تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ثمن السيادة ترك الوسادة



بشرى
12-14-2003, 01:46 PM
انظر إلى سيدنا عمر بن الخطاب الذى كان تحت عينيه خطان أسودان من الدموع.. كان يقوم الليل ويوقظ أهله ويقول: "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها"

* قام من الليل يوما فقرأ آية فسقط مغشياً عليه.. أتعلم ما هذه الآية!؟
يقول الله عز وجل: "إن عذاب ربك لواقع* ما له من دافع" قرأها فسقط وظلوا يعودونه شهراً لا يعرفون ما به.

بالله!! يعودونه شهراً بسبب آية تقرأها على الأقل مرة كل شهر.. معذرة أخي لم تستو القلوب.. إنه عمر بن الخطاب. وهذا ابن مسعود كانت إذا هدأت العيون يسمع له دويا كدوي النحل وهو يصلي بالليل. حقا لم تستو القلوب .

-عجيب أمرك يا أنس
كان أنس بن مالك يقسم الليل ثلاثاً.. أنس يصلي الثلث الأول ثم يوقظ زوجته.. فتصلي الثلث الثاني، ثم توقظ الزوجة ابنتها الوحيدة لتقيم الثلث الثالث!! يقولون: فلما توفيت الزوجة قسم الليل بينه وبين ابنته فكان يصلي نصف الليل وتصلي هي النصف الآخر، ثم توفي أنس فحرصت ابنته أن تصلي الليل كله.
مساكين نحن.. أين يبوتنا من هذه البيوت المؤمنة؟!
عجيب حقاً أمركم يا أنس.. اللهم اجعل بيوتنا كهذا البيت المؤمن.

-من جد وجد
قيام الليل له عشاقه.. وفقهم الله لطاعته ولحبه.. نماذج تحيى القلوب
بذكرهم.. يقول أحدهم: كابدت قيام الليل سنة واستمتعت به عشرين سنة..
-كلمات كانت وليدة حالات مجرية.. فهي صادقة خرجت من قلوب مؤمنة.. سنة كاملة جد وتعب ومعاناة.. ولكن في النهاية: عشرون سنة استمتاع وفرح وسررو.
حقا من وجد.. ومن اجتهد ليس كمن رقد.. وكما يقول أحد الصالحين: "واعلم أن ثمن السيادة ترك الوسادة".

-قلوب بين يدي خالقها
وإليك هذا الإحساس المرهف الذي ترجمته كلمات بسيطة عاشت هذه اللحظات، يقول أحدهم أنه أتى إلى فراشه يضع يده على الفراش، ويمرر يده عليه ويقول: إنك لين وإن في الجنة ما هو ألين منك.. فيقوم ويصلي حتى أذان الفجر وله الحق فى ذلك..
إن في الجنة ما هو ألين منك!! فكيف يرضى بما هو دونه!؟

وكان أحدهم يقول إذا نظر إلى فراشه: طير ذكر جهنم نوم العابدين.
تشعر بأن هذه الكلمات لم تخرج عفوا إنما هي كلمات حية يشعر بها كل من ذاق طعم الحياة في جوف الليل وسلم قلبه إلى خالقه وأعلن البداية!!

-من هو المحروم؟
هناك الكثير من المفاهيم التي يفهمها الناس فهما خاطئاً ويوضح لنا ذلك سيدنا الحسن بن علي حينما قال: إذا لم تقدر على قيام الليل وعلى صيام النهار فاعلم أنك محروم وقد كثرت ذنوبك.. هذا هو المعنى الحقيقي لهذه الكلمة "المحروم".
محروم أنت يا من لم تستطع القيام، محروم أنت يا من لم تستطع الصيام،
محروم أنت يا من لم تعرف ربك..
دروب كثيرة تؤدي إلى هلاك الإنسان وكلها ناشئة منك، نعم منك، فذنوبك كثيرة!!

-أفلا تصلون إلا الصلوات الخمس!؟
كان للحسن البصري جارية فباعها لأناس وجاء عليها أول ليل عندهم فقامت وقالت: يا أهل، الدار الصلاة الصلاة، قوموا صلوا.. فقالوا: أطلع الفجر!؟ فقالت: أفلا تصلون إلا الصلوات الخمسة؟ فقالوا: نعم، فرجعت لسيدها الأول -الحسن البصري- وقالت: يا مولاي، ردني لقد بعتني لقوم لا يصلون إلا الصلوات الخمس.
كأننا نقرأ قصة خيالية لا تمت للواقع بصلة.. لقد أصبح واقعنا مختلفا اختلافاً كبيراً عما كان عليه أسلافنا.. أمة تقول هذه الكلام!! ترى لو كانت موجودة بيننا الآن ماذا كانت لتقول!؟

بشرى
12-14-2003, 01:50 PM
-أتقدر على هذا المهر!؟
يقول أحد التابعين: رأيت في منامي امرأة جميلة قلت لها: من أنت؟ قالت: اخطبني من سيدي، فقلت لها: وما مهرك؟ قالت: طول القيام.
اللهم أعنا على هذا المهر.
هيا أخي الحبيب، استعد للمهر من الآن فهي ليست حورية واحدة.. إنها حور عين ينتظرن الخطاب. فهل أنت من خطابهن!؟

-اشتياق إلى الليل:
يقول الفضيل بن عياض: إذا غربت الشمس فرحت بالظلام كي ينام الناس، فأخلو بالله عز وجل. شعور عظيم لا يخرج إلا من قلب رجل عاش هذا الشعور وما أحلاها من لحظات ليخلو كل حبيب بحبيبه. منا من يتعجب.. يقول كيف يحب الظلام؟
إنه أخي الحبيب اشتياق أهل الليل إلى ليلهم ليناجوا محبوبهم هناك خلوة ومناجاة.. ووداعاً لهذه الحياة!!

