تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : [التفصيل الجلي في كيفية الاحتفال بميلاد النبي r]



أبو يونس العباسي
02-03-2012, 05:01 AM
[التفصيل الجلي في كيفية الاحتفال بميلاد النبي r]



الحمد لله معز الإسلام بنصره , ومذل الشرك بقهره , ومصرف الأمور بأمره , ومستدرج الكافرين بمكره ، الذي قدر الأيام دولا بعدله , وجعل العاقبة للمتقين بفضله , والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه , وعلى من سار على دربه واقتفى أثره , واهتدى بهديه واستن بسنته , إلى يوم الدين .



[لماذا الحديث عن ميلاد النبي r ؟]



لأنه وبميلاد النبي r ولدت الأخلاق …



قال الله تعالى:



{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)}[القلم]



أخرج البخاري عن عَبْدِ اللهِ بْنٍ عَمْرِو t قَالَ:



((لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحِّشًا وَكَانَ يَقُولُ: إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاَقًا.))



أخرج الترمذي عن جابر - رضي الله عنه - : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ :



(( إنَّ مِنْ أحَبِّكُمْ إليَّ ، وَأقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ القِيَامَةِ ، أحَاسِنَكُم أخْلاَقاً ، وَإنَّ أبْغَضَكُمْ إلَيَّ وَأبْعَدَكُمْ مِنِّي يَوْمَ القِيَامَةِ ، الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهقُونَ )) قالوا : يَا رسول الله ، قَدْ عَلِمْنَا (( الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ )) ، فمَا المُتَفَيْهقُونَ ؟ قَالَ : (( المُتَكَبِّرُونَ. ))



أخرج أحمد عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:



((إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلاَقِ.))



لأنه وبميلاد النبي r ولدت الحرية الحقيقية وانتهى استعباد الإنسان للإنسان …



قال الله تعالى:



{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)}[النحل]



قال ربعي بن عامر r :



" نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد , ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام , ومن ضيق الدنيا إلى سَعة الدنيا والآخرة."



لأنه وبميلاد النبي r زال الشرك وانتشر التوحيد …



قال الله تعالى:



{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)}[الأنبياء]



وقال أيضا:



{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)}[النحل]



أخرج البخاري عن أنس أن رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قال:



((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلوا صلاتنا حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها.))



لأنه وبميلاد النبي r توحد بني عدنان تحت راية السنة والقرآن …



قال الله تعالى:



{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)}[آل عمران]



وقال أيضا:



{ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)}[الأنفال]



لأنه وبميلاد النبي r حصل العرب على العزة والكرامة …



قال الله تعالى:



{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)}[فاطر]



قال عمر بن الخطاب t:



"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام , فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله."



[الاحتفال بميلاد النبي rعن طريق التزام منهجه]



من أراد أن يحتفل بميلاد النبي r فعليه أن يلتزم بكتاب الله وسنة رسوله r بفهم سلف الأمة …



أخرج الدارقطني عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :



((خلفت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض .))



قال الله تعالى:



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)}[البقرة]



[الاحتفال بميلاد النبي r عن طريق الاقتداء به في المظهر والمخبر , في السيرة والسريرة]



ويكون الاحتفال الحقيقي بميلاد النبي r بالاقتداء به في المظهر والمخبر , في السيرة والسريرة …



قال الله تعالى:



{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)}[الأحزاب]



وقال أيضا:



{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)}[الحشر]



أخرج أبو داوود عنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:



« مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ».



قال الله تعالى:



{ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)}[التوبة]



[الاحتفال بميلاد النبي r عن طريق تقديم حبه على حب غيره من المخلوقين]



ويكون الاحتفال الحقيقي بميلاد النبي r بتقديم حبه على حب غيره من المخلوقين …



أخرج البخاري ومسلم عن أَنَس قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:



((لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ والِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعينَ.))



أخرج البخاري ومسلم عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ جَدِّهِ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَقَالَ:



((وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي.))

أخرج البخاري ومسلم عن أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:



(( ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمانِ، أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمّا سِواهُما، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلاّ للهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ في الْكُفْرِ كَما يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ في النَّارِ.))



ولكن المحبة التي نقصدها ليست الادعاء المجرد , والزعم المفرغ عن الدليل , بل إن المحبة التي نريدها هي محبة يتبعها طاعة وتضحية ووفاء …



قال الشاعر:



من يدعي حب النبي ولم يفد * من هديه فسفاهة وهراء



فالحب أول فرضه وشروطه * إن كان صدقا طاعة ووفاء



[الاحتفال بميلاد النبي r يكون بالوحدة تحت رايته ولوائه ومنهجه]



إن الاحتفال بميلاد النبي r يكون بالوَحدة تحت لوائه ومنهجه , ونعلن الكفر بالمناهج الوضعية من ديمقراطية وعلمانية وغيرها …



قال الله تعالى:



{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)}[الأنعام]



إن اتباع المناهج الوضعية والانضواء تحت لوائها وموالاة أهلها , سبب كثيرا من المصائب والبلايا للأمة المسلمة , ومع ذلك فنحن لا نرعوي ونتعظ ونتحد تحت لواء الكتاب والسنة وفقط …



قال الله تعالى:



{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)}[النفال]



