تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الرجولة المفقودة



Jinane
12-13-2003, 04:53 PM
إن الامم والرسالات تحتاج إلى المعادن المذخورة، والثروات المنشورة، ولكنها
تحتاج قبل ذلك إلى الرؤوس المفكرة التي تستغلها، والقلوب الكبيرة التي
ترعاها والعزائم القوية التي تنفذها: إنها تحتاج إلى رجال.
الرجل أعز من كل معدن نفيس، وأغلى من كل جوهر ثمين، ولذلك كان وجوده عزيزاً
في دنيا الناس، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنها الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة" متفق عليه من حديث ابن عمر
الرجل الكفء الصالح هو اكسير الحياة، وروح النهضات وعماد الرسالات، ومحور
الإصلاح.
أعد ما شئت من معامل السلاح والذخيرة، فلن تقتل الأسلحة إلا بالرجل المحارب،
وصغ ما شئت من القوانين واللوائح، فستظل حبراً على ورق ما لم تجد الرجل
الذي ينفذها، وأنشىء ما شئت من لجان فلن تنجز مشروعاً إذا حرمت الرجل
الغيور!!
ذلك ما يقوله الواقع الذي لا ريب فيه.
إن القوة ليست بحد السلاح بقدر ما هي في قلب الجندي، والعدل ليس في نص
القانون بقدر ما هو في ضمير القاضي، وانجاز المشروعات ليس في تكوين اللجان
بقدر ما هو في حماسة القائمين عليها.
ليست الرجولة بالسن ولا بالجسم ولا بالمال ولا بالجاه، وإنما الرجولة قوة
نفيسة تحمل صاحبها على معالي الأمور، وتبعده عن سفسافها، قوة تجعله كبيراً
في صغره، غنياً في فقره، قوياً في ضعفه، قوة تحمله على أن يعطي قبل أن يأخذ،
وأن يؤدي واجبه قبل أن يطلب حقه: واجبه نحو نفسه، ونحو ربه ونحو بيته،
ودينه وأمته.

ما أكثر الناس، بل ما أقلهموا! *** الله يعلم إني لم أقل فندا!
إني لأفتح عيني حين أفتحها *** على كثير ولكن لا أرى أحدا!

الرجولة بإيجاز هي قوة الخلق وخلق القوة.
في ظلام الشك المحطم، والإلحاد الكافر والإنحلال السافر، والحرمان القاتل،
فلن توجد رجولة صحيحة، كما لا ينمو الغرس إذا حرم الماء والهواء والضياء.
ولم تر الدنيا الرجولة في أجلى صورها وأكمل معانيها كما رأتها في تلك النماذج
الكريمة التي صنعها الإسلام على يد رسوله العظيم، من رجال يكثرون عند الفزع،
ويقلون عند الطمع لا يغريهم الوعد ولا يلينهم الوعيد، لا يغرهم النصر، ولا
تحطمهم الهزيمة.

شيركوه
12-13-2003, 05:36 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
http://www.nashed.ws/nshed/2-1/shkwa/Es/zaara.ram

السلام عليكم