إن من المحزن والمؤسف أن تكون نسبة (الأمية) في بلاد المسلمين تقارب 80% وأن يوضع العالم الإسلامي كله في دائرة البلاد النامية، وهو تعبير مهذب عن البلاد المتخلفة! أو ما يسمونه (العالم الثالث) .
وأن من أكبر العار على المسلمين أن يظلوا على حالهم تلك من الأمية والتخلف ودينهم أعظم حافز على التعلم والتقدم.

كان الإسلام _فيما نعلم_ أول دين أعلن الحرب على الجهل والأمية، ودعا إلى التعلم، ورفع مكانة العلم وأهله.

وحسبنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" طلب العلم فريضة على كل مسلم".
وحسبنا أول ايات نزلت من القران على قلب النبي الكريم كانت إشادة بفضل القراءة والقلم والعلم والتعليم بالقلم:"
اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم".

من عجب أن النبي الأمي الذي لم يكن يتلو من كتاب، ولا يخطه بيمينه حتى لا يرتاب المبطلون، جاهد عليه السلام أن يدبر الوسائل العملية لنشر التعليم، ومحاربة الأمية ما وجد إلى ذلك سبيلاً.

ومن هذه الوسائل الرائعة إنتهازه فرصة وقوع عدد من أسرى قريش المشتركين في غزوة بدر في أيدي المسلمين، وكانوا يحسنون الكتابة، ولا يملكون مالاً ليفدوا أنفسهم فاشترط النبي صلى الله عليه وسلم لفدائهم أن يعلم كل منهم عشرة من أولاد المسلمين الكتابة.

وبذلك يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد أعلن مكافحة الأمية قبل أن تعلنه الدول المتحضرة في عصرنا هذا أربعة عشر قرناً، وإن هذا لعجيب أن يصدر من نبي أمي في بيئة أمية لولا أنه رسول الله.