ورأسه على بعد متر من جثمانه الغارق بالدماء ، ومررت بعشرات الايدي المبعثرة هنا وهناك ، والتي لم اعرف اصحابها ، رغم انني عرفت ان بعض هذه الايدي الصغيرة كانت لاطفال صغار لعلي كنت قد تعلمت معهم في مدرسة واحدة ، ولعلي كنت قد لعبت معهم في حقل زيتون واحد ، ولعلي كنت قد ركضت معهم في بيارة البرتقال الواحدة ، والآن اصبحوا شهداء ممزقين لا ارى عيونهم ولا وجوههم ولا ابتسامتهم ، بل ارى منهم الطفل الفلسطيني الذي رأى كل ذلك ، ورأيت الارجل المبعثرة ومن حولها قطع لحم وبقع دماء تحيط بها كما يحيط الاسور بالمعصم !! فَلِمن هذه الارجل يا ترى ؟! هل هي لأخي الذي استشهد عند بوابات المخيم ولم اره بعد ذلك ؟! هل هي لعمي (صابر) الذي قيل لي عنه انه قد تصدى لدبابة ففجّرها بعد اذ فجر نفسه بلا تردد؟! هل هذه الأرجل لخالي (حمزة) الذي قيل لي عنه انه وقف يدافع عن حرمة مسجد المخيم حتى مزقته قذيفة دبابات الاحتلال ؟! رباه ارحم نكبتي !! رباه ارحم غربتي !! رباه ارحم حسرتي !! لمن هذه الايدي المبعثرة ؟! لمن هذه الارجل المتناثرة ؟! لمن هذه الاجساد الممثل بها ؟! لمن هذه الوجوه المسمّلة العيون ؟! انا الطفل الفلسطيني الذي رأيت كل ذلك وما زلت اراه ماثلا امام عيني طوال الوقت !! نعم ما زالت كل هذه المشاهد ماثلة امام عيني رغم مرور اسابيع على دمار مخيمنا !! نعم ما زلت ارى كل هذه المشاهد وانا آكل واشرب ، وانا اركع واسجد ، وانا في الشارع والمدرسة !! ما زلت اراها تلازمني ملازمة الروح للجسد في النهار ، وما زلت اراها احلاما تقتحم عليّ نومي كل ليلة !! فهل لي ان انسى هذه المشاهد ؟متى وكيف ؟! هل لي ان ارجوها كي تغيب عني للحظات رأفة بي حتى استريح ؟! هل لهذه المشاهد ان تشفق عليّ وان ترحمني وان تودعني ولا تعود ؟!! رباه يا ارحم الراحمين !! نهاري عذاب وليلي هموم ، ودمعي سكيب وجسمي كلوم.. يا رب يا الله .
4-انا الطفل الفلسطيني الذي رأى سيارات الاسعاف وهي تنقل مئات الجرحى من مخيمنا !! ، يا ويلتي... اني اراهم الآن ماثلين اما عينيّ !! ها هم امامي... صدقوني انني اراهم يتعثرون بدمائهم فيسقطون على الارض !! صدقوني انني اراهم يتمرغون بالتراب صارخين وناعبين أَلَماً ودماء !! صدقوني انني اراهم وقد تدلت ايديهم والتوت ارجلهم وبُقرت بطونهم وتكسرت عظامهم وشجت رؤوسهم !! يا ويلتي انهم يزحفون رغم الجراح والدماء والآلام !! انظروا اليهم... انهم يزحفون في كل اتجاه على بطونهم وعلى ظهورهم وعلى جنوبهم !! بل انهم يصرخون!! الا تسمعونهم؟ انهم يطلبون النجدة!!
انهم يصيحون قائلين : النجدة ... النجدة .. النجدة .. واسلاماه واعرباه!! وامعتصماه!! واصلاح الدين !! الا تسمعونهم؟ انهم يصيحون متألمين وينادون : اسعاف ... اسعاف اسعاف ... ايها المسلمون اسعاف !! ايها العرب اسعاف !! ايها العلماء والائمة والدعاة والمصلحون اسعاف !! ايها الملوك والحكام والرؤساء والزعماء اسعاف !! ايها المؤتمر الاسلامي اسعاف !! ايتها الجامعة العربية اسعاف!! يا لصرخاتهم تدوي في صدري وتسبح في قلبي وتدوي في اذني !! انهم اهلي واهلكم يصرخون !! لا تقولوا لي : وكيف تراهم وقد مضت الاسابيع على مجزرة مخيمكم وتم دفن كل الشهداء، وتم نقل كل الجرحى؟!! ارجوكم لا تقولوا لي ذلك فالمأساة ما زالت تزداد بعد مرور اسابيع على مجزرة مخيمنا!! فان كنتم لا ترون مأساتي فانا ما زلت اراها تزداد !!نعم ... قيل في الفضائيات المختلفة انهم فكوا الحصار عن الرئيس ياسر عرفات، ولكن مأساة شعبي ما زالت تزداد !! قيل في الفضائيات المختلفة انهم توصلوا الى حل لأزمة كنيسة المهد، ولكن مأساة شعبي ما زالت تزداد!! قيل في الفضائيات المختلفة ان السلطة الفلسطينية قد باشرت في الاصلاح السياسي فنقلت وزارة العمل الى وزير الصحة ونقلت وزارة الرياضة والشباب الى وزير التعليم العالي ونقلت وزارة التعليم العالي الى وزير العدل، ولا ندري من سيقدر على حمل اعباء العدل وهموم المظلومين ؟! قيل لنا ولكم كل ذلك، ولكن مأساة شعبي ما زالت تزداد؟! قيل في الفضائيات المختلفة : لقد جاء ( تشيني ) وذهب (باول ) ثم ذهب وجاء (تينت)، ثم ذهب تينت وجاء باول،
