تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : برنامج ( على الهوا سوا ) والبنات الثمانية المعروضات للـزواج



المتأمل
12-07-2003, 10:37 AM
..........

ستة بنات عربيات ( وراح يزيدوهم لثمانية ) محبوسات في بيت من دورين والكاميرات ُمسلطة على أجسادهن من ُكل جهة وُهن رايحات وجايات ، جالسات وواقفات ، .. ولا ترحمهم هالكاميرات إلاّ عند باب الحمام أو غرفة النوم ..!!

الغرض الُمعلن من هالحبسة عرض البنات في سوق الزواج على شباب العالم العربي يمكن واحد فيهم يحن وتعجبه واحده منهن وهي جالسة ولا واقفة ولا حتى مثنية نفسها ترفع الأكل من على الطاولة أو الأرض ..!!

أما الغرض الحقيقي من البرنامج فلا يعلمه إلا الله .. واللي فهمته إن القناة ( على الهوا سوا ) تابعة للـ( الشيخ صالح كامل ) وإذا كان المعلومة هادي صح فإحسان الظن بهذا الرجل وأسرته الحجازية الصالحة تجعلنا نفهم أن الغرض من هالبرنامج القليل الأدب وعلى هذه القناة المشبوهة هو الترزق بما لم يحلله الله ..!!

يا أخواننا وأخواتنا هل يصح أن ُتعرض بنات مسلمات أو عربيات على الهواء ُمباشرة والواحدة منهن جالسة في البيت مريّحة ، ولا هي فاردة طولها ، ولا هي فاشخة رجليها كأنها شاة مطلوب الكشف على ُكل ناحية فيها لزوم التبضع والشراء ..؟؟

والغريب أن خمسين ألف ُمكالمة وصلت البرنامج من يوم بدأوا المهزلة ، والأغرب من كدة إنه حوالي ثلاثة ألاف مكالمة تم رصدها من السعودية من هالمكالمات ...!!

معقولة وصلنا نحن المسلمين في تقليد الغرب وبرامجهم لهالدرجة السخيفة والوقحة ..؟؟ هل وصل بنا يالعرب والمسلمين الإستخفاف ببناتنا أن نعرض الواحدة فيهن وهي داخلة الحمام وفي يدها لفافات المسح والذي منه ..؟؟ ... أو نعرض البنت إللي بتتنقل في هالبيت وهي لابسة ثوب مغربي على اللحم بدون ملابس داخلية وتنثني وُترج ماتكوّر منها وما أنثنى حتى يتحفز شبابنا ويخطبوا واحدة منهن ..؟؟

يا عالم إذا كنت نايم وباحلم صحوني وقولولي هالكلام مو صحيح وكله كابوس وراح يعدي .. أما إذا كان الموضوع ِجد فأرجوكم أدفنوا ماتزعمون أنه حياء وكرامة وعقل في حياة الأمة العربية .. بل وادفنوا الأمة بأكملها واقرأوا عليها الفاتحة يمكن ربنا يرحمها ... والسلام .

منير الليل
12-07-2003, 01:34 PM
هذا إنحطاط العلام العربي

حتى برنامج السوبر ستار كان سرقة......

وأي برنامج عربي ناجح.... أضمن لك بأنه مسروق من محطة أجنبية.

جنى
12-07-2003, 07:56 PM
:shock:
:shock:
اللهم دمر كل الفضائيات التي تبث الفتن والشذوذ والاعراض عن الله
اللهم اجعل كيدهم في نحورهم
اللهم عليك بهم فانهم لا يعجزونك

والي راح نشوفه أدهى وأمرّ أخي المتأمل
حسبنا الله يا أخي ما خلوا شي الي قلدوّه تقليد أعمى
ويلهث الجميع الا من رحم ربي وراء هذا الفحش والفسوق
فانك لو أسمعت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون
:!: :!: :!:
:roll: شوف برامج عفن على lbc والمستقبل وغيرها بكتيييييييييير
الله يولع هالاذاعات بأصحابها والي بيعملوا فيها
ويهدي شباب وبنات المسلمين
يا بنات الاسلام
يا أمة الله
يا شباب الأمة
أين تذهبووووووووون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!! !!!!!!
:cry: :cry: :cry:

المتأمل
12-07-2003, 10:08 PM
أخي الكريم منير الليل ..

ماهو المشكلة في النقل من الغرب لكن في الدخول ورائهم في كل جحر ضب دخلوه .. حتى لو كان هالجحر مايناسبنا ..

تحياتي .

fakher
12-08-2003, 05:20 AM
شكراً لك اخي متأمل على هذا المقال ، ولكن أحب أن أنوه إلى مسالة ... أن هذا البرنامج وغيره من البرامج السخيفة والهابطة لو لم يكن له مشجعين من ابناء جلدتنا لما استمر ... فتخيل معي كيف أن ملايين العرب يتصلون على برنامج لا طعم له ولا لون ولا رائحة ولا هدف منه ... بينما العرب والمسلمين مجتمعين لا تصل اتصالاتهم الى رقم المليون في استنكارهم للحرب التي شنت على أفغانستان.

لاحظ معي الفرق ... المشكلة يا أخي العزيز في تربيتنا لأبنائنا وبناتنا ...
ليس العتب على شركات تجارية مستعدة أن تخلع ثيابها لجلب الأموال ولإرضاء حكامها ... إنما العتب على ذلك الوالد وتلك الأم الذين يتركان أولادهما فريسة التلفاز طيلة النهار ... حتى كلمة (عيب يا ابني) لا يقولانها عند ظهور إعلان مخل بالآداب.

وهذا النمط من المجتمعات أصبح متفشي بين ابناء الخليج وللأسف، مع التذكير أن الشباب المصلي والتائب يزدادون يوماً بعد يوم ويزداد وعيهم بقضاياهم.

المتأمل
12-08-2003, 09:28 AM
أختي الكريمة جنى ...

أول شيء سلامتك وماقدامك إلا العافية إن شاء الله ..

تاني شيء قنوات الإل بي سي والمستقبل كانوا بالونات إختبار للعرب ولما هضمها وسكت عنها الشعب المسلم ولا أنكر ولا ابتعد عنها جاتله المصايب من بواقي القنوات المشبوهة .. والله يستر على القادم مالم نمنع أنفسنا ومجتمعاتنا من الجري وراء الشهوات ..

تحياتي .

المتأمل
12-09-2003, 07:13 PM
أخي الكريم فخر ...

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

شكراً لك على وصفك لحالتنا هذه وأظنها هي حالة من حالات الغباء التي وصلنا إليها .. بل هي حالة شعبية عامة أصبحنا نتصف بها جميعاً .. فكما يسوقنا أهل الإعلام الفاسد ، وكما يجرنا أهل التطرف المذموم .. وكما تدفعنا أيدي المسؤولين المتنفذين نذهب ونحن صاغرين دون تفكير .. ولا مناقشة ، ولسان حالنا هو ما قاله الخروف لإبنه الماشي ضمن مجموعة القطعان :

................................... ..

وصية خروف لأبنه

................................... ..



ولدي إليك وصيتي عهد الجدود

الخوف مذهبنا نخاف بلا حدود

نرتاح للإذلال في كنف القيود

و نعاف أن نحيا كما تحيا الأسود

كن دائما بين الخراف مع الجميع

طأطئ وسر في درب ذلتك الوضيع

أطع الذئاب يعيش منا من يطيع

إياك يا ولدي مفارقة القطيع



لا ترفع الأصوات في وجه الطغاة

لا تحك يا ولدي ولو كموا الشفاه

لا تحك حتى لو مشوا فوق الجباة

لا تحك يا ولدي فذا قدر الشياة

لا تستمع ولدي لقول الطائشين

القائلين بأنهم أسد العرين

الثائرين على قيود الظالمين

دعهم بني و لاتكن في الهالكين

نحن الخراف فلا تشتتك الظنون

نحيا وهم حياتنا ملى البطون

دع عزة الأحرار دع ذلك الجنون

إن الخراف نعيمها ذل وهون

ولدي إذ ما داس إخوتك الذئاب

فاهرب بنفسك وانج من ظفر وناب

و إذا سمعت الشتم منهم والسباب

فاصبر فان الصبر اجر وثواب

إن أنت أتقنت الهروب من النزال

تحيا خروفاً سالماً في كل حال

تحيا سليماً من سؤال واعتقال

من غضبة السلطان من قيل وقال

كن بالحكيم و لاتكن الأحمق

نافق بني مع الورى وتملق

و إذا جررت إلى احتفال صفق

و إذا رأيت الناس تنهق فأنهق

انظر ترى الخرفان تحيا في هناء

لاذل يؤذيها ولا عيش إلا ماء

تمشي ويعلو كلما مشت الثغاء

تمشي و يحدوها إلى المذبح الحداء

ما العز ، ما هذا الكلام الأجوف

من قال إن الذل بأمر مقر ف

إن الخروف يعيش لا يتأفف

مادام يسقى في الحياة ويعلف

fakher
12-10-2003, 05:10 AM
صدقت والله ... حالنا لا يختلف أبداً عن حال هذا الخروف. :cry:

شامي طرابلسي
12-13-2003, 02:48 PM
هل كل هالمعلومات والمشاهد الي نقلتها من النظرة الاولي..؟؟ !!

..........

ستة بنات عربيات ( وراح يزيدوهم لثمانية ) محبوسات في بيت من دورين والكاميرات ُمسلطة على أجسادهن من ُكل جهة وُهن رايحات وجايات ، جالسات وواقفات ، .. ولا ترحمهم هالكاميرات إلاّ عند باب الحمام أو غرفة النوم ..!!

يا أخواننا وأخواتنا هل يصح أن ُتعرض بنات مسلمات أو عربيات على الهواء ُمباشرة والواحدة منهن جالسة في البيت مريّحة ، ولا هي فاردة طولها ، ولا هي فاشخة رجليها كأنها شاة مطلوب الكشف على ُكل ناحية فيها لزوم التبضع والشراء ..؟؟

والغريب أن خمسين ألف ُمكالمة وصلت البرنامج من يوم بدأوا المهزلة ، والأغرب من كدة إنه حوالي ثلاثة ألاف مكالمة تم رصدها من السعودية من هالمكالمات ...!!

معقولة وصلنا نحن المسلمين في تقليد الغرب وبرامجهم لهالدرجة السخيفة والوقحة ..؟؟ هل وصل بنا يالعرب والمسلمين الإستخفاف ببناتنا أن نعرض الواحدة فيهن وهي داخلة الحمام وفي يدها لفافات المسح والذي منه ..؟؟ ... أو نعرض البنت إللي بتتنقل في هالبيت وهي لابسة ثوب مغربي على اللحم بدون ملابس داخلية وتنثني وُترج ماتكوّر منها وما أنثنى حتى يتحفز شبابنا ويخطبوا واحدة منهن ..؟؟

يا عالم إذا كنت نايم وباحلم صحوني وقولولي هالكلام مو صحيح وكله كابوس وراح يعدي .. أما إذا كان الموضوع ِجد فأرجوكم أدفنوا ماتزعمون أنه حياء وكرامة وعقل في حياة الأمة العربية .. بل وادفنوا الأمة بأكملها واقرأوا عليها الفاتحة يمكن ربنا يرحمها ... والسلام .

وان كان لك غيرة على دين الله كما تدعي... (وليس الموضوع للقيل والقال واظهار غيرتك على دين الله )
فلما لا تدعو على آل سلول واشكالهم.. الذين افسدوا المسلمين...
والداعمين بشكل مباشر وغير مباشر لكل هالقلة الادب لهدم الاسلام...

موضوع قديم لا يشمل جرائم آل سلول الجديدة بحق الاسلام والمسلمين.. لكن يعطي فكرة..

- (( الإفساد الأخلاقي في الوطن العربي صناعه سعودية ))

إن إفساد المرأة لن يمر إلا بعد إفساد الرجل نفسه حيث يصبح مهيئا لقبول تحرر المرأة ولذا انتشرت مؤسسات الفساد بأياد سعودية في غالبها من افراد الاسرة المالكة ليعم فسادها الوطن العربي كما سنقراء في الأسطر التالية:
أ ـ شركة روتانا الغنائية:
كما هو معلوم فأن الغناء هو بريد الزنا وهو مفسد للرجال والنساء على حد سواء .ومن مؤسسات الإفساد الأخلاقي السعودية التي اتخذت من الغناء مادة لإفساد المرأة ووليها شركة روتانا وسنترككم مع شركة روتانا التي يمتلكها الأمير الوليد بن طلال وصالح كامل لتتكلم عن نفسها وهي تفاخر بإنجازها عبر موقعها على شبكة الإنترنت حيث تقول :
تأسست شركة روتانا للمرئيات والصوتيات منذ أكثر من 20 سنة في المملكة العربية السعودية في مدينة جدة وتخصصت في إنتاج الأعمال الفنية للفنانين العرب وتعتبر شركة روتانا اليوم أكبر شركة إنتاج وتوزيع فني في الشرق الأوسط ودول الخليج العربي وتنتج وتوزع أكثر من 10 مليون شريط وسي دي حول العالم وحوالي 52 كليب في السنة ويوجد لشركة روتانا فروع في كل من جده والرياض وتونس وبيروت والقاهرة ودبي والكويت وموزعين في كل من الأردن وفلسطين !!! والبحرين وقطر وعمان وتضم محفظة روتانا الفنية أكثر من 50 فنان من أكبر الفنانين الخليجيين واللبنانيين والمصريين والعرب.
وذكرت صحيفة البلاد في العدد 16764 وتاريخ 24/5/1423هـ أن الأمير الوليد جمع نجوم شركته الفنية روتانا في منتجع بشرم الشيخ بمصر لمناقشة سياسة الشركة المستقبلية وعزمه على تسخير كافة الإمكانيات من اجل الارتقاء بفن الغناء العربي وقال الأمير إن شركة روتانا هي الشركة الوحيدة في العالم العربي التي تدعمها قناة تلفزيون متخصصة في مجال الموسيقى وهي قناة الموسيقى في راديو وتلفزيون العرب art وقد قام الأمير بتكريم جميع مطربي ومطربات روتانا بتقديم سياره من نوع bmw لكل منهم تقديرا منه لما يقومون به وقد أمر قبل ذلك بنقل جميع منسوبي روتانا من مختلف أرجاء العالم العربي إلى شرم الشيخ بطائراته الخاصة و كان من بين الحضور مدير عام الشركة / سالم الهندي الذي كشف ان ميزانية الشركة تزيد عن المائة مليون ريال ونجومها قرابة السبعين مطربا ومطربه .
ولن ننسى أولئك الشعراء الغنائيين الذين يغذون هذا الإفساد من خلال كلماتهم المخدره ويا للعجب فأن كثير منهم ليس فقط سعودي بل من الأسرة أمثال عبدالله الفيصل وأخيه خالد الذي تخفى كثيرا تحت مسمى دايم السيف وكذلك بدر بن عبدالمحسن وعبد الرحمن بن مساعد ومن اسموا انفسهم بالسامر و اسير الشوق فك الله اسره .

ب ـ الصحف والمجلات الهابطة أخلاقيا والداعية إلى تحرير المرأة :
أولا / شركة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق وهي لأبناء الأمير سلمان بن عبدالعزيز وقد جاء خبر تولي الأمير فيصل بن سلمان إدارة الشركة مؤخرا خلفا لأخيه احمد حيث قالت جريدتهم الشرق الأوسط في عددها المؤرخ ب26 سبتمبر 2002 م:
اختير الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز رئيسا لمجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق خلفا للرئيس السابق للمجلس الأمير احمد بن سلمان بن عبد العزيز الذي انتقل الى رحمة الله في 22 يوليو تموز الذي قال: إن ما قام به الفقيد الأمير احمد بن سلمان بن عبد العزيز رحمه الله من جهود مميزة منذ قرابة عقدين !!! من الزمان بالتعاون مع الأخوين هشام ومحمد علي حافظ لتطوير هذه الدار الصحافية وتعزيز مكانتها وإصداراتها وقال : سنحرص على الاستمرار في ذلك نحو المزيد من النجاحات التي كان يطمح لها وأشار رئيس مجلس الإدارة إلى انه سيعمل بمعاونة زملائه أعضاء المجلس نحو كل ما يعزز مسيرة «المجموعة» الصحافية إعلاميا وماليا باعتبارها أول مؤسسة إعلامية عربية تتحول من الملكية الخاصة الى الملكية العامة، حيث أصبحت شركة مساهمة اعتبارا من 1/7/2000.وقد حضر الاجتماعات من أعضاء مجلس الإدارة كل من: محمد علي حافظ، وعبد الله صالح كامل، ومحمد حسين العمودي، وعبد الرحمن بن خالد بن محفوظ، ومحمد عمر العيسائي، وسعد الدين رفيق الحريري، وعبد الله سالم باحمدان. كما حضرها من «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» كل من: محمد معروف الشيباني نائب الرئيس التنفيذي، وعبد المحسن العكاس مساعد رئيس مجلس الإدارة.
و كان الأمير احمد بن سلمان قد تولى رئاسة مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق منذ عام 1989 وانطلقت خلال رئاسته المجموعة وشركاتها بإصدار عدد كبير من المطبوعات اليومية والأسبوعية والشهرية، وإنشاء شركات متعددة في مجالات مكملة لصناعة النشر لتمثل دعماً عمليا وماليا للإصدارات الصحافية حتى أصبحت المجموعة أكبر دار صحافية في العالم العربي.
أما المطبوعات التي تصدرها الشركة فهي كالتالي :
اولا/ الصحف:
1ـ الشرق الأوسط وهي جريدة يوميه معروفه بعدواتها لكل ماهو إسلامي وتركز على إبراز الجانب العلماني للسعوديه.
2ـ الاقتصاديه وهي جريدة يومية وتهتم بالجانب الاقتصادي السعودي .
3ـ الرياضيه وهي جريدة يوميه تصدر من الرياض ومهمتها اشغال والهاء الشباب السعودي عن معالي الامور واثارة التعصب الرياضي بينهم مع تركيز على اندية الوسطى .
4ـ عالم الرياضه وهي نسخه مكرره من سابقتها تصدر من جدة مع تركيز على اندية الغربية .
5ـ عرب نيوز وهي جريدة يوميه باللغة الإنجليزية تحرص على إظهار الجانب العلماني للمملكة السعودية.
6ـ اردو نيوز مثل سابقتها ولكنها باللغة الاردية .
ثانيا / المجلات :
1ـ مجلة سيدتي 2ـ مجلة الجميلة 3 ـ مجلة الجديدة
وهي مجلات اسبوعيه يظهر على اغلفتها كل اسبوع صورة فتاة عربيه متبرجه تركز على قضايا النساء في الجمال والموضة ومواضيع الفن والغرام مع تركيز على النساء السعوديات في مجلة الجديده لانها تعد من جده .
4 ـ مجلة (هي) وهي شهرية وتركز على نساء الملأ من علية القوم.
5 ـ مجلة ازياء سيدتي وتصدر كل ثلاثة اشهر وتعتني بالازياء والموضه عبر صور هابطه.
6ـ مجلة الرجل وهي شهريه وتعني بالرجل العصري ـ كما يقولون ـ اي العلماني
7ـ مجلة المجلة وهي اسبوعيه سياسية تمثل نسخه اخرى من صحيفة الشرق الاوسط في توجهاتها ضد الاسلام.

ثانيا/ جريدة الحياة ومجلة ( لها ) النسائية التي تصدر عن دار الحياة ومقرها الرئيسي لندن ويرئس مجلس الإدارة الأمير خالد بن سلطان وكثير من كتابها نصارى
ومجلة – لها – أسبوعية تصدر عن دار الحياة
الإخراج الفني/ جينا أبو طانوس جرافيك – كارول معلوف
لوسي دانوا
المدير المسئول / جوزف قصيفي

ج ـ قناة ال mbc الفضائية:
هي المحطة العربية الأولى التي بثت إرسالها عبر الأقمار الصناعية عام 1991م ، وهي سعودية الملكية غربية الهوية والثقافة . أصحابها عائلة ال إبراهيم " أخوال الأمير عبدالعزيز بن فهد" حيث يتبين لنا مدى الدعم الكبير المادي والرسمي الذي تحظى به هذه القناة .
حيث يوجد لديها اذاعة غنائية خاصة تسمى mbcfm وهي تعمل على الموجة القصيرة Fm وهذا البث على هذه الموجة يحتاج إلى ترخيص رسمي يمكن القناة الإذاعية من العمل بإنشاء محطات أرضيه على أراضى الدولة المراد أن تبث عليها. كما آن هناك تسهيل لها دون غيرها وذلك بتصوير الاحتفالات والمهرجانات الغنائية وفي المنتزهات وذلك باختلاط مثير ولها جهود غير مشكورة في محاولة إخراج المرأة السعوديه عبر تسجيل فقرات دعائية تقدم من قبل نساء باللهجة السعودية كما إن لها وحدات إنتاج خاصة لتسجيل الموسيقى في الرياض وبيروت والقاهرة وحسب ما ذ كروه في موقعهم على الإنترنت بأنه ليس هناك أي منافس في تغطية الوقائع الرياضية العالمية .

واما جديدها فهو البدأ في بث قناة فضائية جديدة باسم (MBC.2) موجهة إلى الشبان العرب تبث من البحرين من يوم10/11/1423هـ.
وتهدف هذه القناة الجديدة إلى توصيل وعرض أفضل وآخر الأفلام العالمية والبرامج الترفيهية المنوعة والبرامج الإخبارية حيث أكد المسؤولون على القناة أن الأبحاث التسويقية التي قامت بها (MBC) أوضحت أن نسبة مشاهدة الأفلام الأجنبية في منطقة الخليج مرتفعة خصوصا في المملكة العربية السعودية.وقال مدير القناة تيم ريردن إن القناة مفتوحة دون تشفير وستبث على مدار الساعة عن طريق القمر الاصطناعي عربسات من البحرين

د ـ قناة أي ار تي لمالكها صالح كامل :
تمتلك شبكةART واحدا من أكبر مراكز الإرسال التليفزيوني والإذاعي في العالم والذي تم تأسيسه في أفيزانو بإيطاليا مزوداً بأحدث تكنولوجيا الاتصال في العالم وتم ربطه بأكبر المراكز الإنتاجية المنتشرة في العواصم العربية والعالمية في كل من القاهرة ، الأردن ، جدة ، بيروت ، روما ، تونس ، المغرب ، الإمارات العربية المتحدة ، الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ..هذه التقنيات الحديثة تجعل المشتركين يشاهدون أفضل وأرقى أنظمة للصوت والصورة وهو ما يسمى بالنظام الرقمي DIGITAL والتي كانت الريادة فيها لART واليوم باقي الأنظمة الإذاعية والتليفزيونية تسعى إلى محاكاتها مما يؤكد النظرة قوة الART
وبامتلاك ART لهذه الاتصالات الضخمة والاستثمارات الهائلة المتزايدة أصبح في مقدورها أن تمتلك و تنتج سنوياً ما يزيد عن 6 آلاف برنامجاً ما بين برامج مباشرة على الهواء وبرامج مسجلة وبرامج وثائقية وتسجيلية وتمتد لتشمل أكبر كم إنتاجي من الموسيقى والأغاني القديمة والحديثة والدراما السينمائية والبرامج التعليمية والمسلسلات والمسرحيات والرياضة بكافة أنواعها ومستوياتها المحلية والعربية والإقليمية والعالمية .
كما تنفرد artاليوم وبحكم امتلاكها أو مشاركتها أو ارتباطها بكبريات شركات الإنتاج الدرامي في الوطن العربي على مدار 30 عاماً بأكبر مكتبة للأفلام العربية تحتوى على ما يزيد عن 3500 فيلماً يستحيل أن يجاريها في ذلك أي شبكة تليفزيونية أرضية أو فضائية ـ كما تقول ذلك عن نفسها ـ .
ومن فسادها المستشري في هذا البلد ما نشرته جريدة الشرق الاوسط في عددها المؤرخ ب 12 يوليو 2001 م حيث قالت :
انتهت شبكة راديو وتلفزيون العرب استعداداتها لإقامة خيمة (إيه آر تي) التلفزيونية التي ستقام في أبها بمناسبة مهرجان ابها السياحي، حيث وجه الشيخ صالح كامل رئيس مجلس إدارة شبكة راديو وتلفزيون العرب (ايه ار تي) بتوفير كافة الإمكانات الفنية والبشرية وتذليل العقبات لإعداد خيمة تتناسب مع مهرجان أبها السياحي
كما قررت إدارة شبكة راديو وتلفزيون العرب تغطية الفعاليات لمدة شهر كامل ابتداء من اول اغسطس المقبل وحتى نهايته، وتبث الخيمة التلفزيونية لمدة اربع ساعات يومية فعاليات مهرجان ابها السياحي إضافة إلى أهم فقرات المهرجانات المحلية الأخرى في مناطق المملكة
ومن المقرر ان تشهد خيمة (ايه آر تي) في ابها سهرة فنية يومية لنخبة من كبار الشعراء والفنانين ورجال الصحافة تبدأ من الساعة الثانية عشر وحتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل يقوم بتقديمها الإعلامي مساعد الخميس ستبث عبر القناة المفتوحة لـ(ايه آر تي)
وتعتبر خيمة هذا العام اكبر خيمة أقامتها الشبكة على مستوى الوطن العربي وذلك لحشدها كافة الإمكانات الفنية والبشرية بطاقم العمل الذي يتكون من 65 شخصا.
واما جديدها الفاسد فهو إنشاء 3 قنوات إذاعية سيتم تدشينها قريباً من المحتمل أن تبدأ بثها في مطلع عام 1424هـ جميعها ستبث برامجها على الموجة القصيرة FM وهذا البث على هذه الموجة يحتاج إلى ترخيص رسمي يمكن القناة الإذاعية من العمل. والقنوات الإذاعية الجديدة هي إذاعة أغان عربية، وإذاعة أغان غربية، وأخرى إخبارية واختارت ART مدير عام شركة الرؤية الموحدة الدكتور خليل دهلوي وهي إحدى الشركات التابعة لدلة البركة، لإدارة القنوات الإذاعية الجديدة.(جريدة الوطن عدد 806 في 10/10/1423هـ )

(( مقتبس من بحث معركة تحرير المرأة السعوديه الجزء 3 ))

المتأمل
12-13-2003, 09:05 PM
أخي الكريم شامي طرابلسي ..

سلاااااااااااااااام .

شامي طرابلسي
12-15-2003, 09:22 PM
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الْفُجَاءة فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي رواه الترمذي وقال هذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ : السنن 2700
قال المباركفوري في شرح الحديث :
قوله : ( الفجاءة ) أي أن يقع بصره على الأجنبية بغتة من غير قصد , يقال : فجأه الأمر إذا جاءه بغتة من غير تقدّم سبب .
( فأمرني أن أصرف بصري ) أي لا أنظر مرة ثانية لأن الأولى إذا لم تكن بالاختيار فهو معفو عنها , فإن أدام النظر أثم , وعليه قوله تعالى : { وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يَا عَلِيُّ لا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ رواه الترمذي 2701 وهو في صحيح الجامع 7953
قال في التّحفة : قوله : ( لا تتبع النظرة النظرة ) من الاتباع , أي لا تعقبها إياها ولا تجعل أخرى بعد الأولى ( فإن لك الأولى ) أي النظرة الأولى إذا كانت من غير قصد (وليست لك الآخرة ) أي النظرة الآخرة لأنها باختيارك فتكون عليك .
وبهذا يتبيّن لك أنّ تعمّد النّظر إلى المرأة الأجنبية وكذلك الاستمرار في النّظر بعد نظرة الفجأة حرام لا يجوز في أيّ موضع من جسمها سواء كانت جميلة في نظرك أم لا ، وسواء أدّى إلى إثارة الشّهوة أم لا ، وسواء كان مصحوبا بتخيّلات سيئة أم لا ، وسواء أدّى إلى الوقوع في الفاحشة أم لا .
نسأل الله أن يقينا وإيّاك سائر المحرّمات والله الهادي إلى سواء السبيل .
..............................

ارجو ان تستفيد من هالموضوع بحرمة النظر الى المرأة الاجنبية....
واتمنى لك الهداية.....

شامي طرابلسي
12-17-2003, 06:12 PM
(( وسائل اعلام آل سلول ))

القسم الأول

الهروب .. الهوية .. الموارنة






الهروب .. الهوية .. الموارنة

الهاربون من بلادهم

لماذا نشأ الإعلام السعودي خارج الجزيرة العربية؟ سؤال يتداول في الدوائر الثقافية والسياسية، أليس لهم بلاد واسعة وموقع متميز وقدرة "فائقة" على نقل أحدث التقنيات الفنية والإدارية؟ فلمَ يخرجون إعلامهم خارج بلادهم؟! وتسمع إجابات مختلفة من الناس لكن الذي يتبادر إلى الأذهان هو التالي: أخرجوه من البلاد ليخلصوه من الدين.

إنَّ هذه الوسائل الإعلامية الحكومية تمثل انحطاطاً أخلاقياً وفكرياً وسياسياً الأمر الذي لا تستطيع معه الحكومة إنشاء هذه الوسائل في الداخل تحت أعين الشعب المسلم الذي لا يطيق هذا السفه. فالقائمون على هذه الآلة الإعلامية من السعوديين كالعمير والراشد وبعض آل حافظ وغيرهم، نصبوا أنفسهم دعاةً للرذيلة ومسخ الكرامة والخلق، وتشويه الدين والانقضاض على ثوابت الأمة، وهم ثلة من أحط الناس خلقاً، ولا يطيقون الحياة الإسلامية، مدمنون متخلعون يعملون قليلاً ويتسكعون أكثر الليل والنهار، وما يستهويهم ويبحثون عنه لا تقدمه لهم إلا شوارع محددة في لندن[2].

وقبل عقود طويلة عانى عبد العزيز بن سعود من مشكلة السفراء غير المسلمين في بلاده التي تكره الصليبيين والمتخلعين فأبقى السفارات في جدة حتى إذا أصبح المجتمع النجدي المحافظ يقبل بفسادهم خصص لهم فهد وإخوانه حي السفارات في شمال غربيّ الرياض. ولعل هذا هو الذي سيحدث فيما بعد للمؤسسات الإعلامية في لندن. وفرضية آل سعود تقوم على عامل الزمن، حيث يراهنون على أن هذا التدفق الهائل من الإعلام الشهواني القذر الذي يحمل مسخاً مستمراً لشعب الجزيرة حيث مهد الإسلام، سيهيئ الجو لقبول هذه المؤسسات وإعادة توطينها بما هي عليه من الانحطاط والابتذال. وهم يعولون على أن قطاع المجتمع الذي يتقبل الآن إعلامهم المنحط سيزداد وسوف يجعل بقية قطاعات المجتمع أكثر خصوبة واستعدادا لتقبل هذا الفسق والمجون، بل والحرب الشعواء للإسلام ودعاته بعد نمو هذه النبتة الشاذة وترسخها. ومن ثم، بعد أن يقوى هذا التيار الشاذ، وبعد تهيئة الجو ومسخ طائفة واسعة من الشعب تقبل بهؤلاء الشاذين، عندها يمكن استقدامهم جميعاً وفتح مدينة خاصة بهم كمدينة الملك فهد أو مدينة الملك عبد العزيز الأمريكية قرب الخرج.

