تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : [[ كيف نحقق الرضا في حياتنا]]



أبو يونس العباسي
03-22-2012, 02:14 AM
[[ كيف نحقق الرضا في حياتنا]]
الحمد لله الذي ميز بين عباده بالثوابت , فمنهم من فرط ومنهم المرابط , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , شهادة يجلجل بها كل قانت , وأشهد أن محمدا عبده ورسول الذي ما فاته في التمسك بالثوابت والأصول فائت , اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه الذين بذلوا الدماء دون الثوابت وما فعلوا فعل النوابت.
[سبب المقال]
تعرفون الأزمة التي يمر بها قطاعنا الحبيب , من تصعيد صهيوني , وقطع مستمر للكهرباء , وشح في مشتقات البترول , وكثرت مع هذا شكوى الناس , وتبرهم , فكان هذا مقال ليعالج ظاهرة الشكوى والتبرم لغير الله , والتي لا يكاد ينجو منها إنسان , والله الموفق ...
[1ـ نحقق الرضا في حياتنا: بالحصول على رضا الله]
ولعل سائلً يسأل فيقول:
كيف نحصل على رضا الله I؟
والجواب:
نحصل على رضا الله I بعدة وسائل وهي كالتالي:
1ـ البذل والعطاء والتضحية من أجل الله ...
قال الله تعالى:
{ فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)} [الليل]
2ـ الاتصاف بالإيمان والخشية من الله U ...
قال الله تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)}[البينة]
3ـ ذكر الله I وتسبيحه والثناء عليه ...
قال الله تعالى:
{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)} [طه]
4ـ تحقيق الولاء والبراء في واقع الحياة ...
قال الله تعالى:
{ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)} [المجادلة]
5ـ السير على خطى النبي r ومن ناصره واتبعه من المهاجرين والأنصار ...
قال الله تعالى:
{ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)}[التوبة]
[2ـ نحقق الرضا في حياتنا: بالرضا بالقضاء والقدر]
فكيف يكون الرضا بالقضاء والقدر؟
إن الرضا بالقضاء والقدر له صور كثيرة , من أبرزها ما يلي:
1ـ أن يعلم المسلم أن كل ما يصيبه بإذن الله ومشيئته , فكل شيء يحدث بإذنه وقدره وإرادته التي لا رادَّ لها ...
قال الله تعالى:
{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)} [التغابن]
2ـ أن يعلم المسلم أن ما أصابه هو خير له , في العاجلة والآجلة , مهما كان ...
أخرج مسلم في صحيحه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ t ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ.»
قال الفاروق عمر t :
ما ابتلاني الله ببلية إلا رأيت لله فيها علي أربعة نعم:
1ـ أنها لم تكن في ديني.
2ـ أنها لم تكن أعظم.
3ـ أنه لم يحرمني فيها من الرضا.
4ـ أنه وعدني بالثواب إذا ما صبرت عليها.
إن من أروع الأمثلة على الرضا بالقضاء والقدر , ما يحكيه العلماء عن عروة بن الزبير – رحمه الله - , وقد مات ولده , وبُترت رجله , فإنه قال يومها , وقد حلت به هاتان المصيبتان في نفس الوقت:
<< الحمد لله , إن كان قد أخذ فقد وهب , وإن كان قد منع فقد أعطى , فله الحمد , أعطاني أربعة أطراف , فأخذ واحداً فله الحمد , وأعطاني أربعة أولاد فأخذ واحداً فله الحمد.>>
قيل لسعد بن أبي وقاص t وقد كُف بصره , ادع الله , ليرد عليك بصرك , وأنت مستجاب الدعوة , فقال:
<< قدر الله خيرٌ لي من بصري>>
ورحم الله من قال:
<< لنفسك لا تختار واترك الاختيار لله الواحد القهار. >>
وإن قلت لماذا؟
قلت لك:
" لأن كل ما قدر الرحمن محمود "
[3ـ نحقق الرضا في حياتنا: بالحرص على رضا الله دون من سواه]
فالمؤمن يحرص على رضا الله , ولا يعنيه رضا الناس , إلا إذا أمره الله بإرضائهم , كإرضاء الوالدين , في غير ما معصية , بل إن من صفات المنافقين الحرص على رضا الناس , دون رضا الله ...
قال الله تعالى:
{ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62)} [التوبة]
والحديث التالي يجلي ثمرة من ثمرات إرضاء الله I ...
أخرج الترمذي في سننه عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((من التمس رضا الله بسخط الناس , رضي الله عنه , وأرضى عنه الناس , ومن التمس رضا الناس بسخط الله , سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.))
ولله درُّ من قال:
<< رضا الناس غاية لا تُدرك . >>
فرضى الناس ليس بمأمور به , وليس بمقدور عليه , أما رضا الله , فمأمور به ومقدور عليه.
قال الشاعر:
ليتك حلوٌ والحياة مريرة * وليتك ترضى والأنام غضاب
وقال آخر:
فليرض عني الناس أو فليسخطوا * أنا لم أعد أسعى لغير رضاك.
[4ـ نحقق الرضا في حياتنا: بالرضا بما قسم الله من أرزاق وخيرات ونعم]
أخرج الترمذي في سننه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمُ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ»؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّ خَمْسًا وَقَالَ:
«اتَّقِ المَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلَا تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ القَلْبَ.»
