تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلى الشرفاء والأحرار في العالم: سوريا تستغيث فهل من مغيث؟



صلاح الدين يوسف
02-02-2012, 10:27 PM
إلى الشرفاء والأحرار في العالم: سوريا تستغيث فهل من مغيث؟


الحمد لله والصّلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فإنَّ السكوت عما يجري في بلدنا الحبيب سوريا مهد الحضارات، وأرض النبوَّات ليشكّل وصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء، وإنَّ هذا الصَّمت العالميّ هو أمر بُيَّت بليلٍ من أعداء الإسلام والمسلمين؛ لأنهم يعلمون حقّ العلم بأنّ ثورة الشام إذا انتصرت ستُشكِّل صحوةً إسلاميّةً كبرى تلك التي دفع العالم الغربيّ الغالي والنّفيس في سبيل منعها؛ لذلك فإنّنا نرى بأنَّ كلّ من يُعوِّل على الموقف الدوليّ وعلى مجلس الأمن فهو مخطئ لأنّ الموقف الروسيّ هو موقف العالم الغربيّ أجمع فملّة الكفر واحدة، وهم لن يتخلوا عن هذا النَّظام الفاجر إلا إذا رأوا أنّه أوشك على الهلاك، وعندها سنراهم يهرولون لنصرتنا متذرّعين بالأخلاق وحقوق الإنسان وما شابه، وما ذلك إلا ليسجّلوا موقفاً نبيلاً تجاه شعوبهم التي خدَّروها بمثل هذه المبادئ والشعارات الرنّانة، وليجدوا لأنفسهم موطِئ قدم في بلادنا مرّة أخرى فهم قوم لا ييئسون ولا يملّون من الكيد لنا ولديننا، لذا، فإننا نهيب بكل ذي لبٍّ من المسلمين حاكماً أو محكوماً بأن يتحرّك من فوره لنصرة أهلنا في الشام بكلّ ما يستطيع قولاً وعملاً فهم الآن يدافعون عن أهمِّ ثغر من ثغور الإسلام الحنيف
فلو سقط هذا الثغر –لا قدّر الله- بيد أعداء الإسلام ممن يدّعون الإسلام وهو منهم براء فلن تقوم لهذا الدّين الحنيف قائمة بعد اليوم إلى ما شاء الله.
وعليه فإنّ نصرة الجيش السوريّ الحر والثوّار السلميين واجبة على كل مسلم كُلٌّ حسْب قدرته وإنّ كلّ من يتوانى ويتقاعس عن ذلك آثمٌ امتثالاً لقوله تعالى {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال: 72]، ولقوله صلّى الله عليه وسلّم:" الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ "، وإنّنا لنرى أيضاً أنَّ أهلنا في الشّام قادرون حالياً بعون الله على إسقاط هذا النّظام الفاجر بمفردهم إن توفّر لهم الدّعم المادّي واللوجستي الكافي وفي فترة قصيرة إن شاء الله، ولذلك لا نرى داعياً لإعلان النفير العام حالياً إلا في حال تكالب قوى الكفر عليهم، ومشاورة أهل الحلّ والعقد.
كما أنّنا نؤكّد على وجوب انشقاق كافّة عناصر الجيش السوري ضبّاطاً وجنوداً عن الجيش الأسديّ - ولا نقول الجيش السوريّ لأنّ الجيش السوريّ لا يقتل أهله - في أقرب فرصة ممكنة بكلّ الأسلحة التي يستطيعون حملها حقناً للمزيد من الدّماء وإضعافاً للجيش الأسديّ، ونصرة للجيش السوري الحرّ فلا عذر للمتخاذلين، وليعلموا أنهم اليوم أمام فسطاطين لا ثالث لهما: فسطاط الحقّ بالوقوف مع الشعب الثائر أو فسطاط الباطل بالرّكون إلى النظام الفاجر، وشتّان بين الفسطاطين. كما نهيب بعلمائنا الأحرار في الداخل والخارج بوجوب توضيح ذلك وإبلاغه إلى كل من لم يصله من الجنود فآن لهم أن يصدحوا بالحق جهاراً نهاراً، وأن لا يخشوا في الله لومة لائم .
وإننا إذ نبيّن ذلك نؤكّد على حقوق المواطنة الكاملة لكلِّ أطياف المجتمع السوري دون تمييز بين عرق أو دين لذا ندعوهم كافّة إلى مناصرة الثورة والوقوف مع الثائرين ضدّ الظّلم والطّغيان لنستعيد سوريا حرة أبيّة.
والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل
صدر عن الهيئة العامّة للعلماء المسلمين في سوريَّا
الخميس 10/ربيع الأول/1433هـ - 2/ فبراير/ 2012م.
الأمانة العامة