تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تفاح... تفاح... يا بائع التفاح.. يا منعش الأرواح..



بشرى
12-04-2003, 11:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حكاية جميلة.. أكملوها لنهايتها!!

يحكىانه في القرن الاول الهجري كان هناك شابا تقيا يطلب العلم ومتفرغ له ولكنه كان فقيرا وفي يوم من الايام خرج من بيته من شدة الجوع ولانه لم يجد ما يأكله فانتهى به الطريق الىاحد البساتين والتي كانت مملؤة باشجار التفاح وكان احد اغصان شجرة منها متدليا في الطريق.. فحدثته نفسه ان ياكل هذه التفاحة ويسد بها رمقه ولا احد يراه ولن ينقص هذا البستان بسبب تفاحة واحده.. فقطف تفاحة واحدة وجلس ياكلها حتى ذهب جوعه ولما رجع الى بيته بدات نفسه تلومه.. وهذا هو حال المؤمن دائما جلس يفكر ويقول كيف اكلت هذه التفاحة وهي مال لمسلم ولم استأذن منه ولم استسمحه.

فذهب يبحث عن صاحب البستان حتى وجده فقال له الشاب يا عم بالامس بلغ بي الجوع مبلغا عظيما واكلت تفاحة من بستانك من دون علمك وهاأنذا اليوم استأذنك فيها.. فقال له صاحب البستان: والله لا اسامحك بل انا خصيمك يوم القيامة عند الله..

بدأ الشاب المؤمن يبكي ويتوسل اليه ان يسامحه وقال له انا مستعد ان اعمل اي شي بشرط ان تسامحني وتحللني وبدا يتوسل الى صاحب البستان وصاحب البستان لا يزداد الا اصرارا وذهب وتركه والشاب يلحقه ويتوسل اليه حتى دخل بيته وبقي الشاب عند البيت ينتظر خروجه الى صلاة العصر..
فلما خرج صاحب البستان وجد الشاب لا زال واقفا ودموعه التي تحدرت على لحيته فزادت وجهه نورا غير نور الطاعة والعلم.

فقال الشاب لصاحب البستان يا عم انني مستعد للعمل فلاحا في هذا البستان من دون اجر باقي عمري او اي امر تريد ولكن بشرط ان تسامحني.. عندها أطرق صاحب البستان يفكر ثم قال يا بني انني مستعد ان اسامحك الان.. لكن بشرط، فرح الشاب وتهلل وجهه بالفرح وقال اشترط ما بدى لك ياعم
فقال صاحب البستان شرطي هو ان تتزوج ابنتي!!

صدم الشاب من هذا الجواب وذهل ولم يستوعب بعد هذا الشرط ثم اكمل صاحب البستان قوله.. ولكن يا بني اعلم اني ابنتي عمياء وصماء وبكماء وايضا مقعدة لا تمشي ومنذ زمن وانا ابحث لها عن زوج استأمنه عليها ويقبل بها بجميع مواصفاتها التي ذكرتها فان وافقت عليها سامحتك.

صدم الشاب مرة اخرى بهذه المصيبة الثانية.. وبدأ يفكر كيف يعيش مع هذه العلة خصوصا انه لا زال في مقتبل العمر؟ وكيف تقوم بشؤونه وترعى بيته وتهتم به وهي بهذه العاهات؟ بدأ يحسبها ويقول اصبر عليها في الدنيا ولكن انجو من ورطة التفاحة!!

ثم توجه الى صاحب البستان وقال له يا عم لقد قبلت ابنتك وأسأل الله أن
يجازيني على نيتي وأن يعوضني خيرا مما أصابني.. فقال صاحب البستان: حسنا يا بني موعدك الخميس القادم عندي في البيت لوليمة زواجك وأنا أتكفل لك بمهرها.

فلما كان يوم الخميس جاء هذا الشاب متثاقل الخطى، حزين الفؤاد، منكسرالخاطر.. ليس كأي زوج ذاهب إلى يوم عرسه فلما طرق الباب فتح له أبوها وأدخله البيت وبعد أن تجاذبا أطراف الحديث، قال له: يا بني، تفضل بالدخول على زوجتك وبارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما بخير.. وأخذه بيده وذهب به إلى الغرفة التي تجلس فيها ابنته.. فلما فتح الباب ورآها.. فإذا فتاة بيضاء أجمل من القمر، قد انسدل شعر كالحرير على كتفيها، فقامت ومشت إليه فاذا هي ممشوقة القوام وسلمت عليه وقالت السلام عليك يا زوجي.

أما صاحبنا فقد وقف في مكانه يتأملها وكأنه أمام حورية من حوريات الجنة نزلت إلى الأرض وهو لا يصدق ما يرى ولا يعلم مالذي حدث! ولماذا قال أبوها ذلك الكلام.. ففهمت ما يدور في باله، فذهبت إليه وصافحته وقبلت يده وقالت:

إنني عمياء من النظر إلى الحرام.. وبكماء من الكلام في الحرام.. وصماء من الاستماع إلى الحرام.. ولا تخطو رجلاي خطوة إلى الحرام.. وإنني وحيدة أبي ومنذ عدة سنوات وأبي يبحث لي عن زوج صالح فلما أتيته تستأذنه في تفاحة وتبكي من أجلها، قال أبي: إن من يخاف من أكل تفاحة لا تحل له حريّ به أن يخاف الله في ابنتي فهنيئا لي بك زوجا وهنيئا لأبي بنسبك.

وبعد عام أنجبت هذه الفتاة من هذا الشاب غلاما كان من القلائل الذين مروا على هذه الأمة أتدرون من ذلك الغلام؟ إنه الإمام أبو حنيفة صاحب المذهب الفقهي المشهور.. أسأل الله أن يزق إخوتي مثل تلك التفاحة!! قولوا آمين... آمين آمين

أم ورقة
12-11-2003, 11:19 AM
آمين

بس انا ما اظن ان بساتين التفاح هذه الايام مثل تلك الايام