ولأن الحكومة لا تريد أن تنسب إليها تلك الممارسات الإعلامية سواء الشكلي أو الموضوعي منها كالمظاهر الفاضحة، ووجود كتاب شيوعيين معروفين في هذه الصحف، ووجود كتاب صرحاء في ولائهم لإسرائيل-قبل عملية السلام على الأقل- فكون مقرّ هذه المؤسسات الإعلامية في لندن يفسح هامشاً من الحرية للخروج على قوانين وأنظمة شكلية في المملكة من مثل قراءة النساء لنشرات الأخبار والرقص الخليع، وإعلانات التدخين والاحتفالات المختلطة ووجود جمهور واسع من متنفذي النصارى في هذه الوسائل، وأشباه هذه الأمور مما تحب الحكومة وجوده، ولكنها لا تستطيع إظهاره فتتستر أمام الشعب بوضع قوانين داخلية تمنع بعض هذه المظاهر في الإعلام الداخلي. وبهذه الحيلة تتمكن من ممارسة النفاق في أوضح صوره، قوانين تحرم الشيء في الداخل وأموال تنفق ببذخٍ في الخارج لتوجيه هذا المحرم للداخل!

أما عن الناحية الموضوعية في هذا الإعلام، فمادته الفكرية ذات موقف مضاد للإسلام وناقد له في أغلب الأحوال ولا تستطيع الحكومة الدفاع عنه في الداخل، فيتم توجيهه للداخل تحت ستار إعلام عربي أو دولي "غير سعودي" في لندن، فهو كابن الزنا محبوب لأمه مشغوفة به تفتخر به عند مثيلاتها، وتخشى الاعتراف به عند الشريفات لما يجلبه من عار أو احتمال إقامة الحد عليها. وإلا فأي دولة في العالم تقيم إعلامها في الخارج وتستورده للداخل! إلا هذه السعودية، لأنها لا تستطيع تحمل تبعات وجود مثل هذا الإعلام في أراضيها وأمام شعبها فاضطرت لصنعه في الخارج ومن ثم جلبه لأهل البلد. ومن جهة أخرى، هي تعلم أن إنشاء مثل هذه الإمبراطورية الإعلامية –على الأقل كما يراد لها أن تكون- يستلزم بيئة ذات حرية إعلامية وحرية اتصال ومراسلين …الخ.، بينما يضيق آل سعود ذرعا بأي نسمة للحرية في الداخل. وهكذا فإن المغبون هنا هو هذا الشعب المطارد المغلق عليه. ومع ذلك كله فهذه الدولة تدجن الإعلام الخارجي أو كما يصف جهاد الخازن حال الصحفيين في جريدته بأنهم "تربية بيت" يعرفون الحدود. وللمتسلطين من آل سعود عداء فطري مع العلم والحرية، لعراقتهم في الجهل؛ وبما أنهم متنفذون في تسيير الأمور فإنه يستحيل الجمع بين العلم والحرية من جهة مع الجهل والتسلط من جهة أخرى إذ لا يجتمع هذان النقيضان في دولة واحدة. أما ما حدث في غفلة من السلطة وعكس رغباتها من تقدم مستوى التعليم والدراسات الجامعية علمية كانت أو إنسانية وتحسن خدمات بعض المستشفيات ومستوى الطب فيها، فإن كل هذا قد بدأت نهايته الآن وأقبل على الإنهيار، لأنه تم في فترة كانت العائلة فيها سادرة غافلة عن استفادة أفراد الشعب من المال لتطوير أنفسهم، أما اليوم فقد أرشدهم سادتهم إلى خطورة الجامعات والمدارس والمستشفيات وخطورة العلماء والأدباء والشعراء، فوجهوا أنظارهم إلى الجامعات بكل أنواعها، وبدءوا في محاصرتها مالياً وأمنياً، وألغيت انتخابات عمداء الكليات في الجامعات ورؤساء الأقسام، فأصبح أي منصب في الجامعة حتى رئيس القسم يعين من قبل رئيس الجامعة، وبحوث الماجستير والدكتوراه تشرف عليها وزارة الداخلية ولا تقر حتى تسمح بها المباحث العامة والتنسيق ملزم ما بين مدير الجامعة ومدير المباحث في المنطقة. لذا فكل آمال التطور وطموحات الشعب يقبرها هؤلاء المتحكمون المتزمتون في تسلطهم وجهلهم وتخلفهم، ولا يرون العالم من حولهم وقد أقبل على الانفتاح والحرية وإعطاء المجال لكرامة الإنسان واحترامها، فضلا عما تعدو إليه شريعة الإسلام التي يتمسحون بها صباح مساء من حفظ لحق المسلم وكرامته وتحذير من يتولى للمسلمين أمراً من خيانتهم وغشهم. وما إخراج مثل هذا الإعلام ونهب أموال الأمة للصرف عليه إلا برهان عملي وكشف فاضح لتخلف آل سعود السياسي والإعلامي لصالح سادتهم!

ومن جهة أخرى، فإن هذه المؤسسات الإعلامية في لندن قد كبرت واستعصت على الاحتواء وأصبحت تناور أشخاصاً داخل النظام نفسه، وتدعم طرفاً ضد آخر وأصبح خروجها عن أهدافها وما صنعت له عملاً روتينياً. ولن تستطيع السعودية الآن السيطرة على الإعلام اللندني ولا التحكم في انتشاره في الداخل لأسباب عدة منها: الجانب التجسسي، فقد أقامت هذه المؤسسات علاقات غربية وعربية لخدمة استخبارات عدة دول من أقصى الغرب الأمريكي إلى إسرائيل وإيران ومصر وسوريا والعراق والمغرب وتونس وأصبحت مراكز تتبادل المعلومات وترسل رسائل إعلامية تهديديه أو تصالحيه. كما نشأت بجانب هذا الإعلام مؤسسات مستفيدة منه ومؤثرة فيه، بعضها يساهم بشكلٍ كبير في صناعة القرار في دول ليس فيها مراكز طبيعية لصناعة القرار كالسعودية حيث لا رقابة على السياسة ولا برلمان ولا مراقبة مالية، فكل شيء ضائع، لذا فهذه المؤسسات أصبحت بديلاً عن كثير من مراكز المعلومات والدراسات التخطيطية والإعلامية المفترض أن تكون وطنية.

الرأي والرأي الآخر

قبل أن يتم تدجينه في حظيرة "الشركة السعودية للأبحاث والتسويق"، وبالتحديد في يوم الأحد 22 رمضان 1400هـ، نشر عثمان العمير –رئيس تحرير الشرق الأوسط حاليا- في جريدة "اليوم" التي تصدر في المنطقة الشرقية في السعودية، في زاويته آنذاك "الصوت الرابع" مقالاً تحت عنوان "مصباح ديوجين ومصباح شيخنا ابن خميس" له علاقة وطيدة فيما نحن بصدده هنا. مضمون المقال نقدٌ لاذع لجريدة الشرق الأوسط واتهامات خطيرة لها لو ذكرها أحد غيره الآن لوجهت له التهم المضادة بالجملة. ولنتركه يتحدث:

"أول جريدة عربية تكتب فوق رأسها جريدة العرب الدولية …يعمل فيها أكثر من أخٍ عربي غير مسلم، وبينهم من ينتمي إلى طوائف متطرفة مثل الموارنة. تهاجم العرب وتقول عنهم خيانات… تتولى نشر مذكرات هنري كيسنجر ونذير فنصة وفريدون ومصطفى أمين وفضائح الاستخبارات الأمريكية في الشرق الأوسط. هل رأى ابن خميس في حياته صحيفة تطبع هنا وتوزع ثلاثة أرباعها هنا، ومع هذا تمتلئ بالصور النسائية المحرمة على الصحف التي تطبع هنا وبطريقة لاتخفى على العين المجردة. بل إنها غير خاضعة لنظام المطبوعات كما صرح مدير عام المطبوعات بنفسه. فهل هذا تحايل؟ … نحن ربما سميناه كذلك. وبعد هذا كله نحن لانغضب من الزملاء في الشرق الأوسط، ونأمل أن لا يغضبوا منا، فما قدموه لنا من نصائح… وتباهٍ واستغلال للقارئ والحقيقة يجعلنا نضع الأمور في نصابها حتى ولو كلفنا ذلك الشيء الكثير".

وماذا يمكن أن يقال بعد هذا الوضوح والإيجاز من رئيس التحرير؟ لقد "قطعت "عميرة" قول كل خطيب"! فمن استكتاب أهل الطوائف المتطرفة والهجوم على العرب وفتح المجال لعملاء الاستخبارات الغربية ومنظريها، إلى نشر الصور الفاضحة والتحايل على نظام المطبوعات، إلى استغلال القارئ والحقيقة، تحيط بهذه الجريدة الجرائم والشبه. غير أن التساؤل الذي لا مفر منه هو: ما الذي تغير وجعل هذا الناقد الساخر يصبح رئيساً للتحرير؟ بل ما هو أولى منه: ما الذي تغير بعد أن أصبح رئيساً للتحرير؟

أما استكتاب المنتمين إلى طوائف متطرفة كما عبر هو فالأسماء تشهد بازدياد ذلك عما كان عليه في السابق، ويزاد عليه استنكاره أن يبحث عن زوجة مسلمة لأن ذلك طائفية كما ذكر في مقابلة له ستأتي لاحقا. أما الموقف من الإسلام ودعاته فهو أوضح من أن يشرح هنا. كما سيأتي الحديث عن التبعية لأجهزة الاستخبارات والتعامل معها. أما استغلال القارئ والحقيقة فيكفيه ما كتبه من أن أساتذة الجامعات حملة الدكتوراة وكبار الدعاة وطلبة العلم والمفكرين في المملكة ضد التعليم. ويصبح هو وأمثاله ممن لم يستطيعوا الحصول على الثانوية العامة رواد الفكر والأدب. لقد بلغت به الصفاقة والوقاحة وامتهان الحقيقة أن ينشر هذا السفه في الصفحة الأولى في جريدة الشرق الأوسط يوم أُمِرت الحكومة بسجن العلماء والمصلحين تنفيذاً لقرار اليهود الذي نشره بنيامين نتنياهو في كتابه "محاربة الإرهاب - Fighting Terrorism"[3] وذلك قبل أن يتولى رئاسة الوزراء في حكومتهم.

لقد كان العمير صادقاً آنذاك عندما كتب ما كتب، ولعله لم يكن يعلم بنفوذ سلمان بن عبدالعزيز في "الشرق الأوسط".

تورط الحكومة مع الدين

إليك نص المادة الأولى من نظام الإعلام السعودي الذي يرأس مجلسه الأعلى وزير الداخلية: "يلتزم الإعلام السعودي بالإسلام في كل ما يصدر عنه ويحافظ على عقيدة سلف هذه الأمة ويستبعد من وسائله جميعاً كل ما ينافي شريعة الله التي شرعها للناس." ستجد فيما يلي مدى صدق هذا النص من كذبه،ولعل قارئاً يقول أن هذا مما لا يحتاج الى كتابة كتاب لبيانه وإظهار سيطرة نزعة الكذب والنفاق على هذه الحكومة في كل أعمالها، غير أن مما نريد بيانه ليس النزعة التملقية والانحطاط النفاقي فقط بل أيضاً كشف بعض المجموعات العلمانية المنافقة المهيمنة على اعلام آل سعود وبيان بعض علاقات هذا الطابور الخامس المدمر،و التعريف بأجهزة التجسس الصليبيه اليهودية التي هيمنت على هذه المؤسسات في الوقت الذي صرفوا فيه اهتمام العائلة الى محاربة الإسلام تحت شعار محاربة الإسلاميين.

إن البربرة والثرثرة التي يرددها نايف وسلمان وسلطان وحواشيهم بكل غباء وبلاهة في التشنيع بالإسلاميين إنما هي غطاء ومحاولة لإخفاء مدى هبوط المستوى الأخلاقي ورداءة الخلق وانحراف الطباع واستيلاء المخربين على عقولهم واستحواذ شذاذ الآفاق ومرتزقة نصارى لبنان وحثالة البعثيين في السعودية على جهلة آل سعود (أصحاب القرار). لقد قيل للناس عندنا في أزمة الخليج أن العراق بعثي وأن الذي أنشأ فكرة البعث نصراني، ووزير خارجية العراق نصراني؛ وذلك من باب إثارة المجتمع الإسلامي الخالص في الجزيرة، ولكن ألا يجدر بنا أن نتساءل:لم نجد النصارى في الإعلام السعودي أكثر تأثيرا من نصارى العراق في إعلام العراق؟ على الرغم من وجود طائفة كبيرة نصرانية في العراق وعدم وجود مواطنين نصارى في الجزيرة؟ لِمَ يتمتع النصارى بالتوجيه والتأثير في إعلام آل سعود ويحاربون العلماء والمفكرين المسلمين في جزيرة الإسلام؟ لماذا نمسي ونصبح على السخرية المباشرة بالرسول (صلى الله عليه وسلم) والشتم لمبادئ الإسلام وتحقيرنا وديننا وكرامتنا بأيدي كتبة آل سعود الكذبة.

أي مأساة هذه أن يستقدمون الكاتب الصليبي صاحب نظرية صراع الحضارات صمويل هاتنجتون ليحاضر في الرياض عنها في الجنادرية شارحا مواجهة الإسلام للنصرانية في المستقبل، وكان مدينا في جزء من نظريته للشيخ سفر الحوالي كما كتب في أول مقال شرح فيه نظريته في مجلة الشؤون الخارجية، وأحال ذلك إلى شريط مسجل للشيخ سفر. والمهزلة أن هذه الفكرة حملت الشيخ سفر إلى سجن الحائر وحملت ذلك النصراني إلى قصور آل سعود ضيفاً مكرما مفروضاً على الشعب المقهور ونُخَبه الفكرية، بينما حكامه مغرقون في تخلفهم وجهلهم وعدم ثقتهم بأنفسهم وعدائهم الفطري للعلم وأهله!

إني أجزم أن أصحاب القرار من آل سعود لا يفقهون شيئا عن صراع الحضارات. إنهم لا يعلمون عن سبب شهرة هذا الرجل إلا أنه حذر من المسلمين ومن خطرهم القادم أما آل سعود فقد تشرفوا بأن أكرمهم أمريكي أشقر زارهم وبذلوا له بسخاء ليثبتوا أنهم دخلوا بوابة الحضارة! صاغ الشيخ سفر رأيه قائلا للأميين أنه صراع الروم والمسلمين يدخل طورا آخر وأشار الى أن آل سعود بجهلهم يقفون في صف الصلييبيين ضد الإسلام وأهله، ولكن الشيخ وللأسف كان "ينثر درا بين سارحة البهم" كما قال الشافعي رحمه الله. كيف لو رأى الشافعي بَهَمَ اليوم وهم يحكمون؟ "بهم" الشافعي كانوا رغم جهلهم أعزاء بدينهم، أما بهم هذا الزمان فأعزة الإسلام عندهم أذلة ومتطرفون مجرمون. حكام اليوم عساكر مروعة لعلماء الإسلام وزعماء الأمة، ولكنهم عبيد متملقون بلا هوية تحت أقدام اليهود والنصارى. حتى تلك المصطلحات البليدة التي يرددونها بغباء ليست من بنات أفكارهم. ويحهم ما أجهلهم يتمنون لو كانت لهم جلود النصارى وألسنتهم! ألَست ترى غاية ما يتمناه واحد من أولادهم أن يفهم أو يترجم لأمريكي.

انهم يكرهون العلم وأهله، ويرون في المتعلمين الخطر القادم عليهم، وقد باشروا هذه المواجهة بعنف ليس هذا مكان الحديث عنها.

والمشكلة الكبرى التي تعوق اعتراف آل سعود بإعلام لندن أو إصداره من الداخل هي عقدتها الصعبة "عقدة الإسلام" فباسمه وباسم الدفاع عنه وصلت العائلة إلى الحكم عندما كان القرار بأيدي الشعب، ومن الإسلام والدفاع عن حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تكتسب شرعيتها. فهي بحاجة إلى إقناع الشعب بأنها لا تزال حكومة مسلمة محافظة وراعية للدين ومدافعة عنه، والحكومة اليوم مقتنعة في الوقت نفسه أن القرار، قرار استمرارها في الحكم لم يعد بأيدي الشعب منه إلا نسبة ضئيلة، والتأثير الأكبر هو بأيدي قوى خارجية، "أمريكا المعادية للإسلام ويهود العالم"، وهي بحاجة إلى إرضائهم وتلبية كل رغباتهم، وتحقيقاً لذلك فالحكام عندنا يقومون بتنفيذ شروط أعداء الأمة في علمنة البلاد والخروج على الإسلام وإرضاء أصحاب هذه القوى بإقناعهم أن الحكومة تبادر وتعمل لمصلحتهم ورغباتهم كما يريدون فحاربت الإصلاح والمصلحين وزورت مواقفهم وطاردتهم وسجنتهم وحاربتهم في أرزاقهم وحرياتهم وأموالهم وأقامت الدنيا ولم تقعدها في التحذير من الإسلام وأهله وتحذر من تطبيق الشريعة ومن النفوذ الإسلامي في أي مكان من العالم وتطالب أصدقاءها أن يسمحوا لها بالحفاظ على شكلية إسلامية تامة مثل إضفاء لقب خادم الحرمين على اسم الملك والتوسيع الإسمنتي للحرمين مع منع الدروس والوعظ والإفتاء بها إلا لطبول السلطة.

إن المتأمل لهذا الوضع المزري بتجرد عن مزالق النفاق والهوى من جهة، والخوف و"طلب السلامة" من جهة أخرى لا يشك أن هذا الإعلام السعودي يمثل فقدان الهوية وتناقض الرسالة. فإذاعة القرآن الكريم في الداخل التي تمنع كل صنوف الموسيقى يقابلها إذاعة ال "إم بي سي" والتي تدعو للانحراف والخروج عن الدين وتكريه الناس في الإسلام ووصمه بالتزمت والغياب عن العصر.

وجريدة "المسلمون" تقدم مثالاً صارخ لهذا الكذب والتزوير والتناقض، فلأن هذه الجريدة مهمتها التخدير والنفاق فقد بقيت داخلية في تحريرها ومكاتبها. وتمثل هذه الجريدة غاية السخافة فيما تناقش وتنشر حين تحاول إبراز "التزامها" بالإسلام، بينما "شقيقاتها" من المنشورات تحارب العفاف والفضيلة وتروج للزندقة. فالشركة السعودية للأبحاث والنشر التي تصدر المسلمون هي التي في نفس الوقت تطبع مجلات "هي" و"تي في" و"الشرق الأوسط" و"المجلة" و"الرجل" و"سيدتي".

وقد تخصصت جريدة "المسلمون" في الهجوم على العلماء والمصلحين الذين وثقت بهم الأمة والتف حولهم الناس وأصبحْتَ لا تفرق بين جريدة المسلمون وأي منشورات صليبية حاقدة على الدعوة الإسلامية والدعاة في تجريم من يدعو للإصلاح، والقول بأن أي إصلاح هو خروج على الإسلام! وأخيراً أصدر الشيخ المفتي "عبد الرحمن الراشد" رئيس تحرير "المجلة" فتوى يحرم فيها نشر أخبار المعارضة أو الإسلاميين في شبكة الاتصال INTERNET![4].

والإسلام الذي تقدمه جريدة "المسلمون" من النوع الذي يهتم بأخبار الجن والشياطين والسحرة، هذا في القضايا العقائدية، أما القضايا الاجتماعية فمهمة الجريدة، الإعلان عن قضايا المراهقة والعلاقات قبل الزواج والإعلان عن طلبات الزواج. والقضايا العلمية عندها هي مسألة نقل الحيوانات المنوية ومن يوافق ومن يخالف وأخيراً تعلقوا بمشكلة الاستنساخ والهاء السذج من المشايخ بهذه القضايا وصرفهم عن قضايا وهموم الأمة الخطيرة مثل مسألة قيام صروح الربا أمام بوابات الحرمين، ونهب المال العام، وولاية من لا يستحق الولاية، وأزمات الفساد والرشوة، والتبعية للنصارى، ورهن البلدان الإسلامية لأمريكا وإسرائيل. والدعوة الإسلامية عند "المسلمون" هي جهود خادم الحرمين في توزيع المياه على الحجيج، و قد جعل الملك من توزيع المياه مكرمة ملكية ومنة على الحجاج، بينما المتعارف عليه أن أهل مكة يسقون الحجيج منذ ما قبل الإسلام، بل ويطعمون الحجيج إلى اليوم. وقضايا أخرى شبيهة بهذه الأهمية والخطورة.

تورط الحكومة مع الدين

إليك نص المادة الأولى من نظام الإعلام السعودي الذي يرأس مجلسه الأعلى وزير الداخلية: "يلتزم الإعلام السعودي بالإسلام في كل ما يصدر عنه ويحافظ على عقيدة سلف هذه الأمة ويستبعد من وسائله جميعاً كل ما ينافي شريعة الله التي شرعها للناس." ستجد فيما يلي مدى صدق هذا النص من كذبه،ولعل قارئاً يقول أن هذا مما لا يحتاج الى كتابة كتاب لبيانه وإظهار سيطرة نزعة الكذب والنفاق على هذه الحكومة في كل أعمالها، غير أن مما نريد بيانه ليس النزعة التملقية والانحطاط النفاقي فقط بل أيضاً كشف بعض المجموعات العلمانية المنافقة المهيمنة على اعلام آل سعود وبيان بعض علاقات هذا الطابور الخامس المدمر،و التعريف بأجهزة التجسس الصليبيه اليهودية التي هيمنت على هذه المؤسسات في الوقت الذي صرفوا فيه اهتمام العائلة الى محاربة الإسلام تحت شعار محاربة الإسلاميين.

إن البربرة والثرثرة التي يرددها نايف وسلمان وسلطان وحواشيهم بكل غباء وبلاهة في التشنيع بالإسلاميين إنما هي غطاء ومحاولة لإخفاء مدى هبوط المستوى الأخلاقي ورداءة الخلق وانحراف الطباع واستيلاء المخربين على عقولهم واستحواذ شذاذ الآفاق ومرتزقة نصارى لبنان وحثالة البعثيين في السعودية على جهلة آل سعود (أصحاب القرار). لقد قيل للناس عندنا في أزمة الخليج أن العراق بعثي وأن الذي أنشأ فكرة البعث نصراني، ووزير خارجية العراق نصراني؛ وذلك من باب إثارة المجتمع الإسلامي الخالص في الجزيرة، ولكن ألا يجدر بنا أن نتساءل:لم نجد النصارى في الإعلام السعودي أكثر تأثيرا من نصارى العراق في إعلام العراق؟ على الرغم من وجود طائفة كبيرة نصرانية في العراق وعدم وجود مواطنين نصارى في الجزيرة؟ لِمَ يتمتع النصارى بالتوجيه والتأثير في إعلام آل سعود ويحاربون العلماء والمفكرين المسلمين في جزيرة الإسلام؟ لماذا نمسي ونصبح على السخرية المباشرة بالرسول (صلى الله عليه وسلم) والشتم لمبادئ الإسلام وتحقيرنا وديننا وكرامتنا بأيدي كتبة آل سعود الكذبة.

أي مأساة هذه أن يستقدمون الكاتب الصليبي صاحب نظرية صراع الحضارات صمويل هاتنجتون ليحاضر في الرياض عنها في الجنادرية شارحا مواجهة الإسلام للنصرانية في المستقبل، وكان مدينا في جزء من نظريته للشيخ سفر الحوالي كما كتب في أول مقال شرح فيه نظريته في مجلة الشؤون الخارجية، وأحال ذلك إلى شريط مسجل للشيخ سفر. والمهزلة أن هذه الفكرة حملت الشيخ سفر إلى سجن الحائر وحملت ذلك النصراني إلى قصور آل سعود ضيفاً مكرما مفروضاً على الشعب المقهور ونُخَبه الفكرية، بينما حكامه مغرقون في تخلفهم وجهلهم وعدم ثقتهم بأنفسهم وعدائهم الفطري للعلم وأهله!

إني أجزم أن أصحاب القرار من آل سعود لا يفقهون شيئا عن صراع الحضارات. إنهم لا يعلمون عن سبب شهرة هذا الرجل إلا أنه حذر من المسلمين ومن خطرهم القادم أما آل سعود فقد تشرفوا بأن أكرمهم أمريكي أشقر زارهم وبذلوا له بسخاء ليثبتوا أنهم دخلوا بوابة الحضارة! صاغ الشيخ سفر رأيه قائلا للأميين أنه صراع الروم والمسلمين يدخل طورا آخر وأشار الى أن آل سعود بجهلهم يقفون في صف الصلييبيين ضد الإسلام وأهله، ولكن الشيخ وللأسف كان "ينثر درا بين سارحة البهم" كما قال الشافعي رحمه الله. كيف لو رأى الشافعي بَهَمَ اليوم وهم يحكمون؟ "بهم" الشافعي كانوا رغم جهلهم أعزاء بدينهم، أما بهم هذا الزمان فأعزة الإسلام عندهم أذلة ومتطرفون مجرمون. حكام اليوم عساكر مروعة لعلماء الإسلام وزعماء الأمة، ولكنهم عبيد متملقون بلا هوية تحت أقدام اليهود والنصارى. حتى تلك المصطلحات البليدة التي يرددونها بغباء ليست من بنات أفكارهم. ويحهم ما أجهلهم يتمنون لو كانت لهم جلود النصارى وألسنتهم! ألَست ترى غاية ما يتمناه واحد من أولادهم أن يفهم أو يترجم لأمريكي.

انهم يكرهون العلم وأهله، ويرون في المتعلمين الخطر القادم عليهم، وقد باشروا هذه المواجهة بعنف ليس هذا مكان الحديث عنها.

والمشكلة الكبرى التي تعوق اعتراف آل سعود بإعلام لندن أو إصداره من الداخل هي عقدتها الصعبة "عقدة الإسلام" فباسمه وباسم الدفاع عنه وصلت العائلة إلى الحكم عندما كان القرار بأيدي الشعب، ومن الإسلام والدفاع عن حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تكتسب شرعيتها. فهي بحاجة إلى إقناع الشعب بأنها لا تزال حكومة مسلمة محافظة وراعية للدين ومدافعة عنه، والحكومة اليوم مقتنعة في الوقت نفسه أن القرار، قرار استمرارها في الحكم لم يعد بأيدي الشعب منه إلا نسبة ضئيلة، والتأثير الأكبر هو بأيدي قوى خارجية، "أمريكا المعادية للإسلام ويهود العالم"، وهي بحاجة إلى إرضائهم وتلبية كل رغباتهم، وتحقيقاً لذلك فالحكام عندنا يقومون بتنفيذ شروط أعداء الأمة في علمنة البلاد والخروج على الإسلام وإرضاء أصحاب هذه القوى بإقناعهم أن الحكومة تبادر وتعمل لمصلحتهم ورغباتهم كما يريدون فحاربت الإصلاح والمصلحين وزورت مواقفهم وطاردتهم وسجنتهم وحاربتهم في أرزاقهم وحرياتهم وأموالهم وأقامت الدنيا ولم تقعدها في التحذير من الإسلام وأهله وتحذر من تطبيق الشريعة ومن النفوذ الإسلامي في أي مكان من العالم وتطالب أصدقاءها أن يسمحوا لها بالحفاظ على شكلية إسلامية تامة مثل إضفاء لقب خادم الحرمين على اسم الملك والتوسيع الإسمنتي للحرمين مع منع الدروس والوعظ والإفتاء بها إلا لطبول السلطة.

إن المتأمل لهذا الوضع المزري بتجرد عن مزالق النفاق والهوى من جهة، والخوف و"طلب السلامة" من جهة أخرى لا يشك أن هذا الإعلام السعودي يمثل فقدان الهوية وتناقض الرسالة. فإذاعة القرآن الكريم في الداخل التي تمنع كل صنوف الموسيقى يقابلها إذاعة ال "إم بي سي" والتي تدعو للانحراف والخروج عن الدين وتكريه الناس في الإسلام ووصمه بالتزمت والغياب عن العصر.

وجريدة "المسلمون" تقدم مثالاً صارخ لهذا الكذب والتزوير والتناقض، فلأن هذه الجريدة مهمتها التخدير والنفاق فقد بقيت داخلية في تحريرها ومكاتبها. وتمثل هذه الجريدة غاية السخافة فيما تناقش وتنشر حين تحاول إبراز "التزامها" بالإسلام، بينما "شقيقاتها" من المنشورات تحارب العفاف والفضيلة وتروج للزندقة. فالشركة السعودية للأبحاث والنشر التي تصدر المسلمون هي التي في نفس الوقت تطبع مجلات "هي" و"تي في" و"الشرق الأوسط" و"المجلة" و"الرجل" و"سيدتي".

شامي طرابلسي
12-17-2003, 06:21 PM
وقد تخصصت جريدة "المسلمون" في الهجوم على العلماء والمصلحين الذين وثقت بهم الأمة والتف حولهم الناس وأصبحْتَ لا تفرق بين جريدة المسلمون وأي منشورات صليبية حاقدة على الدعوة الإسلامية والدعاة في تجريم من يدعو للإصلاح، والقول بأن أي إصلاح هو خروج على الإسلام! وأخيراً أصدر الشيخ المفتي "عبد الرحمن الراشد" رئيس تحرير "المجلة" فتوى يحرم فيها نشر أخبار المعارضة أو الإسلاميين في شبكة الاتصال INTERNET![4].

والإسلام الذي تقدمه جريدة "المسلمون" من النوع الذي يهتم بأخبار الجن والشياطين والسحرة، هذا في القضايا العقائدية، أما القضايا الاجتماعية فمهمة الجريدة، الإعلان عن قضايا المراهقة والعلاقات قبل الزواج والإعلان عن طلبات الزواج. والقضايا العلمية عندها هي مسألة نقل الحيوانات المنوية ومن يوافق ومن يخالف وأخيراً تعلقوا بمشكلة الاستنساخ والهاء السذج من المشايخ بهذه القضايا وصرفهم عن قضايا وهموم الأمة الخطيرة مثل مسألة قيام صروح الربا أمام بوابات الحرمين، ونهب المال العام، وولاية من لا يستحق الولاية، وأزمات الفساد والرشوة، والتبعية للنصارى، ورهن البلدان الإسلامية لأمريكا وإسرائيل. والدعوة الإسلامية عند "المسلمون" هي جهود خادم الحرمين في توزيع المياه على الحجيج، و قد جعل الملك من توزيع المياه مكرمة ملكية ومنة على الحجاج، بينما المتعارف عليه أن أهل مكة يسقون الحجيج منذ ما قبل الإسلام، بل ويطعمون الحجيج إلى اليوم. وقضايا أخرى شبيهة بهذه الأهمية والخطورة.

