تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صرخة عاقل في زمن الجنون (2)



قلب الأسد
09-18-2002, 10:37 PM
وكتبت:

" من خلال هذا كله نستطيع القول أن أسامة بن لادن ، حتى لو كان هو المسئول عما حدث في 11 سبتمبر ، ليس إرهابيا..

لقد حاول القيام بما عجزت عنه جيوش أنفقت علي السلاح في العشرة أعوام الأخيرة فقط ألف مليار دولار..

جيوش لم تطلق منها رصاصة واحدة لحماية الأمن القومي.. بل كانت كل جهودها لتهديده.

حاول القيام بما لم يقم به حكام وكان واجبهم أن يقوموا به.

حاول القيام بما كان يجب أن تقوم به شعوب فلم تقم به.

حاول أن يقوم بدور أمة..

أنفق ثروته كلها : وهي مئات الملايين من الدولارات علي الجهاد في سبيل الله، مرة ضد طواغيت الإلحاد المجاهر ومرة ضد الوثنية التي روّمت الكنيسة.

أنفق المال في سبيل الله وكان ذلك غريبا علي حكام تعودوا أن يسرقوا مال الله..

جهز المجاهدين من ماله فقاتلوا وقتلوا وقُتلوا في سبيل الله..

جيوشنا كانت تقتل شعوبنا في سبيل الغرب..

ولو أن الجيوش كانت تواجه جيوشا لكان من الواجب اتباع قوانين الحرب وعدم التعرض للمدنيين..

لكننا كنا إزاء وضع غير طبيعي، لفرد يواجه القراصنة الذين حولوا حكام بلاده إلى نخاسين ، فكان من الطبيعي أن يكون رد الفعل غير طبيعي..

إنني يا قراء أصل إلي الحد الأقصى.. و أفترض أن المجاهد أسامة بن لادن هو الذي قام بأحداث 11 سبتمبر..

لكنني بالرغم من ذلك مازلت أشك كثيرا أنه فعلها.. لكنني وقد وصلت للحد الأقصى فلم يعد الولوج في غيره ذا أهمية..

فلنتجاوز الآن عن أن الحكام لم يكونوا مجبرين عما فعلوا.. لأن أقل قدر من التعاون والاتحاد كان كفيلا بردع أمريكا و إسرائيل ..

لكنهم لم يفعلوا..

تصرف كل حاكم بدولته كما يتصرف الطفل الفاسد المدلل بدمية يعبث بها، فإذا ما أراد أحد أن يأخذها منه دمرها تدميرا..

كانت غاية كل حاكم أن يستمر في ملكه .. مهما كانت النتائج وخيمة.. و أدرك الغرب هذا وشجع عليه.. وصارت كلمة الوحدة بين بلاد المسلمين أبغض الكلمات عند الحكام.. وارتضوا الشرذمة حتي تداعت علينا الأمم كما تتداعي الأكلة علي قصعتها.. وليس ثمة وجاء إلا وحدة الأمة.. لكن خضوعهم للبيت الأبيض والشيطان أهون عليهم من الخضوع لله..

في ظل هذا الوضع المأساوي أتي أسامة بن لادن فهاله ما رأي..

فلنواصل الافتراض إذن.. ولنقل أن أسامة بن لادن هو الذي فعلها ثم هرب إلي أفغانستان..

فهل يسوغ هذا لأمريكا.. أقوي و أغني دولة في العالم أن تهاجم بهذه الوحشية أفقر دولة في العالم.. و أن تقتل منها حتى الآن آلاف المدنيين انتقاما لرعاياها المدنيين!!..

مئات سوف يصبحون ألوفا..

هل يسوغ ذلك الإجرام الأمريكي والذي تبدي في قصف محطات الكهرباء في بلد يعاني من الجفاف والمجاعة وهي تعلم أنه يعتمد في إمداداته من المياه علي المضخات الكهربائية.

