تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العراق الجديد و مواصفاته!!!!



قلب الأسد
09-18-2002, 10:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



العراق الامريكي ومواصفاته


جمعتني الصدفة التلفزيونية في احد برامج الـ بي. بي. سي ، بوكيل الوزارة الامريكي الدائم لشؤون التسلح والامن الدولي، جون بولتون الذي يعتبر من اشد صقور الادارة الامريكية الحالية تطرفاً، ضد العراق، وصاحب أم قرارات مجلس الامن الدولي ضده اي القرار 687 الصادر في نيسان (ابريل) عام 1991.
سألت المستر بولتون مباشرة عما اذا كان هدف بلاده من الحملة العسكرية المقبلة ضد العراق هو ازالة اسلحة الدمار الشامل أم ازالة النظام العراقي، فأجاب بكل برود: الاثنان معاً.
ذهبت الي ما هو أبعد من ذلك وقلت له لنفرض ان الهجوم الامريكي نجح في تحقيق اهدافه، اي ازالة النظام العراقي وأسلحته، وجري تنصيب نظام ديمقراطي جديد مكانه، هل باستطاعة هذا النظام، وهو في منطقة ملتهبة، ومحاط بانظمة قوية، ان يسعي لامتلاك اسلحة دمار شامل، للدفاع عن نفسه، فأجاب ببرود ثلجي انه لن يتم السماح لهذا النظام بتطوير اسلحة دمار شامل، وسنثبت ذلك في قرارات جديدة لمجلس الامن الدولي سنعمل علي اصدارها.
هذا الكلام العلني الموثق الصادر عن الشخص المسؤول عن الامن الدولي وشؤون التسلح في الادارة الامريكية يعني ان عراق المستقبل سيكون منزوع السلاح، وممنوعاً عليه الدفاع عن نفسه في مواجهة اي اطماع خارجية. ولا نعرف ما اذا كان قادة المعارضة العراقية الذين زاروا واشنطن، والتقوا المسؤولين الامريكيين، ويتحمسون في تأييدهم لمخططاتهم تجاه بلادهم، علي دراية بهذه الحقيقة ام لا.



ما يمكن استنتاجه من كل ما تقدم يلخص في مجموعة من النقاط نوردها فيما يلي:
اولا: عراق المستقبل، وفق الرؤية الامريكية عراق منزوع السلاح، فاقد السيادة والاستقلال، مكبل بشروط وقرارات دولية تعيق حركته السياسية، وتضع نفطه تحت الانتداب الامريكي. وبمعني آخر ستكون حاله مشابهة لحالتي اليابان والمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وربما حالة المانيا هي الاقرب للدقة، لان احتمالات تقسيم العراق واردة، تماما مثلما حدث لالمانيا.
ثانيا: ستطبق الولايات المتحدة وعودها بنزع اسلحة الدمار الشامل في المنطقة، ولكن من الدول العربية فقط، بحيث تظل اسرائيل هي القوة المهيمنة بلا منازع.
ثالثاً: عودة المفتشين الدوليين، حتي لو جاءت دون شروط، لن تمنع العدوان، ولن تؤجله، ولذلك فان اي ضغوط عربية ودولية علي العراق لعودة هؤلاء ستكون دون اي معني، طالما ان هدف اسقاط النظام هو الاولولية المطلقة وليس فقط تدمير اسلحة الدمار الشامل.
رابعا: دور الامم المتحدة سيكون هامشياً، ولن يخرج عن المصادقة علي المخططات الامريكية، لان الادارة الحالية هي ادارة حرب ، ولا تعير اهتماماً للمنظمة الدولية.
خامساً: الشروط التي طرحها الرئيس بوش في خطابه وطالب العراق بتنفيذها من المستحيل تنفيذها، لانها تعجيزية اولاً، ولانه لا توجد اي مرجعية، غير واشنطن، للحكم علي تنفيذ العراق لهذه القرارات.