[الاحتفال بميلاد النبي r يكون بالذود عن دينه باللسان والسنان]



إن الاحتفال بميلاد النبي r يكون بالذود عن دينه باللسان والسنان , وعلى المستوي الداخلي والخارجي …



إن أمتنا إنما كانت خير أمة لأنها نذرت أنفسها للدفاع عن الدين والحفاظ على كينونته , والتصدي للعصاة والمعاصي بما يتوافق مع الشرع …



قال الله تعالى:



{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)}[آل عمران]



أخرج البخاري عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - ، قَالَ : سَمِعت رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول :



(( (( مَنْ رَأى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أضْعَفُ الإيمَانِ ))



وعن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال :



(( إن كان قبلكم من بني إسرائيل إذا عمل العامل منهم بالخطيئة نهاه الناهي تعذرًا ، فإذا كان من الغد جالسه وآكله وشاربه كأنه لم يره على الخطيئة بالأمس ، فلما رأى الله ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم على بعض ، ولعنهم على لسان نبيه داود ، وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، ولتأطرنه على الحق أطرًا ، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ، وليلعننكم كما لعنهم.))



رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ، ورواه أبو داود ، والتِّرمِذيّ وابن ماجه مختصرًا.



ومن صور الذود عن النبي r إقامة الحد على من سبه …



أخرج أبو داوود عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :



((كَانَتْ أُمُّ وَلَدِ رَجُلٍ عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- تُكْثِرُ الْوَقِيعَةَ فِى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَتَشْتُمُهُ فَيَنْهَاهَا فَلاَ تَنْتَهِى وَيَزْجُرُهَا فَلاَ تَنْزَجِرُ فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ذَكَرَتِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَوَقَعَتْ فِيهِ قَالَ فَلَمْ أَصْبِرْ أَنْ قُمْتُ إِلَى الْمِعْوَلِ فَأَخَذْتُهُ فَوَضَعْتُهُ فِى بَطْنِهَا ثُمَّ اتَّكَيْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا قَالَ فَوَقَعَ طِفْلاَهَا بَيْنَ رِجْلَيْهَا مُلَطَّخَانِ بِالدَّمِ فَأَصْبَحْتُ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ فَجَمَعَ النَّاسَ ثُمَّ قَالَ :« أَنْشُدُ بِاللَّهِ رَجُلاً رَأَى لِلنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- حَقًّا فَعَلَ مَا فَعَلَ إِلاَّ قَامَ ». قَالَ فَأَقْبَلَ الأَعْمَى يَعْنِى الْقَاتِلَ يَتَزَلْزَلُ وَذَكَرَ كَلِمَةً قَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ ذَهَبَتْ عَلَىَّ فَقَالَ : وَإِنْ كَانَتْ لَرَفِيقَةً لَطِيفَةً وَلَكِنَّهَا كَانَتْ تُكْثِرُ الْوَقِيعَةَ فِيكَ وَتَشْتُمُكَ فَأَنْهَاهَا فَلاَ تَنْتَهِى وَأَزْجُرَهَا فَلاَ تَنْزَجِرُ فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ ذَكَرَتْكَ فَوَقَعَتْ فِيكَ فَلَمْ أَصْبِرْ أَنْ قُمْتُ إِلَى الْمِعْوَلِ فَوَضَعْتُهُ فِى بَطْنِهَا فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- :« اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ ».




ومن صور الذود عن النبي r مقارعة الكفار حتى يسلموا لله رب العالمين …



قال الله تعالى:



{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193)}[البقرة]



[الاحتفال بميلاد النبي r يكون بتعظيمه وتوقيره وتبجيله]



قال الله تعالى:



{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)}[الأعراف]



وقال أيضا:



{ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)}[الفتح]



ومن صور تعظيمه r تعلم سيرته , لأنه لا يستطيع إنسان توقير النبي r وتعظيمه مالم يعرف من هو , وأن يعرف الإنسان من هو النبي r لا بد من تعلم سيرته.



قال سعد بن أبي وقاص t:



كنا نُعلم مغازي الرسول r لأولادنا كما نعلم السورة من القرآن.



وقد أمر الله الصحابة أن يحترموا نبيهم فقال ـ جل شأنه ـ :



{ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)}[النور]



ولقد استجاب الصحابة لذلك فاحترموا نبيهم احتراما لم يعرف له مثيل …



أخرج البخاري أن عروة قال للقرشيين لما أوفدوه للنبي r قبيل صلح الحديبية:



((أَيْ قَوْمِ، وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ، وَكِسْرَى، وَالنَّجَاشِيِّ، وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا، وَاللَّهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمَرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمُوا خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ النَّظَرَ إِلَيْهِ تَعْظِيمًا لَهُ، وَإِنَّهُ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ، فَاقْبَلُوهَا.))



[الاحتفال بميلاد النبي r بهذا المعنى , هل له وقت معين؟]



إن الاحتفال بميلاد النبي r بهذا المعنى ليس له وقت معين , بل يجب ذلك في كل وقت , فأين نحن من النبي r في أخلاقه ؟ أين نحن من سيرته؟ أين نحن من جهاده؟ أين نحن من عبادته؟ أين نحن من تضحيته؟ أين نحن من صبره؟ أين وأين وأين؟؟؟؟



والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات



ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم…