تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مسرحية



Jinane
12-30-2003, 08:46 AM
ثلاثة أشخاص مجتمعين يدخل رابع
الرابع: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الثلاثة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. (يصافحونه).
الاول: تفضل، اجلس معنا ولي معك حديث طويل.
الرابع: خيراً إن شاء الله.
أول (يُدعى فؤاد): لا تظنن إلا خيراً. يبدو كما يُرى والله أدعو أن يهديك سبيل الرشاد. هذا من وجهة نظري حق
لا نقع في أخطاء الأخرين.
الثالث : إن وجهة نظر فؤاد صائبة ونحن مقتنعون بها ولن نقع في الأخطاء والعيوب التي يقع بها الشباب ونحن قوم عمل (يشرب عصير)
الثاني: (يوجه كلامه للرابع): لقد عاشت القرية يا اخي في الحديث عن أخطاء الناس وعيوبهم. وأحب منك ان تشاركنا في حل هذه الأخطاء.
الرابع: وما هي الأخطاء؟
الثاني: بعضها السكوت عن المنكر وعدم تغييره بالقوة. ألا نملك قوة؟ ولو كانت بسيطة فيمكننا بها تغيير قسم من المنكر.
الرابع: ولكن للاخرين قوة ويمكنهم سحقنا إذا إنهزمنا. ونحن لا نريد ان تقوم بتصرفات فردية دون علم المسؤولين.
الأول: (يضع كوب العصير بقوة): أي مسؤولين تنتظر؟ لقد انتظرنا طويلاً دون جدوى وعلينا التحرك السريع ولا داعي للمسؤوليات.
الثالث: ونحن أولو مسؤولية عظيمة. ويقيننا دائماً بأن النصر لنا.
الرابع: أي نصر هذا؟ وهل هيأتم أسباب النصر حتى تنتصرون؟
الثاني: ليس هذا مهما الان. المهم الإيمان والتوكل على الله.
الرابع: نعم، الإيمان مهم جداً. ولكن بدون الأخذ بالأسباب يصبح التوكل تواكلاً. وقد قيل:" اعقل وتوكل". وهل تملكون نصيباً وافراً من الإيمان واليقين؟
الثالث: نعم نملك.
الرابع: ما هو نصيبكم ؟ كم تحفظون من القران الكريم؟
الأول: أنا أحفظ نصف جزء.
الرابع: ( موجهاً حديثه للثالث) : وأنت كم تحفظ؟
الثالث: (يلتف حوله قليلاً): أنا انا أنا أحفظ ربع جزء.
الرابع: وهل هذا يكفي؟ كم تحفظون من الأحاديث النبوية الشريفة؟ وكم تعرفون من الأاحكام الشرعية؟
الاول: معك حف. نحن مقصرون في هذه الأمور ولكن نعمل للدعوة.
الثاني: ليس هذا مهماً الان. فالظروف الحالية لا تسمح بذلك. المهم ان نكون نحن مقتنعون بما نعمل. ولو خالف ذلك رأي الكبار فينا. لأنهم يبدو أنهم جاءوا وذهبت هممهم. أليس عاراً أن تكون أخت أخينا جمال غير محجبة؟ أليس الحجاب فرضاً؟ يجب عليه أن لا يكلمها حتى تتحجب. وهذه أم أحمد لا تصلي أليس الصلاة ركنا من أركان الإسلام؟ فلماذا يُصّر سليم إذاً على الإنفاق عليها؟ يجب علينا أن نقاطع الإثنين : جمال وسليم. (يشرب)
الأول: إذاً علينا أن نقاطع جمالاً وسليماً حتى يعودا إلى صوابهما.
الثالث: وأنا أيضاً أوافقك الرأي علينا ان نقاطع الإثنين معاً.
الرابع (بغضب): ما هذا الكلام؟ إذا كنا سنقاطع كل شخص بسبب أخطاء أهله أو بسبب أخطاءه فسينقرض شملنا. لان كل بني ادم خطّاء وخير الخطّائين التوابون.
الثاني: إذا كنا سنسكت عن الخطأ، فكيف يعرف الخطّائون الصواب؟ فسكوتنا عن الخطأ يسير بنا إىل الضلال.
الأول: إذن نحن نبيّن عقلياً الفرق بين الحق والضلال. ونطبق حكم القصاص والعقوبة.
الرابع: من كان يريد تطبيق العقوبة فعليه أن يمتلك زمام الحكم. ومن كان يريد تطبيق العقوبة فعليه ان يعطي الإحسان للمحسنين. وهل رصدتم جوائز لأهل الإحسان والخير؟ أم أن عندكم عقوبات فقط؟ وكيف سيتبعكم الناس وقد زدتم الطين بلّة؟ ألا يكفي الناس عقوبات؟ الحرب عقوبة عليهم والغلاء عقوبة عليهم. ولا ينقص الناس إلا الرحمة والرأفة بهم. فإذا أردتم مصلحة الدعوة حقاً ، فاقتدوا بالرسول صلى الله عليه وسلم.
الثاني: أنت تجزّء الإسلام. أليست العقوبة من الإسلام؟ فنحن نطبق العقوبة وطبق أنت ما تراه مناسباً.
الرابع: بل أنت الذي تجزءه ما دمت تطبق حكماً واحداً وتترك بقية الأحكام.
الثالث: هذه طريقتنا نحن في العمل. فدعنا وشأننا. وطبق أنت ما تراه مناسبا من الأحكام.
الاول: أين الحرية إذا كنت ستفرض علينا اتباع طريقتك في العمل؟ لنا أن نسير حسب ما نراه مناسباً ولكلٍ منا عقل يهديه إلى الصواب والرشاد. فاختر ما تراه ملائماً لك ودعنا وشأننا.
الرابع: أي ظروف هذه؟ المسلمون كانوا يعيشون في ظروف أقسى من ظروفنا ومع ذلك فقد كانوا يطبقون الإسلام جملة.
الثاني: لسنا كالمسلمين الأوائل. ومن منا يبلغ ما بلغوه؟
الرابع: ولكننا نستطيع أن نكون مثلهم. إذا سرنا على طريقهم حتى لا نقع في الفتن.
الثاني: أي فتنة اكبر من فتنتك؟ ألسنا أربعة؟ ثلاثة منا برأي وأنت برأي مخالف.
الرابع: ليس المهم الكثرة. ولو كنا سنتبع الكثرة لضللنا. فمعظم الناس يتبعون أهواءهم.
الثاني: لن نطيل الحديث معك. سر حسبما تراه مناسباً ودعنا نسير حسبما نراه مناسباً. فنحن نرى أننا نسير في الخط السليم ونرى أنك تسيرؤ في خط المنكر والضلال بسكوتك عن المنكر. والله أعلم بضعف الإيمان فاذهب وجدد إيمانك.
الربع: أنا إيماني ضعيف؟ حقاً لقد صدق فيكم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها. قالوا: أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل.
الاول: أنحن غثاء يا مفتري؟ بل أنت وأمثالك الغثاء. نحن أولو البأس والقوة وأنت وأصحابك أولو الوهن والضعف. هيا! اخرج من هنا.
الجميع: هيا هيا! اخ رج من هنا.
يخرج غاضباً ويصفع الباب خلفه بقوة قائلاً: اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون.
" ستار "
-----
عذراً لأي خطأ مطبعي