إن نزعة الطمع , وعدم الرضى بالمقسوم سمة كثيرٍ من الناس , يوضح ذلك حديث النبي r وقد أخرجه مسلم في صحيحه عَنْ أَنَسٍ t، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
«لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ»
[5ـ نحقق الرضا في حياتنا: بعدم الرضا عما يسخط الله]
لأن الراضي عن الكفر كافر , والراضي عن الظلم ظالم , والراضي عن المعصية عاص , والراضي عن الإساءة مسيئ , والراضي عن الخطأ مخطئ , وبالمختصر المفيد:
<< لأن الراضي بالشيء كفاعله .>>
أخرج أبو داوود في سننهعَنِ الْعُرْسِ بْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِىِّ t عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:
« إِذَا عُمِلَتِ الْخَطِيئَةُ فِى الأَرْضِ , كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا , كَمَنْ غَابَ عَنْهَا , وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا , كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا ».
وعند الطيالسي في مسنده عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :
« سَتَكُونُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةٌ , تَعْرِفُونَ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُونَ , فَمَنْ أَنْكَرَ بِلِسَانِهِ فَقَدْ بَرِئَ , وَمَنْ كَرِهَ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ , وَلَكِنْ مَنْ رَضِىَ وَتَابَعَ »
. [6ـ نحقق الرضا في حياتنا بالبعد عن الشكوى]
والعلاقة بين الرضا وبين الشكوى , أن الشكوى على النقيض والمقابل من الرضا , فالمسلم إذا كان من أهل الرضا فإنه لا يشكو لغير ربه I ...
قال الله تعالى حكاية عن يعقوب – عليه السلام -:
{ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86)}[يوسف]
يقول العامة عندنا في غزة:
<< الشكوى لغير الله مذلة.>>
حتى إن إبراهيم – عليه السلام – أمر ولده إسماعيل – عليه السلام – بطلاق زوجه ؛ لأنها شكت الخالق للمخلوق , ذلك أنه لما سألها عن حالهم شكت قلة المال والرزق والدّخل , وضيق الحال.
[7ـ نحقق الرضا في حياتنا: بالنظر إلى من هم أسفل منا , لا إلى من هم أعلى منا]
أخرج الشيخان في صحيحيهما عَنْأَبِي هُرَيْرَةَt قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ - قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ - عَلَيْكُمْ»
تمر غزة الآن بأزمة كهرباء ووقود إضافة إلى العدوان الأخير عليها , فلما قارنت حالنا بحال الإخوة في سوريّا , قلت: والله إننا لفي نعمة كبيرة نُحسد عليها , يكفي أن أحدنا لم يصل إلى درجة أن يُغتصب أمام أهل بيته , والله المستعان.
[8ـ نحقق الرضا في حياتنا بالتعرف على طبيعة الحياة]
وما هي طبيعة الحياة؟
الجواب على هذا السؤال في قوله تعالى:
{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)}[البلد]
والمقصود بقوله تعالى: { فِي كَبَدٍ } أي: هم يتلوه هم , ونكد يتلوه نكد , وغم يتلوه غم , وألم يتلوه ألم , وحُزن يتلوه حُزن ...
قال الشاعر واصفاً الدنيا:
طبعت على كدر وأنت تُريدها * صفواً من الأكدار والأقذاء
قيل للإمام أحمد – رحمه الله – متى الراحة , فقال:
<< عندما تضع أول رجل لك في الدنيا>>
إذن فليكن شعار المرحلة القادمة:
<< اصبر تُؤجر >>
[9ـ نحقق الرضا في حياتنا: بالتعلق بالآخرة وما عند الله ]
سألني أحدهم:
لماذا طبعت الدنيا على المشقة والآم والأحزان؟
فقلت له:
حتى لا نتعلق بها , ولا نطمئن إليها , ولتبقى قلوبنا معلقة بالآخرة , وما عند الله ...
قال الله تعالى:
{ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)}[الأعلى]
ولنعلم:
أن من أسماء الآخرة دار السلام , أتعلمون لماذا سميت بذلك؟
لأنها سلمت من المشاق والهموم والغموم , وكل ما من شأنه أن يؤرق الإنسان ...
قال الله تعالى:
{ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25)}[يونس]
نحقق رضا الله بالتعلق بالآخرة , والزهد بالدنيا ؛ لأن الآخرة دار لا نصب فيها ولا وصب , ولا هموم ولا أحزان ...
قال الله تعالى:
{ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)}[فاطر]
[10ـ نحقق الرضا في حياتنا: إذا رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا]
فكيف نرضى بالله ربا؟
وذلك بطاعته فيما كبر وفيما صغر , وتقديم طاعته على كل طاعة ...
قال الله تعالى:
{ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)}[النور]
وكيف نرضى بالإسلام دينا؟
ـــ نرضى بالإسلام دينا , بالانتماء إليه وحده دون المناهج الوضعية الأخرى , كالديمقراطية والعالمانية والقومية والاشتراكية وغيرها ...
قال الله تعالى:
{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)}[آل عمران]
ـــ نرضى بالإسلام دينا , باعتقاد كماليته وشموله , وصلاحيته لإدارة جميع نواحي الحياة ...
قال الله تعالى:
{ ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3)}[المائدة]
ـــ نرضى بالإسلام دينا , بالتحاكم إليه في جميع مجالات الحياة , نقيرها وقطميرها ...
قال الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)} [النساء]
وكيف نرضى بمحمد r نبياً ورسولا؟
وذلك بالاقتداء به , واتباعه , وطاعته , واحترامه , والتزام منهجه , وتوقير آل بيته وصحابته , والدفاع عنهم في وجه المعتدين ...
قال الله تعالى:
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)}[الأحزاب]
والسلام ختام
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
ولا حول ولا قوة إلا بالله
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه وسلم.