التجانس بين الإعلام والحكام

يعاني الحكام في الجزيرة من هذا الانفصام الشديد في الشخصية فهم يتظاهرون بشيء ويمارسون عكسه. فتظاهرهم بالإسلام يجعلهم يخرجون مطبوعات عليها مسحة إسلامية ظاهرية في الداخل، وفي الخارج ينشرون إعلاماً يعبر عن الحقيقة الكامنة الكارهة للإسلام وأهله ولكل ما يمت له بصلة، وهو الإعلام المعبر حقاً عن شخصية الحكومة والأمراء، يصلي بعضهم صلاة العيد مع الناس وربما صور نفسه بجوار الكعبة محرماً، أو ربما صورها وهو يقابل بعض المشايخ الذين يود منهم الدعاية له، ولكنه يعيش في قصره حياة بوهيمية متفسخة بلا دين وبلا خلق. أما إذا خرج للخارج فيفسد فساداً يستعيذ منه المقامرون في "لاس فيجاس" والشواذ في "كان". "وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنما نحن مستهزئون"[5].

هذه الشخصيات المريضة هي التي تصدر مجلة "الدعوة" ومجلتي "هي" و "سيدتي" الجنسيتان وكلها حكومية. "الدعوة" غاية في السلبية والشكلية توزع مجاناً لأنه لا يشتريها أحد، والأخريان غاية في الابتذال والتفسخ. ألا إِن حكام هذه الدولة مردوا على النفاق، والجمع بين الأضداد والوجهين المتناقضين، يظهرون الإسلام ويبطنون حربه، يدعون إليه بألسنتهم ويحابونه بأفعالهم. لذا انكشف الوجه الحقيقي لهم ولم يعد الزيف قادراً على الصمود! وبنظرة إلى "المسلمون" و "الدعوة" يجد المرء أن كلتا الصحيفتين تعبران عن حجم حرمان الشعب فيهما من الأخبار والتحليل السياسي والاقتصادي والثقافة.

وبعد ذلك حدث ولا حرج عن مدى تضخيم حجم إعلام العائلة وإعلام المتسلطين عليها في مجلة "هي" وجريدة "الشرق الأوسط" ومجلة "سيدتي" ومجلة "الوسط" ومجلة "المجلة" والـ"MBC-إم بي سي"، وجريدة "الحياة" ومجلة "الرجل"، …الخ، ودعمه بكل الوسائل. فالحكومة تسخر ثروة الأمة لهذا العبث الإعلامي وتلزم الناس به، حتى أن طلاب البعثات الخارجية في الولايات المتحدة يُلزَمون بالاشتراك في جريدة "الشرق الأوسط" ومجلة "سيدتي"، فيصل أحياناً للطالب نسختان من كل عدد وإذا طلب أن لا ترسل له مجلة "سيدتي"، يقال له خذها وارمها في الزبالة، ويستمر إرسالها إلى عنوانه حتى بعد تخرجه سنوات كل ذلك حتى تربح شركة سلمان (قارون الرياض) من وراء كل مواطن مغترب!لماذا؟



الشكل أم المضمون؟

إثر اشتهار محطة الـ CNN - "سي إن إن" إبان حرب الخليج وإعجاب الملك بها، أمر بأن تغير موسيقى الأخبار السعودية في التلفزيون الداخلي السعودي إلى موسيقى مشابهة لموسيقى أخبار الـ"سي إن إن". هكذا فهم الملك وإخوانه نجاح وشهرة الـ"سي إن إن" وهكذا يفهمون تطوير الإعلام، ويرون أنهم بذلك قد انهوا الفارق ما بين الـ"سي إن إن" وتلفزيون الرياض ولا يُقدّرون أن الأخبار المهمة في بلادهم لا تتخذ طريقها إلى الإعلام وأن الأخبار العالمية لا تنشر إلا بعد مراجعة عدة ممثلين للمباحث والخارجية ومصلحة العائلة، وأحياناً لا ينشرون الخبر رغم تداوله في كل أرجاء العالم لخطورته المباشرة على البلاد. فمثلا لم ينشروا خبر غزو العراق للكويت إلا بعد ثلاثة أيام من وقوعه، وبعد أن أصبح السكوت فضيحة يتعجب الشعب من عدم نشرهم لها، وأصبح الناس لا يسمعون إلا أخبار إذاعات لندن وإسرائيل ومونتي كارلو، وبيعت كل أجهزة الراديو من الأسواق وأصبحت عملة نادرة.

لقد كانت أيام الحرب مسرحية بالغة السخرية بالحكومة، فالناس يتابعون تحليل الأحداث من أشرطة المشايخ سفر وسلمان، ويسمعون الأخبار من الإذاعات العالمية، ويتركون التلفزيون مفتوح ليسمعوا فقط الإنذار بالصواريخ، فأصبح كل إعلام المملكة لا يسمعه أحد أبداً لا الحكومة ولا الشعب! يقرأه المذيع لنفسه، وقد كانوا يسمحون لمحطة الـ"سي إن إن" بالبث المباشر على المحطة الإنجليزية الثانية، ولكن بعد إخراج صورة صدام وهو يصلي قطع البث مباشرة، لأنه فاجأهم باستخدام الدين كما يفعلون هم، وأصبحوا يراجعون البث قبل النشر ليتجنبوا بذلك رؤية الشعب للأمريكان وهم يحتفلون بعيد نهاية السنة وعيد ميلاد المسيح في أرض الحرمين، مع جماهير نسائهم ورقصهم وما يتبع ذلك.

ويجدر بنا –وقد ذكرنا تأخر نشر الأخبار- أن نذكّر القارئ بقصة البحث عن الملك ليلة الغزو وصباحها حيث لم يتمكن أحد من الاتصال به، وهذا ليس غريباً فالحكام غائبون لا يعرفون شيئاً عن البلاد التي يحكمونها وتعرف الدول الأخرى عن البلاد أضعاف ما يعرفه هؤلاء، في الوقت الذي يتجاهل الإعلام السعودي أخباراً خطيرة أو يلمح إلماحاً سريعاً إليها، فخبر غزو إسرائيل للبنان واجتياح بيروت أشارت وسائل الإعلام السعودية له إشارة سريعة ومتأخرة،

وقد كتب السفير الأمريكي في الرياض مقالاً طويلاً نشره فيما بعد في مجلة "الشؤون الخارجية - Foreign Affairs" مستغرباً تركيز الإعلام السعودي على أخبار كأس العالم في ذلك الوقت وتجاهل ما يحدث في لبنان، وأشار إلى أن السبب أن الحكومة فاقدة للشرعية وقد يسبب نشر الخبر –بنفس الزخم الطبيعي للحدث- اضطراباً فيها، وفي بعض الدول العربية التي تعاني من نفس المشكلة، فيشغلون الناس بالرياضة عن الواقع المعاش!

أما الأخبار التي يبثها الإعلام في الداخل فهي "استقبل" و"ودَّع" و"أكل" و"شرب" ثم تعرض النشرة صورة الملك وضيفه أو الأمراء وهم يشربون القهوة لمدة طويلة جداً، ومملة جداً. أما تلفزيون "إم بي سي" محبوب الملك فهد المدلل كما تسميه مجلة الـ"تايم"[6]، فهمُّه الأول نشر اهتمامات الشعب الأمريكي وإقناع العرب بأهمية محاكمة "سمسون" في لوس أنجلوس، وأخبار المغنين والمغنيات والترويج للعلاقات الحميمة مع إسرائيل واستعراض أحدث الصرخات النسائية للموارنة؛ فمثلاً خرجت نيكولا تنوري المذيعة المارونية في العشر الأواخر من رمضان 1415 هـ على المشاهدين بلباس فاضح مزين بصلبان كبيرة احتقاراً وتحدياً للمشاهدين المسلمين في شهرهم الكريم.

والإعلام السعودي يحرص على وجود أسماء إعلامية عربية وعالمية مرموقة في قنواته ولكن المقالات التي تنشر من قبل كتاب عرب تكتب حسب رغبة الناشر فتخرج بلا فائدة، أو يترجمون مقالات ثم يقصون منها كل ما يعارض رغبات الحكومة أو إسرائيل أو أمريكا فلا يبقى للنص أي معنى أو كما يقول محمد حسين هيكل بلا لون ولا طعم ولا رائحة.

وبهذا نجد أن هذا الإعلام لم يعد بأي فائدة لشعب الجزيرة ولا الشعوب العربية الإسلامية، سوى أنه كان ملجأ للموارنة حين انهار إعلامهم في بلادهم، ثم استخدموه لنشر رسالتهم في العالم الإسلامي، وهي تدميره من الداخل من خلال قوم يتكلمون لساننا ويدّعون أنهم منا وهم أساس قاعدة مضادة داخل الأمة. بل إن نصارى لبنان يمثلون أكبر قلعة صليبية تطعن في عمق العالم الإسلامي لنشر العلمنة والفساد الخلقي في العالم العربي.

كانت الحكومة السعودية تُعَوّل على الموارنة أن يقوموا بالدعاية لها، وعمل الماكياج لوجهها القبيح ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً، وكانوا سبباً في توضيح ملامح القبح والتشوه في وجهها الحقيقي. ولأن هذه "الحكومة المتخلفة" أضعف من أن تستخدمهم فقد استخدموها لأهدافهم وتماسكوا حزبياً لنصرة قضاياهم. فها نحن نرى جهاد الخازن وحازم صاغية، وهما من الكنيسة الرومية الأرثوذكسية يهيمنان على "الحياة"، المسئول عن الثقافة السياسية حازم، والسياسة العامة جهاد؛ ونجد أن رئيس تحرير "الوسط" ماروني، والمسئول عن الصفحات الثقافية بيار أبي صعب، ماروني أيضاً. كما سيطر بقايا الشيوعيين والبعثيين العرب على جريدة "الشرق الأوسط" ومجلة "المجلة". وكل هؤلاء وأولئك ينشر باسم العائلة السعودية مع أنهم يحتقرونها.

والآن هل سترجع الحكومة إلى الإسلام فتبعث الإعلام الإسلامي الحق المغيب موضوعياً ومكانياً؟ أم أن الحاكمين سيسيرون بقية الطريق سادرين وراء الموارنة ويلحقون بإعلامهم فيعلنون صراحة معارضتهم للإسلام وللشعب ومعارضتهم للأمة والتاريخ؟! وتنتهي بذلك البقية الباقية من المظاهر الشكلية التي تتمسح بالإسلام وهي تخونه.

لقد بدأت خطوات الانفصال البائن ما بين الإسلام والحكومة، يوم أن فتحت الحكومة أبوابها للنصارى. فوجود الجيش الأمريكي في مواقع مهمة من الجزيرة العربية بمدنه العسكرية العديدة لقاعدة الملك عبد العزيز الأمريكية التي نقلت بعد الضجيج للخرج وقاعدة الرياض في مطار الرياض القديم، وسيطرة أمريكا على القرار السياسي وضعف الحكام الشديد، أدى إلى الانفصام البائن ما بين الحكومة والإسلام؛ وتحولت قراراتها وإعلامها إلى صف محارب للإسلام في العالم وأصبحت من أعدائه الأغبياء. وليس سرّاً أن أمريكا قد وجهت سياستها الآن إلى التحذير من الإسلام ومحاربته، فلا مناص إذاً لإعلام السعودية إلا أن يكون خنجراً طاعناً في الجسم الإسلامي، مما لا يحتاج اليوم إلا لمتابعة ومشاهدة للحملة السعودية الإعلامية على الإسلام وكل ما يمثل، وما كان محظورا من الهجوم على الإسلام أصبح من الماضي. وإسرائيل التي كانت عدواً للإسلام والمصالح الوطنية في السابق أصبحت الآن صديقاً محبوباً، حتى بلغت الجرأة والتحبب لإسرائيل درجة إجراء اللقاءات الودية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "بيريز" في الـ"إم بي سي"، ولقاءات تنسيقية بين الاستخبارات السعودية "تركي الفيصل" والموساد، وآخر لقاءات الود لقاء بندر بن سلطان ببيريز في جامعة أوكسفورد في ذي القعدة 1415هـ أواسط أبريل 95م.

لقد أصبح العالم قرية صغيرة! فلماذا لا تدخل السعودية في هذه القرية العالمية؟ لماذا لا تترك الحكومة السعودية تخلفها المريع وجهل حكامها وتعيش في القرن العشرين؟ قرن الحريات والبرلمانات والجامعات؟ لماذا تهرب من العالم وتنتكس في كل شيء؟ لماذا تحول سفاراتها إلى وكر تجسسي على شعبها في الخارج بعد أن أنهكته في الداخل؟ ولماذا تحول الملحقيات العسكرية إلى موظفي استقبال وتوديع لزوجات وبنات العائلة، كأغرب وظيفة للملاحق العسكرية في العالم. ولكن هذه هي اهتمامات الوزير والسفارات السعودية لا تزيد أهمية عن نفس الخدمة! عبّر "سفير ما" عن هذه الحالة باختصار: "السفير يستر على الرجال والملحق العسكري يستر على النسوان". لماذا تجعل الدولة من دخل الشعب أدوات للزينة الإعلامية وماكياج "للسياسة الحكيمة"!؟ لو كانت كذلك لما احتاجوا أن ينفقوا كل هذه البلايين لتزينيها لأنها جميلة، ولكن لقبحها وبشاعتها تنهك نفسها لنيل المستحيل، وأنَّى لها الحصول على ذلك.

مأزق الهوية

أثارت قضية الإعلام السعودي الشعب المتبرم في الجزيرة، الذي يسمع ويتصفح جرائده ومجلاته ويرى محطة "إم بي سيMBC - " التي تعبر عن أقليات معقدة وحاقدة. ولا تعكس قيم هذا الشعب ومبادئه إنما هي حرب عليها.

يرى هذا الشعب صراعات لا ناقة له فيها ولا جمل، يرى معارك الموارنة والدروز، معارك الشيوعيين والقوميين يشهد حزب الكتائب متربعاً في "الوسط" و"الحياة" يحارب المخالفين له، ويشهد خارطة كل هذه الطوائف الشاذة تقوم بدور الوصي على فكرة وثقافته وتوجهاته، وتفكر له وتحرّم عليه أن يعبر عن قضاياه وأولوياته في هذه الصحافة.

ليس في هذا الإعلام ما يدل على أنه يحرص على قضايا عروبة الأمة، وترسيخ الأخوة، والتجانس السياسي والاجتماعي والاقتصادي؛ فضلا عن هويتها الإسلامية. بل هو منبر لإثارة النعرات والأحقاد فيها. فتارة يرفع راية التحريض للصراع المصري السوداني، وأخرى في التحريض بين إريتريا والسودان، وثالثة في إثارة صراعات اليمن والسعودية. يغفلون ويعتمون على الخطاب الإسلامي والهوية العربية في إرتريا، ويناصرون النصارى ويثيرونهم على المسلمين. فأصبحت مجلة الوسط سوقاً للمدح والإشادة بسياسي أفورقي الحقود على الإسلام ولغته، الرجل الذي منع إرتريا من دخول الجامعة العربية ومنع اللغة العربية في إرتريا. وقد وجد من مجلة الوسط والحياة السعوديتين منبرين دعائيين له وذلك لما يجمعه بهيئة التحرير من الدين والمصالح المشتركة. ويحاولون غرز بذور الفتن الداخلية في البلاد العربية كالمقالات التحريضية لإشعال الفتنة بين الرئيس علي صالح وحزبه المؤتمر (الحكومة) وبين "الإصلاح" ممثلاً بالزنداني[7]، والنفخ في نار الصراع البحريني القطري.

لا يحتوي هذا الإعلام على ما يدل أنه يكتب عن شعب أو يكتب له، فلا ترى قضية من قضاياه مدروسة ولا ملموسة، ولن يكون هذا الإعلام إلاَّ تعبيراً عن شخصيات منبوذة اجتماعياً أشبه بقطعة شاذة في النسيج الاجتماعي والثقافي المحيط بنا لا يعرفها المجتمع ولا تعرفه، ويكرهها وتكرهه، يراها المجتمع بؤر قذارة، وعمالة، وتجسس ضده، ويرى سكان هذه المباءات أن لا علاقة لهم بالشعب. ما أكثر قضايا الشعب نفسه التي لم يتعرض لها هذا الإعلام الغريب عنه.

ويحق لنا أن نتساءل لماذا لا يطرح هذا الإعلام مشكلات المجتمع في الجزيرة فمثلاً مشكلة الحريات، مشكلة حقوق الإنسان. غير أننا ندع هذه القضايا التي لا نأمل الآن بنقاشها، لكن ماذا عن مشكلة مديونية الدولة. مشكلة الجامعات أو مشكلة المرأة أو مشكلة المزارعين، أو مشكلة العاطلين عن العمل، لا أثر لهذه القضايا في إعلام الموارنة السعودي.

إنه لا يعكس شيئاً من القضايا الفكرية المطروحة، حتى الدين العلماني الجديد الذي صنعته مباحث الحكومة في السعودية، وهو دين لا يختلف مع الظالم ولا السارق ولا النصراني ولا اليهودي ويبرر كل قرار للحكومة ويحرم كل من يخالفها، حتى هذا الدين الجديد لا يفتح له الموارنة أبواب قلاعهم "السعودية" فأنى للإسلام أن يدخل قلاعهم. الإسلام الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الجزيرة وجدده فيها محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، أين المالك وأين المملوك، أليس الموارنة الآن هم المتحكمون في المنابر الفكرية في بلادنا.

إنه إعلام مقصور على كهنة المارونية والروم الأرثوذكس وأحياناً يفسح المجال لبعض الدروز كأدونيس وبعض الشيعة كوضاح شرارة "المتمورنون" الذي كتب مقالاً احتفاليا بمناسبة تنصيب صفير "كاردينالاً وصياً على المنطقة وهادياً لها"، ويوصد أبوابه في وجوه المثقفين والعلماء والمفكرين المسلمين في الجزيرة العربية ولا يأذن إلا للمداحين والطبالين أو حملة المباخر إذا سمح.

أما دعاة التغريب والعلمنة والتبعية والهزيمة فلا يعطون الصفحات فقط، بل يُشجعون ويحتفى بهم ويكافئون بسخاء رغم تفاهة ما يكتبون وسذاجة النصيب الأكبر منه. والمجال مفتوح لبقية الطابور كجوزيف سماحة، وجورج طرابيشي، وخير الله خير الله، وشارل شهوان، وحازم صاغية، والبير منصور، وصفية أنطون سعادة، وفريدريك معتوق، والبرت مخيبر، ودانيال الظاهر، ومارك صايغ، وأرليت خوري، وجميل روفائيل، وأنطوان الدويهي، ونيكولا تنوري، وباتريك سيل، وفرد هوليدي، وروجر هاردي، واسكندر الديك. وقائمة النصارى لا تنتهي.

وهنا نجد أن العائلة الحاكمة السعودية مجرورة لتكون ذَنَباً في قضايا الموارنة منذ كانت تمدهم بالسلاح في لبنان وقت الحرب حيث كانت الأسلحة السعودية التي كتب عليها اسم الجيش السعودي تطلق على المسلمين في لبنان؛ أيام الحرب الأهلية. وهي نفسها الحكومة التي تمد –وقت السلم- الإعلام الماروني اليوم بالمال وتحمي الثقافة المارونية وتثقف شعب الجزيرة المسلم ثقافة مارونية علمانية المظهر حاقدة المخبر، هي نفسها التي تصنع أسماء المجهولين والنكرات، تدفع الملايين ليشتهروا ويرمى بهم في وجه الثقافة العربية. بمال الإسلام والمسلمين تصنع الحكومة السعودية قلاع الصليبيين الثقافية في شرقنا العزيز.

ولعلك تقول هذه حقيقة ولكن مبالغ فيها، وأنا أقول لك اذهب وناقش سفير الحكومة السعودية في لندن، وهو يمثل إلى حد كبير رغبات "النفاق" أو ما اصطلح عليه في عصرنا "الطابور الخامس" في العالم العربي، فهو حاقد على الاتجاه الإسلامي، منحل خُلقياً، متودد لكل الأطراف، لا توجد عنده حواجز دينية ولا خلقية، همه الدائم كيف يعرفه الناس ويشتهر بأي ثمن، وعبد لكل حاكم. ومع كل هذا لا يسمح له الإعلام الماروني بالوجود إلا عندما يطالب ويلح بنشر صورته في صفحات الجاذبية الجنسية في أخر صفحات "الوسط" وشكواه وكتاباته وتلطفاته للخازن معروفة نشرت بعضها جريدة الحياة بعنوان "مقامة" التي كتبها وعقب عليها الخازن بمقامة أخرى. ولسان حال السفير يقول أدخلناهم من الباب فأخرجونا من النافذة.

وأيضاً يصعب على كتاب من الطابور نفسه في السعودية أن يقتحموا السياج الصليبي سواء كانوا مشاهير أو نكرات فهذه الضريبة التي يؤديها المسلمون لنصارى لبنان أفدح الضرائب مالياً وعقلياً واجتماعياً وسياسياً.

كما أنها -أي جريدة "الحياة"- تزوِّر مواقف المثقفين العرب "غير الإسلاميين" ولا تعبر عن حقيقة رأيهم في ما يجري، فإما أن يكتبوا خلاف ما يؤمنون به أو أن يلتزموا الصمت حيالها، اقرأ ما نشرته مجلة الـ"تايم" الأمريكية لمن وصفته بأنه كاتب في "الحياة" يعمل مع خالد بن سلطان أنه وجد عملاً في الحياة بعد فترة من البطالة حيث يقول الخبر عن الجريدة: "إنها تعطي انطباعاً خاطئاً عما تفكر فيه طليعة الفكر العربي، فكثير من الصحافيين العرب ضد الحصار المفروض على العراق وهم يعارضون مؤتمر سلام الشرق الأوسط ولكنهم لا يجرؤن على كتابة ما يؤمنون به. إنهم يقتلون النقاش، وهل يستطيع مراسل كتابة الحقيقة عن حرب الخليج في صحيفة يملكها نورمان شوارزكوف؟"[8]

التحذير من الإسلام

أما إسلامياً فماذا ترقب من موارنة في نصرة الإسلام وقضاياه؟ ولكن عليك أن تعلم أن هذه المؤسسات تخصصت في محاربة الإسلام بحملة إعلامية متواصلة ولا أقصد ما تنشره أحياناً من عناوين صريحة جداً وفجة كالعنوان الذي نشرته "الحياة" يوم 29 شعبان 1415هـ-30 يناير 95م تحذر فيه من "أسلمة" القرن الأفريقي و"أسلمة" أوغندا وتنزانيا، وكانت المقابلة مع أسياس أفورقي الصليبـي مثلهم الذي يحكم إريتريا، ولكن أعني في المحتوى العام والتوجه والصراخ الدائم من الأيديولوجية والتطرف والدين السياسي "الإسلام". ومِن تجرع سموم حازم صاغية، في مقالاته التي يشنع فيها بكل ما هو إسلامي أو مسلمين يدرك القارئ مدى هذه النعرة الحاقدة. كتب حازم صاغية في صفحة الرأي مقالاً بعنوان: "ولكن تخسر الدنيا غلاباً"[9] يعترض فيه على مفهوم الجهاد والمجاهدين في كل مكان، ويتحاشى مصطلح "جهاد" فيستخدم كلمة "قتال" بدلا منها، ويرى أن هذا يتم بسبب خطأ ارتكبه "أمير الشعراء العرب"، والمقال نقد لحث الرسول (صلى الله عليه وسلم) على الجهاد وإنه ذروة سنام الإسلام ولكن على طريقة نصارى العرب ويهودها في عهد الرسول الذين قالوا "شاعر نتربص به ريب المنون".

وكتب صاغية نفسه مقالا في جريدة الحياة يقترح فيه على الأنظمة العربية خطة للتعامل مع الإسلاميين تتضمن تقسيمهم إلى إرهابيين وسياسيين. ويقترح استعادة السياسيين منهم كما يستعاد الابن الضال. وقد أثارت هذه المقالة مشاعر المسلمين وخاصة أن كاتب هذه المقالة مبشرٌ يلبس لباس الليبرالية؛ وكان ممن رد عليه الكاتب خالد الحروب.

يكرر هذا المبشر نبزه للإسلام ورسوله واحتياله في اللعب بالكلمات ما بين مقال وآخر؛ والفرق بينه وبين النصارى وكفار قريش في عهد الرسالة أنه اليوم يهاجم الإسلام ورسوله (صلى الله عليه وسلم) من منبر خادم الحرمين و بأموال نهبها خادم الحرمين.

وهكذا ترى الإعلام السعودي مسخراً للنصارى يتهجمون فيه على الإسلام ودعاته، وينبزونهم بألقاب الضلال والتطرف والإرهاب؛ ولا يستطيع المسلمون الدفاع عن أنفسهم إلا في ركن ضيق مهمل من الجريدة، يتحكم فيه بالتعديل والحذف حازم صاغية نفسه وبعثته التبشيرية.

إن الجرعة الصليبية الحاقدة في إعلام سلمان بن عبد العزيز، وخالد بن سلطان لم تتجرعها الأمة فيما سبق حتى أيام الحروب الصليبية، لأن هذه الحملة الصليبية المعاصرة محمية بسلاح حكومة "خادم الحرمين"، يفتتح البث في تلفازها بالقرآن وتحمى بنصب وتملق نصارى الشام لعشرات السنين بحيث يتجنبون قدر إمكانهم المواجهة المباشرة مع الحكومة الخادمة وينفذون ما يريدون دون صعوبة. وهي حملة محمية بشعارات العلمانية والحداثة والتقدم وتعدد الأديان وحرية العبادة وحرية التعبير، وبالطبع حرية التعبير للجميع ما عدا ذلك الشعب المغلوب على أمره المحرم عليه أي وسيلة للتعبير!

أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس؟!

أما قطيع الأمراء فلا يقرأ ولا يفكر في الحملة الصليبية التي تنطلق من تحت عباءته، يكفي أن يزف إليه "محظية" من لبنان كلما أرادوا لجيش المارون أن يسير. والملك يكفيه أن ينشر الإعلام صورة له يختارها بنفسه لا يظهر فيها "حَوَلُه" الشنيع أو كما يعبرون "صورة لا تظهر اختلاف وجهات النظر!" وكلاماً طويلاً جداً لا معنى له ولا فائدة، المبتدأ فيه بلا خبر، والفعل منه بلا فاعل، وليس فيه جملة كاملة مفيدة، ثم يختمه بحمد "الله على السلام والأمن وعقيدة رب العزة والجلال"، -ذلك في صحافة وتلفزيون الداخل- ولا تتوقع أن "الحياة" أو "الوسط" ستفتتح صفحاتها لخطبة طويلة للملك كالتي ينشرها الإعلام الداخلي إذ يرى الموارنة رغم خنوعهم أنهم لم يصلوا من احتقار النفس إلى درجة نشر خطبة كاملة لفهد، خمسون في المائة منها "عقيدة رب العزة والجلال"؛ فقد أحصى أحدهم عدد المرات التي وردت فيها هذه العبارة في خطاب للملك نشرته جريدة الجزيرة واضعاً خطاً تحتها في كل مرة ترد فوجد أنه رددها أربعة وعشرين مرة في نصف الخطاب، ثم توقف عن العد ووضع الخطوط لأن بقية الخطاب كاد أن يكون نفس الكلمة مرددة، وما أبعد "عقيدة رب العزة والجلال" عن كل ما يجري باسمها. فكلما زادت عداوة الحكومة لـ "عقيدة رب العزة والجلال" زاد ترديد الملك لها. والمعروف أن الإنسان كلما ابتعد عن شيء تحدث عنه، فإذا ابتعد عن بلد تحدث عنه لبعده، وإذا تقدم في عمره تحدث عن أمجاده وشبابه، وعندما قرر فهد وإخوانه محاربة الإسلام رفعوا شعار "خادم الحرمين" و"عقيدة رب العزة والجلال"

انظر ما يحمدون الله عليه: بلاد مستعمرة، وأموال منهوبة، وحكومة ضربت في الرشوة رقماً قياسياً لا تسبقها فيه دولة في العالم، حتى الملك يقبض 250 ألف ريال عن كل متجنس، وثلاثين ريالاً لكل مصحف يطبع في مطابع الحكومة! لقد استخدموا الدين فوق ما يتخيلون وحاربوه بكل ما يملكون، وهكذا الأمراء لا تمر قضية عامة أو خاصة إلا وفيها رشوة أو سرقة.

نحن لا نريد أن نسيء لأنفسنا من خلال هجاء الحكومة وبيان عيوبها، لأن الحديث عن مارونية الإعلام السعودي فيه ذم للشعب الذي رضي بهذه الفضيحة، ولكننا نسجل هذه الحقيقة لنؤكد للقارئ أياً كان أَنَّ هذا الإعلام غريب عنا وعن توجهات شعبنا وقناعاته وأن الشعب نفسه الذي تظهره هذه الوسائل شعباً مارونياً لا دين له ولا خلق ولا كرامة ولا هوية، ليس الشعب الذي يعكسه الإعلام "الماروني السعودي". فليس شعبنا ممسوخاً بهذه الدرجة، وليس شعبنا مارونياً، وليس شعبنا حاقداً على المسلمين وقضاياهم، بل يتحرق للإسلام وأهله في كل مكان ويبذل المال والنفس وكل عزيز لنصرة الإسلام. ولقد سجّل الشعب المسلم أعداداً هائلة من الشهداء في سبيل الله –بإذن الله- في أفغانستان وطاجكستان، والبوسنة، ودَعَم (رغماً عن الحكومة) قضايا الإسلام في كل أرجاء العالم الإسلامي.

ففي الوقت الذي كانت سفن السلاح السعودي تشحن لمناصرة الجيش الصليبـي في جنوب السودان وكان الإعلام الصليبـي الماروني السعودي يروج للصليبي لجون قرنق ويخصص الأغلفة والصفحات الملونة المخصصة للدعاية له والدفاع عنه والهجوم على المسلمين، كان الشعب في الجزيرة يدفع المال سراً ويتبرع للمسلمين في السودان في حربهم مع الصليبية، وكان أسامة بن لادن بماله ورجاله في السودان أحد هؤلاء، ولهذا السبب سحبوا جنسيته! فهل أصبحت الجنسية السعودية تعني الالتزام بمناصرة الصليب ضد الإسلام؟! وفي تلك الحرب الصليبية سخرت الحكومة السعودية كل إمكاناتها دفاعاً عن أقلية نصرانية في جنوب السودان عميلة ومنشقة ومدعومة من الصليب الأحمر[10] وأمريكا وأثيويبا وإسرائيل.

وفي البوسنة تقف الحكومة السعودية وإعلامها الماروني ضد إرسال السلاح للمسلمين وتحذر من قيام دولة إسلامية متطرفة في أوروبا، وكتبت جريدة الشرق الأوسط مقالاً لـ"روجر أوين" يحذر من مغبة وصول السلاح للمسلمين، فالسعودية وبريطانيا هما الدولتان المتصلبتان ضد تسليح المسلمين أو وجود دولة لهم في البوسنة. بل بلغ من تمسك السعودية بموقفها هذا أن حدث خلاف ما بين أمريكا والسعودية –بعكس المعتاد-، إذ ترى أمريكا تسلح المسلمين إنقاذاً للباقين أما السعودية فإنها تحذر النصارى الأوروبيين من دولة أصولية –يعنون بهذا "إسلامية"- في أوروبا، ويعلنون في إعلامهم أنهم أعطوا جائزة لعلي عزت بيكوفيتش (مسكين ابن سلول لو عاش في زمان فهد وإخوانه لبزوه).