هل يسوغ ذلك الإجرام الأمريكي بقصف مخازن الغلال التابعة للأمم المتحدة حتى تتحكم بغلالها وحدها في الشعب الأفغاني فتجوع من تشاء وتطعم من تشاء.

وهل يسوغ ذلك الإجرام الأمريكي بإلقاء مساعداتها الغذائية في المناطق التي تعتزم إنزال قوتها البرية فيها ، وذلك حتى يتدافع الناس إليها فيطهروها بأجسادهم من الألغام، حتى يتمتع القرصان الأمريكي بالأمان حين ينزل..

هل..

وهل..

وهل..

وبعيدا عن أحكام الشريعة الإسلامية، فهل تنصاع أمريكا للقانون الدولي، إن بوش الأب متهم بارتكاب جرائم حرب بحكم محكمة أمريكية لجرائمه في العراق، فهل تسلمه أمريكا للعراق كي يحاكم فيها..

وهل يسلمون المجرم شارون..

بل هل يسلمون ذلك الجنرال الفرنسي الذي اعترف أنه قتل مئات الجزائريين من التعذيب.؟.."

***

كتبت ذلك، وجاءني عتاب من جهات عديدة، يعاتبني لأنني أستكثر شرف القيام بغزوة 11 سبتمبر على تنظيم القاعدة، وراح يؤكد لي مسئولية تنظيم القاعدة عنها، وقلت لهم أنني ألزم نفسي بما يقوله الملا عمر و الشيخ أسامة بن لادن رضى الله عنهما. وكنت أقول، أنني لا أرفض الفكرة مطلقا، و أن الفكرة الأقرب للتصور في ذهني أن تنظيم القاعدة هو الذي قام بها: لأنه لا يمكن أن يتوفر في كل الدنيا استشهاديون إلا بين المسلمين، لكنني في نفس الوقت لم أبرئ جهات أمريكية من المشاركة بالصمت، وكنت أعنى بذلك أن جهة ما داخل المؤسسة الأمريكية الحاكمة قد اكتشفت العملية وتركتها تكتمل كي تستغل الفرصة، ليس ضد المسلمين وحدهم، ولكن ضد جزء في المؤسسة الأمريكية نفسها.

في قضية اغتيال السادات ثبت أن مباحث أمن الدولة علمت قبل الاغتيال بساعات ثلاث، ولا أتصور في أي جزء من عالمنا العربي، أن تصل أجهزة أمننا المخترقة بالكامل إلى معلومة لا تعلمها المخابرات الأمريكية. نستطيع القول إذن أن المخابرات الأمريكية علمت بخطة البطل الشهيد خالد الإسلامبولى قبل تنفيذها بوقت كان كافيا لإفشالها، لكنها لم تفعل، و أن هذا لا ينال من بطولة خالد الإسلامبولى قيد أنملة، لكنه يدين أمريكا.

وفى قضية محاولة اغتيال جمال عبد الناصر في المنشية، أعترف أنني ظللت فترة طويلة ميالا إلى تصديق القصة الرسمية، إلى أن جلست مع الوزير أحمد طعيمة، وزير الأوقاف في العهد الناصري، وأحد الضباط الأحرار، وسألت الرجل عن حادث المنشية ( نشرت الواقعة كلها منذ أعوام). وراح الرجل يؤكد لي القصة الرسمية، والرجل شديد الإعجاب بجمال عبد الناصر، شديد التدين، وشديد الإدانة للإخوان المسلمين، وعلى الرغم من هذا كله فقد كانت روايته لي عن حادث المنشية، وتأكيده للرواية الرسمية، هي بداية الخيط الذي جعلني أشك في هذه الرواية. باختصار شديد، كان أحمد طعيمة على علاقة شخصية حميمة بأحد التجار، وكان هذا التاجر عضوا في الإخوان المسلمين، وكان معجبا بعبد الناصر، فأبلغ الوزير طعيمة بأسماء عشرة أشخاص جرى الاقتراع بينهم لتنفيذ عملية الاغتيال، وهرع أحمد طعيمة - والرواية على لسانه والرجل ما يزال حيا - إلى جمال عبد الناصر و أبلغه بالأسماء العشرة، وطلب منه اعتقالهم على الفور، بعد أسبوع قابل صديقه التاجر مرة أخرى، فسأله مندهشا لماذا لم يتم القبض عليهم، يقول أحمد طعيمة أنه هرع إلى جمال عبد الناصر مغاضبا ومتسائلا لماذا لم يتم القبض على المتآمرين، فأجابه جمال عبد الناصر بأنه لا يستطيع القبض على أناس لم يرتكبوا بعد أي جريمة.

