تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نصيحة ذهبية



عبد الله بوراي
03-29-2012, 10:44 AM
قالسابق البربري لعمربن عبد العزيز ناصحاً:_

بـســم الــذي أنـزلــت مــن عـنــده الـســور**والـحـمــد لـلــه أمــا بـعــد يـــا عــمــر
إن كـنــت تـعـلــم مــا تـبـقــي ومــا تـــذر**فـكــن عـلــى حــذر قــد يـنـفــع الــحــذر
واصـبـر عـلـى الـقــدر الـمـقــدور وارض بــه**وإن أتـــاك بــمــا لا تـشـتــهــي الــقـــدر
فـمــا صـفــى لامــرىء عـيــش يـســر بــه**إلا وأعــقـــب يــومـــا صــفـــوه كــــدر
قـد يـرعـوي الـمــرء يـومــا بـعــد هـفـوتــه**وتـحــكــم الـجــاهــل الأيـــام والــعــبــر
إن الـتــقــى خــيــر زاد أنـــت حــامــلــه**والـبــر أفـضــل مــا تــأتــي ومـــا تـــذر
مـن يـطـلـب الـجــور لا يـظـفــر بـحـاجـتــه**وطـالـب الـعــدل قــد يـهــدى لــه الـظـفــر
وفـي الـهـدى عـبـر تـشـفــى الـقـلــوب بـهــا**كـالـقـلـب يـحـيـى بـه مـن مـوتــه الـشـجــر
ولـيـس ذو الـعـلــم بـالـتـقــوى كـجـاهـلـهــا**ولا الـبـصـيــر كـأعـمــى مــا لــه بــصــر
والـذكــر فـيــه حـيــاة لـلـقــلــوب كــمــا**تـحـيــا الـبــلاد إذا مــا جـاءهــا الـمــطــر
والـعـلـم يـجـلـو الـعـمـى عـن قـلـب صـاحـبـه**كـمـا يُـجَـلِّــي ســواد الـظـلـمــة الـقـمــر
لا ينفـع الذكـر قلبـا قاسـيـا أبــدا ، ، وهــل يلـيـن لـقـول الـواعـظ الحـجـر
ما يلبث المرء أن يبلى إذا اختلفت ، ، يوما علـى نفسـه الروحـات والبكـر
والـمـرء يصـعـد ريـعـان الشـبـاب بــه ، ، وكــل مصـعـدة يـوما ستنـحـدر
وكـل بيـت سيبلـى بعـد جـدتـه ، ، ومــن وراء الشـبـاب الـمـوت والكـبـر
والموت جسر لمن يمشي على قدم ، ، إلى الأمور التي تخشى وتنتظر
فـهـم يـمـرون أفـواجـا وتجمعـهـم ، ، دار يـصـيـر إلـيـهـا الـبــدووالـحـضـر
كم جمع قوم أشتَّ الدهر شملهـم ، ، وكـل شمـل جميـع سـوف ينتثـر
ورب أصـيـد ســام الـطـرف مقتضـبـا ، ، بالـتـاج نيـرانـه للـحـرب تسـتـعـر
يظـل مفتـرش الديبـاج محتجـبـا ، ، علـيـه تبـنـى قـبـاب المـلـك والحـجـر
إلـى الفنـاء وإن طالـت سلامتهـم ، ، مصيـر كـل بـنـي أنـثـى وإن كـبـروا
إذا قـضـت زمــر آجالـهـا نـزلـت ، ، عـلـى منـازلـهـم مـــن بـعـدهـا زمـــر
أصبحتـم جـزرا للمـوت يأخذكـم**كما البهائم في الدنيـا لكـم جـزر
أبعـد آدم ترجـون الخلـود وهـل**تبقى الفروع إذا ما الأصـل ينعقـر
وليس يزجركم مـا توعظـون بـه**والبهم يزجرهـا الراعـي فتنزجـر
لا تبطروا واهجروا الدنيا فـإن لهـا**غبا وخيما وكفـر النعمـة البطـر
ثم اقتدوا بالأولى كانوا لكـم غـررا**وليـس مـن أمـة إلا لهـا غـرر
متى تكونوا علـى منهـاج أولكـم**وتصبروا عن هوى الدنيا كما صبروا
ما لي أرى الناس والدنيـا موليـة**وكل حبـل عليهـا سـوف ينبتـر
لا يشعرون إذا مـا دينهـم نقصـوا**يوما وإن نقصـت دنياهـم شعـروا
حتى متى أك في الدنيا أخـا كلـف**في الخد منـي إلـى لذاتهـا صعـر
ولا أرى أثرا للذكـر فـي جسـدي**والحبل في الحجر القاسي لـه أثـر
لو كان يسهر ليلـي ذكـر آخرتـي**كمـا يؤرقنـي للعاجـل السـفـر
إذا لداويـت قلبـا قـد أضـر بـه**طول السقام وكسر العظـم ينجبـر
ثم الصلاة علـى المعصـوم سيدنـا**ما هبت الريح واهتزت بها الشجـر