أما التبرعات الهائلة التي جمعها الشعب المسلم فقد أسس سلمان بن عبد العزيز جمعية ظاهرها البر وجمع المعونات وإرسالها للمحتاجين وحقيقتها تحكم في صدقات المسلمين وزكاتهم وصرفها لخدمة رغباته ويصنع له وجهاً إسلامياً ومستقبلاً سياسياً، وقد أرسل بعضها لجمعيات تنصيرية ألمانية تعمل في البوسنة. وقد أصدر نايف وزير الداخلية قراراً يمنع السعوديين من السفر للبوسنة يوقع عليه كل مستصدرٍ جوازً سعودياً وذلك بأمر السفارة الأمريكية في الرياض والتي تخشى من الدعوة الإسلامية ومن المجاهدين أن يذهبوا للبوسنة. وقد فصلت السفارة عدداً من الموظفين الأمريكيين المسلمين بعضهم من أصول عربية والكنديين وغيرهم من العاملين في قطاعات مختلفة مدنية في السعودية، مع أنها في بلادها أمريكا لا تستطيع فعل شيء من ذلك.

وكان رجال من شعب الجزيرة ذاته يدفعون المال ويشترون السلاح ويجندون الشباب مع علي عزت بيغوفتش لنصرة الإسلام وقضاياه. يكفي هذه الحكومة عاراً أنها اعتقلت أبا عبد العزيز أبا حاذق المجاهد المشهور الذي أعجب به العالم مدافعاً عن المسلمين بالمال والنفس وهو في السجن إلى طباعة هذا الكتاب وقد أفرج الصرب عن البوسنيين المجاهدين ولم يفرج عنه آل سعود.

فالشعب في "وادي الإسلام" والحكومة في "وادي الصليب". فإعلامها يفتتح برامجه بالقرآن الكريم وبصور الكعبة! ويسمح لبعض المهرجين بالحديث عن الإسلام وكأنه فكرة جامدة أعجبت بعض الناس في عصور الظلام لا علاقة له البتة بهذا العالم الموجود الذي يحياه الناس اليوم. وماذا لو افتتحوا برامجهم بالقرآن أو كلمة مبنية على الإسلام المحنط عندهم، فإذاعات نصرانية خالصه كالـ"بي بي سي" تفعل ذلك وكذا إذاعة إسرائيل، ومن قبل كانت إذاعات ماركسية وتبشيرية كإذاعة اليمن الجنوبي سابقاً، ومونتي كارلو وصوت أمريكا وإذاعات البعث أيضاً كلها تفتح بالقرآن الكريم وتحاربه. ومع هذا فبإمكانك أن تجد شيئاً من الحقيقة عن أوضاع المسلمين في الإعلام الغربي ويصعب هذا في وسائل الإعلام "السعو-ماروني"!

شامي طرابلسي
12-17-2003, 06:30 PM
خدمة دول أخرى

في لقاء ضم مفكراً عربياً ومحرراً مسلماً عمل في المؤسسة المارونية السعودية عمل معهم فترة قصيرة قال هذا المفكر مازحاً لصديقه المحرر: -يبدو أنكم تعملون في مؤسسة سي آي أي CIA قال له المحرر:-فقط؟! بل هم يعملون معنا!

وأضاف المحرر كلاما فحواه: لقد أسدت هذه المؤسسة لأمريكا خدمات في العالم العربي فاقت ما تقوم إعلامها وسفاراتها نفسها، بل أكاد أقول هذا هو الجيش الحاكم في المرحلة القادمة. في هذه الجريدة معلومات ومراسلون يقومون بدورٍ استخباريٍ مدروس، ويصوغون الثقافة والفكر في المنطقة مستبعدين الإسلام بتجاهل كامل له من جهة ومن جهة أخرى بتشويه وإشاعة الخوف منه ومن دعاته ويرعبون الحكام الجهلة ويولولون من التطرف لتكون الأبواب كلها مفتحة لهم بعد ذلك. وتخلو لهم الساحة.

وهذا هو ما حدث تماماً، فلا إعلام و لا فكر إلا إعلام وفكر نصارى الشام وأذنابهم، الذين كانوا طوال القرون يد الصليبين وطابورهم الخامس خلف الخطوط الإسلامية فالتاريخ يعيد نفسه هنا.

خطة معلنة

شارك موارنة لبنان بدور رئيس في التدمير الأخلاقي و الفكري لمصر في نهاية القرن الماضي، ودعمتهم جمعيات تنصيرية ودول غربية لإنشاء المؤسسات الإعلامية التغريبية مثل "الهلال"، و"المصور"، و"الأهرام"، ولم تزل هذه المؤسسات تودي دوراً بارزاً في تضليل قطاع من الشعب المصري ومصادرة حريته وهويته. وبعد قرابة قرن مكنهم آل سعود من غزو الجزيرة العربية بإعلامهم الصليبـي هذا، والذي هو أقوى من حملات صليبية عديدة. وكنا نتوقع أن يتمسْكَن هؤلاء الصليبيون للشعب حتى يتمكنوا من العقول والأموال وبناء الاسم والتاريخ، ثم يمارسوا مهمتهم. غير أنهم ومن أول يوم كانت لغتهم حادة صارخة في حرب المسلمين والكذب عليهم. ومن أمثلة ذلك عندما هددتهم جماعة "النهضة" التونسية، برفع قضية عليهم لأنهم زعموا أن حركة "النهضة" تتبنى العنف، اضطروا خشية من القانون البريطاني أن يعتذروا صاغرين عن كذبهم، وعن موقفهم أيضاً من السودان على صفحات مجلة "الوسط".

ولكن من للأمة القابعة تحت الحصار ينقذها من هذه الحملة الإرهابية الصليبية اليومية؟ وهؤلاء لو وجدوا حادثة واحدة صحيحة، أو مكذوبة تسيء للإسلام والمسلمين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، وطاروا بها فرحاً، ولكنهم لا ينبسون بكلمة حق في صالح الشعوب، ولا كلمة حق ضد الإرهاب الصليبـي في العالم كله.

والدول الكبرى استخدمت الحكومة السعودية وأدركت هوانها وعجزها فاستغلت هذا الضعف لخدمة مصالحها الدولية وأصبحت الحكومة السعودية دمية في يد أصحاب المصالح تخدمها بذيلية لا مثيل لها، تترفع عنها جمهوريات الموز. فأنّى لهم بحكومة تعطيك الأرض والمال والدين لتحارب بها أنى شئت في أدوار متعددة من أفغانستان إلى الكونترا؟! استخدمت مرة ضد روسيا وأخرى ضد القومية العربية ثم ضد الوحدة العربية، ومرة لضرب إيران ثم لرعاية أمن إسرائيل، ثم معبراً لإسرائيل لضرب المفاعل النووي العراقي، ثم استخدمت لتدمير العراق واحتلال الخليج. وهي اليوم منوط بها مواجه خطر "الإسلام السياسي" في العالم العربي وهذا من أهم الأعمال المسندة لها ولإعلامها في هذه المرحلة.

ما أحقر أن تُستأجر دولة للقيام بهذه الأدوار في الوقت الذي يتطلب هذا كله عداءاً للشعب، ومصادرة للحريات. ألا ما أقدرهم عندما تستأجرهم دولة أخرى ضد شعبهم وضد دينهم وما أفسدهم لمجتمعهم الذي لم ير منهم إلا سوء السمعة.

التشابه بين آل سعود والموارنة

يعود تحالف الحكومة السعودية مع الموارنة إلى تشابه نفسي واجتماعي دفع بهم إلى الوقوف معاً في خندق واحد. هذا التشابه ينطلق من عقدتين نفسيتين هما:

أولاً: عقدة النبذ الاجتماعي والشذوذ، ثانياً: القابلية للاستئجار.

أما النبذ والشذوذ في المجتمع فهذه عقدة الحكومة السعودية إذ فقدت شرعيتها الدينية، وأدركت أن نفاقها قد انكشف فهي تتقنع بالإسلام وتحاول اغتياله في نفس الوقت، فالفساد الخلقي والإداري والسياسي مستشر في أوساط الأسرة الحاكمة وهي عاجزة عن الإصلاح الذي أصبح بعيد المنال ومكلفاً غير مأمون العواقب. وبدأ المجتمع بنبذ الحاكمين وكراهيتهم مما أشعرهم بالغربة في المجتمع وعدم الثقة به؛ والمجتمع يبادلهم عدم الثقة في قدرتهم القيادية والدينية. فوجدوا من أعداء الإسلام سنداً أو ملجأ لهم، وقد شعر آل سعود جراء هذا الفساد بالاختناق وفقدان الحليف فكان التحالف مع الموارنة نتاجاً طبيعياً لهذه القضية مع الدين والشعب.

ومع صعوبة تطبيق الفصل بين العروبة والإسلام ولكن نصارى الشام والإرساليات التبشيرية تمكنت في ليل جهل الأمة البهيم من التسلل إلى العرب، وإقناعهم بالفصل بين العروبة والإسلام، ومن هذا الطريق استباحوا ثقافة الأمة وتاريخها، وجعلوا من أنفسهم زعماء لعرب بلا دين، فأخرجوا فكراً مدمراً للأمة وزعماء حاقدين على الإسلام جلبوا الشقاء للعرب دهراً طويلاً.

وما عفلق وسعادة وقسطنطين زريق وجورج حبش وحواتمة، وأتباعهم ممن أفسدوا حياة الأمة إلا نتاج الحملة الصليبية الثقافية في العقود السالفة، والموارنة هم الذين روجوا فلسفة العروبة بديلاً للإسلام ومارسوا هذا التمزيق الثقافي الشنيع وهم الآن يجنون ثماره هيمنة فكرية على المسلمين والإسلام باسم العروبة والثقافة العربية العلمانية غير الدينية. وعمقوا هذا الخندق حتى تمكنوا من استحمار آل سعود "أسوأ الأمثلة الغبية" مع طائفة من مثقفي العلمانية العربية الأغبياء الذي وقعوا في وهم الخلاف ما بين العروبة والإسلام. وهل حفظ هذه اللغة سوى القرآن؟ وهل صنع هذه الحضارة سوى الإسلام؟ لقد كانت موجات البعث والقومية العربية صدى للفكرة الفرنسية التي نفدها نصارى الشام والأقباط وامتطوا بها الأمة العربية إلى اليوم في أرجاء العالم العربي للأسف. أما الحملة الصليبية الجديدة فهي امتداد للحملات القديمة مع حذق وإتقان للصنعة، فإذا كانت الحملات القديمة تعتمد الجيوش الصليبية وحدها فقد استطاعوا الآن تجنيد أولاد المسلمين لخدمتهم.

ثانياً: القابلية للاستئجار وهي العقدة الثانية التي جمعت آل سعود بالموارنة، فكما تمرس الموارنة في خدمة فرنسا في لبنان وسوريا منذ قرابة قرن ونصف وكانوا يداً للصليبيين في مواجهاتهم مع العالم الإسلامي تمرس آل سعود في خدمة أمريكا وبريطانيا ضد العرب والمسلمين، واتحاد المهنة جمع بين الطرفين فكلاهما منبوذ من المجتمع المحيط به وكلاهما يعمل لغيره، وإلا فكيف تفسر هذا المال والجهد المبذول وخسارة السمعة والدنيا والآخرة التي يدأب فيها آل سعود حتى أصبحوا حملة لأفكار النصارى وناشرين للعلمانية المارونية في العالم العربي.

واليوم أصبحت مواجهة اليقظة الإسلامية والمشروع الإصلاحي، تتصدر قائمة اهتمامات الحكومة الأمريكية، وأبرز الأمثلة على ذلك الخلاف المكشوف حول أي القوتين تدمر أولاً قوة العراق العسكرية أم التوجه الإسلامي في الجزيرة. فقد قال "لتوك" أحد خبراء الاستراتيجية الأمريكية المشهورين عند غزو العراق للكويت على شاشة الـ"سي إن إن" "إني لا أرى المبادرة بضرب العراق الآن، الأولى قبل العراق أولئك الملتحون الذين يذهبون للمساجد خمس مرات يومياً في السعودية، ويدعمون الإرهاب في العالم، الأولى أن نبدأ بهم".

إذاً فالمسألة مسألة أيهما أولى بالضرب، الإسلام في السعودية كقوة روحية ومالية، أم تدمير العراق. كل منهما يتم في وقته المناسب، لأن توقيت الإدارة الأمريكية غير توقيت المتحدث في المحطة التلفزيونية إذ استجابت الحكومة السعودية ونفذت الأوامر في الوقت المحدد.

وما كانت الأمور تحتاج إلى استراتيجية طويلة المدى، فما هي إلا أربع سنوات تم فيها كلا الأمرين من الحرب الإعلامية، فالاحتلال، ثم تصفية قوة العراق، ثم الحملة الإعلامية اليومية على الإسلام وتشويه دعاته، والترهيب منهم والزج بهم في السجون.

أن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة السعودية ليست إلا تنفيذا حرفيا لتعليمات اليهود وأوامرهم. فكتاب نتنياهو "محاربة الإرهاب" الآنف ذكره هو "خطة عمل"[11] لمواجهة انتشار الصحوة الإسلامية كما وصفه كاتبه. يقول في الوصية الثامنة من وصاياه العشر "يجب عدم الإفراج عن الإرهابيين المسجونين"، كما يدعو إلى تقييد نشاط الإسلاميين عموما، ومنعهم من جمع التبرعات[12]. ولعله يتضح بذلك سبب هوس الحكومة السعودية بمطاردة التربعات والأوقاف المستقلة، وتحريم سبل الخير في وجوه المسلمين، وذلك لأن القرار صدر ممن لايملكون رداً لقوله.

"يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون"[13].

بين مجنون (الحياة) ومجنون بريده

يتساءل عبد الله جفري في جريدة "الحياة" ويقول: "لماذا ينظر إلينا العالم على أننا دولة نفط، وثراء مادي، وصفقات تجارية يسيل لها اللعاب ؟! لماذا لا ينظر إلينا على أننا الدولة التي انطلق منها شعاع الهداية من خاتمة الأديان الإسلام العظيم؟!"[14].

أما لماذا لا يعرف الناس هذا البلد إلا بالبترول والصفقات فلأن هذا هو أحسن ما يمكن أن تمدح به حكومتك وهو المعلوم للعالم كله. ولو كانت حكومتكم أو دولتكم ترعى العدل لقيل عنها ذلك رغم أنف الكارهين ولو كان فيها حرية وكرامة إنسانية لشهد لها العالم بذلك رغم كل حاقد، ولو كان لكم دين ورسالة تعملون لها أو بها لعرفها العالم شاء أم أبى ولعرفكم بها.

الحكومة يا جفري كما قيل قديماً وحديثاً "كالسوق يحمل إليه ما نفق فيه"، أرجو أن تكون قد قرأت أو رأيت حديث الإعلام العالمي عن حكومتك التي يندى لسمعتها جبين كل عربي بل كل إنسان.

وهذه الحقيقة لا يمكن أن تغطيها بعمودك الدعائي، وأنت أول من يعلم هذا التناقض ما بين الكلام والعمل. تذكرنا يا جفري بمجنون بريده الذي استند إلى سارية في وسط المسجد، وكان الخطيب يخطب خطبة الجمعة من فوق المنبر وقد جلس أمير بريده في الصف الأول تحت المنبر، عند أقدام الخطيب. تحمس الخطيب وهو يذكر الحديث عن وعيد الله للجبارين والمتكبرين فلما أورد الحديث: "أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟" قال: “المجنون انزل زلفة، انزل درجة واحدة!"، أي أن الجبار المتكبر عند رجلك لا ترفع صوتك.

ما أنبه هذا المجنون وأذكاه إذا قارنا قوله بما تكتب يا جفري! التفت يميناً وشمالاً، اقرأ الصفحات السابقة لمقالتك، بل انظر يساراً لترى العري والنفاق وكتاب النصارى يهيمنون على الجريدة، وتطالب يا جفري أن يكون لحكومة بلادك سمعة طيبة بين المسلمين؟ تباً لك وخسرانا! لا، لقد ذهبت بعيداً؛ أعد قراءة مقالتك أمس أو قبله ومقالك غداً أي نصيب فيه للإسلام أو الأخلاق أو العروبة ؟! فكيف تطالب الناس أن يذكروا حكومتك بخير؟!

شامي طرابلسي
12-17-2003, 06:39 PM
اليهود عبر الموارنة

كتب د. علي شلش كتاباً يدافع فيه عن طه حسين بعنوان "طه حسين مطلوب حياً وميتاً" وإليك هذا المقطع المهم والذي سوف تدرك منه صلته بكتابنا هذا، قال شلش:

كتب يهودي مصري اسمه موريس مزراحي في كتاب "مصر ويهودها" يقول (قام طه حسين المفكر المصري الإنساني المعروف بتحرير مجلة أدبية ذات أهمية كبيرة هي "الكاتب المصري" التي أسسها الإخوة هراري اليهود بهدف واضح هو التقارب الثقافي بين اليهود العرب وكانت المقالة الأولى لطه حسين مخصصة للكاتب اليهودي التشيكي كافكا وقد أبدى الإخوة هراري في الوقت نفسه العون للكتاب المصريين في نشر مؤلفاتهم على غرار مطبوعات جاليمار. ولكن جو الإثارة الذي خلقه الإخوان المسلمون كان من الشدة بحيث أعلن طه حسين استقالته وأوقف الإخوة هراري مجلتهم).[15] (والحق أن مقالة كافكا لم تظهر إلا في العدد 18).

وكان الهدف من إنشاء المجلة اسكات الأقلام والألسن المصرية الممثلة في القيادات الفكرية والثقافية عن محاولة توجيه اللوم أو الهجوم على اليهود أو إثارة القضية الفلسطينية على صفحات الجرائد المصرية لأن ذلك كان سيجرهم إلى مهاجمة اليهود وكشف أهداف الحركة الصهيونية، فأقام يهود مصر مشروعاً ثقافياً تجارياً واستعانوا فيه بشخصية مرموقة مثل طه حسين الذي كان مبعداً من الوظائف العامة وقتها.

والوقت الذي ظهرت فيه المجلة رافق درجة التأهب القصوى التي أعلنتها المنظمة الصهيونية العالمية لتحقيق مشروعها الأكبر في فلسطين. كما رافق النشاط الكبير غير المسبوق الذي قامت به فروع المنظمة في مصر من أجل تكتيل اليهود المصريين وكسب عطفهم على الأقل نحو مشروع الدولة الإسرائيلية في فلسطين. كانت إدارتها تجزي الكتاب بمكافآت مجزية جداً وقتها: عشرة جنيهات للمقال وثلاثة للقصيدة أو القصة، وترتب مسابقات أدبية بجوائز مالية كبيرة مائة جنيه[16]. وإذا أخذنا إصدار المجلة الأدبية على انه واجهه للدعاية وعلو المكانة في ما يتعلق بالدار المصدرة لها فإن هذه التضحية المالية غير العادية تجيز -في ظل الظروف التي شرحناها- أن يكون عائدها معنوياً على الأقل، وماذا يكون العائد المعنوي هنا عند يهود مثقفين غير كسب العطف على قضية أبناء ملتهم؟[17]

قبل خمسين عاماً (في 1945م) احتاج اليهود إلى شخصية عربية مسلمة تكون واجهة لإعلامهم في مصر آنذاك أما اليوم فقد وصل بنا الحال إلى أن يتولى التوجيه والإدارة في الإعلام السعودي يهودي مثل: "باتريك سيل" ولم يعد هناك حاجة لاسم عربي مسلم كرئيس للتحرير فقد قام الموارنة والروم الأرثوذكس بالدور، وأيضاً لم يكن الأخوة "هراري" قادرين على الهجوم المباشر على الإسلام كما تفعل صحافة الأخوة أولاد عبد العزيز، أما التمويل الذي كان يقوم به يهود مصر للتهيئة لتفكيرهم ولقبولهم في المنطقة فلم يعودوا بحاجة أن يدفعوا هم ما دامت البلايين المسروقة من دماء الأمة تحت أيدي اليهود وبأسماء بندر، خالد، سلطان، سلمان تقوم بالمهمة[18].

كم يكره المسلم الحديث عن استخدام اليهود والنصارى لحكام الجزيرة العربية واستخدامهم لمهد الإسلام أمة وثروة وديناً، ولكن الحقيقة أشنع من أن يسكت عنها كاتب مسلم من هذه الأرض ومن هذا الدين ومن هذا الشعب. وكم كنت أود أن أقف عند استخدام الموارنة للحكومة السعودية إعلامياً، ولكن كيف أسكت عن "جامعة الأخوين" اليهودية الممولة بأموال حكومة خادم الحرمين لتدريس فقراء يهود المغرب ممن بقي هناك، وإسرائيل التي يوازي اقتصادها اقتصاد مصر وسوريا والأردن ولبنان "مجتمعة" تشارك السعودية بدفع نفقات تدريس يهود المغرب، وتهويد العرب والمسلمين في جامعة تساوي بين الأديان"ظاهراً" وتهدف إلى تطوير وتعليم يهود المغرب وكسر الحواجز ما بين اليهود وغيرهم من خلال دعن هذه الطائفة وترقية شبابها في المغرب.

هكذا تقوم السعودية ببناء صروح الثقافة اليهودي وهي في الوقت نفسه تمنع الأطفال المقيمين مع ذويهم والطلاب العرب المسلمين من الدراسة في المدارس السعودية حتى المولودين فيها. وليس هذا فقط بل حتى أبناء الجيل الثاني من المقيمين الذين ولدوا هم وآباؤهم[19] في البلد تبخل عليهم وتمنع أولادهم وأولاد أولادهم من الدراسة في المدارس السعودية من الابتدائية حتى الجامعة رغم المساهمات التعليمية والعملية التي قام بها هؤلاء، ومنعت دخول الطلاب العرب والمسلمين إلى جامعاتها. ثم ألغت أو قلصت المقاعد المخصصة لغير السعوديين في الجامعات. بل تمنع العرب المسلمين من المقيمين أن يعالجوا مرضاهم.

ولنعد إلى الإعلام فقد نشرت جريدة "الحياة" في عدة أعداد في شهر يناير وفبراير 95 نقاشات مطولة حول التطبيع الثقافي مع اليهود. كما فتحت الصحف الحكومية المجال للكتاب ذوي الميول اليهودية من أمثال الهالك أميل حبيبـي، وأدونيس، في محاولات للدفاع عنهم وعن علاقاتهم مثل الرد على طرد أدونيس من اتحاد الكتاب ومناصرة موقفه مع اليهود. وبدأت بالترويج لكتاب وسياسيين يهود، وملأت صفحاتها بصور بيريز ورابين تمهيداً للقبول والدفاع عنهم والنشر لهم، وأجرت مقابلات مع نيتنياهو، وعدداً من الضباط والاستخبارات والسفراء اليهود، وقدمت مجلة المجلة عدداً دعائياً للاقتصاد الإسرائيلي. وأصبح طريق اليهود إلى صحافة السعودية وإعلامها سهلاً ممهداً.

فإذا كان الإعلام السعودي يهيمن عليه النصارى العرب فما هي المسافة بين اليهودي والنصراني؟ ألم يفتح موارنة لبنان الطريق لإسرائيل إلى بيروت؟ ألم يكن الهالك بشير الجميل هو الحليف القوي لإسرائيل هناك الذي أحلهم لبنان[20]؟ وما الفرق بين حازم صاغية[21] والصرب؟ أو بين جورج سمعان ورابين وبيريز؟ ولماذا يعادى بعث العراق ويوالى بعث سوريا؟ وتشتمون ميشيل عفلق وفكره بينما تدفعون المال لبيار أبي صعب وتقربونه؟ ولماذا تكرهون ماركس وتحتفون ببلند الحيدري، وتشكون من الصرب بينما يفكر لكم صاغية، وتنكرون أنطون سعادة وتكتب لكم ابنته صفية أنطون سعادة؟ ولكنكم تحبون التلاميذ الصغار الفاشلين وتأبون الأساتذة وكل يأخذ على قدر فهمه وقريحته.

وماذا بعد

إعلام غارق في علمانيته وكراهيته للإسلام وأهله، وينشر لمجموعة من الحاقدين واللامزين لأقدس مقدسات الأمة؛ بينما المتلقون عرب مسلمون مناوئون لهذا الإعلام. ولأدع الكلام العام إلى التحديد، فمجلة "المجلة" كانت تستكتب شيوعياً عراقياً هو "بلند الحيدري" تربع على عرش الصفحات الأدبية فيها وله في كل عدد مقال، وله ديوان في السوق يباع مرفقاً بتسجيل له يهجو فيه الله مباشرة ويطالب بسحبه من عرشه "جل وعلا". وهذا هو الأديب الذي تريد حكومة خادم الحرمين لنا أن نقرأ له، فالأدب المسموح به فقط هو ذلك الذي يحمل مباشرة السخرية من دين الأمة وثقافتها.

وأيضاً أدونيس، وشلة الفرنكفونيين الجزائريين رشيد مميوني، ورشيد بوجدره ومحمد شكري، هذه الشلة التي لفظها بلادها من المغرب ممن يروج لهم إعلام السعودية وتروج لهم في الخارج وتنفق عليهم يستغلون الأدب لنشر سوء الأدب. وهذه الأسماء وأشباهها ممن سبق ذكرهم خرجوا للناس شيوعيين واشتراكيين يحاربون الغرب ويمدحون الشيوعية. ولما سقطت المنظومة الشيوعية نقلوا مفردات شتم الغرب ليشتموا الإسلام والإسلاميين بأساليب بليدة مكررة تبعث على الغثيان. ألا ما أرخص هذه الأقلام! لا يكاد يخلو عدد من مجلاتهم من هؤلاء وبخاصة في مجلات "الوسط" و"المجلة"، مما يذكرك بالإعلام الشيوعي وأساليبه الممجوجة.

النمطية

تملي وزارة الداخلية السعودية النمطية الثقيلة موضوعات ومواقف ووجهات نظر تطلب الحديث عنها، وتحدد اتجاه الحديث فيها. فتجدها في نفس الوقت ونفس الاتجاه وأحياناً بعناوين متقاربة جداً، تُكتب بأقلام من مختلف الملل، فنجد الماورني والشيوعي والقبطي يعالجون قضية واحدة ويخلصون بنتيجة واحدة في نفس الأسبوع ليصل هذا الإعلام السعوماروني إلى أن الإسلام قتل وشعوذة! قارن مثلاً بين عددي مجلة "الوسط" الصادرة 20-26/2/95م فبراير21-27رمضان1415هـ على الغلاف موضوع "مصر هل تخرج التعديلات الإخوان" من ص21-25، وصفحات 64-65 عن الكي والشعوذة في مصر، ومجلة "المجلة" عدد 19-25فيراير95م 20-26رمضان1415هـ، تجد على غلافها "مصر: مشعوذ يدعي قدرته على شفاء القلب في 3 أيام"، وملف مطول يبدأ ص42 عن الإخوان المسلمين. وكان هذا موضوع الغلاف في عددها السابق، والشعوذة من ص88-98، هل يمكن أن يكون هذا توارد خواطر في موضوعي العدد في المجلتين في نفس الأسبوع؟!

ولو كان للحكومة السعودية موقف من الإسلام يختلف عن موقف محرريها المذكورين لرأيناه في صفحات مجلاتها وجرائدها كما نرى الدعاية الفجة لمواقف الحكومة وكما نرى حملاتها على كل من يحمل اتجاهاً إسلامياً.

حقد الأغبياء

كم كان مزرياً أن تقرأ مقالات متلاحقة في جريدة "الشرق الأوسط" تتباكى على إغلاق جريدة معارضة في السودان "السوداني الدولي" التي ينشرها محجوب عروة، وهذا موقف استبدادي من حكومة السودان تجاه حرية الصحافة لا يقره من يحترم حرية الرأي الأخر، ولكن أعجب العجب أن تطالب الحكومة السعودية وصحافتها في لندن بحرية الصحافة في السودان![22] "أين أذنك يا حبشي؟!"[23] لا تذهب بعيداً كم جريدة حرة في السعودية؟ وكم منبر مستقل؟ ألم تصادر الحكومة السعودية كل حرية وكل منبر وكل موقف كريم حتى الدين جعلته ملكاً للحكومة وأباحت لأبواقها وطبولها الانطلاق كما يريدون؟ هل تكتب هذه المقالات من قبل عقلاء يريدون إثارة الشعب في الجزيرة فيتحدثون عن السودان من قبل "إياك أعني واسمعي يا جاره"؟ أم أن دافع الانتقام من ظاهرة الإسلام في السودان، والحقد عليه أعماهم عن استبدادهم الأشنع فيرون القذاة في عيون الآخرين ولا يرون الجذع في أعينهم.

وظاهرة الغباء السياسي وسوء التخطيط من لوازم العائلة الحاكمة فإعلامها مملوء بالتناقض والاضطراب والضرر بالنفس عن جهل وسوء تقدير وهذا مما يجعل العالم يكره الحكومة السعودية فليس لها صديق: حتى من يخيل إليك أنه صديق لها؛ فالكل يستخدمها لغاية ثم يرميها مذمومة منكرة. أما أثر هذا الإعلام المضاد على الشعب فلا شك أنه عكس ما تريد الحكومة، فهو يثير سخطه عليها من عدة نواح:

أولاً: الكُتاب من الأقليات غير المسلمة كالموارنة والروم الأرثوذكس والأقباط، أو المرتدة كالدروز وما شابهها كالعلمانية من الشيعة وهؤلاء يكثرون من الحديث عن الانفلات والتحرر من ضغوط المجتمع ويعنون "المجتمع الإسلامي" الذي يحيط بهم. و المسلم في الجزيرة ليست له حرية أن يختار ما يقرأ أو يسمع حتى خطبة الجمعة كما يريد، بل أسوأ من ذلك جعلت الحكومة الصلاة التي هي لله وحده وسيلةً عامة للدعاية كأي جريدة دعائية، فيلزمون خطباء المساجد بمدحهم، أو يعيّنون منافقين مردوا على النفاق والدعاية؛ وكل هذا يثير الشعب.

فقد جمعت الحكومة بلا وعي بين نقيضين، إعلام يطالب بالتفلت من القيود، أي الإسلام كظاهرة اجتماعية، وشعب مقيد باسم الإسلام يطالب بالخلاص من القيود التي سموها إسلامية وكل هذا يؤدي للسخط على الحكومة، وهذا جانب معقد لا يفهمه إلا من يدرك حقيقة المجتمع في السعودية وعقلية الحكومة المحاربة له. الحكومة تكره الالتزام الإسلامي الموجود في الأمة وتكره الدين والتدين الذي تسميه تزمتاً فيعجبها الحديث عن كسر القيود والتمرد.

