تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مع التحفظ: امرأة تنهمر دموعها دائماً في الظهيرة



no saowt
01-24-2004, 11:01 PM
ما اعجبني في المقال هو العرض الوجداني لمنظر مستهلك جداً في كل البيوت ولكنني لا اوافقه على كل العبارات والتفسيرات

قليل ذاك ما هو أطهر من امرأة واقفة في مطبخها تقشّر البصل وتبكي لا لأنها حزينة، بل، لأن البصل حزين!


رأيت هذه الصورة كثيراً لدى نساء تنهمر دموعهن بلا سبب وهن في مطابخ بيوتهن، وكان الدافع الفسيولوجي لهذا الدمع هو البصل وليس الحزن، فقد كن بعيون سود كعيون المها يخجل منها الكحل العربي، وكانت حيواتهن الزوجية والاسرية جارية تماماً كما لو قطار هادىء بلا محطات أو “مواقف!” كثيرة.

.. فإذن، لماذا الدمع؟.. ومن أين جاء كل هذا البكاء؟


اجتهاداً، تبكي المرأة في مطبخها تحديداً. إما لأنها وحيدة ولأن رائحة الطعام تذكرها بزوج أو ابن غائبين كانا يحبان هذا الطعام بالذات، وقد تنهمر دموعها لأنها متعبة. مجرد متعبة أو لأن حالها النفساني في هذه اللحظة، لا يسمح لها بالوقوف امام ذكرياتها.


نعم، الذكريات هي سر المرأة الباكية وسر “البصل” الباكي.

تبكي وتتذكر. تتذكر فتبكي، ربما حبها الأول واغنيتها الاولى في شبابها المبكر، ذاك الشباب الاعدادي والثانوي في تلك المدارس المملوءة برائحة عرق الحصة السادسة. حصة الرياضة بالحذاء الابيض الخفيف والقميص المهفهف في الريح.

إذّاك، كانت المرأة تلميذة شهية مثل حبة “الفستق”، ولكنها اليوم كبرت سريعاً. فجأة وجدت نفسها كبيرة، ولذلك فهي تبكي. تبكي على ماضيها.. على تلك الأخطاء البريئة القديمة، إذ كان عليها ألا تكبر بكل هذه السرعة، وكان عليها ألا تطبخ “البامياء” لرجل عائد من ظهيرة غامضة.

رجل لا تعرف عنه شيئاً إلا بعدما توغلت في امومتها وفي ابوة أطفاله الذين ينتظرون وجبة العشاء.

.. في اللحظة نفسها يبكي “البصل” بين يديّ المرأة فهو “قلب يتقشر”.. قلب محزوز بالسكين مثل قلب المرأة المحزوز.

.. ويبكي البصل كالمرأة تماماً، لأن دمع العين هي ايضاً دموع الشجرة أو دموع النبات. أليست كائنات، والكائن يبكي، والمكان واحد.. هو المطبخ.

.. تنطبخ المرأة في ذكرياتها وهي تعد الطعام، وينطبخ “البصل” وهو يعد ذكرياته هو الآخر، فيتذكر زهرته الاولى وصغيره الأخضر الاول.. يتذكر شبابه واحلامه عندما كان “تلميذاً في مزرعة الفلاح الذي لم يكن يهمه سوى القطاف المبكر.

.. وهذا هو مربط الفرس.

.. قُطفت المرأة مبكراً، وقُطِف البصلُ أيضاً، لذا يبكيان معاً لكن الدمع مختلف.

.. دموع العينين تجري على الوجه حائرة ومالحة، منسابة بذلك الخط الفضي المكتوب على صفحتي الوجه.

أما دموع الكائن النباتي الصامت الأخرس المختبىء في قشوره فتجري كيفما اتفق لمجرد ان امرأة تستعيد ذكرياتها الأولى في مطبخ رجل ليس لها، وهي ليست له.

الكاتب: يوسف ابو لوز

fakher
01-25-2004, 09:32 AM
الدموع = السلاح النووي لدى المرأة

وما حدا يقول منو صحيح