الحكومات العربية في حال من الارتباك الواضح، ولا توجد لديها اي نوايا حقيقية لاتخاذ موقف واضح تجاه العدوان المقبل، فوزراء الخارجية العرب فشلوا في اصدار بيان صحافي بعد اجتماعهم المغلق مع كولن باول وزير الخارجية، واكتفي وزير الخارجية المصري احمد ماهر بحث العراق علي اعادة المفتشين الدوليين فورا دون اي اشارة للتهديد العسكري الامريكي.
الرد الايجابي العربي الوحيد علي خطاب بوش جاء من المانيا التي اعلن مستشارها رفضه المشاركة في الهجوم حتي لو جاء تحت غطاء من الامم المتحدة. بينما حرص الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي علي التأكيد علي مشاركة بلاده في الهجوم اذا جاء ذلك بناء علي قرار من مجلس الامن الدولي، وهو تراجع واضح عن مواقف سابقة للمشاركة، او السماح للطائرات الامريكية بالانطلاق من قواعد سعودية.
الانظمة العربية ستكتفي علناً بالمطالبة بعودة المفتشين، وتعمل سراً علي المشاركة، كل حسب قدراته وامكانياته، في العدوان علي العراق. فالقواعد الامريكية موجودة في قطر والبحرين والكويت والمملكة العربية السعودية، وهي قواعد ليست موجودة للزينة، وانما للاستخدام وقت الحاجة، ووقت استخدامها قد حان فعلاً.
نظرياً، تبدو الحرب سهلة ومضمونة النتائج، بالنسبة الي الولايات المتحدة وصقورها، ولكن صموداً عراقياً، وتوفيقاً من الله، ربما يؤديان الي مفاجآت عديدة لم تكن في حسبان احد.


ندرك جيداً انه لن تكون هناك طيور ابابيل تقاتل الي جانب الشعب العراقي في مواجهة العدوان، ولكننا ندرك ايضاً ان هذا الشعب سيدافع عن ارضه، وعرضه، ومستقبله، ويملك تراثاً عريقاً ومشرفاً في مقاومة الغزاة، ولهذا لن يستسلم بسهولة، ولن يرقص طرباً استقبالا للقوات الامريكية الغازية.
فالذين اندفعوا لحلق لحاهم ابتهاجاً بسقوط طالبان ادركوا انهم تسرعوا واعادوا اطلاقها مجددا، لان ما يجري علي الارض من فوضي وقطع طرق، واقتتال بين لوردات الحرب، وانعدام الامن والامان، اكد لهم ان النموذج الامريكي المثالي الذي انتظروه ما زال بعيد المنال.
الشيء المطمئن، بالنسبة الينا علي الاقل، ان الشعب العراقي الطيب الصابر، يعرف كل الحقائق، ولم يعد ينخدع بالدعايات المضادة، والفضل في ذلك يعود الي ثورة الاتصالات التي جعلت العالم قرية صغيرة، ولذلك فان هذا الشعب، مثله مثل شقيقه الفلسطيني، فقد الأمل بأي دعم للاشقاء العرب، وقرر الاعتماد علي نفسه وقدراته، ولعمري انه سيكون الفائز في النهاية، وسنقف الي جانبه ايا كان خياره.

عبد الباري عطوان

رئيس تحرير صحيفة القدس
http://64.4.20.250/cgi-bin/linkrd?_lang=EN&lah=294c7dd874fde1d c5f96a734b6547349&lat=1032388672&hm ___action=http%3a%2f%2fwww%2ealquds %2eco%2euk%2fdisplay%2easp%3ffname% 3d%2falquds%2farticles%2fdata%2f200 2%2f09%2f09%2d16%2fg29%2ehtm

من هناك
01-03-2008, 01:37 AM
ما رأيكم؟؟؟
هل استطاعوا عمل اي شيء مما خططوا له؟

هنا الحقيقه
01-03-2008, 05:18 AM
نعم هناك ما استطاعوا ان يعملوه وان كان لم يرد في اجنتهم ولكن في ملاحقهم