والشعب يعلم أن هذه حكومة مستبدة مأجورة لتحطيمه وقسره على الذلة والخنوع ويفهم الشعب خطاب التمرد والخروج على أنه خروج عليها، فتدمر الحكومة نفسها وتسلطها دون وعي. أما هذه الأقليات المنحرفة فهي منتصرة في الحالين سواء كانت مواجهة المجتمع أو إقلاق الحكومة واضطراب الأوضاع، كلا الأمرين ينتفع به هؤلاء، لأن الحكومة ستدفع لهم مرة أخرى وتطلب منهم أيضاً العلاج والدعاية لها ومواجهة المتمردين، وكما يقال: أوقعوها على "خازوق" الأقليات ولا مفر لها منه.

ثانياً:كلما زادت جرعة النفاق والعلمنة ضد الإسلام كلما قدمت هذه الجرعة توضيحاً للأمة وبياناً لدرجة الانحراف والبعد عن الإسلام، وهذا يثير الشعب ويقلقه ويجعله في حالة مواجهة شاملة مع حكومة تحارب دينه.

ثالثاً: الطبقة التي تكتب -أو تفكر لمن يكتب- طبقة لا تعرف سمات المجتمع ولا تحترم قضايا الشرف والكرامة فيه وتثير النقمة ضده. في 25 رمضان 1415هـ صدرت مجلة "الشرق الأوسط" الملحقة بالجريدة بمقال يطالب فيه الكاتب بالزنا ويقول أن الشرف والعرض والبكارة للمرأة قبل الزواج من قبل "جاهلية القرن العشرين" ويرى أن "هذه ظاهرة تشريحية اشتراطها جاهلية"! فكم يتحدى هذا الإعلام مشاعر المسلمين في أقدس الأشهر وأعظم الأيام، وكم يجرؤ هؤلاء على الدين والأعراض في وقت ذي حرمة زمانية! في وسط العشر الأواخر من رمضان يدعو إعلام خادم الحرمين إلى ممارسة الزنا وعدم الالتفات إلى العفة التي سماها "القضية التشريحية"!، وحتى تكون هذه الدعوة للزنا مقبولة قدم لها هذا المرتزق بمقدمة إسلامية ولباساً ثقافياً حتى تكسب هذه الفكرة شرعية، تتحدث عن تكريم الإسلام للمرأة، أما إنه ما سبق هؤلاء أحد في هذه الفرية والسوءة الفكرية.

وجعلت الآلة الإعلامية في لندن من عملية السلام فتحاً تاريخياً لم يسبق للأمة الفوز بمثله حتى يوم قتل الفلسطينيون عشرين عسكرياً يهودياً في ناتانيا خرجت جريدة "الشرق الأوسط" بعنوان يتباكى على عملية السلام وتتأسف للحادث، كأي جريدة إسرائيلية "محبة للسلام".

أما من الزاوية الثقافية فلن تجد في الإعلام السعودي سوى ما يمكن أن تراه من ملامح الإعلام اليهودي في أوربا وأمريكا، ترويج للرذيلة، تحقير للكرامة الإنسانية والشرف والأدب، فكر أقلية مرذولة ومطاردة، تدمير لكل مقدسات الأمة، إثارة للصراعات الاجتماعية مع تقديس لشيء واحد فقط اليهودي والأخلاق اليهودية وإقناع الشعوب باليهودي وتلميع وجهه القبيح.

رابعاً: خطر هذه الأقلية وتفردها بالتأثير. فإذا كانت الأمور تقاس بالتأثير العددي لهذه القوى المدمرة للمجتمع وخلقه ولدينه فلماذا لا يعطون حسب حجمهم العددي فكم من الشعب يحيا حياة العمير وسلمان بن عبد العزيز؟! حياة البوهيمية والرذيلة! ولماذا يصادر هؤلاء "المختلفون" مع المجتمع كل حقوق المجتمع؟! ثم يلزم الشعب بالسكوت وهذا ينسحب على الموارنة؛ كم عددهم في الجزيرة العربية؟ كم عدد النصارى في بلادنا؟ وإذا لم يكن لهم وجود فلماذا هم الذين يفكرون للأمة؟ ثم كم هم الشيوعيون في الجزيرة العربية ؟ ولماذا تخصص لهم الصفحات الفكرية والأدبية في إعلام حكومة خادم الحرمين؟! لماذا يحصر الإعلام في البعثيين والموارنة والشيوعيين وبقايا جماعة جورج حبش من القوميين العرب؟ أين إعلام الأمة؟ أين إعلام الشعب؟ لِمَ لا يعطى الشعب أي وسيلة للتعبير؟ حتى شريط الكاسيت الإسلامي محرم على المواطنين. والصلاة دعاء للحاكم، والعائلة تملك الإعلام والأرض والطريق إلى السماء، لكنها في الوقت نفسه عبد حقير يذله العلمانيون العرب، فيستجيب لهم بكل خضوع. اقرأ ما نشرته جريدة "الحياة"[24]،

وهي تتحدث عن تجربة الكويت الديموقراطية وأهمية الحوار الناضج. "…وهذا هدف في حد ذاته يستحق الإكبار، ليس في عيون الكويتيين فقط وإنما في عيون جيرانهم، وهو يقدم المثل الواضح والمغاير في الشكل والمضمون بين حرية الإنسان وحقه في الحوار وبين دكتاتورية عمياء لا ترى أكثر من مواطئ قدميها-هذا إذا كانت ترى أصلاً".

يملك متأمرك كويتي أن يشتم ويحقر آل سعود بينما يحرم ورود أسماء العلماء والمفكرين والأدباء الإسلاميين بأي طريقة في الإعلام السعودي. فهناك تعميمات تمنع أي ذكر للعلماء والمفكرين وزعماء الإصلاح المسجونين حتى الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي وقع على تعهدات أن لا ينشر شيئاً باسمه لأن الإعلام السعودي مسخر فقط للنصارى واليهود وأذناب العائلة وقطعان المنتفعين الذين يتحكمون في مصير البلاد وفكرها.

لماذا يحرم على أي عربي مسلم نقاش قضية سياسية ولا يسمح بذلك إلا لماروني أو شبهه؟ ولماذا تناقش كل الأمور والسياسات وفق قاعدة صليبية دائماً يكون المجرم فيها مسلم أو إسلامي والحق دائماً مع النصارى أو اليهود في كل أرض وكل دولة وكل موقف؟ لماذا لا يملك المسلمون أن يتحدثوا عن هذه القضايا بجرأة تقارب جرأة النصارى في الإعلام السعودي؟ ماذا لو تحدث أحد أفراد الشعب وقال هذه الكلمة (كلمة الرميحي الآنفة) -وبخاصة إذا كان إسلامياً-؟ فالسجن أقل ما يحدث له، والطرد من العمل والمطاردة في حياته الاجتماعية، وما يتلو ذلك من إرهاب. إذ لا يملك الحديث إلا الموارنة والجواسيس، متظاهرين بحرية الإعلام.

فمثلاً في جريدة "الحياة" عمود يومي هو أهم عمود فيها تشرح فيه الجريدة موقف الحكومة يشرف عليه نصرانيان هما خير الله خير الله وحازم صاغية، وفيه يحددان الموقف الماروني السعودي من أحداث العالم يومياً؛ بينما يحرم على أي شيخ أو عالم أو مفكر مسلم أي كلمة في موضوع سياسي حتى ولو كان السامعون خمسة أشخاص أو أقل أو اكثر في قرية نائية في جزيرة الإسلام!

شامي طرابلسي
12-17-2003, 06:41 PM
الحكومة السعودية تسمح بالمجلات والجرائد ذات الاتجاه المعادي للإسلام بل وتدعمها، مثل مجلة حزب البعث "المستقبل العربي" التي يصدرها مركز دراسات الوحدة العربية ويرأس تحريرها البعثي العراقي خير الدين حسيب مدير المركز، ومن المشرفين على إصدارها بعثيون محاربون للسعودية صراحة مثل سعدون حمادي وزير صدام وبعض أساتذة الجامعات السعوديين الحزبيين كتركي الحمد، يكتب ويشارك في أعمال المركز علناً، ولا رابط بين حزب البعث والسعودية إلا مواجهة الإسلام. وهكذا تسمح الحكومة السعودية لعفن العالم بالدخول وتصدر أوامرها بمنع أي مادة دينية إسلامية من دخول السعودية. أما المجلات والجرائد الإسلامية فهي محرمة في السعودية حتى تلك التي لا تتحدث عن مخازي الحكومة السعودية كـ"الشعب" المصرية مثلاً.

لقد أدى عدم وجود إستراتيجية إعلامية واضحة للإعلام السعودي إلى أن أصبح إعلامها هدفاً سهلاً لاحتواء الآخرين له واختراق القرار والتأثير عليه، حتى على من يتولى رئاسة التحرير في هذه الصحف فقد أدى اعتراض الحكومة المصرية على جريدة المسلمون أن تم إبعاد رئيسين للتحرير في جريدة واحدة وفي فترة قصيرة هما صلاح قبضايا ثم د. عبد القادر طاش.

وقد انتبه عبد الرحمن الراشد للمقال الذي كتبه هويدي عن عدم جدارة شيخ الأزهر الجديد الطنطاوي ووقوفه مع الحكومة المصرية في دعم إسرائيل وإعطاء الفتاوى حسب الطلب أو كما عبر عبد الناصر " فتوى بفرخه"، وأدرك أن الاستخبارات المصرية ستطرده من المجلة فكتب بعدها مقالاً فجاً يدافع فيه عن شيخ الأزهر أو عن كرسي رئاسة التحرير وقد لفظها قبل فوات الأوان. وهذا غير راشد تشفق عليه من عصبيته وتوتره حاملا صليبه يكتب بمرارة وحقد ضد المسلمين في كل مكان ملمعا أحذية اليهود وأذنابهم كل دهره، وحق للعمير أن يفاخر بنجابة تلميذه.

التبشير وتنصيب صفي

وقد ينبت المرعى على دمن الثرى وتبقى حزازات النفوس كما هيا

منذ أن تقلد فهد الصليب على صدره عام 1987م الذي قلدته إياه ملكة بريطانيا ولقبها الرسمي "حامية الإيمان" أو الكنيسة تأثر فهد بهذا وسمى نفسه راعي[25] الحرمين، ولكنه يمارس عملياً حماية الصليب، ولعله التزم بهذا في زيارته. ولقد أثارت قضية تعليقه الصليب على صدره جدلاً واسعاً شارك فيه الشيخ ابن باز وغيره من العلماء آنذاك في حكم تعليق المسلم للصليب على صدره، ما بين ردة وتكفير وتفسيق من وضع شارات النصارى على صدره من عامة المسلمين، ولم يتوقع مسلم أن يعلق حاكم "يدعي الإسلام" على صدره صليب النصارى، فكيف بمن يرى نفسه خادماً للحرمين، بل للأسف من المنتفعين من يدعو له في الحرم بإمام المسلمين!

وبما أننا نتحدث هنا عن الإعلام السعودي الذي أصبح موجهاً من قبل طائفة من نصارى الشام، ليس فقط للدفاع عن مصالح النصارى والدعاية لفكرهم وثقافتهم وزرع محبتهم في قلوب المسلمين، بل تجاوز ذلك إلى الترويج والدعاية للكاردينالات، ونعتهم بنعوت الإجلال والتعظيم، فمن المناسب ذكر ما احتفلت جريدة "الحياة" به لعدة أيام من تنصيب البطريرك صفير كردينالاً، منذ ترشيحه حتى نزوله من الطائرة الفرنسية التي أقلته عائداً إلى بيروت. واقرأ الآن هذه الأسطر من الجريدة السعودية "الحياة" جريدة خادم الحرمين "حتى نزل سيدنا -وسيدنا هنا ليس الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر إنه قسيس الموارنة- من الطائرة التي أقلته من فرنسا، وقبلها من الفاتيكان، إلى بيروت لم يجثو على ركبتيه ولم يستقبل أرض لبنان الندية.... ولم يلثم الأرض التي وارت جرحاً يحمله منذ سنين والدته (أحنة فهد) على ما يفعل حبر الكنيسة الجامعة والمشير على كنائس الشرق كلها برعاية العروة المسيحية والإسلامية بحدقات العيون وحبات القلوب" -كما ذكرت "الحياة"- تابعت الجريدة تفاصيل طقوس التنصيب وبرنامج الفاتيكان لتلك الفترة كأن الجريدة نشرة فاتيكانية؛ ونسي محرروها أنهم يتظاهرون بالعلمانية السعودية-المارونية وعادوا لأصلهم ولصليبيتهم. ففي صفحة القسيس الأرثوذكسي حازم صاغية "تيارات" كتبت الجريدة مقالا طويلا تمجيدياً للكردينال صفير بتوقيع وضاح شراره، تحدث فيه عن أمجاد "سيده" كما يلقبه، يقول:"يا سيدنا فنظر السيد البطريرك إلى محاوره بسراج جسده نظرةً تُنكر، برفق، كل استقواء، ولو كان ببكركي وتاريخها لأن المسيح أراد أن نحمل وجه العذاب، الوجه المدمي، الوجه المحتقر"[26]. وقال عن اختيار صفير-في أيام الكاردينال خريش -ليكون بطريركاً على كرسي أنطاكية وسائر المشرق: "لأن دخول لبنان دائرة عواصف صاخبة كان يستدعي تنصيب رأس للكنيسة يجمع إلى الصلاة بعض تدبير الدنيا"[27].

هكذا يرى الموارنة أحقية رموزهم الدينية في ممارسة التدبير الدنيوي وهم الذين يقولون بفصل الدين عن الدنيا وبذلوا سنين من التوجيه والإقناع لنا بضرورة ذلك. ولكنا لا نرى لهذا التوجيه أثراً في ثقافتهم، فالموارنة كطائفة دينية تصر على حقها الديني في حكم لبنان كما أعطته لهم فرنسا، ولا يمنعون المسلمين فقط من حقوقهم السياسة، ولكنهم يصادرون حق المسلمين في العالم بممارسة عقيدتهم ودينهم أو ثقافتهم. فها نحن نقرأ جرائدهم -التي ينفق عليها من أموالنا- فنجدها صليبية فيما يتعلق بقضايانا نحن المسلمين، وصليبية فيما يتعلق بقضايا النصارى والدعاية لهم وتمجيدهم وفوق ذلك وقبله تمثيل مصالحهم، وتدبير دينهم ودنياهم، ومواقفها غالباً تنطلق من هذه العقيدة.

والآن يا خادم الحرمين اقرأ هل كتب طابورك الماروني عن رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، في إعلام تقولون أنه مملوك لمملكة مسلمة ولحاكم يخدم الحرمين، ما كتبوا وما مجدوا في كردينالهم؟ بل حتى هل كتبوا تمجيداً نفاقياً لكم كما كتبوا عن باباواتهم، لا بل عن أدنى رجالهم!

إن الإعلام السعوماروني يتحاشى وبكل إصرار ذكر كلمة "الله" حتى لو وردت في أصل الخبر المنقول لكل الوكالات. نشرت جريدة "الشرق الأوسط" يوم 5/9/1415هـ-4/2/95م صورة شيخ مسلم "يشكو أمره إلى الله" بعد منعه من دخول القدس لأداء صلاة الجمعة. وفي نفس اليوم نشرت جريدة "الحياة" الخبر هكذا "يشكو إلى السماء من دخول القدس أمس". رغم بساطة الموقف وشكليته ولكن الصليبين لا يتحملون الحديث عن مظاهر الإسلام وشعائره، ويخفونها قدر طاقتهم وإن شوهوا الخبر.

أما إذا كان الخبر يتعلق بالنصارى فإنهم يسوقون الخطب التبشيرية للقساوسة، ويروجون للكنيسة وقد نشرت الجريدة خطبة المطران إلياس عودة في قداس الفصح في كنيسة مار متر في الأشرفية التي شدد فيها كما تقول الجريدة: " على المعنى الحقيقي للانتماء المسيحي. ودعا إلى "المحبة والتسامح والصدق واتباع تعاليم المسيح"، وقال "لا تتمرمروا ولا تحبطوا. المحبطون هم قليلو الإيمان، هم يطلبون ما هو أرضي، ونحن نطلب المسيح...هذا كلام لا يعرف الديماغوجية، نحن هنا همنا أن نمسك بأيديكم، وبقلوبنا، سائرين في تلك الطريق من أرض العبودية إلى أرض السلام. عملنا ليس أن تفرح بمركز وأنا لا أراك في الكنيسة. أنا لا يهمني إذا كان الرئيس مسيحياً أو غير مسيحي، أو الوزراء أو النواب. ألمي لألمهم كأبنائي، ولكن قد لا أراهم في الكنيسة ولا يصلون. فما ينفعني إذا هم لا يعرفون الرب ويجلسون على كراسي الدنيا".

وأضاف "همي الأول والأخير أن يكون ابني يحب الله، ويصلي. نحن لا نريد أشكال مسيحيين، بل نريد مسحاء. وأنتم تعلمون أن طالب الوظيفة يرجوك ما دام هو في حاجة إليها، وبعد أن يحصل عليها، يذهب وتسأل عنه وكأنه ضائع". وتابع يقول "نحن لا نريد مسيحياً جالساً في أي مكان إلا في قلوب المؤمنين، من رئيس إلى عبد صغير. وإذا كان الرئيس أو الوزير أو النائب أو الموظف أو العبد لا يعرف المسيح، فالصلاة عليه ليرجع رحمة من الله، علّه يتوب"[28].

يا خالد بن سلطان يا صاحب الجريدة التبشيرية ما ترى؟ "نحن لا نريد أشكال مسيحيين، بل نريد مسحاء". أعلم أنك ستبذل جهدك وتدير رأسك للتخلص من رؤية هذا النص أمام عينيك. يا عبقري ليست هذه العبقرية؛ العبقرية الإعلامية ما تراه حولك من إعلام يهودي يخدم اليهود وصليبي يخدم الصليب. أما أنت المسلم فقد أنتجت إعلاماً يخدم الصليب، ولو أن اسمك جون لكان أكثر انسجاما، لكن خالد ما أعظم خالد بن الوليد مدمر الدولة الرومانية وما أحقر خالد عبد الموارنة.

هذه نماذج سريعة عند قراءة الإعلام السعودي دون تتبع طويل ولعل خادم الحرمين وخالد بن سلطان يقولون هذا هو إعلام "عقيدة رب العزة والجلال" إنما هل تعنون الإسلام أم النصرانية؟ كلامكم يوحي أنكم تعنون الإسلام ولكن أعمالكم وإعلامكم صريحان في نصرانيتهما. وبسذاجة وسطحية بالغة احتفى الإعلام السعودي في لندن بالبابا أثناء لزيارته لبيروت حيث تحول إلى مرَوّج يتابع تحركات الزيارة الشكلية ويجهل أو يتجاهل الدور السياسي أو التحريض الصليبي في لبنان والمنطقة.

شامي طرابلسي
12-17-2003, 06:53 PM
الطائفية الإعلامية

لقد تحول الإعلام الأيديولوجي أو الفكري الذي كان يدعو للقومية أو الشيوعية أو البعثية إلى إعلام طائفي، وذلك بعد سقوط المذاهب اليسارية، وعاد كل كاتب إلى طائفته يروج لها ويوالي أولياءها ويعادي أعداءها. فتحول الإعلام -في لبنان خاصة- إلى إعلام طائفي، إعلام للدروز، إعلام للروم الأرثوذكس، إعلام للشيعة. ولكن الإعلام الماروسعودي هو أقواها، لأن عائدات النفط يخصص قسم كبير منها للموارنة في بيروت ولندن، حتى لتجد السكرتارية والعمال والتقنيين والمصورين من هذه الطائفة في الـ"إم بي سي" فضلاً عن المحررين.

هل تعلم الحكومة السعودية بعد ذلك تفاصيل هذا الحلف بينها وبين صليبـي لبنان؟ إن هذا التحالف مفهوم لدى الموارنة، إذ هو مكسب مادي سريع، وهيمنة على عقول المسلمين في الجزيرة خاصة، أخطر المواقع في أعين الصليبيين في الماضي والحاضر. وكما نشرت جريدة "الحياة"، فهذا الإعلام الصليبـي يهدف إلى "إعادة تشكيل إرادة شعب آخر عن طريق تغير تصوره للواقع... إن الانتصار في حرب المعلومات هو أن تجبر العدو على أن يفكر كما تريد"[29]. ليس لديهم مسلم سيداً، ولا سراجاً، ولا مقدساً، ولكنهم بمال المسلمين وشرطة ابن سعود يفرضون على المسلمين تقديس الموارنة وكاردينالاتهم، ويبشرون بالنصرانية في جزيرة الإسلام!

أي حكومة على وجه الأرض كهذه الحكومة السعودية تسعى لذل نفسها وامتهان هويتها وكرامتها وشعبها ودينها كما يفعل هؤلاء في الرياض؟! إنه عدم الثقة بالدين، وعدم الثقة بالنفس، إنه الخذلان والسقوط، يجعلها تتلمس العزة من المليشيات والإرساليات المارونية. لقد جن جنون الحكومة عندما تحدث الشيخ سلمان العودة عن التبشير في الجزيرة، وعن تأثير المدن الأمريكية الخاصة التي يسكنها الأمريكان في المنطقة الشرقية في إفساد المجتمع الإسلامي ونشر التنصير في المنطقة الشرقية، ودور شركة، بل "حكومة أرامكو" في هذا.

وعندما أفتتح مركز الشيخ سفر الحوالي الذي من أهدافه مكافحة التنصير والرد على النصارى، أعلن آل سعود حالة الطوارئ وهجمت المباحث على المركز واعتقلت المترجم الذي كان يترجم كتاب "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح"[30]، وسحبت الكتب، وصادرت ممتلكاته وأغلقت المركز، ثم طلبوا من الشيخ تسليم المال المعد للمشروع، فرد عليهم أن هذا مال المسلمين لا أملك التصرف فيه وهو وقف على هذا العمل لمواجهة الزحف التبشيري في الجزيرة وغيرها من بلاد المسلمين وعون للمسلمين في محاجة النصارى، ثم قال لهم أنا لا أملك إلا أن أعطيكم قائمة بالمبشرين في مكة وجدة لنرى دور خادم الحرمين في مواجهتهم!، وكان هذا من أسباب سجنه، إضافة إلى أنه شارك في جريمة شنعاء يسجن من مارسها في السعودية ألا وهي نقد الرئيس الأمريكي. وهذا النقد من أسباب اعتقال الشيخ سلمان أيضاً.وقد حوسب عليها الشيخان من قبل رئيس مكتب وزير الداخلية وبحضور اللاحم وأبو عباة، وذكرها الشيخان في مذكرة الرد التي أرسلت لابن باز.

وهكذا ترى سجن من نقد الرئيس الأمريكي من علماء المسلمين وبذل آلاف الجنيهات وتعزيز وتكريم الماروني الذي يشتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بدولارات صحافتهم وهذا دليل كالشمس على نفاقهم ورد على كل كاذب مرائي ومنافق عليم يجرؤ على الدفاع عنهم. دعك من هذا وأقرأ عن جريمة أحد المسلمين كما كتبتها جريدة الحياة "هذا شاب ليس من نشطاء الحركات الإسلامية وإن أصيب بلوثة إيمان جعلته يقبل على الصلاة ويرتاد المساجد لبعض الوقت". الإسلام لوثه والصلاة جريمة من المسلمين وتحويل مجلة الحياة إلى وسيلة تبشيرية دينية يقوم القساوسة فيها بأمر الدين و الدنيا حضارة وتقدماً.

وتقدم الصحافة السعودية الصليبية علماء المسلمين ودعاته في أسوأ الصور. وإذا كانت صورهم وأشكالهم جميلة أو عادية ولم يتيسر للإعلام السعودي رصد صورة غير مناسبة لعالم أو شيخ، فلا بد أن يتركوا الصورة الحقيقية ويرسم لهم رسام الكاريكاتور صورة على الغلاف بديلة تصور المسلم بأبشع ما يمكن. وقد اجتهد عبد الراشد في هذا أي اجتهاد حتى بلغ حد البذاءة وهو يرسم للشيخ عمر عبد الرحمن صورة كأبشع شكل يمكن أن يخرج به بشر. أما قرنق فيبذل له الراشد ورفيقه جورج سمعان كل مكياج تزييني ممكن ويبقى القرنق في عين أمه غزال، ولا يمكن تقديم نصراني أو يهودي في شكل عدائي.

ونقول الآن خادم من أنت؟ ودولة من هذه؟ التي تمجد وتحتفل بالكاردينالات، وتطارد علماء الإسلام ومفكريه وتمنعهم من كل أشكال الحرية ومن كل حقوقهم الإنسانية.

يا حسره على بلاد شعَّ منها نور الإسلام ودعا فيها محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه وقادها عمالقة الإسلام الأول فكراً وفعلاً، تسقط اليوم تحت أقدام الموارنة باسم ولي الأمر خادم الحرمين وإمام المسلمين. لكن:

تنسى الرؤوس العوالي نار نخوتها إذا امتطاها إلى أسياده الذنب









القسم الثاني

الطابور الخامس





الطابور الخامس

تتوزع جهود السعودية الرامية إلى التأثير والتحكم ومنع ما يمكن منعه من الظهور في الإعلام البريطاني بين أربعة أشخاص هم: غازي القصيـبي السفير السعودي في لندن، وعلي بن مسلم مستشار الملك فهد، والأمير سلمان بن عبد العزيز، والأمير بندر بن سلطان. ثم انضم شخص خامس لهذه الدائرة-وإن لم يكن بعيداً من قبل عن هذه المجموعة - وهو رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان. وقد آثر إلى الآن أن يحصر نشاطه في التعامل مع عدد قليل من الصحافيين اللبنانيين الذين يكتبون مقالات عن السعودية. وليس هناك تنسيق بين هؤلاء اللاعبين، بل إن الواحد منهم قد يُحبط عمل الآخر نتيجة لعدم التنسيق، وهذا طابع الإدارة السعودية.

وقد حصل مراراً أن يتقاضى الصحفيون رشاوى من أكثر من جهة في آن واحد. بل وبعض المرتشين من الصحافيين انتقل من العمل لجهة سعودية إلى جهة سعودية أُخرى تدفع رشوة أكبر، واللاعبون يتوقعون أنهم يأتون به من صفوف معارضة أو محايدة! وقد كشف القصيـبي لكلٍ من: بيتر هوبكنز رئيس دار "كيجان بول الدولية" للنشر، و بيتر مانسفيلد أحد الصحافيين الذين يتقاضون الرشوة من القصيبـي عن تفكيره بالاستقالة من منصبه كسفير ولم يذكر السبب، لكن الرجلين يعتقدان أنه متضايق من تقلص دوره، ومن تدخل الآخرين في نطاق عمله. وأخيراً إصابة الملك التي جعلته ميتاً كحي ينتظر الطرد في أي لحظة. وفي الحقيقة إن ازدياد نشاط كل من الأمير بندر بن سلطان وعلي بن مسلم في بريطانيا كان سبباً وراء تقليص القصيبـي لنشاطه وإيثاره العُزلة بامتعاض.





القطيع الأول

قطيع القصيبـي

رب موهوب خلقه الله ذَنبا فهو جيد الموهبة بشع التبعية، يخسف بنفسه وبمن معه، لما وضع الله فيه من دناءة الطبع وذل النفس،وما قدر عليه مما ليس في يده من وضاعة النسب في مجتمع الجزيرة العنصري. فهو تابع متملق ذليل النفس، يتظاهر بالأهمية بلا موقف إلا ما يملى عليه. يغر بفيهقته وتذاكيه السذج الذين لا يرون الإعاقات والتشوه في عقله وعمالته وولاءاته. يتحايل بإخفائها كما يتحايل بإخراج صور له لا تظهر صلعه، ولكن الحقيقة أقوى من كل تزوير،ولن تخفى بماكياج.

كل هذا أدى به إلى البحث عن من يروي ظمأه نحو الشهرة، مرة تبعا لنصارى البعث ومرة مع جورج حبش ومرة مع من يمن عليه بمنصب خطير جداً (سفير فهد في البحرين العظمى)، وقد سنحت له فرصة العمر أن يكون المتحدث الرسمي باسم المصلحة الأمريكية في الخليج، وكما وصفه مدير دار تهامة للنشر، محمد سعيد طيب بدهاء –أو بغباء وجهل بدلالة الكلمة- بالنسر) الذي يقع على الجيف. فقد نال نصيب النسر حيث منحته الحكومة الأمريكية مقر سفارتها القديمة في جدة، وألزمت آل سعود بإعطائه منصباً مكافأة على ما قام به من الدعاية والدفاع عن أسياده في البيت الأبيض، فقد قام لهم بحملة إعلامية، لا تتناسب مع الثمن الذي قبضه، ولكنه نصيب النسر:

إذا كان الغراب دليل قوم يمر بهم على جيف الكلاب

ويبدو أن أكثر الأنشطة الإعلامية السعودية تنظيماً وأوسعها نشاطاً هو نشاط القصيبـي. وينقسم هذا النشاط إلى قسمين: القسم الأول: أولئك الذين يتقاضون الرشاوى من السفارة مباشرة. والقسم الثاني: أولئك الذين يتم التأثير عليهم بطريقة غير مباشرة من خلال نشر ملحقات في جرائدهم، أو إعطائهم مقابلات خاصة بهم، أو إعطائهم معلومات صحافية، وأحياناً إعطائهم تأشيرات لدخول السعودية والبدء بأعمال هناك. وفيما يلي طائفة منهم

بيتر مانسفيلد

لقد برز بيتر مانسفيلد -Peter Mansfield مستشاراً إعلامياً للقصيبي. ومانسفيلد من خريجي جامعة كامبردج وشغل منصباً في وزارة الخارجية البريطانية، وله مؤلفات عدة منها "تاريخ العرب". ويتمتع مانسفيلد باهتمام الدوريات بكتاباته، وله مقالات في المنشورات الإنجليزية، والأمريكية. إضافة إلى ذلك فهو يكتب مراجعات للكتب، ويظهر في برامج الإذاعة والتلفزيون، ودائماً يُعطي ميولاً سعودية واضحة، كلما سنحت له الفرصة في كل عمل يقوم به. ويكتب مانسفيلد أيضاً لجريدة "الشرق الأوسط" ومجلة"الشرق الأوسط العالمية" MEI. وجريدة "الشرق الأوسط" معروفة، أما مجلة "الشرق الأوسط العالمية" فهي دورية مقروءة بشكل واسع، خصوصاً من قبل المتخصصين والكُتاب عن الشرق الأوسط حيث تُستخدم كمرجع عن المنطقة. وبمعنى أوسع فإن هذه المجلة ذات أثر على كثير من الذين يكتبون المادة الإعلامية المنشورة حول الشرق الأوسط. ولا داعي للقول بأن القصيبـي يدفع للمجلة مباشرة إضافة لما يدفعه لبيتر مانسفيلد. زد على ذلك أن مانسفيلد يكتب معظم النشرات الصحفية التي تصدرها السفارة، ويشارك في المؤتمرات التي تعقد حول الشرق الأوسط ليدافع عن وجهة نظر السعودية.