ولكن مأساة شعبي ما زالت تزداد !! قيل في الفضائيات المختلفة ان قوات الاحتلال الاسرائيلية قد انسحبت من مخيم جنين، ولكنها عادت واقتحمته مرات ومرات!! قيل في الفضائيات المختلفة ان قوات الاحتلال الاسرائيلية قد انسحبت من رام الله، ولكنها اقتحمت بيت لحم !! وقيل انها انسحبت من نابلس، ولكنها اقتحمت طوباس !! وقيل انها انسحبت من مخيم رفح، ولكنها اقتحمت مخيم الشاطئ !! وهكذا دواليك... ما زال جنود الاحتلال يقتحمون !! في الليل يقتحمون وفي النهار يقتحمون !! ما زالوا يقتحمون ويهدمون البيوت !! وما زالوا يقتحمون ويعتقلون الآلاف !! وما زالوا يقتحمون ويقتلعون الزيتون ويحرقون البرتقال ويدمرون الحقول !! برنا وبحرنا وجونا ما زالوا يقتحمون !! وما زالت مأساة شعبي تزداد !! قيل في الفضائيات المختلفة ان مجزرة مخيم جنين التي ذبح فيها جنود الاحتلال الاسرائيلي العشرات من اهلنا قد انتهت ثم توقفت !! ولكن ان ذبحوا العشرات من اهلنا في مجزرة مخيم جنين جملة واحدة فما زالوا يذبحون العشرات اسبوعيا بالتقسيط في الضفة الغربية وقطاع
قائلكم : مأساة الشعب الفلسطيني تزداد وقد تم تشكيل حكومة فلسطينية جديدة ؟!! أمعقول ؟! وكيف ذلك ؟! وانا الطفل الفلسطيني اقول لكم : مأساة شعبي ما زالت تزداد !! فشعب بلا لقمة طعام ولا جرعة دواء ولا حقن لدمائه ولا حماية لأعراضه ولا حفظ لمقدساته ... اليس في مأساة ؟!
5- انا الطفل الفلسطيني الذي لم يتوقف عن توديع الشهداء كل يوم!! فعلى مدار السنتين واكثر ما زال لنا في كل يوم اكثر من جنازة وقبر وتابوت، وما زال لنا في كل يوم اكثر من بيت عزاء!! وما زال لنا في كل يوم اكثر من ثكلى واكثر من يتيم واكثر من باكية نائحة واكثر من ناعية جائحة !! ما زالت لدينا قوافل الايتام تزداد يوما بعد يوم !! وما زالت لدينا قوافل الارامل والثكالى تزداد يوما بعد يوم !! وما زالت لدينا قوافل الجرحى والمعتقلين تزداد يوما بعد يوم !! ما زلت اتجوّل بين مئات البيوت المدمرة وآلاف البيوت المتصدعة !! ما زلت امر بمسجد الخضراء المهدوم في نابلس ، ومسجد الشيخ زيد المهدوم في طولكرم !! ما زلت امر بعشرات المساجد الاخرى وقد عاثت بها يد الاحتلال الاسرائيلي خرابا وارهابا !! فكم من مسجد بالوا في محرابه، وكم من مسجد حطموا كبرياء منبره، وكم من مصحف مزقوه واستخدموا اوراقه عند قضاء حاجتهم، وكم من مئذنة قصفوا شموخها العالي والغالي ، وكم من مسجد ارادوا به كيدا وحرقوه !!
6- انا الطفل الفلسطيني الذي ما زالت تطارده الدبابات حتى الآن في كل رقعة من جرحنا الكبير في الضفة الغربية وقطاع غزة !! وما زالت هذه الدبابات المتوحشة تطارد جدتي كلما تجرأت وصعدت الى الجبل القريب منا لتحضر لنا بعض ( الزعتر ) او اعواد ( الميرمية ) علّها تخفف من حدة جوعنا ومرضنا وعطشنا !! انا الطفل الفلسطيني الذي ما زال يتنفس رائحة الموت في كل مكان !! نعم ما زلت اتنفس رائحة البارود والقنابل والرصاص في كل مكان !! ما زلت اتنفس رائحة الحصار بعد الحصار كل يوم !! رباه ارحم هواني على المحتلين !!
7- انا الطفل الفلسطيني الذي يريدون ابعادي عن القدس الشريف والمسجد الاقصى المبارك طريدا او سجينا، وانا اقول لهم: بل سأحيى للقدس الشريف والاقصى المبارك شهيدا ... شهيدا ... شهيدا ... قول صدق لا تمثيل ..

