تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفرح بموت الظلمة والطغاة



بنت خير الأديان
12-04-2012, 07:59 PM
الفرح بموت الظلمة والطغاة

تساقط الطغاة مطلع عقدنا الثاني من قرننا الحادي والعشرين واحدا تلو الآخر
فكنا أشد من العروس في ليلة عرسها فرحا , تتطاير التهاني من أفواهنا ومن عيوننا
نوزع البسمات ونسجد السجدات ونشكر الباري أن من علينا بعظيم فضله
سبحانه ما أعظمه لم يضيع أجر الصابرين فأجزل عليهم العطاء وخلصهم من الغثاء
ما أعظم تلك الفرحة حين سقط أول طاغية فرقص المسلمون سعدا وهناء
ثم تلاه غيره من الطغاة الظلمة المتجبرين الذين أراحنا الله منهم
والله ما استطاع أحد أن يكتم فرحته فكنا نعلنها في المحافل أن الله قد من عليكم بموت الطغاة فاستبشروا

فخرج علينا من ينكر فرحنا ذا قائلا أنه يخالف ديننا الحنيف , وأن الميت إنما تجوز عليه الرحمة وأنه لا يجوز أن نذكره بسوء أو نشمت به أو نفرح لموته مهما كانت أفعاله في الدنيا
فقلت سبحان ربي إني لأظن كلام هؤلاء لو عرض على سلف أمتنا لأمروا بجلد صاحبه واعتبروه صاحب فتنة
وأي فتنة تلك التي تنغص على المسلمين في يوم عيد وتنسب ذلك للدين ؟؟
ناهيك عمن كان يمتدح الطغاة ويشفق عليهم ويأمرنا بالدعاء لهم ويبرر ظلمهم وغطرستهم
سبحان الله كم هو الفرق بين السماء والأرض .. كذلك الفرق بين عقول هؤلاء وبين العقل السليم

فلما زاد آخر الطغاة وتجبر وأفسد وظلم وطفح الكيل وبلغ الزبى السيل
ضاقت نفسي ذرعا وجعلت أجمع شتات كلماتي لأرد على هؤلاء وأثبت سنة الفرح بموت الطغاة عند سلفنا الصالح

وإني بعد ذلك أشهد الله ثم أشهدكم أني من أشدكم فرحا بزوال هؤلاء الطغاة وأزداد بذلك حين زوال بقيتهم خاصة ذاك الذي طغى في الشام
وإني لأحتسب فرحي عند الله وأرجو به أجرا منه

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ فَقَالَ : " مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ ؟ فَقَالَ : " الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ ، وَالْبِلَادُ ، وَالشَّجَرُ ، وَالدَّوَابُّ "
لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الفاجر حين يموت يكفي العباد شره ويريحهم من فجوره وغطرسته , بل حتى الشجر والدواب يستريحون منه !
وفيه عظيم دلالة على أن هذه الراحة نعمة من نعم الله الجليلة التي لابد من شكرها
وأول أبواب شكرها : الفرح بها

ويدلل فعل السلف على هذا المعنى المستنبط فإن سجود علي رضي الله عنه لله شكراً لمقتل " المخدَّج " الخارجي لما رآه في القتلى في محاربته له , لهو أكبر دليل على ذلك
بل إن حمادا قال : بَشَّرْتُ إِبْرَاهِيْمَ بِمَوْتِ الحَجَّاجِ ، فَسَجَدَ ، وَرَأَيْتُهُ يَبْكِي مِنَ الفَرَحِ

أوليست ذلك أكبر دليل على أنها نعمة من الله أن مات أحد الطغاة ؟؟
أفلا نفرح بنعم الله ؟ أفلا نشكر الله ؟ أفلا نغيظ بفرحنا أعداء الله ؟

بل إن الدعاء على الظالم جائز
عن ابن عباس - رضي الله عنهما – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – بعث معاذا إلى اليمن وقال له : ( اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب )
إن كان معاذ عليه أن يتقي دعوة المظلوم فمن يأمن منها بعدك يا معاذ ؟
إن كان صحابي جليل يحذر دعوة المظلوم فهل يأمنها رويبضة هذا الزمان !!
هيهات هيهات
وليس في هذا فرق بين ظالم حي و ظالم ميت، على ألا يكون الدعاء بأعظم من جنايته

أما من استدل بحديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها – حين قالت : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا )
فإن الإمام المناوي رحمه الله في فتح القدير يرد على هؤلاء فيقول : ( السب غير الذكر بالشر ، و بفرض عدم المغايرة فالجائز سب الأشرار و المنهي سب الأخيار ) .
فإني حين أدعو عليهم وأفرح لموتهم بجريرة الشر الذي سببوه للبلاد والعباد ، لا أكون بذلك سابًا ولو سببتهم لكنت في ذلك معذورًا لأنهم من أهل الفساد والشر وليسوا من أهل الصلاح

وإن ألم الظلم لا يحتمله أحد ، فله مرارة لا يعرف سوء طعمها إلا من ذاقه
وكنت قد أرسلت مسبقا رسالة لكل من يدافع عن إنسان كان ماضيه أسود اللون فقلت :
لا تحاولوا أن تذكروا محاسن إنسان قد تشبع العالم بكرهه ، وتسبب للملايين بحسرات وأنات وعذابات
حتى لا تفتحوا على الناس جروحها التي لم تندمل بعد ، فتفتحون بها ذاك الماضي الأسود
اتركوا تلك الصفحة مطوية واتركوا الجروح ولا تزيدوا من غورها
واتركوا الرجل بحاله لأنكم لو ذكرتم له حسنة ذكر الناس له ألف سيئة
وعلى ذلك فسيئاته لن تكاد تحصيها الكتب .. لذلك ارحموه ولا تفتحوا موضوعه

وهذا أضعف الإيمان للذين يتشدقون بالدفاع عن هؤلاء الظلمة
إما أن تعيرونا صمتكم أو تحدثوا ثم اسمعوا منا أضعافا مما لا يسرّكم

المهاجر7
01-03-2013, 07:59 PM
إفرح ولك الأجرإن شاء الله على هذا الفرح الذي لا يعرف ذوقه إلا الصالحون من عباد الله .
اللهم عجل بفرحنا الأكبر يوم نحر بشار طاغوت الشام .