وفي الفترة الأخيرة قام مانسفيلد بحضور مؤتمرات كل من الهيئة الملكية المتحدة للخدمات، وتعتبر من أقدم المؤسسات الفكرية في العالم، وشارك في "مؤسسة القرن الحادي والعشرين": Century Foundation 21st، وهي مجموعة غامضة ويُعتقد أنها تابعة لوزارة الخارجية البريطانية، وشارك في ندوات في جامعة "ردينغ". ومع بداية قضية اللجنة الشرعية في لندن أقامت مؤسسة "القرن الحادي والعشرين" ندوة في فندق"بيركلي" للبحث في قضية لجنة الحقوق الشرعية في السعودية. وقد قام جهاد الخازن بتقديم عرض لمدة عشر دقائق، تبعها فترة أسئلة وأجوبة، وقام مانسفيلد بترديد لما عرضه الخازن. وقد توصلت الندوة إلى النتيجة المطلوب إثباتها للحاضرين، وهي أنَّ لجنة الحقوق الشرعية ليست إلا جماعة إسلامية تحاول السيطرة على الحكم وأنَّ بياناتها مضللة ويجب أن لا تؤخذ بجدية! وبالتالي فإن اللجنة صنفت كـ "جماعة إسلامية متطرفة" وليست منظمة لحقوق الإنسان.

جون بلوخ

يقوم جون بلوخJohn Bulloch- بأعمال لحساب القصيـبي. وبلوخ كان يشغل منصب محرر شؤون الشرق الأوسط في جريدة الـ"Independent" والمراسل السياسي لهيئة الإذاعة البريطاني الـ"BBC". يقوم بلوخ بمهمتين لا تتعارضان مع مهام مانسفيلد، الأولى: كتابة التقارير والإعلانات الدعائية للسفارة حول التقدم الحاصل في المملكة و تحسين صورة السعودية وهذه الأعمال للنشر. والثانية: كتابة التقارير حول صورة المملكة السعودية في العالم، وهذه تقارير سرية يكتبها للسفارة -وربما لغيرها أيضاً- وكذلك يقوم بالاتصال بمجموعات لتكتب للصحافة وترد على برامج الراديو والتلفزيون، عندما تظهر قصة إخبارية ضد آل سعود. ومنذ عام قام بلوخ بالترتيب مع مجموعة للرد على مجلة "الإيكونومست" الـ"Economist" عندما كتبت تقريراً ضد السعودية. وقد تألفت المجموعة من سبعة أشخاص منهم اولجا مايتلاند-Olga Maitland عضو البرلمان البريطاني وعضوان آخران في البرلمان البريطاني أقنعهم مايتلاند بوضع إمضاءاتهم على رسالة الرد.

يحاول بلوخ أيضاً التأثير على جريدة "الإندبندنت" من خلال علاقاته السابقة بها، ويسعى للتأثير على ما تنشره، ولكن من دون نجاح حتى الآن. وبدوره يظهر بلوخ على شاشات التلفزيون ويعطي دائماً الانطباع بالاعتدال وأنَّ أفضل شيء هو استمرار الأمور كما هي والحفاظ على الحكومات الموجودة في المنطقة زاعماً أنه ليس في الإمكان أحسن مما كان.

مايكل فيلد

يقوم مايكل فيلدMichael Field- أيضاً بالعمل لحساب القصيـبي بشكل مباشر وبدوام جزئي. وفيلد كان يعمل لجريدة "الفاينانشال تايمز-Financial Times"وهو من خريجي جامعة "كامبردج" بدرجة ماجستير. وهو يقوم بترتيبات الزيارات التي يقوم بها أفراد العائلة المالكة السعودية، وأعمال أخرى خارج نطاق الاتصالات.

يقوم فيلد أيضاً بدعوة بعض الأشخاص لعمل مقابلات صحفية خاصة مع السفير القصيـبي، كما يقيم مآدب الغداء للصحفيين المرافقين للوفود السعودية القادمة إلى لندن. وقد قام فيلد بدعوة جميع العاملين في القسم الدولي بجريدة "الإندبندنت" إلى مأدبة غداء على طاولة السفير القصيبـي في أواسط عام 1994م. ويقوم فيلد أيضاً بجمع المعلومات عن الصحفيين الذين يكتبون ضد السعودية أمثال ماري كولفن-Marie Colvin و كاثي إيفز-Cathy Evans و ديفد هيرست-David Hirst وغيرهم.

لزلي بلومر

من المنُضمين الجدد إلى إسطبل القصيـبي لزلي بلومرLeslie Plommer-. نائبة محرر الأخبار الدولية في جريدة "الجارديان"-Guardian. وعلى خلاف المذكورين سابقاً، فليس من المعروف ما إذا كانت بلومر تتقاضى راتبا من القصيـبي، لكن الأكيد أنها صديقة للقصيبـي، وتذهب للمؤتمرات في سيارة القصيـبي الرسمية. وبلومر كندية وليست ذات براعة؛ ويبدو أن مهمتها الأساسية تغيير ظاهرة التحرير المنفتح والمتحرر في "الجارديان" وبالخصوص محاولة عرقلة نشر ما يكتبه دافيد هيرست مراسل الشرق الأوسط الذائع الصيت، وكاثي إيفنز التي تكتب عن الشرق الأوسط من لندن. ومنذ فترة قريبة حاولت بلومر منع نشر بعض المقالات التي كتبتها إيفنز ضد السعودية، ولكن لم تستطع عرقلة كتابة هيرست لعلو قدراته. ولكنها حاولت منع "الجارديان" من مراجعة كتاب "الصعود والسقوط المرتقب لآل سعود"، الذي ألفه سعد أبو الريش الذي يرقص على حبال عديدة.

تجتمع بلومر بالقصيـبي أسبوعياً، وهو شيء يدعو للعجب بالنسبة لصحافية، ولكن المتوقع أنه يقوم بتزويدها بأخبار من كافة بلدان الشرق الأوسط وليس فقط من السعودية. وبالمقابل تقوم بلومر على الأرجح بتزويد القصيـبي بمعلومات عن بقية الصحافيين وتقوم بأدوار متقلبة حسب مزاج القصيبـي فمرة يأمرها بنقد الحكومة السعودية انتقاما لنفسه ومرة يطالبها بالهجوم على من ينشر الحقيقة عن السعودية امتثالا لمهنته والدور المطلوب منه. "وهي أخيراً صديقة للسفير". والجدير بالذكر أن القصيبـي يساهم في نشر أخبار وحقائق سيئة عن الحكومة السعودية ويقرب من يقوم بنشرها، ثم يخبر حكومته بذلك ثم يقبض مبلغاً جديداً للدفاع عنها، وهكذا يجند صحفيين آخرين للدفاع، وفي هذا كسر لجدار الجمود والنسيان أو الإهمال لدوره إذ أنه يحب أن يبقى دائماً فاعلاً واسمه وصورته في الجرائد، ويحقق في الوقت نفسه رغبته في تشويه آل سعود واحتقارهم، ويحافظ على شهرته عندهم ودوره كمناضل مدافع عنهم وصاحب موقف وحضور سياسي.

عادل درويش

عادل درويش اسم آخر يضاف إلى لائحة المتعاملين مع السفارة السعودية. عادل درويش مصري الجنسية ويعمل مع جريدة "الإندبندنت" بدوام جزئي ومرتب تافه. وجريدة "الإندبندنت" على علم ببعض صلات عادل درويش، ومحرر الأخبار الأجنبية في الجريدة، هارفي موريس، يتفحص كل شيء يكتبه عادل درويش قبل نشره نظراً لأنه يشك بأمره. عادل أيضاً يظهر على التلفزيون والراديو بشكل متكرر ويهرف للمستمعين ما يحبون سماعه من أن "فهد ومبارك يعملون إلى جانب الغرب، ولذلك فهما جيدان وصديقان، والمعارضة ضد حكوماتهم سيئة وخطرة على مصالح الغرب". ويقوم عادل درويش بإرسال فاتورة حساب إلى القصيبـي عن كل فرصة تسنح ويظهر فيها على التلفزيون أو الإذاعة ويقول شيئاً يمدح فيه السعودية.

روجر ماثيوز

ومن نفس القطيع روجر ماثيوز-Roger Mathews محرر الشرق الأوسط في جريدة "الفاينانشل تايمز" الذي تربطه علاقة خاصة بالسعودية. فمنذ فترة جمع كل موظفيه لغداء ولقاء طويل مع القصيـبي، واستمع الحاضرون إلى تقرير كامل من القصيـبي ناقداً الإسلاميين ومطمئناً على الأوضاع المالية للسعودية وقدم لهم مرسوماً ملكياً على لسان سيده بأن الأوضاع أروع من الخيال!، ولكن لا بد من التعقيب بنبز آل سعود كعادته، وقُدمت في الغداء خمور ممتازة وغالية الثمن جداً من إنتاج عام 1959. ثم عَقَّبَ ماثيوز على كلام القصيـبي، فقال: إن ما تسمعونه من القصيبي أقرب للحقيقة مما تسمعونه من مصادر أخرى- جاعلاً من موزع الرشاوى"غازي" "حجة إعلامية"-. ويعكس ماثيوز سياسات جريدته المحافظة، حيث أن السعودية تقوم بنشر ملحقات دعائية في جريدة "الفاينانشل تايمز"، ولذلك لا ترغب الجريدة في إغضاب السعوديين، لأنها بذلك تخسر مصدراً مهماً من مصادر دخلها الناتجة عن نشر تلك الملحقات. إضافة لذلك فإن قسم النشر يبيع عدداً كبيراً من المقالات للجرائد السعودية لتعيد نشره، وهذا مصدر رئيسي لدخل الجريدة لا تريد أن تعرضِّه للخطر. وهذه طريقة خبيثة لسلب موقف الجريدة، ومنع استقلالها فيما تكتبه. وقد قام ماثيوز بتأخير نشر خبر تأليف لجنة الحقوق الشرعية، كما قام بتأخير نشر خبر الدبلوماسيين الذين تخلوا عن أعمالهم كالزهراني والخليوي، وهذه الأعمال يقوم بها ماثيوز لإرضاء القصيـبي وضمان المورد. ومن الملاحظ أن جريدة "الفاينانشل تايمز" في السنتين الأخيرتين نشرت أقل من أي جريدة محترمة في لندن أخباراً عن السعودية.

حاذر ثيموريان

حاذر ثيموريانHazir Temourian- هو محرر آخر في شبكة القصيـبي. ثيموريان يعمل لجريدة "التايمز"، وأصله من أكراد العراق، ويقوم بما يطلب منه سيده أن ينفذه. يؤيد ثيموريان العائلة المالكة في السعودية بشكل علني، مما لا يفعله من يحترم نفسه، ويعارض جميع القوى الموجودة في الشرق الأوسط. كما أنه ضيف دائم لدى التلفزيون والراديو وشبكات التلفزيون، ويحبونه لأنه مثل عادل درويش يقول ما يحب الناس أن يسمعوه.

ومن حسن الحظ: أن ثيموريان ليس ذكياً. وأنَّ عدداً كبيراً من الصحافيين من أمثال تِم ليلن-Tim Llewlyn الذي كان يعمل في الـ"بي بي سي"، وماري كولفن، وكاثي إيفنز يحتقرونه باستمرار. ثيموريان أخطر بكثير من درويش لأنه يعمل في جريدة ""التايمز"" التي تملك وزناً مهماً في عالم الصحافة، إضافة إلى أنَّ كونه كُردياً فهناك تعاطف معه. والغرب يستمع للأقليات أكثر من استماعه للعرب؛ لذلك فإن الأكراد والنصارى العرب مفضلون على العرب المسلمين بصورة أوتوماتيكية. والأقليات كانت دوماً وسيلة ضغط وتدمير من الداخل لذا فهي مرغوبة عالمياً. ولهذا نجد الإعلام السعودي في الخارج كله يدار من قبل الأقليات المارونية والأرثوذكسية اللبنانية إضافة لإدارة يهودية أحياناً كما في مجلة "الوسط" التي يشرف عليها يهودي اسمه باتريك سيل وسنفصل ذلك في مكان آخر.

ماهر عثمان وقاسم جعفر

هناك محرران في قسم العالم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية على علاقة مباشرة بالقصيـبي: ماهر عثمان، فلسطيني الأصل، يكتب في جريدة "الحياة". وقاسم جعفر، من شيعة لبنان، وأحد خريجي جامعة "أوكسفورد". يقوم عثمان بأدوار بسيطة، وقد قام بمهمة مترجم للملك فهد، لكن جعفر يقوم بعمالات عديدة ويحتاج مزيداً من الانتباه لأن نشاطاته تتعدى تشويه الخبر الذي ينقله إلى التجسس. وللتدليل على ذلك فإن جعفر استخدم انتدابه من قبل الـ"بي بي سي" لتغطية محادثات السلام في الشرق الأوسط في واشنطن ليكتب تقارير خاصة للسفارة السعودية. وقد علمت الـ"بي بي سي" بذلك وكاد يخسر عمله نتيجة لذلك، ولكن الـ"بي بي سي" اكتفت بإنقاص رتبته. وتعاني الـ"بي بي سي" مثل عديد من المؤسسات الإعلامية البريطانية من إساءة السعودية للأخلاق الصحفية في بلادهم، إذ تكرر اكتشاف مزورين ومرتشين يحاولون التقليل من نشر فضائح آل سعود مما جعل الأجهزة الإعلامية حذرة من عملاء السعودية ورشاويها. جعفر هذه الأيام يفكر بالعودة إلى لبنان ليرأس قسم الأخبار في محطة تلفزيونية، وليس من المستبعد أن تستمر خدماته للسعودية من خلال عمله الجديد.
مؤسسات و أكاديـميون

جيمس كريغ

سوى الصحافيين يحتفظ القصيـبي بعدد من الأكاديميين، وأصحاب دور النشر ممن يمكن الاعتماد عليهم لتقديم الخط السعودي أمام الرأي العام. ومن أهم هؤلاء: السفير البريطاني في السعودية سابقاً، السير جيمس كريغSir James Craig-. ويدير كريغ جمعية الشرق الأوسط التي يُفترض أنها تقدم استشارات عن السعودية. وما هي هذه الاستشارات بالضبط؟ الأمر مفتوح للتخمين ولكن هناك شكوك في أن هذه الجمعية واجهة لنشاطات أكثر أهمية. ويقوم القصيبي بدفع مبالغ طائلة لهذه الجمعية. كريغ هذا تجده في كل مكان: في المؤتمرات، والندوات، و تجده باتصال دائم مع الهيئة الملكية المتحدة للخدمات:

The Royal United Services Institute.

ومؤسسة الدراسات الإستراتيجية في "تشاتام هاوس":

The Institute of Strategic Studies, Chatham House.

وغرفة الـتجارة العربية البريطانية:

The British Arab Chamber of Commerce and Cabu

وجمعـيـة الصداقة العربـية البريطانية:

The Arab-British Friendship Group.

والعجيب أن كريغ يستخدم الطريق السريع فيما يقوم بالترويج له. فهو لا يتخوف من نقد الحكومة السعودية في معاملتها للشيعة على سبيل المثال[31] ولكنه دائماً يدبر الحجة ليبرهن أنه ليس هناك بديل لما هو موجود حالياً وأن الشعب السعودي لم يتطور بعد ليحصل على أفضل من الموجود فهي حكومة متخلفة لشعب متخلف. وبطبيعة الحال، فكريغ يهاجم الجماعات الإسلامية.

وعلى مستوى آخر يقوم كريغ بنشر الشائعات حول العلماء، والمصلحين، الذين ينتقدون آل سعود ويصفهم بالمتطرفين الإسلاميين وبما أن كريغ يعتبر مرجعاً فيما يخص السعودية، نظراً لمنصبه السابق فإن ذلك يعطيه الكثير من حرية الحركة لإنزال الضرر. ومن العاملين مع كريغ بصورة غير رسمية جون أرميتاج- John Armitage وهو رجل مسن كان مع الفرقة العربية. أرميتاج لا يكتب في المنشورات العامة، ويتحاشى الضوء، ولكنه يكتب التقارير مباشرة إلى القصيـبي حول بعض القضايا، ويعتبر نفسه مستعرباً. وعلى سبيل المثال كتب أرميتاج تقريراً للقصيبي أقترح فيه أن نشاط هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر والمتطوعين يجب أن ينسب إلى حماسهم الشخصي، وأن القصيبـي يجب أن يخبر العالم أن الحكومة السعودية ليس لها علاقة بهم، وتحاول تحجيم نشاطهم. ومن المؤكد أن أرميتاج يكتب تقاريراً عن جميع الأشخاص الذين يحملون أفكاراً معادية لآل سعود.





بيتر هوبكنز

بعد كريغ ومساعده، يأتي بيتر هوبكنزPeter Hopkins- وهو شخصية غير مشهورة وصاحب دار "كيغان بول العالمية" للنشر. هوبكنز مسؤول عن نشر كل الكتب التي تنتهج الخط السعودي ولذلك يرى القصيـبي من فترة لأخرى. و هذه الكتب لا تنشر بالطريقة المعهودة للنشر في العالم-حيث يدفع الناشر للمؤلف- بل يتقاضى هوبكنز الناشر الأجور مباشرة من القصيبـي وحكومته. وبالطبع نشرت "كيغان بول" للقصيبي نفسه، ومؤخراً نشرت كتاباً حول الأصولية الإسلامية في مصر. وآخر حول الإسلام والاقتصاد والمجتمع. وبطبيعة الحال فإن جميع هذه الكتب تعكس وجهة نظر السعودية.

مايكل رايس

مايكل رايسMichael Rice- يقوم بأعمال العلاقات العامة للقصيبي. يمتلك رايس شركة خاصة للعلاقات العامة، تقوم من حين لآخر بأعمال علاقات عامة، ودعاية للسعودية، تحاول الشركة أن تبقى في الخلف (الظل). والمعروف عن هذه الشركة قليل وهي تقوم بإصدار الأفلام الوثائقية للحكومة السعودية ولشركة أرامكو كما تترجم وتوزع الكتب حول الدعاية للتقدم الاقتصادي في البلاد الذي دل عليه الميزانية الأخيرة 1415-1416هـ 1995م.





محمد الأزهري

إضافة لهذه المجموعة التي تعمل تحت غطاء العمل الأكاديمي، هناك محمد الأزهري أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة ردينغ. الأزهري مصري الجنسية ويكتب الكتب الأكاديمية التي تُجند لوجهة نظر السعودية. لكن الأزهري افتضح أمره في الجامعة بعدما اكتشف مايكل أدمز رئيس القسم-حيث يعمل الأزهري-علاقات الأزهري بالقصيـبي، فمنعه من استخدام تجهيزات الجامعة لخدمة أهداف الدولة السعودية والدعاية لها.

ديفيد سولزبرجر

الشخص الأخير على لائحة القصيـبي ممن ليس لهم علاقة مباشرة بالصحافة، ديفيد سـولزبرجرDavid Sulzberger-. وهو أمريكي الجنسية، ويعمل في تجارة الأثريات، ومعروف أن سولزبرجر يهودي من العائلة التي تمتلك جريدة الـ"نيويورك تايمز". والغريب أن المملكة سمحت لهذا الرجل أن يفتح ثمانية معارض، وسلمته الآثار والتحف، ومكنته من امتلاك ما يعرض فيها. ويقوم سولزبرجر بالمقابل-من خلال معرفته القوية بأشخاص عديدين-بالتأثير على آراء أُناس آخرين، وعقد الصلات معهم. ومن المثير للتساؤل أن هذا الرجل يمضي أوقات طويلة في السعودية، وخصوصاً مع الأمير سلمان. ويقابل أحياناً الأمير سلطان، ويستخدم شقة فاخرة يمتلكها في الرياض، يمتع فيها ويؤنس (!) الشباب من أفراد العائلة المالكة على طريقته، ويقال أنه يقوم بتجنيد شبكة تجسس إسرائيلية خليجية، أي تعمل في دول مجلس التعاون الخليجي عموماً.

عفيف صافية

هناك أشخاص آخرون يعملون لحساب القصيـبي على السطح، وليس لأولئك أي علاقة بالصحافة، ولكن مع التدقيق تتضح علاقتهم. من هؤلاء عفيف صافية مندوب منظمة التحرير في بريطانيا، و باسل عقل رجل أعمال ذي علاقات قوية، وخاصة بالملك فهد. كلا الرجلين فلسطينيان. صافية أصبح من أصدقاء القصيبـي الذي يدفع له المال شخصياً ولمصروفات منظمة التحرير. وقد أصبحت علاقات الاثنين ممتازة إلى حد أن صافية بدأ يستخدم اتصالاته مع الصحافة لمساعدة القصيـبي. صافية نصراني متزوج من امرأة بلجيكية، ويتكلم الفرنسية والإنكليزية بطلاقة وخطه المعتدل جعله مقرباً للصحافيين والسياسيين البريطانيين. لا يُفوت صافية فرصة دون مدح القصيـبي، والدور السعودي في مساعدة القضية الفلسطينية. وجهود صافية مسموعة إلى حد ما خصوصاً ضمن نطاق الجالية العربية في لندن من الأغنياء العرب الذين يتباحثون في القضايا السياسية في حفلات الكوكتيل، ويقوم بمدح السعودية أمام أي صحافي أجنبي عندهُ استعداد للاستماع. ولهذا الغرض الدعائي يستخدم صافية كُتَّاباً فلسطينيين من أمثال أحمد خالدي، وكرمة النابلسي.





باسل عقل

باسل عقل شخصية مُحيرة. بدأ اعماله كتاجر سلاح بواسطة شركة إدارة الموارد العربية ومقرها بيروت، وقد قامت هذه الشركة بالكثير من الأعمال مع العراق. ثم فيما بعد اصبح يعمل كمساعد خاص لحسيب صباغ رئيس "شركة العقود والإعمار": Contracting and Construction Company. وهي من كُبرَيات شركات البناء في الشرق الأوسط. هذه الشركة كانت مدار تساؤلات كثيرة حول علاقاتها بالحكومة الأمريكية، ولا شك أن للشركة علاقات مباشرة مع أصحاب نفوذ كبار في واشنطن، واستخدمت كوسيط لإيصال رسائل بين واشنطن و منظمة التحرير. وعقل قريب من عرفات، كما أصبح مقرباً من الملك فهد بعدما كلفه عرفات بمهمة مسؤول الاتصال بين المنظمة والسعودية.

يقال أن فهد يعطيهِ مبالغ ضخمة من المال من أجل تسويق خط معتدل بين الفلسطينيين. الأكيد أن عقل يعيش عيشة بذخ واضحة. وهو على اتصال دائم بالقصيـبي. وقد قام عقل باتصالات متعددة مع عبد الباري عطوان صاحب جريدة "القدس العربي"، وحذره من نشر أخبار ضد السعودية. ولمرة واحدة على الأقل قام عقل بالاتصال بعرفات وأخبره بأن نشاط عطوان مُضر بالقضية الفلسطينية. وقام عرفات بالاتصال بعطوان وطلب منه أن "يبردها". جهود عقل مستمرة في هذا المضمار، ولكن هل سينجح مستقبلا في إسكات جريدة "القدس"؟ وهو الأمر الذي لم ينجح فيه إلى الآن.

كما أن عقل على علاقة أيضاً بالعديد من الصحافيين البريطانيين في لندن، ويستخدم هذه العلاقات لتسويق وجهة النظر السعودية. وقد قام عقل بالاتصال المباشر بتايني رولاند، الذي كان يملك جريدة "الأوبزرفر" قبل بيعها لجريدة "الجارديان". وكان يُشير له بتوجيهات محددة، يطلبها عقل، ويفرضها رولاند فيما بعد على الصحافيين العاملين عنده.

شامي طرابلسي
12-17-2003, 06:56 PM
القطيع الثاني

قطيع سلمان بن عبد العزيز

نشرت الجريدة الرسمية في السعودية (أم القرى) إعلانا بتسجيل الشركة السعودية للأبحاث والتسويق (التي تملك الشرق الأوسط وملحقاتها) ملكا لأولاد سلمان ابن عبد العزيز بنسبة 60% والباقي لآل حافظ. لذا فإننا عندما نتحدث عن النفوذ اليهودي أو النصراني على آل سعود، فنحن نتحدث عن خضوع كبار العائلة المتنفذين لهيمنة كتاب اليهود و صحافييهم، ولا يوجد في العالم العربي نفوذ لليهود كما هو في الإعلام السعودي. كما سترى ومن خلال سلمان الذي يقوم بدور التهدئة والتظاهر بالاعتدال في مواجهة الإسلاميين ومحاولة احتوائهم.

يأتي الحديث الآن إلى مجموعة الأمير سلمان بن عبد العزيز. نظراً لبعد هذه المجموعة عن مركز تمويلها فإنها تتمتع بقدر كبير من الحركة والحرية، ولا تقوم بأعمال محددة. وشئٌ آخر يُميز هذه المجموعة هي كمية الأموال التي يتلقونها أكثر بكثير مما يستطيع القصيـبي أن يدفعه للعاملين معه. إضافةً لذلك فإن أغلبها من العرب ويقل بينهم الأجانب.

عثمان العمير

من قرية الزلفي شمال الرياض خرج عثمان العمير إلى الرياض واتصل بمجموعات الرياضة والكتابة الرياضية في جريدة "الجزيرة" مع قليل من أوشاب فكر البعث ووجد نفسه فاشلاً في الدراسة بلا دخل. وقد حاول بعض زملائه استثمار فقره، فطلبوا منه الكتابة عن النوادي الرياضية في الرياض وحاولوا تجنيده في حزب البعث فرع العراق في الرياض؛ ثم أرسلوه إلى لندن ليكون مراسلاً رياضياً ومتتبعاً لأخبار كرة القدم البريطانية يكتب عن أخبار الرياضة للجريدة التي يعمل فيها.

وفي لندن غرق في الخمر والنساء؛ أو كما يعبر أهل بلده "عنز بدوٍ طاحت في مريس". ونظراً لشهواته الواسعة وفقره أصبح شخصية للتأجير وطاف به بعثيون عراقيون واستخدموه زمناً طويلاً وقدموا له إحدى الحزبيات صديقة له لم تزل تعيش معه إلى اليوم دون زواج وقد شارك بجد في الدعاية والدعم للبعث العراقي في مواجهته للبعث السوري بشكل مباشر وأحياناً غير مباشر. وقام بدعاية عريضة لصدام حسين لسنوات عديدة وتسلم هو وفؤاد مطر صاحب "التضامن" ووليد أبو ظهر صاحب "الوطن العربي" أموالا طائلة حتى إنه دفع عشرين ألف جنيه لمايلز كوبلاند الجاسوس الأمريكي الشهير الذي كتب "لعبة الأمم" ليسلسل كتابه "لاعب اللعبة" في جريدة "الشرق الأوسط" وكانت الجريدة تتصرف في الكتاب لأسباب منها أن يخدم وجهة نظر العراقيين في التهوين من قدرة البعث السوري والتعريض بهم.

وبحكم عمله تحت إدارة الأمير سلمان وعلاقته الجيدة بشخصيات يهودية في لندن، رأت الحكومة السعودية أن يكون ممثلها الرسمي في المحادثات السعودية الإسرائيلية بالتنسيق مع ملك المغرب وافتتح مكتباً في المغرب للتنسيق بين الدول الثلاث في علاقاتها وصلاتها. وأصبح عثمان العمير المسؤول الدائم في التنسيق من جهة السعودية. ويدفع عثمان مبالغ لبعض الصحف المغربية، وله علاقة مع الملك الحسن الثاني الذي منحه ميدالية تقديراً لجهوده في التنسيق ما بين الأطراف الثلاثة ومقابل الميدالية نشرت جريدة "الشرق الأوسط" كتاباً منمقاً للحسن الثاني يروج لنفسه فيه. وكان للعمير دور في إقناع سادته بالمشاركة في الجامعة اليهودية النصرانية العربية التي أسست تحت اسم "جامعة الأخوين" حيث أن أحد المشرفين عليها هو اليهودي المعروف هنري كيسنجر. ويشرف الأمير سلمان على هذا العمل بنفسه.

ثم حين تطورت الأحداث ودخلت العراق الكويت، احتاجت السعودية إلى التشاور مع إسرائيل، ونسق اللقاءات عثمان العمير ثم اتصلوا بهنري كيسنجر في طلب المساعدة والمشاورة في الأزمة واتفقوا على أن يتولى مركز هنري كيسنجر للاستشارات موضوع التنسيق بين البلدين وبخاصة أن السعودية كانت مستميتة لتدفع بإسرائيل خارج المواجهة لما يسببه ذلك لها من حرج مع شعبها ومع العرب والمسلمين حين تقف السعودية مع أمريكا وإسرائيل ضد العراق.

وأنشأت السعودية وإسرائيل إثر هذه المشاورات مركزاً استشاريا سعودياً إسرائيلياً ضخماً، موقعه سري يتحفظ العمير في الحديث عنه حتى للمقربين جداً، يشاركه في ذلك هنري كيسنجر كواجهة استشارية. ومن المعروف أن الجريدة كانت تدفع أثماناً باهضة لهنري، مقابل مقالاته التي تترجمها من "لوس أنجلوس تايمز"، وكأن المبالغ المدفوعة هي ثمن المقالات، بينما هي عقود صداقات وولاءات الرابح الوحيد فيها إسرائيل وكيسنجر. وإنها لحالة تدعو إلى الشفقة على أشخاص لا يفهمون في السياسة إلا بذل المال، لإسرائيل ولمستشاريها وللمقربين من ذوي القرارات في كل مكان، وليس لهم قرار سياسي ولا إعلامي؛ فتراهم يضحون بمالهم و وجودهم وشعبهم دون غاية.

ولدى العمير مكتب ملحق بعملية الاستشارات حيث يكتب المركز ثلاثة تقارير أسبوعية. وفي المكتب عدد من اليهود يراقبون سمعة المملكة ورأي الغرب فيها، كما يقومون بمراقبة الصحافة الغربية والإعلام العالمي عموماً. وبعض هذه التقارير خاصة بسلمان وبعضها بالملك مباشرة.

وقد كان العمير من الذين ساهموا في عملية المصالحة بين العائلة الحاكمة والمعارضة الشيعية في الشرقية. ولم تزل له علاقة جيدة بهم، بل أصبح شخص مثل عبد الأمير -الشيعي المعارض سابقاً- مساعداً لعثمان في عمله التجسسي.

وعثمان مخول مالياً في عدة حسابات مالية سوى حساب الجريدة الرسمي، فهو يدفع لفريق كبير من الجواسيس الذي يتظاهرون بالصحافة والإعلام ويدفع مبالغ هائلة لأشخاص مثل باتريك سيل، وهنري كيسنجر وبيتر مانسفيلد إضافة لمرتباتهم السعودية من جهات أخرى كما سبق ذكره. ويدفع مبالغ أقل لأصدقائه البعثيين في الرياض أمثال تركي الحمد. وعثمان العمير من رواد النادي الليلي المسمى "سترنغ فيلوز" STRING FELLOWS وهو نادي ترتاده البنات الصغيرات.