كان الوزير أحمد طعيمة في غاية الانفعال وهو يسرد الواقعة مؤكدا لي أن جمال عبد الناصر قد تصرف مثل سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما أبى حبس من توعده بالقتل.

وأضاف أنه بعد أن حدثت المحاولة في المنشية راجع أسماء المقبوض عليهم فوجدها هي الأسماء التي أبلغ بها عبد الناصر.

وما لم ينجح فيه أصدقائي من الإخوان المسلمين نجح فيه الوزير أحمد طعيمة، فقد أصبحت ميالا بعدها لرواية الإخوان المسلمين. لقد استحال علىّ أن أصدق أن نظاما عسكريا - مهما بلغ حماس أنصاره له - يقدر على الارتفاع لمستوى سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه. استحال علىّ ذلك، كما استحال علىّ أن أفهم كيف لم يصحح الوزير طعيمة خطأه خاصة بعد ما رآه من تصرفات الثورة مع المعتقلين بعد ذلك.

كان التصور المنطقي أن جهاز الأمن تابع المؤامرة وحاصرها، وتركها تجرى وفق خطته، تنفيذا لأغراضه.

لقد أطلت في هذه الواقعة كي أكشف للقارئ كيف يمكن لسلطة ما أن تدع مؤامرة ضدها تنفذ خدمة لأغراض السلطة نفسها.

***

والآن نعود إلى غزوة 11 سبتمبر..

نعود إلى تصريح أوجع القلب لأحد الأمراء..

فقد(( نقلت وكالة الأنباء السعودية عن الأمير سلطان بن عبد العزيز قوله عشية الذكرى الأولى لاعتداءات 11 سبتمبر، أن أفرادًا من السعوديين وغيرهم خرجوا عن الملة الإسلامية وخرجوا عن الوطنية يتحملون مسئوليتهم، هم وليس نحن انهم حاربوا بلدهم قبل غيره والكل يعلم ماذا عملوا في المملكة العربية السعودية. وتابع أن بعض هذه المجموعات التي ذهبت لتدافع ضد الشيوعية في أفغانستان وانقلبوا رأسًا على عقب فكانوا مجرمين ومخربين وليسوا صالحين، وهذه حقيقة ولذلك نحن في المملكة العربية السعودية لم نؤوي مجرما ولم نؤوي إرهابيا بل بالعكس ديننا يمنعنا من هذا وعروبتنا تمنعنا من هذا. وأكد أن السعودية قيادة وشعبا ضد الإرهاب وضد الإجرام وان الإسلام ينبذ هذه الأعمال ويشجبها وان كل عمل إرهابي أو إجرامي يعتبر مخالفا للشريعة الإسلامية ومخالفا للمنطق الإنساني للبشر. وأضاف أن المملكة تألمت ألما شديدا لحادث يوم الحادي عشر من سبتمبر المؤلم للإنسانية كلها ووصفه بأنه يوم مشؤوم لأنه قتل فيه أبرياء ليس لهم ذنب بأي حال من الأحوال)).

***

من الناحية الفقهية فإنني واحد ممن يرون الأمر واضحا لا لبس فيه..

ولكنني لن أتشبث برأيي..

سأفترض حسن النية.. وسأفترض أن هناك خلافا فقهيا..

سأفترض أن الإمام أبى حنيفة يختلف مع الإمام الشافعي ..وليس مع الإمام رامسيفيلد أو كونداليزا..