-لم يكن جزعاً يا بني..
كان المنصور بن المعتمد يقيم الليل كل يوم على سطح بيته، فلما مات قال ابن جاره لأمه: أين الجزع الذي كان على سطح المنصور بن المعتمد يا أماه؟ فقالت: يا بني، لم يكن جزعاً، إنه المنصور، ولقد مات فلن ترى الجزع مرة أخرى يا بني!!
أخشى أن يكون حالك مع هذه الوريقات هو معنى الشفاه والعجب بكلام عجيب.
أخي الحبيب.. لا يولد الإنسان العظيم ما بين يوم وليلة.. لا بد له من مقدمات. فهيا وكن جزعاً !!

-آه على حالنا..
دخل رجل على أحد التابعين وهو يبكي فأشفق عليه وقال: مالك تبكي؟ أوجع يؤلمك؟ قال: أشد، فقال الرجل: نعي إليك بعض أهلك؟ قال: أشد، فقال الرجل: أفقدت أموالك؟ قال: أشد.. فقال الرجل متعجبا: وما أشد من ذلك؟ قال: نمت البارحة ونسيت أن أقوم الليل!!
آه على حالنا نحن.. إننا إذا بكينا بدلاً من الدموع دما كان هينا.. اذرف دموع الندم على أوقات ضعيف وحرمان قد انتهكت.. وأعلن الحداد فالليل يئن!!

-لم تقض نهمك ولن تقضيه!!
يقول أحد التابعين: منذ أربعين سنة ما حزنت على شىء كحزني على طلوع الفجر. وكيف لا يحزن وهو ليس فى هذا الوجود.. قلبه يسيح فى السماء وبأذان الفجر إعلان أننا ما زلنا فى الأرض نعيش كأهل الأرض ويقول أحدهم: إني أبدأ الصلاة بالليل، يهولني طوله فيطلع علي الفجر وما قضيت نهمي من قيام الليل.

من اعتكف العشر الأواخر من رمضان شعر بهذا الإحساس، وانظر إليه.. هيأ نفسه للصلاة بوضوء تتساقط معه السيئات، ونصب محرابه بسجادة مفروشة على الأرض، وشرع في الصلاة وحينما بدأ الاتصال وبداية السعادة سمع المؤذن قائلا: الله أكبر!! فلم يقضي نهمه ولن يقضيه..
هل تستطيع وضع ماء البحر في كوب؟

-أشد لذة..
يقول أحد التابعين: أهل قيام الليل في ليلهم أشد لذة من أهل اللهو في لهوهم.
من ظن أن بحديثه الحلو مع زوجته أن هذه هي اللذة فهو مخطئ، ومن ظن أن المكالمات التليفونية (تشاتنج) وأنها هي اللذة المطلوبة فهو مخطئ ومن ظن أن اللذة في مشاهدة التلفزيون فقد أخطأ.
إن اللذة الحقيقية هي لذة القلب والروح ولن تجد لذتهم إلا في الليل ومناجاة الحبيب.

الحمد لله أني أرى أثر السعادة عليكم الآن.. أشعر بذلك منكم من يصدقني قلبه.. ولكن لسانه لا يستطيع أن يبوح بذلك فهو حريص على الخفاء. وإني أسألك الدعاء في هذه الأوقات الساحرة!!

-أثر له أثر!!
وإليك هذا الأثر الذي يعنيك إن شاء الله على القيام.. ولكن أرجوك قبل القراءة أن تغير من حالك كله سواء مكان القراءة أو شكل الجلسة أو تضع الكتاب أمامك للحظات ثم تواصل القراءة وإن كنت تستطيع أن تجدد وضوءك فافعل.. ولا تتعجب فالأثر يحتاج ذلك..

أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود: "يا داود إن لي عباداً أحبهم ويحبونني
وأشتاق إليهم ويشتاقون إلي، إن قلدتهم يا داود أحببتك". فقال داود: يا رب، دلني عليهم، فقال سبحانه وتعالى: "يراعى الظلال بالنهار ويحنون إلى الليل كما تحن الطيور إلى أوكارها حتى إذا جنهم الليل وخلى كما تحن الطيور إلى أوكارها حتى إذا جنهم الليل وخلى كل حبيب بحبيبه فرشوا إليّ وجوههم ونصبوا إليّ أقدامهم وناجوني بكلامي وتملقوا إليّ بأنعامي فهم بين صارخ وباك وبين متأوه وشاك، أتعلم يا داود؟ أعطهم ثلاثة أشياء:

-الأول: لو كانت السماوات السبع والأراضين السبع فى ميزانهم يوم القيامة لاستقللتها عليهم.
-والثاني: أقذف من نوري في وجوههم وقلوبهم.
-والثالثة: أقبل عليهم بوجهي.
أفرأيت يا داود من أقبلت عليه بوجهي أيعلم أحد ماذا أريد أن أعطيه؟

اعلم أخي الحبيب أن هذا الأثر لا بد أن يكون له أثر.. هيا أقرأ من جديد وتذوق الحلاوة المؤقتة، واحرص على الحلاوة الدائمة وقم بالليل.

Saowt
04-22-2007, 07:14 PM
للــــــــــــــــــرفع