وفي هذه الأيام يتحدث عن ترك جريدة "الشرق الأوسط" ربما ليشارك في حملة تنصيب سيده سلمان لدى الناخبين في تل أبيب وقد يكون أول سفير لحكومة الملك سلمان بن عبد العزيز لدى اليهود وهو مؤهل جداً بكل المواصفات المطلوبة من عربي يخدم بني صهيون.

وقد شق عثمان طريقه إلى قلب سلمان بن عبد العزيز عندما دبر له مقابلة مع ديانا ورحلة في نهر التايمز برفقتها وقد كان هذا أمنية العمر لسلمان وهي حلقة وطيدة لتمكن العلاقات بين العمير وسلمان.

و عثمان العمير كاتب سلمان الإسلامي دخل الصحافة من باب الحريم. له من ثقل الدم ودناءة الأسلوب ما لم يسبق إليه، بليد الطبع وإليك هذا النموذج مما يكتب أو يكتب له. فهو صاحب هذه الرسالة التي يقول إنها أرسلت إليه، نشرها في عدد مجلة "الشرق الأوسط"[32]، في مقاله الفكري الرائع في آخر صفحة في المجلة يسميه "رسائل من ثقوب الخيمة"، إليك "المقال العميري":

تحذير هام

أنت قليل الوفاء، وهذا ليس ذنبك بل ذنب الذين اعتقدوا أنك بالإمكان أن تكون وفياً ومنهم أنا، فلطالما حذرت الكثيرات منك، وأخبرتهن عن صفاتك الرديئة، كما حذرنني هن منك، ثم لا أدري كيف حدث ما كنت أخاف منه وأخشاه، ولا أريده. فوقعت في حبائل الشيطان، عفواً في حبائلك، أنتهز هذه الفرصة لأعلن براءتي منك بلا رجعة وأحذر من يجهلك. سونيا 1988م)[33].

إذا كانت هذه رسالة حقيقية تلقاها هذا العلاَّمة المثقف فيا لغبائه المفرط حيث نشرها وهي تصفه بأقذع الصفات، ولكنها تبدو صادقة في وصفه لأنه أعجب بالرسالة، ونقلها ونشرها للعالم، ولو لم تكن موافقة لمزاجه لما كان لها هذا الوقع عليه. وإذا اعتذرت له وقلت أنه مخبر أمين فطين فهل أعماه الحب عن قراءة الرسالة، فيكفيك من ذكائه وديمقراطيته أنه كتب عن نفسه أو كتب عنه برغبته أنه قليل الوفاء، رديء الصفات، "شيطان"، ونقول نعم هذه صفاتك، هي موطن إجماع منك ومن أصدقائك، أما ما بعدها فسبقت الإشارة إليه.

عثمان العمير يتحدث عن نفسه

في مقابلة كتبها أحد موظفي العمير مطر الأحمدي وساعده في إعدادها ونشرها هاني نقشبندي، إذ كانت هذه المقابلة على درجة من الخطورة والأهمية أن يعدها ثلاثة ممن أعلنوا أسمائهم مسئولين عن هذا الإنجاز الفذ: العمير والأحمدي ونقشبندي؛ وتواضع بقية المحررين والمساعدين والمساعدات وتنازلوا عن ذكر دورهم ودورهن في المقابلة في مجلة سيدتهم عدد 824 في 27-12-96م من ص 76 إلى ص 87. تحدث "المجريان للمقابلة" في المقدمة عن شقهم للطريق الصعب إلى شقته الفاخرة في حي نابتسبرج الراقي في لندن وقدما له كما أحب:"بأنه يصعب محبته، وأنه رسخ اسمه وأنه صدامي، وأكثر من جرئ، (على ماذا؟) وأنه فوضوي باعترافه وغير منظم (تأكيد)" ويقول الغازيان للشقة آثرنا أن نكون أكثر فوضوية منه ووضعناه تحت الأمر الواقع، هذا الرجل الذي شق طريقاً طويلاً في لندن. يقول مطر الأحمدي بعد ذلك " تعاقبنا عليه أنا والزميل هاني النقشبندي مسئول تحرير الرجل " والقائل مسئول تحرير المرأة "سيدتي".

يقول جواباً للسؤال الثاني وهذا كامل نص الجواب "عشقت بما فيه الكفاية لفرد وليس بما يكفيني شخصياً، فأنا لست حماراً " انتهى الجواب.[34] ثم قال: أبحث عن زوجة، ولو كان لسيدتي باب للباحثين عن الزواج لكنت أولهم، ثم قال المحرران:

· هناك باب في جريدة المسلمون ؟ (وهي لنفس شركة سلمان بن عبد العزيز).

· لست في الزواج إقليمياً ولا فئوياً. (كيف ترى هذا الموقف؟)

· وعن رأيه في المرأة العربية قال:

· لي مواقف مع المرأة العربية لا تسر. (وقد جرب غالباً نفس طبقته التي لا تسر أحداً).

· هل سبق أن اقتربت فكرياً من المرأة بشكل كبير؟

· كثيراً كثيراً كثيراً

· ووصلت إلى درجة الحوار؟

· كثيراً كثيراً كثيراً

· (ثم بعد ذلك يسخف الحوار جداً وبدرجة غير معقولة عن علاقته مع المتزوجات الخ).

· هل أنت نجم ؟

· لست نجماً في هذا الكون ولكني كذلك في محيطي وراض عن هذه النجومية. (شقته ربما).

· ألا تغار من نجوم أخرى تزاحمك في محيطك هذا ؟

· بصراحة وبدون عقد، لم أشعر بالغيرة تجاه أحد ولم أشعر أن هناك عثمان العمير آخر، قد يكون عثمان العمير الآخر تافهاً أو سيئاً (كيف فهمت هذا) ولكنه وجد على هذا الأرض ليمارس وجوده وأعتقد أن الإنسان الذي ينشد الكمال لا يرضى سوى بالنجاح لذلك أقسم بالله أني لم أشعر بمزاحمة أي شخص لي. (كل هذه الأيمان المغلظة من هذا التقي لينفي سقوطه تحت أقدام كثيرين كالخازن)

· وماذا عن ملابسك ؟

· أنا مثل المرأة يهمني أن أسمع ما يقوله الناس عن طريقة لبسي ….

· هل تعبت كثيراً على نفسك ؟

· أعتقد أني لم أتعب على نفسي. (موهوب بلا تعلم وممارسة كما وجد الملك خالد نفسه ملكاً دون أن يقرأ أو يكتب أو يمارس. فقط لأنه كان المولود الأكبر في ذرية والده كما وصفه جلال كشك أغبى شخص وصل للحكم في العالم العربي، والخازن في الإعلام أيضاً. ويقول العمير عن سبب نجاحه

· لا أكتمك أنه لولا المرأة لما حققت كثيراً من نجاحاتي. فكلنا يلعب بالأسلحة التي يجيد استخدامها لكي يفوز. (هل عرفت الآن سر نجاحه وقربه من سلمان بن عبد العزيز؟ وسر المرأة الإنجليزية في نجاح العبقري العربي في لندن؟ راجع هذه المسألة في ما سبق).

· (ثم يقول عن وسامته في تواضع جم(

· أما عن الوسامة فأنا أعتقد أني أحول، وكنت أعاني من ذلك ولا زلت، الآخرون يقولون أني تجاوزت معاناتي هذه.

· هل تؤمن بتفوق الرجل على المرأة؟

· " لا أؤمن بهذا التفوق "

· (وعندما قالوا له) وبعد النضج هل لا زلت تقرأ أو تكمل لها كتاباً؟

· قال: هل قلت أني ناضج؟ (حاشاك)

ثم ينضج العمير ويطالب ويقول "ولو كان الأمر لي لألغيت أفعل التفضيل من اللغة العربية" ربما خوفاً من مثل: أغبى وأقبح وأحول وأجهل …الخ. ولكن المشكلة أن أفعل التفضيل موجودة أيضاً في الإنجليزية. ثم يذكر أن الكرة والكتابة عنها أدخلته للصحافة كما قربته المرأة من أهل المال والقرار. ويقول أنه تعلم عبقرية الكتابة من هاشم عبده هاشم، ويكفيك شهرة الأستاذ حتى تعجب لعبقرية التلميذ وهكذا يحيل المجاهيل على المجاهيل والتنابلة على أمثالهم. وسألته لجنة المقابلة:

· هل أنت وصولي ؟

· نعم

· هل أنت مغرور ؟

· نعم

· هل تعتقد أنك كبرت في السن ؟

· لا لازلت شاباً أفكر بعقلية ابن العشرين وتصرفه (أبعدت النجعة)

· هل لازلت مراهقاً ؟ أحببت من قبل من قال إني ناضج ؟!

· ويجازف عثمان العمير بنفسه ويجترئ كالعادة ليقول:

· نفاخر بما يسمونه الشعر النبطي إنه إهانة وفضيحة ما بعدها فضيحة.

كلمة حق قالها فاجر ولكن ألا يعلم أن المتشاعرين النبطيين من العائلة الحاكمة يكتبون أو يكتب لهم مثل هذا الشعر. فما المخرج من هذا التناقض؟ أم ترى هذا الحديث قابل للنقض مثل رأيه في الشرق الأوسط وأخواتها المتقدم نشره، وبما أنه اعتبر نفسه مثل المرأة فلعل تقمص الدور وامتثل قول قائلتهن "كلام الليل يمحوه النهار".

شامي طرابلسي
12-17-2003, 07:00 PM
منح الصلح

صحفي لبناني من إنتاج الجامعة الأمريكية، يعمل تحت تصرف عثمان العمير وعلاقتهما حميمة، ويقوم الصلح بدور الاتصال بالصحافة في لبنان والدفع لهم مقابل السكوت عن السعودية وبخاصة تلك الجرائد التي ليست تحت يد رفيق الحريري مباشرة.

فؤاد مطر

صحفي لبناني كتب كتاباً عن صدام حسين وكان مقرباً جداً منه وكان يصدر مجلة "التضامن" وكتب عثمان العمير فيها عموداً. وبعد إغلاق المجلة استمر عثمان في الدفع لفؤاد مطر، وقد يكون ذلك من حرص إسرائيل على بقاء علاقتها مع صدام والعراق من خلال عثمان ومطر.

سليم نصار

أهم أعضاء هذه المجموعة بعد عثمان العمير هو سليم نصار. وهو لبناني كان يعمل رئيس تحرير لمجلة "الحوادث" اللبنانية. ونصار اليوم يقوم بكتابة مقالات مطولة لجريدة الحياة. وهو مسؤول عن الاستخبارات، وجمع المعلومات لحساب الأمير سلمان بن عبد العزيز. في العقد الخامس من عمرهِ، نصار يتكلم بهدوء وهو يتكلف التهذيب. ويتجول بين نخُبة المجتمع العربي في لندن، ويقضي الصيف في إسبانيا في ماربيا. يقوم نصار بكتابة التقارير حول الصحافة العربية، والجالية الفلسطينية في لندن، والمجموعات اللبنانية المناوئة لسوريا والموجودة في باريس، وهو الواسطة بين الحكومة السعودية والكنيسة الأرثوذكسية اليونانية. وله سمعة قوية بأنه قريب جداً من البطريـرك صفير. ويوظف علاقاته مع الكنيسة في اتصالاته مع حكومات اليونان وقبرص. نصار رجل عائلي وقد جمع ثروة طائلة من اعماله المختلفة هذه. وقد قام بدراسة آثار وجود اللجنة الشرعية للحقوق في لندن لحساب الأمير سلمان بن عبد العزيز.

خير الله خير الله

خير الله خير الله أيضاً على علاقة مباشرة بالأمير سلمان. وخير الله لبناني نصراني، وصحافي يعمل في جريدة "الحياة"، وعلى استعداد تام لخدمة الأمير سلمان، ولكن نظراً لوجود نصار والخازن في المجموعة فإن دوره ليس مهماً.

وفي باريس-ولسنا في معرض الحديث عن باريس- هناك رجلان يعملان لحساب الأمير سلمان الذي يسعى للسيطرة على الصحافة، وهما علي بلوط ونهاد الغادري. بلوط موهبة للإيجار، وقد عمل لحساب العراق، وسوريا في السابق، وهو على استعداد لتنفيذ أي شيء يُطلب منه، ولكن تقاريره الخاطئة أدت به إلى مشاكل في العديد من الحالات. ولذلك فإنه غير مرغوب فيه هذه الأيام، ولا يعني ذلك أنه لن يعود إلى الساحة.



نهاد الغادري

نهاد الغادري سوري كان يعمل مساعداً صحافياً للملك فيصل، وحظوظه مع السعودية متقلبة بين يوم وآخر. منذ عامين كتب سلسلة من المقالات في مجلة "سوراقيا" مهاجماً المملكة، وظل يكتب إلى أن تم الاتصال به "وإرضائه". يُستخدم الغادري لبث الشائعات في أوساط الصحافة العربية في باريس. وأول عمل قام به كان استخدام الدكتور محمد المغربي، صحافي لبناني عمل لصالح العراق في السابق. ولأسباب أُخرى لعلها جغرافية يتعامل الغادري مع تونس لحساب الأمير سلمان. ويقال أن سلمان قد اشترى له جريدة "المحرر" الصادرة في باريس وهو الآن رئيس تحريرها المسؤول. لكن الغادري خسر مكانته، لأنه تحول من مدافعٍ عن آل سعود إلى مناوئٍ لهم، ثم لمدافعٍ عنهم مرة أُخرى.

قطيع علي بن مسلم

هناك أيضا نشاط علي بن مسلم. وهذا الرجل يعمل باستقلالية عن السفارة، متخذاً من جنيف مركزاً له، ويقدم التقارير مباشرةً إلى الديوان الملكي. علي بن مسلم كان مسؤولاً عن العلاقات مع ليبيا وإيران ويقدم التقارير مباشرةً إلى الملك فهد. ومقارنة بجهود القصيـبي فإن جهود ابن مسلم ليست من حيث التنظيم كجهود القصيبـي، ومن حيث الحجم لا تقارن بجهود الأمير سلمان. ابن مسلم يستخدم كمال كبريت وهو عيناه وأُذناه. وإذا أخذنا في الاعتبار أن الأخير لبناني نصف متعلم وسكير علمنا لم أصبحت شخصيته غير مرغوب فيها.

يبدو أن جهود ابن مسلم تنحصر في حل المشاكل. فهو يسافر ويدفع بنفسه عندما يكون هناك خلاف مع أحد ما في الإعلام. ولسببٍ ما فإنه يَسهل على ابن مسلم رشوة الناس، أكثر مما يَسهل ذلك على القصيـبي، ربما لأنه ينفذ عملاً محدداً "ادفع واطلب المدح فقط" أو "ادفع ليسكتوا" وكل هذا نجاح. على سبيل المثال ابن مسلم دفع مبالغ طائلة من المال لمجلة "سوراقيا" لكي تتوقف عن مهاجمة السعودية وقد حصل ذلك رغم نصيحة القصيـبي بعدم الدفع. كان القصيـبي يعارض تماماً التعامل مع غسان زكريا ولكن ابن مسلم قام بما يريد على أية حال، علماً أن غسان زكريا صاحب "سوراقيا" يقول أنه تلقى ثمنه وثمن مجلته من الأمير بندر بن سلطان مليون دولار وغسان نصاب كبقية الفريق، فهل يُدفع له من الجهتين؟! الآن ابن مسلم يقوم بالدفع للمجلة لتقوم بمدح الملك شخصياً، والمجلة تقوم بذلك في كل مرة ببجاحة وبشكل مفضوح لا يعجب القصيبـي، وكان هذا من أسباب الرسالة الاحتجاجية التي أرسلها القصيبـي لحكومته منتقداً هذه التصرفات، وتجاوزه وعدم الأخذ برأيه أو احترام منصبه. ومن العاملين مع ابن مسلم: الصحافي اللبناني سليمان فرزلي، ولكنه يعمل معه بصورة متقطعة، ولا يمكن اعتبار عمله مهماً.

وقد حقق ابن مسلم نجاحاً ظاهراً، حيثُ قام بعقد اجتماعات مع العجوز الليبي أحمد الهوني صاحب جريدة "العرب"، التي أيدت صدام في حرب الخليج، وقد توقفت الجريدة عن مهاجمة السعودية على إثر ذلك. على صعيد آخر قام ابن مسلم باتصالات مع صحافيين يمنيين في مجلة "اليمن الكبرى" ولكن نتائج الاتصالات لم تتضح حتى الآن. كما قام بالاتصال بكاتب بريطاني واحد على الأقل في محاولة لمنعه من نشر كتاب يتعرض للسعودية مقابل دفع مبلغ من المال. وحاول دفع مبلغ كبير للجاسوس سعيد أبو الريش حتى لا ينشر كتابه "الصعود والسقوط المرتقب للعائلة السعودية" في طبعه أمريكية.

هناك شكوك تدور في أن ابن مسلم على اتصال أيضاً بمجموعات إيرانية معارضة موجودة في لندن. وابن مسلم كان بالطبع إلى جانب التويجري نائب الأمير عبد الله وأحد الأشخاص الذين اتصلوا بالمعارضة الشيعية في لندن. وعقدوا معهم المصالحة المشهورة والتي على إثرها عاد المعارضون بعد ذلك إلى السعودية. ويبدو أن ابن مسلم يستخدم خلفيته الشيعية عند تعامله مع مجموعات معينة لأنه إسماعيلي من إسماعيلية نجران.

وبخلاف القصيبـي وسلمان فإن ابن مسلم لا يستخدم الأشخاص المناسبين وطُرُقُهُ في العمل قديمة ورديئة وهو مثال لفجاجة الملك في أسلوبه للإدارة. ومن المثير للانتباه أن ابن مسلم يقوم بأعماله في لندن بدون موافقة أو علم السفير القصيبـي، بل ولا يلتقي ابن مسلم مع القصيبـي عند حضوره إلى لندن، رغم تكرار زياراته لها.

القاصية* أكلها الذئب بندر بن سلطان

وفقت أمريكا في استخدام ابن وزير الدفاع بندر في تصدير الخردوات العسكرية المدنية إلى السعودية تحت ستار تطوير الجيش وتحديث الدفاع، حيث وقع نيابة عن السعودية عدة صفقات سميت صفقات القرن. كما شارك في رشاوى تأذي برائحتها المجتمع الدولي فضلاً عن واشنطن كمسألة الكونترا ومشروع اغتيال فضل الله الذي فشل كأي مشروع حكومي سعودي آخر. بدأ بندر بن سُلطان تعامله مع الصحافة البريطانية منذ أواخر 1992م، ويقوم بذلك بطريقته التي لا مثيل لها بحمق، وسماجة تعكس شخصيته.

الحماقة الأولى: ظهرت في لندن مجلة باسم "المسخرة" وأخذت تهاجم الصحفيين الذين يكتبون ضد آل سعود بطريقة بشعة. وعلى سبيل المثال: ذكرت "المسخرة" أن زوجة غسان زكريا-صاحب مجلة "سوراقيا"- عاهرة[35]. وذكرت أشياء أُخرى عن عبد الباري عطوان ربما: لا تَقِلُّ سوءاً عما قالته عن زوجة زكريا. كانت هذه المجلة تُطبع في أمريكا، وتُشحن، وتُوزع في بريطانيا بطريقة غير معروفة، لذلك تعذر على الضحايا أن يرفعوا قضية ضد المجلة، ولكن البوليس البريطاني تدخل على أثر ذلك، وأوقف توزيع المجلة في لندن، ثم توقفت تماماً عن الظهور بعدما أخطر البريطانيون السلطات الأمريكية.

الحماقة الثانية: كان بندر في اجتماع له مع أندرو نيل-Andrew Niel رئيس تحرير جريدة "الصنداي تايمز-Sunday Times"، ليبحث معه في مقال نشرته الصحيفة ضد آل سعود، للكاتبة ماري كولفن. كان ذلك قبل عامين من نشر كتابنا هذا، وكانت زيارة بندر للندن لهذا السبب بالذات، ورغم نصيحة القصيبـي بعدم مهاجمة الجريدة لأن مردود ذلك سيكون سلبياً، قال بندر -خلال الاجتماع- بأن كولفن عاهرة وأخذ يذكر أسماء عدد من الأشخاص، مدعياً أنهم شاركوها الفراش، وكلاماً من هذا النوع الذي يناسب شخصه وخلفيته. وقد غضب نيل، وهدد بقطع الاجتماع لبذاءته، وعرض على بندر الفرصة بأن يكتب للجريدة للرد على ادعاءات المقالة، ويخلص من الاجتماع. وقد كتب ذلك بندر لاحقاً في رسالةٍ للصحيفة قال فيها إنَّ مشاكل السعودية الحالية، هي نتيجة لدعمها لأصدقائها، وإنَّ السعودية صرفت 65 بليون دولار لتغطية تكاليف حرب الخليج[36]؛ وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها مسؤول سعودي عن حجم تكاليف الحرب.

ولا يحتفظ بندر بموظفين له في لندن، ويقوم بالاتصال بالصحف مباشرةً من خلال اتصاله برؤساء التحرير. وقد قام في مؤخراً بالاتصال برؤساء تحرير "التايمز"، و"الإندبندنت"، و"الجارديان"، وآخرين شاكياً لهم نشرهم أخباراً ضد آل سعود. وهو يقوم بذلك بطريقة عنجهية ولعل ذلك أحد أسباب فشله في التأثير حتى الآن. ومن ذلك شكوى بندر "للجارديان" حول ثلاث مقالات كتبها ديفد هيرست، ولكن الجريدة تمسكت بموقفها، وساندت هيرست. ولعل عنجهيته وبذاءته وتهتكه ورشاواه الخيالية وراء كراهية الأمريكان له ومللهم منه، حيث يرون أنه ذو دور مفسد للإعلام والأخلاق في واشنطن! أما العنجهية فسببها عقدة نقص بالغة لا شفاء لها.

ومن أبرز من يعمل مع بندر فؤاد عجمي، من جنوب لبنان والغالب أنه ليس من أصل عربي، يعمل في مركز تجسسي في جامعة جون هوبكنز حيث أعطي بندر شهادة ماجستير من نفس القسم! يقوم عجمي بالتحدث نيابة عن بندر والحكومة السعودية مراعياً باستمرار رضى الموساد. ويشيع جهاد الخازن عن عجمي أنه موساد، وبين الشخصين كراهية شديدة. ويرى الخازن أن كثيراً من الترتيبات ما بين بندر بن سلطان وإسرائيل تمت باستخدام عجمي من قبل الإسرائيليين. كما يعمل عجمي كعميلٍ مزدوج، وكذلك فإن بندر يدفع به أيضاً إلى الإعلام الأمريكي، حيث ويتحدث كخبير في قضايا العرب وإسرائيل.

ومن عقد الكراهية بين عجمي والخازن اختلاف جهات الولاء، فعجمي موسادي بندري -نسبة إلى بندر بن سلطان- والخازن خالدي-نسبة إلى خالد بن سلطان- ولسبب أخر يبدو موجوداً عند الخازن وهو وجود نزعة عروبية لديه، بينما يحمل عجمي شعوبية بغيضة وحقداً على العرب، وأشد من كراهيته للعرب كراهيته للإسلام والمسلمين. ومن أسباب كراهية الخازن لعجمي ترديد هذا الأخير لعبارة "نحن الأمريكان..." أثناء المقابلات التلفزيونية. وأخيراً عرض المذيع التلفزيوني الأمريكي دان راذر على عجمي أن يصحبه إلى البلاد العربية فقال أصحبك بشرط أن تجنبونني رؤية العرب وهم يغمسون أصابعهم في الطعام!

خالد بن سلطان

اشترى خالد اسم جريدة "الحياة" البيروتية بـ عشرين مليون دولار من عائلة مروه الشيعية على أن يبقي للجريدة شخصيتها اللبنانية "منوعة الاتجاهات" كما قالوا له، وبقيت الصفحتان الثانية والثالثة –والآن الرابعة والخامسة- خاصة بأخبار لبنان وبقيت الجريدة تخدم نصارى لبنان عموماً. ويزعم ناصر الدين النشاشيبي في كتابه (حضرات الزملاء المحترمين):أن جريدة الحياة "ستبقى شيعية إلى يوم القيامة". ولعل الاهتمام بأفكار الليبراليين الإيرانيين هو الواضح في الجريدة.

والخدمة الوحيدة التي قدمتها جريدة "الحياة" ومجلة "الوسط" أنهما ساهمتا، في الدفاع عن مالكهما خالد بن سلطان حين سخر شوارتزكوف منه، عندما ذكر في كتابه عن الحرب أن خالداً لم يكن يعرف شيئاً عن الحرب. وبالمناسبة فقد كان شوارتزكوف لا يعطيه فرصة لمعرفة تفاصيل العمليات إلا جلسة القهوة أحياناً في الظهيرة. وبينما كانت الجرائد السعودية الداخلية والتلفزيون في الرياض تسميه "قائد مسرح العمليات"، فإن إعلام الحكومة في الخارج كان يتناول أكذوبة قيادته باستحياء فلا يذكرها إلا مكرهاً وبأسلوب تضعيف يحتمل وجهين لأن الإعلام العالمي كله يتحدث عن شوارتزكوف قائد الجيوش.

تحدث شوارتزكوف في مذكراته عن الحجم الحقيقي لسلطة خالد بن سلطان أثناء الحرب، وقال أنه حدد طريقة مقابلة خالد للعراقيين، وقال له اترك عادة العرب في المعانقة أي لا توزع القبلات، وحدد له في مقابلته للـ"سي إن إن" الأسئلة التي يجيب عنها. ولعل القارئ كان من الذين رأوا وسمعوا شوارتزكوف وهو يلقن خالد الجواب مرة. ومرة أمره بقوله "لا تجب على هذا السؤال"، فسكت خالد في مشهد حي على الهواء يبث لكل العالم. ومر’ ثالثة قال له عندما حاول أن يجيب على أحد الأسئلة "هذا يكفي". فسكت ليس لأنه عسكري يطيع الأوامر بل لأنه لايفقه من أمره شيئاً ولا يستطيع أن يفكر أو يتصرف في وجود سيده، هذا إذا أحسنا الظن وافترضنا أن له قدرة على التفكير والتصرف. ولم يكن شوارتزكوف يثق حتى بقدرته على الحديث أو مقابلة الناس.

فبالله عليكم هل يمكن أن يُسَلّم مثل خالد قيادة الجيش الأمريكي وجيوش التحالف كما ذكر الإعلام السعودي؟ أَكُل هذه السخرية بالأمة الخرساء التي لا يسمح لها بالسماع ولا بالكلام؟ أم كان هذا خداعاً للمشايخ الذين يصعب عليهم أن يكون قائد المسلمين كافراً نصرانياً، فجلبوا لهم ممثلاً مسرحياً ثقيلاً ضخماً وسموه "قائد قوات التحالف ومسرح العمليات"؟ مساكين هؤلاء الحكام، كذبوا كذبة ثم صدقوها، صدقوا أن القائد منهم، فكذبهم الناس! أما الشعب فكان يسميه "قائد المسرح"، سخريةً منه. "وقع الفأس بالرأس" وصدّق خالد الخدعة وتحدث واعتقد أنه قائد، ولما لم يكن كذلك فقد عوض عن احتقار الناس واتهام شوارتزكوف له بسرقة 25 بليون دولار[37] تزيد ولا تنقص. وهكذا يكون القواد الأبطال وزعماء الأساطير. ولك أن تتأمل وتقارن كم كلفنا صدام وكم كلفنا قائد المسرح!

لقد كلفنا خالد عاراً ورشوةً، وتزويراً، ومع ذلك كتب له "باتريك سيل" كتاباً مقابل خمسة ملايين جنيه سماه "فارس من الصحراء"[38]، وأعطاه لناشر شهير، والتزم بشراء النسخ من الناشر بثمن باهظ؛ وإلا فمن يصدق أن خالداً يستطيع الكتابة؟ وقد كان من قبل يسأل الصحفيين في جريدة "الحياة" ومجلة "الوسط" المنافحة عنه والرد على شوارتزكوف فيما رماه به؟ ولم يخط ذلك بقلمه وأنى له ذلك!

وهذه مواهب معروفة لدى غلمان العائلة، أخرجوا فاراً من الصحراء في الحرب، وأخرجوا اليوم كاتباً وهو خالد بن سلطان! وبالأمس برز "فنان" منهم اسمه خالد الفيصل يرسم له الدكتور حسن طافش الفنان المعروف "كما يشاع" والمشكلة أن خالد الفيصل يقيم معارض باسمه ويتحدث عن رسمه، ومن قبل كان عبد الله الفيصل يكتب له الشعر شاعر فقير ولما توفي شاعره سكت للأبد، ألا ما أكذب المال وما أقهر الكذب.

يملك الناس الجرائد و الوسائل الإعلامية لهدفين: إما للربح أو للتوجيه الفكري، و"الحياة" زادت خسارتها عام 93 عن واحد وثلاثين مليون دولار، فهي ليست مربحة مالياً، وخالد يفهم هذا ويفهم أنه ليس تاجراً، بل يعرف أين يدس يده لتعود بالبلايين جهاراً نهاراً ولا تقطع.

أما الهدف الفكري فما الذي يملك خالد أو حكومته من فكر يقدمونه للعالم؟ إن أحد الموارنة الصغار في "الحياة" و"الوسط" يسيطر بقوة المال وبوليس آل سعود على التوجيه الفكري للعائلة الحاكمة و للشعب العربي كاملاً عبر جريدته، ولا يملك خالد ولا غيره الاعتراض. وهذا ما يحدث، بل هو لا يعترض لأنه قطعاً لا يقرأ فضلاً عن أن يفهم. وبعد نقاش مشكلة الخسارة في الجريدة بدأ موظفوها[39] يحجزون مواقعهم في تلفزيون الشرق الأوسط.