سامحونا الموضوع طويل شوي لكن لمزيد من المقالات الرائعة http://www.islamic-aqsa.com (http://http://www.islamic-aqsa.com/)

Jinane
05-19-2004, 02:44 PM
للتذكير

fakher
05-20-2004, 05:10 AM
مقال رائع ....
فك الله أسر الشيخ رائد وكل أسرى المسلمين

يستحق الرفع

من هناك
04-23-2006, 06:56 PM
لا زال كاتب الرسالة ينتظر

كلسينا
04-24-2006, 02:27 PM
نسأل الله أن لا يطول هذا الأنتظار .
ولانملك أن نقول له إلا كما قال رسولنا عليه وعلى آله الصلاة والسلام لبلال وهو تحت الصخرة ، ولآل ياسر (صبراً فإن موعدكم الجنة )إن شاء الله .
ونقول لأنفسنا ولأخواننا . أما كفانا نوم بعد نوم ؟؟؟؟
نسأل الله لهم الثبات ولنا صحة العمل وصدقه .

من هناك
04-24-2006, 08:53 PM
الصبر مفتاح للفرج ولكن من يدير المفتاح؟

لا بد من يد تريد التغيير كي تبدأ في مكان ما

فـاروق
04-24-2006, 09:29 PM
طيب انت شو عم تعمل....ابدأ بالتغيير من عندك

ولا في عندكم نقص مرونة :)

كلسينا
04-25-2006, 08:21 PM
الحركة ميمونة والحمد لله وهناك كثير ممن يمسكون بهذا المفتاح ولكنهم متفرقين ولا سوط لهم . لأن الفراشات مازالت في الشرنقات قيد النمو والصياغة . فأصنع لنفسك شرنقة ولا تتعجل فتح الشرانق على أخوانك فيموتون .
ولكن المشكلة في من بدأ من زمان بصنع شرنقته وأستدفئ بها ولا يريد الخروج .
ولا تنسى الصبر هو عدم إختصار الزمن والقفز فوق المراحل .
وسيكون الصبر إن شاء الله مفتاح الفرج والشرانق إن شاء الله .

من هناك
04-26-2006, 11:00 AM
اخي كلسينا
لقد سمعت منك كلمة حرق المراحل اكثر من مرة وشد ما اخشاه انك تعرفت إلى شيخ سوسو الذي لا يحب القفز فوق الأسوار :)

lady hla
04-26-2006, 11:15 AM
.............. السلام عليكم ..............







........... الرسالة حُرقت ......... في الذاكرة ................!.........



سلامي اليك
lady hla
القدس

من هناك
04-26-2006, 11:19 AM
لكن الذاكرة ستبقى

lady hla
04-26-2006, 11:36 AM
.............. السلام عليكم ............








............ لا زالت صغيرة ...... محاصرة بمساحات محدودة .....لأنها لم تتعلم كيف تختزن ...... وكيف تنتج ......!.......

.......... فازدحمت ......... فتفجرت .... وخسرت ...... لأنها لم تعادل عمليتها الطبيعية .........!........

.......... ذاكرة مُحترقة ..... مُنصهرة ..... مُتآكلة ...........!.........

........ فتُركت ...... ولم تُستعمل منذ زمن ........ لم تكبر .......... فذابت ..........!...........



سلامي اليك
lady hla
القدس

كلسينا
04-27-2006, 07:33 PM
فازدحمت ......... فتفجرت .... وخسرت ...... لأنها لم تعادل عمليتها الطبيعية .........!........

.......... ذاكرة مُحترقة ..... مُنصهرة ..... مُتآكلة ...........!.........

........ فتُركت ...... ولم تُستعمل منذ زمن ........ لم تكبر .......... فذابت ..........!...........
ولكنها ما زالت موجودة رغم كل التشوهات والخير باقي فيها إلى يوم الدين إن شاء الله .