عندها ستظللنا القاعدة الفقهية: لا اختلاف فيما فيه خلاف..

***

لماذا ورط الأمير نفسه في هذه الفتوى حتى أنه يتهم أعظم من فينا و أشرف من فينا بأنهم خرجوا على الملة الإسلامية..

نعم ..

لقد اتهمهم بالخروج من الملة..

إذن..

فقد باء بها أحدكما..

باء بها أحدهما..

باء بها أحدهما..

فانظر أيها الأمير: أنت.. أيهما؟!

***

يا سمو الأمير:

الويل لك وقد خذلته..

الويل..

ويل الدنيا والآخرة..

ووالله.. إني لأكاد أراها خلف حجب الغيب..

أن يعاقبك الله بغير قصدك.. و ألا ينيلك مأربك.. و أن يقصيك عما خذلته من أجله ويح-رمك منه..

أعلم أن شياطين واشنطن لا يرضون منك من التعبد لهم أقل..

لكن .. هل فكرت في الله..

***

ينفجر الألم في القلب..

أستعيد الذكرى..

وثمة أمير كالأمير يجمع نساء أهل البيت أمامه بعد أن قتل أباهم: سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين رضى الله عنه.. يجمعهن يزيد أمامه ويروعهن ويهددهن أن يبيعهن سبايا..

يجمعن يزيد ورأس سيد الشهداء أمامه يعبث برمحه في الشفتين الشريفتين..

ينفجر الألم..

هو أيضا اتهم سيدنا ومولانا وابن سيدنا ومولانا بالخروج من الملة..

هو أيضا..

أقسم بجلال وجهك يا رب.. أن يزيد و إن كان لا يقل خيانة لله والرسول فقد كان أقل حماقة..

ذلك أنه فعل ما فعل من أجل عرشه ودنياه لا من أجل عرش غيره ودنيا سواه..

***

خذلوك يا حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم كما خذلوا الحسين..

خذلوك..

خصمهم يوم القيامة فيك جدك..

خصمهم يوم القيامة فيك جدك..

خصمهم يوم القيامة فيك جدك..

***

خذلوك..

تبا لقوم خذلوك..

كان بعض الأمة قلوبهم معك وسيوفهم عليك..

وكان جل الأمة يكتفي بأن ينصرك بقلبه..

ولم تكن نصرة القلب تؤمن من خوف أو تغنى من جوع ولم تكن بمانعة جحيم الصواريخ والطائرات والقنابل السجادية أطلقها عليه مسيخ هذا العصر الدجال.. بوش..

نعم ..

مسيخ دجال.. من دخل جنته هلك ومن دخل ناره نجا..

فاهنأ يا حبيبي بالنجاة وليدخل ولاة أمورنا جنته..

جنة مسيخ دجال..

***

نحن نفهم أن يفتى الأمراء في القمار وفى الخمور وفى القصور.. في الغلمان وفي الجوارى.. وربما في البورصة والجواهر وماركات السيارات .. أما أن يفتوا في الدين.. و أن يخرجوا أعظم شهداء العصر من الدين كله ..

فإذا تركنا الإمام أبى حنيفة والشافعي ومالك وابن حنبل ورجعنا إلى ما يقوله إمام الكفر شوارزتسكوف في مذكراته عن حرب الخليج وهو يصف الأمير القائد العربي لقوات التحالف فيتهمه بالجهل المطبق والغباء المطلق.. ويصف ساخرا كم كان عبئا عليه أثناء ضرب العراق بغبائه وجهله.. يصف ذلك فيقول عن الأمير:

((إنه لا يعرف الفرق بين الواقي الذكرى والكلاشينكوف.. كما أن كل خبراته في أسلحة المدرعات والطيران لا تتجاوز خبراته أيام كان طفلا.. خبراته في الطائرات والدبابات اللعب.. التي كان يلهو بها وهو طفل!!..))..

لماذا ورط الأمير نفسه في هذه الفتوى إذن!!..

***