والفريق اللندني يدرك عقد خالد والمتنفذين من العائلة وأنهم يكرمون من يذلهم ويهينهم. فالقصيبي الذي هجاهم هجاءاً مقذعاً قبل الوزارة وضعوه وزيراً. ثم هجاهم مرة أخرى وذلك عندما نشر قصيدته التي سماها "آخر رسائل المتنبي إلى سيف الدولة" ومطلعها: بيني وبينك ألف واش ينعب، والواشي هنا هو سلطان بن عبد العزيز وحاشيته، أما المتنبي وسيف الدولة هنا فهو يعني نفسه وفهداً، ما أبعد المشبهَين من المشبه بهما. فعينوه إثر ذلك سفيراً لأنهم يقدرون جداً من يهجوهم. ثم أبدى براعة في الهجوم على الإسلاميين والدعاية لاحتلال الخليج فكافئوه بمنصب سفير في لندن. وهو يتوقع مزيداً من الترقية والنفوذ ففتح الباب للكتابة والسخرية والنكتة بأسياده في مجالسه الخاصة، والتذلل والعبودية عندما يقابلهم أو يراسلهم أو يصرح بخدمة لهم. ولكنه في الوقت نفسه يغار من قرينه نزار قباني الذي أدرك عقدة آل سعود كما أدركها سفيرهم، فأوقف نزار شعره على هجاء آل سعود بدءاً من هجائه لعبد الله الفيصل:

والحاكم العربي يخزن ماله في خصيتيه وربك الوهاب

وأشهر وآخر هجائياته الطويلة قصيدة:

"أبو جهل يشتري فليت ستريت"*

وأبو جهل هنا فهد، وفليت ستريت شارع الصحافة في لندن. لهذا كله أصبحت تفرد له قرابة نصف صفحة أسبوعية في جريدة "الحياة"، ولو لم يهجهم ويفعل ما فعل لما دفعوا له الآن ليجلدهم وليذلهم. والقصيبـي ونزار يعدان بأعمال هجائية لسادتهم بعضها بدأ في الانتشار الآن، وإذا احتمل الأول أن يكون في منصب صوري وممسحة لسقطات العائلة، فإن الثاني تعود أن يتملق أعداء آل سعود يتكسب بهجائهم في جرائدهم وغيرها.

الخازن وبقية قطيع سلمان

إضافة لهذه المجموعات هناك مجموعتان أُخريان تستحقان الاهتمام: الأولى مؤلفة بشكل رئيسي من رجلين، وتتعامل مع آل سعود على أعلى المستويات، والثانية مؤلفة من مجموعة أكاديميين من الذين يكتبون باستقلالية، وآراؤهم لها ثقلها المؤثر على صورة السعودية في لندن.

المجموعة الأولى: أبرز أفرادها جهاد الخازن وباتريك سيل.

جهاد الخازن

جهاد الخازن فلسطيني نصراني أرثوذكسي من الجليل، سمى ابنه محمداً كما فعل من قبل مارون عبود، وميشيل عفلق. تخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت وعمل في جريدة بيروتية باللغة الإنجليزية اسمها "ديلي ستار" مملوكة لعائلة مروة، وبعد إغلاقها في بيروت انتقل إلى جدة ليعمل في "سعودي جازيت". وبحكم علاقته "الخاصة" بكمال أدهم قدمه كمال لأكثر من جهة. وكمال أدهم هو رئيس الاستخبارات السعودية وأخ لزوجة الملك فيصل عفت وهو من أصل تركي. وكمال أدهم والخاشقجي والملك حسين هم رواد خلية كلية فيكتوريا.[40] وقام أدهم بدور الاتصال ما بين الـ"سي آي أي-CIA"و الملك فيصل واستمر عمله إلى أن سلمه لتركي الفيصل. ومن البارزين في هذه الحلقة سوى أدهم غيث فرعون. دفع أدهم بجهاد الخازن إلى أعمال كثيرة وقدمه للعائلة، وبخاصة تلاميذ أدهم منهم.

والخازن لا يحترم العائلة المالكة وبخاصة الملك، ويشتمه في مجالسه علناً، كما يكره بندر بن سلطان، وليس سبب ذلك أنه يحب أن يرضي سيده خالد بن سلطان مالك جريدة الحياة فقط، ولكنه يكره فريقاً منافساً فيه أمثال فؤاد عجمي. وبين بندر بن "سلطان" وأخيه خالد تنافس شديد على الرشاوى، ثم امتد ذلك للإعلام وموظفي الطرفين.

الصراع ما بين باتريك سيل و الخازن

يرى الخازن أن باتريك سيل يقلل من نفوذه الشخصي في مجلة "الوسط" وتفرده بالدور الأول في تعيين الموظفين والتحرير وتوجه المجلة. غير أن باتريك سيل يحظى في الظاهر بدعم خالد بن سلطان، وهذه في الحقيقة رعاية إسرائيلية قوية لا يملك تجاهها خالد و والده شيئاً. ولعل الحقيقة الكامنة وراء هذا أن الصراع ما بين باتريك سيل والخازن هو الصراع المعروف -صراع النفوذ- ما بين الـ"سي آي أي" والموساد الإسرائيلي، إذ يرى باتريك أنه رغم كونه عميلاً قديماً في الـ"سي آي أي" إلا أنه لا بد أن يرعى مصلحة بني قومه مباشرة في "الوسط" و"الحياة". والخازن يمثل وجهة نظر دولة عظمى ولا يخلو من نفس عربي وكراهية لليهود ونفوذهم في مجلة "الوسط".

وبعض المقالات التي يتحدث فيها عن اليهود ونفوذهم في الإعلام الأمريكي، يشير بما يشبه الصراحة للحكومة السعودية ونفوذ اليهود في صحافتها من خلال باتريك سيل في مجلة "الوسط" وتأثيرهم على العمير والراشد في جريدة "الشرق الأوسط" ومجلة "المجلة" من باب "إياك أعني واسمعي يا جاره". يا سيدي يا سلمان اليهود يطاردونني في المبنى وجرائدهم ومجلاتهم، لكن السيد غائب الوعي ومجنون.

فباتريك "سي آي أي" كما هو معروف ولكن الخازن نصراني من أصل عربي وباتريك يتظاهر بنصرانيته وهو من أصل يهودي. وليس بإمكانهم التخلي عن أعمالهم المكلفين بها ولا يخفون رغباتهم الشخصية في الاستبداد بالمؤسسة وأيضاً ليس بإمكانهم الانسلاخ من جلودهم.

وهذا الوضع يعكس الصورة الكبرى للفراغ الفكري في السعودية: دولة لها مال ولكن بدون عقيدة، وحكومة بدون فكرة؛ تعمل على عداء شديد مع الأفكار في داخلها، فتقع ضحية المصالح والأفكار الخارجية والتي لا تستعمل واجهات فكرية معلنة. وليس لدى آل سعود من الذكاء والفهم ما يجعلهم يقيمون عملاً يتحكمون فيه أو يتحكم فيه شعبهم. فلا خلاص لهم من سيطرة الموارنة، والـ"سي آي أي"، واليهود ما دامت العلاقة عدائية ما بين الشعب والحكومة، ولن يعمل معهم سعودي من ذوي المروءة والشهامة أو القدرة، إذ لا يستطيع العمل مع العائلة وإعلامها إلا من يشاركهم في دناءتهم ولواطهم وعهرهم ومخدراتهم. لذا سوف تستمر هذه الحالة الفكرية الشاذة للإعلام السعودي مع استمرار الحكم الشاذ.

وعلاقة الخازن قوية برجلين: الأمير سلمان، وتركي بن فيصل رئيس الاستخبارات السعودية. تتمثل أعمال الخازن لحساب تركي بكلمة واحدة، "التجسس"، ومن أجل ذلك يستخدم كافة المحررين الموجودين بالجريدة. وعلى سبيل المثال: الصحافي زكي شهاب، كتب خبراً عن هجوم إسرائيلي محتمل على ليبيا لم يحصل، وبدل نشر الخبر قام الخازن بإرساله إلى تركي. ويهتم الخازن بالأخص بتحركات إيران لمعرفة نياتها. كما يستخدم خير الله خير الله للتجسس على اليمن، _ولكن اليمنيين قاموا بالواجب للصحفي الرخيص_ وقد قضى خير الله أشهراً طويلة في اليمن. وللخازن علاقات قوية كذلك في بيروت من ضمنها علاقته برجل الأعمال اللبناني هاني سلام، ويستخدم الخازن علاقاته لجمع المعلومات عن لبنان. وحالياً يستخدم الخازن بسام أبو شريف رجل منظمة التحرير السابق[41]. وأبو شريف زير نساء وخمور، ويحتاج لكثير من المال، والخازن يدفع له بسخاء. وظيفة أبو شريف جمع المعلومات، والتطورات في "المخيم" الفلسطيني حيث يرسلها الخازن للرياض. ويمتلك الخازن مكتباً خاصاً به في واشنطن منفصلاً عن مكتب جريدة "الحياة". ولا يبدو أن أحداً يعرف ما هي أعمال هذا المكتب، ولكنَّ مصادر أمريكية تقول بأنه على اتصال بالإدارة الأمريكية، وقد قام المكتب تحت رعاية الخازن بتقديم تقرير يتناول إجابة على سؤال: "لماذا يجب أن يكون سلمان ملكاً بعد فهد؟" وتُضيف المصادر الأمريكية أن التقرير عُرِضَ على هيئة الأمن القومي: National Security Council. وتناول أعضاء الهيئة التقرير بجدية. ومن أهم ما في التقرير: هجوم الخازن على سعود الفيصل بما يُضعف إمكانية خلافته لفهد. ذلك أن الإدارة الأمريكية تتجه نحو سعود الفيصل وتمهد له ولا تريد سلمان وإخوانه الأشقاء. ولما لاحظ سلمان من خلال معلومات الخازن أن اليهود يدعمون سعود الفيصل أخذ الآن يتقرب منهم، ويقنعهم بأهميته الشخصية، ويبذل لذلك مالاً طائلاً ليقطع الطريق على سعود.

يتعامل سلمان مباشرة مع الخازن، ويتصل به بصورة متكررة على هاتفه الخاص. كما أن الخازن يكتب التقارير عن الأشخاص الذين يعملون لحساب سلمان، في أماكن عديدة. وهناك ما يدعو للاعتقاد بأن الخازن على علاقة سيئة بالأمير خالد بن سلطان، وأن السبب الوحيد الذي يمكنه من الاستمرار في عمله في جريدة "الحياة" هو الأمير سلمان، هذا إذا لم يكن الخازن مدعوماً من آخرين! والخازن ذكي ويستخدم جريدة "الحياة" لَيستَكتب بعضاً من الذين يمكن أن يكتبوا ضد آل سعود في مكان آخر. وهم إما عرب من أمثال مي يماني أو أجانب من أمثال روزماري هوليس-Rosemary Hollis. وفي كل مرة يكتب أولئك شيئاً للجريدة يدفع لهم الخازن مبالغ كبيرة، ويقول لهم "أنتم شيء خاص".

مثال آخر يدعو للاستغراب هو الكاتب الفلسطيني الشاب خالد الحروب الذي ينتمي إلى حماس، بل ويمثلها في لندن. فمن غير المعروف سبب هذه العلاقة والتعامل، لكن المبالغ التي يدفعها الخازن للحروب مريبة. كما يَستخدم الخازن هؤلاء الكُتاب في خدمة العائلة، وغيرها من الجهات، فهو يستخدمهم في مجال نشر الإشاعات والأكاذيب. فكلما أرادت السعودية نشر خبر معين، يقوم الخازن بنشره بين الذين يهتمون بإشاعة الأخبار التي يبدو أنها سرية وخاصة، بطريقة توحي بأن الخبر "سري" و "مهم" فيضمن نشر الخبر، ويضمن إعطاءه أهمية. وقد كان الخازن وراء نشر خبر أن العائلة الحاكمة السعودية لم تعد ترغب في الخاشقجي عندما كان الخاشقجي يقوم بدور الوسيط في العلاقة الإسرائيلية السعودية، ولما ساهم في نقل يهود الفلاشا بتكليف من الملك شخصياً، وذلك منذ سنوات. وقد استخدم الخازن لنشر الخبر الكاتبة الفلسطينية نادية حجاب.

يقوم الخازن بأعمال أُخرى لحساب سلمان، وفي سبيل ذلك قام بالتقرب من الساسة البريطانيين بمن فيهم ديفد ميلور، و مايكل هَزلتاين، كما تربطه علاقات بالعديد من السياسيين اللبنانيين. ولعل أفضل فكرة يمكن تكوينها عن أهمية الخازن تبدو من خلال الثروة التي جمعها. فمنذ خمسة عشر عاماً كان مُفلِساً، وبيته الصغير الذي امتلكه كان عن طريق قرض بنكي ولم يستطع السداد في فترة دفع الأقساط، أما اليوم فيُعتقد أن ثروته تفوق خمسة عشر مليوناً من الدولارات[42].

ويقوم بسام الخازن -أخو جهاد- بتأمين البغايا لأعضاء العائلة المالكة، إذ يعمل بسام قواداً لهم، فكل منهما على ثغرة في السياسة أو الجنس. وبسام هذا –الذي يقال أنه أعلن إسلامه- هو الذي كتب عن آل حافظ الملاك السابقين لجريدة "الشرق الأوسط" قبل أن يستولي عليها سلمان. ونترقب مذكرات جهاد مع آل سعود.

هناك أمر غريب في علاقة جهاد الخازن بالسعودية. فالخازن شديد النقد لشخص الملك فهد، وليس سراً فقط، بل يقوم بذلك علانية. كتب مرة يسخر من فهد في مقاله اليومي "عيون وآذان" يقول: (بعد أربعين سنة أو نحوها في موقع الحكم لا يزال الملك فهد بن عبد العزيز يفاجئ الصديق والعدو بقراراته ومواقفه. ولا حاجة بي أن أعود بالقارئ إلى الخمسينات أو أي عقد أصبح تاريخاً وإنما أكتفي بالتسعينات وقد انتصف عقدها، فمن حرب تحرير الكويت إلى القرارات الاقتصادية إلى قوله "من مد يده على هذه البلاد بشبر واحد نمد يدنا كيلومتراً". قرار الاستعانة بالقوات الشقيقة والحليفة والصديقة أنقذ بسرعته وحكمته الجزيرة العربية كلها، وقرار زيادة الرسوم صحح مسار الاقتصاد السعودي) ثم يقول: (أما وعد خادم الحرمين الشريفين أو وعيده بأن "الشبر الواحد بكيلومتر" فهو موقف مسبق أو إجهاض لوضع محتمل). ثم يتوقع الخازن (مستقبلاً قاتماً للاقتصاد السعودي) ويقول (إن الرسوم لن تخفض ولن "تلغى".. وقد ظلت سمعة الاقتصاد السعودي سيئة، حتى إن أسهم البنوك هبطت والبنوك تحقق أرباحاً قياسية..) ويعرّض بقرار رفع سعر الديزل وأثره على الزراعة ثم يقول: (وأختم بما بدأت به فالملك فهد لا يفتأ يفاجئ الصديق والعدو، وهو سيفاجئهما من جديد وقريباً)[43]. من أين يأتي بالدوافع لهذا الانتقاد؟ غير معروف ولكن المتوقع أن تكون من تركي بن فيصل أو سلمان. وهو إجمالاً يكره آل سعود ويسخر بهم كما فعل في هذا المقال مع كونه عبداً ذليلاً لهم.

والخازن يظهر عداوته لمن يكرههم بأسلوب ملتو ولكنه يوصل فكرته صريحة أو ذات وجهين، أما قضايا الأمة فهو للأسف يكذب وبلا مواربة عندما يأتيه القرار بالدعاية، لاحظ ما كتبه في نفس العمود عن انهيار حقوق الإنسان في مصر يوم كانت هذه القضية مسألة عالمية يقول: (لم تكن هناك معلومة واحدة جديدة، ولم يقدم دليل قاطع واحد على انتهاك الحكومة المصرية حقوق الإنسان، وهي لن تستطيع لو أرادت لأن هناك برلماناً صاخباً وصحافة معارضة لا تسكت)[44].

راعي الرعاة باتريك سيل

الراعي الأخير في هذه المجموعة هو باتريك سيل، وهو كاتب وصحافي معروف. سيل مُتزوج من الكاتبة السورية رنا قباني، زوجة محمود درويش سابقاً، وهو في الرابعة و الستين من العمر. ينحدر سيل من عائلة تنصرت، وكانت قبل ذلك يهودية، واسمها قبل أن تتنصر سيجال-Segal. وهو كاتب بارع جداً وله مؤلفات منها "الصراع على سورية"، و "أبو نضال"، و"الأسد"، وقد شغل في السابق منصب رئيس تحرير قسم الشرق الأوسط في جريدة "الأوبزرفر". وظيفته الاسمية: مستشار إعلامي للأمير خالد بن سلطان، وله مكتب في جريدة "الوسط"، ويقوم بالتوجيه للمحررين في "الوسط" فيما يختص بأعمالهم. والحقيقة أن علاقة سيل بآل سعود تعود إلى زمن طويل. فسيل على علاقة شخصية بالأمير سلطان، ومنذ 14 عاماً وهو والجاسوس السابق مايلز كوبلاند-Miles Copeland في الـ"سي آي أي"-CIA يتقاضيان راتباً من سلطان قبل ظهور جريدة "الحياة" مرة أُخرى. وبعد إقفال "الحياة" في بيروت قامت جريدة "الشرق الأوسط" بنشر جميع كتب سيل على حلقات لقاء مبالغ طائلة. ويتمتع سيل اليوم بالسيطرة على تحرير مجلة "الوسط". وقد أنهى سيل كتابة أحداث حرب الخليج الذي كتبه من وجهة نظر السعودية، ومع شهرته فلن يجد صعوبة في إيجاد ناشر للكتاب. كذلك يقدم سيل النصائح للقصيـبي فيما يجب عمله، و على اتصال دائم بسلطان و يكتب التقارير لوزارة الإعلام السعودية، وسبق ذِكْر علاقته مع الـ"سي آي أي" هو وصديقه كوبلاند. وهو مع كل هذا ورغم يهوديته صاحب قرار في مؤسسة خالد بن سلطان الإعلامية، وموجه بصورة غير مباشرة لها ولسياستها. وقد تعاقد مع خالد بن سلطان على أن يكتب له كتاب "مقاتل من الصحراء" بخمسة ملايين جنيه. ولعل من الصور الكاريكاتورية لخالد ما كان يفعله به شوارتزكوف من الإذلال والطرد ومنعه من المعلومات كما سطر ذلك شوارتزكوف في كتابه ويخرج بعدها خالد ليذكر أنه صفع أحد العساكر المساكين عندما تردد في تنفيذ أمر تافه لخالد مقاتل الصحراء "الخالية"

وإذا ما خلا الجبان بأرض طلب الطعن وحده والنزال

وإنني لأشكر جداً دهاء الذي وضع هذا العنوان فقد كان عنوان كتاب خالد بن سلطان عنواناً ساخراً ومذلاً للمؤلف، وربما وضع العنوان الخازن أو القصيبي وكلاهما لديه معرفة بالأدب والشعر والسخرية يثقان بجبن خالد وبلادته ودلاّه على عنوان يجعل كل من يقرأه يستهزئ بمقاتل الصحراء.

شامي طرابلسي
12-17-2003, 07:03 PM
آخرون بين بين

بقي أن نتحدث عن خمسة أكاديميين نظراً لأهمية تأثيرهم فيما نحن بصدده. وهؤلاء هم روزمري هوليسن من الهيئة الملكية المتحدة للخدمات، مي يماني ابنة زكي يماني من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية. مضاوي الرشيد من جامعة أوكسفورد، وفرِد هوليدي من كلية لندن للاقتصاد والسياسة، وروجر هاردي اختصاصي بشؤون الشرق الأوسط في هيئة الإذاعة البريطانية. جميع هؤلاء معروفون و لهم كتابات في الصحف والمجلات، ويظهرون بصورة متكررة في شاشات التلفزيون وعلى الراديو. وإلى أمثال هؤلاء يذهب كثير من الصحافيين طلباً للنُصح في كل مرة تحدث حادثة جديدة في الشرق الأوسط. ويقوم هاردي بكتابة المواضيع للأخبار المذاعة في الـ"بي بي سي".

روزمري هوليس

تعمل روزمري هوليس في مؤسسة قريبة جداً من الحكومة البريطانية، بل ولعل المؤسسة تابعة للحكومة البريطانية. وهي خبيرة في شؤون التسلح، ولعلها من القلائل الذين يستطيعون معرفة إمكانات السعودية من استيعاب واستخدام الأسلحة التي تشتريها. إضافة لذلك فإن هوليس تكتب لجريدة "الحياة" أحياناً. هوليس تعتقد أن آل سعود في ورطة لا مخرج منها. وقد صرحت بذلك علناً منذ فترة قريبة لمجموعة من رجال النفط في جنيف. واستكتاب جريدة "الحياة" لها كان محاولة لإسكاتها، غير أنها لم تنجح. وقد قامت هوليس بكتابة عدة تقارير للمؤسسة التي تعمل بها حول وضع السعودية غير المُستقر في المستقبل. وقد كتب جيمس كريغ إلى المعهد الملكي المتحد للخدمات طالباً طرد هوليس، ولكنّ طلبه لم يجد آذاناً صاغية.

فرد هوليدي

اكتسب فرد هوليدي شهرته بعدما توقع سقوط الشاه في إيران. كما اكتسب شعبية كبيرة من خلال كتاباته القوية حول الشرق الأوسط. وهو ينتقد السعودية بشدة، ولم تستطيع الآلة الإعلامية السعودية السيطرة عليه. وقد رد هوليس وهوليدي جريدتا "الحياة" و"الشرق الأوسط"خائبتين بعدما طلبتا منهما الكتابة فيهما بشكل مستمر. وأخيراً ظهرت لهما مقالات في "الحياة" فهل تمكنوا أخيراً منهما؟!

مي يماني

تتكلم مي يماني عن أوضاع المملكة بصورة واضحة. وهي امرأة متحررة منحلة سكِّيرة، تنتقد بخاصة غياب دور المرأة السعودية. طلبت جريدة "الحياة" منها الكتابة في محاولة لإسكاتها، ولكنها لم تسكت، وبعد فترة أوقفوا مقالاتها. وهي باحثة اجتماعية بدرجة دكتوراه من جامعة كامبردج. وأصبحت مصدر معلومات للصحافيين فيما يخص السعودية، ومصدر إزعاج وإحراج للحكومة السعودية.



مضاوي الرشيد

مضاوي الرشيد نُسخة هادئة من مي يماني ولكن إنجازاتها العلمية أكثر أهمية. تدرس مضاوي في كلية نَفيلد-Nufield College في جامعة أوكسفورد وهي أيضاً باحثة اجتماعية، وعصرية، ولكنها مسلمة مُحافظة. تنتمي مضاوي الرشيد إلى آل رشيد حكام حائل ونجد قبل آل سعود، اثنتان من عماتها كانتا من أزواج عبد العزيز بن سعود. وتنحدر مضاوي من الفرع الذي كان يسكن في العراق، وهي امرأة هادئة جداً، وعلى معرفة تامة بالتطورات الاجتماعية الجارية في السعودية. وقد قامت مضاوي بالكتابة منتقدة دور آل سعود، وقد حاولت الآلة الإعلامية السعودية إسكاتها عن طريق تشويه سُمعتها، وقد باءت تلك المحاولات بالفشل إلى الآن.

روجر هاردي

أما روجر هاردي، فقد استحق غضب آل سعود عندما تكلم عن اضطرابات في السعودية، وقد جرت محاولات عدة لكي ينضم إلى مجموعة القصيبـي من دون نتيجة لذلك فالآلة الإعلامية السعودية تقوم بنقد كتاباته بشكل دائم.









قائمة بعض المحررين النصارى في الإعلام السعودي

معلومات أخرى
الاسم


جوزيف سماحة


جورج طرابيشي


مايكل سابا


شارل شهوان


حازم صاغية


البير منصور


صفية أنطون سعادة


فريدريك معتوق


البرت مخيبر


دانيال الظاهر


مارك صايغ


أرليت خوري


جميل روفائيل


أنطون الدويهي

مذيعة مارونية
نيكولا تنوري

صحفي خريج جامعة كامبردج
بيتر مانسفيلد

نصراني لبناني يعمل في جريدة "الحياة"
خير الله خير الله

فلسطيني نصراني أرثوذكسي وخريج الجامعة الأمريكية
جهاد الخازن

يهودي متنصر وصحفي وزوج الكاتبة السورية رنا قباني
باتريك سيل

يعمل في كلية لندن للاقتصاد والسياسة
فرد هوليدي

اختصاصي بشؤون الشرق الأوسط في هيئة الإذاعة البريطانية
روجر هاردي


اسكندر الديك


مي غصوب


سركون بولص


جوزيف أبي رعد


كميل داغر


إلياس لحود

رئيس تحرير الوسط و ولي عهد الخازن رقي أخيرا عقبى له خادم الحرمين.
جورج سمعان

سي آي آ، اشتهر بهذا، ومسؤول عن ملف الحركات الإسلامية في الحياة
كميل الطويل


كلوفيس مقصود


موريس أبو ناضر


صادق صايغ


بيار أبي صعب


أميل حبيبي (هلك)


ميشال أبو جودة


مسعود ظاهر


جورج حشمة


الكتاب اليهود في إعلام آل سعود

·عمانويل استيفانوس يوقع هكذا:كاتب إسرائيلي

·دافني باراك:قريبة لرئيس حزب العمل تعمل مع العمير وسلمان

·باتريك سيل كان يشرف على الوسط

·هنري كيسنجر تحول على يد العمير وسلمان إلى كاتب إسلامي ملتزم بعقيدة خادم الحرمين؟

يبلغ التبجح باليهود الذين يفكرون للعائلة الحاكمة أن يعرفوا أنفسهم باعتزاز (كاتب إسرائي) وأشهر من يقوم بهذا في جريدة الحياة استيقان عمانويل الذي يعطى العمود الأول أسبوعيا في صفحة أفكار التي يحررها القسيس صاغية، ويساعده فيها عدد من (الفرانكفونيين) وهذا وصف ملطف لأذناب الاستعمار الفرنسي. وفي الصفحة المذكورة يستعرض أزلام ابن علي (المقيم الفرنسي في تونس) أمثال صالح بشير الذي يكتب دعايات إسرائيلية تافهة للسلام يستخدمه فيها آخرون. وآخر قذارات هواء في إعلام أولاد عبد العزيز كانت على يد العفيف الأخضر الذي كتب يسخر من الرسول (صلى الله عليه وسلم) و يصفه بالأصولية والتخلف وامتهان حقوق المرأة في المقال الذي عنوانه (تجفيف الينابيع الأصولية شرط لتحديث التعليم) الذي نشر في الحياة يوم 1رجب 1418 الموافق:1-11-97 ميلادي.



خاتمه

هنا نسكت عن القول المرير، فإذا كنت ممن يعرفه فعساك أن تساهم في جلاء هذا الليل. وإن كنت ممن يجهل عمق هذه المأساة، يرى ويسمع ثم يقول ما تقوله الحكومة (الإعلام السعودي يلتزم بالإسلام…ومناهضة التيارات الهدامة والاتجاهات الإلحادية والفلسفات المادية…العمل على خدمة سياسة المصالح العليا للمواطنين خاصة والعرب والمسلمين عامة) يكفي الحال عن المقال، يوم كانت روسيا شيوعية كانت السعودية بوق أمريكا ولما سقطت الشيوعية فما تغير البوق ولكن نعقت فيه أمريكا ضد الإسلام. حاربت بهم أمريكا إيران،وحاربت بهم روسيا في أفغانستان، وتحارب بهم اليوم السودان وتحارب بهم الإسلام في الجزيرة لأن الإسلاميين قد يدعون إلى إنهاء الاحتلال الأمريكي أو يطالبون باحترام حقوق المواطنين أو إنهاء حالة جعل بلاد الجزيرة حذاء مهينة للمصالح الأمريكية، أو أنهم سيخففون من حالة النهب الدائب لبلادنا، وكل هذا ضد المصالح الأمريكية العليا، لذا تجد هذا الفساد والديكتاتورية البشعة بلا مثيل محمية، لأنها كما قال كبار كتاب أمريكا في كتب عديدة أعظم وأرخص غنيمة في سجل البشرية. ومن لك بنهر الذهب يحميه بعض أهله من أنفسهم ومن شعبهم، وتشتريه منهم بأسعار رمزية تعود لك هذه المبالغ مرة أخرى مقابل الحماية لهؤلاء الجبناء المخاليع!

أم أن عبارة (حكومتنا الرشيدة) وما أبعدها عن الرشد، وكلمة (عقيدة رب العزة والجلال) خدرت عقلك ولمست تقواك وعاطفتك؟ فقد كان ابن سلول يعظ الصحابة و يكاد يبكيهم، غير أن قلة منهم كانت تعرفه، وتعرفه من لحن القول قبل الفعل. عندنا أقوام تفكر بآذانها، ولن يغني فيها هذا ولا غيرة، ولكن أليس لنا عبرة في الذين كانوا ينكرون ولاء عرفات لإسرائيل، وكانوا ينكرون حراسة اليهود له في بيروت، ولو قلت لهم هذا آنذاك لربما لقيت باليد أكثر مما تلقى باللسان. وبعد نهاية أسطورة عرفات ستبقى أساطير كثيرة تملأ عقول من يأبون الحقائق حتى إذا دمغتهم حاولوا الفهم ولات حين فهم.

حكومتهم الرشيدة شيدت السجون وأغلقت أبواب الجامعات أو كادت، وأغلقت المساجد في وجوه المخلصين والعلماء. بنت القواعد الأمريكية للجيش الأمريكي وأقامت القواعد الأمريكية في كل مكان حتى في قلب الرياض أخذ الجيش الأمريكي مطار الرياض القديم، وبنوا للأمريكان قاعدة في الخرج، ودفعوا للجيش الأمريكي حتى تكاليف النقل التي يعرف الأمريكان كيف يبالغون فيها ويضاعفونها عليهم، وما دامت من دم الشعوب المغلوبة على أمرها فلا يهم. عرض العلماء ودعاة الإصلاح فكرة مواجهة الإهانات الأمريكية للحكومة و تغطرس المندوبين الأمريكان في الرياض بأن يقول آل سعود إن لدينا شعب لا يرضى إذلالكم له وليس من السهولة نهب ماله واغتصاب أراضيه، فما الذي حدث؟ أتهم القائلون بإفشاء سر الدولة (اتهموا بالمعرفة) وبالانحراف عن عقيدة التوحيد (توحيد أمريكا بالطاعة والخضوع) وعدم الانصياع للأمام!

وكانت السجون عقوبة المعرفة في مملكة الحكام الجهلة. هؤلاء المتسلطون أعلنوا الحرب على الله ففضحهم في عقر دورهم أسرهم حتى أن منافقيهم وعبيد الأمس عندهم بدأوا يحتقرونهم، فهاهو القصيبي يرفع ذيله، وقائمة طويلة من أمثاله كان أولهم عبد الكريم أبو النصر الذي أكد نهاية أهمية السعودية كحكومة من الميزان الدولي والأمريكي فطردوه من رئاسة تحرير الوسط، ولكن كيف يطردون الحقيقة من أعين العالم؟

وهكذا أبقتهم أمريكا شرطيا ضد الشعب وعاملا على تخديره وإلهائه، وحارسة للإسلام الأمريكي. ولن يغنيَ عنهم كل خنوع وطاعة لها فسيأتي اليوم الذي ترميهم فيه رمي القذاة عندما تلوح لها مصالح أخرى. وما هؤلاء بأرجل ولا أكثر أهمية ونفوذاً من شاه إيران حارس الخليج، ولي إسرائيل وزبون الخردة العسكرية السابق. ترى هل يعقل هؤلاء؟ أم يتمادون في غيهم؟ يبدوا أنهم لا يعقلون لأن سفه الكهول لا دواء له، و إني لأضنهم مثبورين.