تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جالب الأسقام وداء الأنام .....طول الأمل



Jinane
02-09-2004, 04:40 PM
إن طول الامل حِبالة من حبالات إبليس اللعين يقذفها في طريق ابن ادم فيأسره بها! ليتحكم بعدها في أمره كما يشاء!.
قال بعض الحكماء: ( الأمل سلطان الشيطان على قلوب الغافلين!).
كم هم مساكين أولئك الذين يظنون أن نسج حبال الامال من السعادة! وهم قد تركوا السعادة حيث يكرهون!
قال الفضيل بن عياض رحمه الله  إن من الشقاء طول الأمل! وإن من النعيم قصر الأمل)
كم منينا هذه الأنفس؟! وكم علّلناها بالامال العراض؟! ولكن.. هل حاسبناها؟! هل سألناها؟! ماذا تريدين من هذه الامال؟! أتريدين بها وجه الله والدار الاخرة؟! أم تريدين بها الركود إلى دار الغرور؟!
بل هل سألناها: أما تدرين يا نفس أن الأجل بالمرصاد؟! فقد يأخذك قبل تحقيق امالك! وما أكثر هذا يا نفس هل غفلت؟!
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: خطَّ النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا وخط خطا في الوسط خارجاً منه، وخط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط. وقال: " هذا الإنسان وهذا أجله محيط به وهذا الذي في هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض فإن أخطأه هذا نهشه هذا وإن أخطأه هذا نهشه هذا".
قال عون بن عبدالله رحمه الله : ) كم من مستقبل يوماً لا يستكمله! ومنتظر غداً لا يبلغه! لو تنظرون إلى الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره). يا لله كم ركنا إلى الأماني وغرورها؟! وكم فتلنا حبال الامال دهراً طويلاً.؟!
ما الذي جناه أهل الامال الطوال؟! هل أدركوا أمانيهم؟! هل حصلوا أحلامهم؟! والتي لطالما داعبت خيالهم!..
أرأيت إن أدرك أها الامال امالهم! هل أدركوها صافية خالية من الأكدار؟! وإنْ! هل دام ما أدركوه؟! وإن دام طويلاً! هل وقفت أنفسهم عنده؟! فقنعوا ولم يحدثوا أنفسهم بامال أخرى؟!
يا ذا المومل امالاً وإن بعدت
---------------------------منه ويزعم أن يحظى بأقصاها
أنى تفوز بما ترجوه ويك وما *** أصبحت في ثقة من نيل أدناها
القلوب أصبحت قاسية وغافلة.. لا الوعيد يخوفها ولا الوعد يصلحها .. كسولة إذا دعيت إلى الطاعات.. نشيطة إذا دعيت إلى الشهوات..
إنه داء طول الأمل! رأس الأدواء.. وداعية الأهواء..
أليس من العجيب أن تفنى الأعمار ولا تنقضي المال؟! فكل يوم له أمل وكل شهر له أمل وكل سنة لها أمل ..وهكذا يحيا صاحب الامال في رحلة لا نهاية لها!
قال بعض الحكماء:( كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره؟! وشهره يهدم سنته؟! وسنته تهدم عمره؟! كيف يفرح من يقوده عمره إلى أله؟! وتقوده حياته إلى موته؟!)
وما هذه الأيام إلا مراحل *** يحث بها داع إلى الموت قاصد
وأعجب شيء لو تأملت أنها *** منازل تُطوى والمسافر قاعد
ها هو الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله يُسأل: ( أي شيء الزهد في الدنيا؟! فقال : ( قصر الأمل من إذا أصبح يقول: لا أمسي)
----------------------يتبع