تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من أخطاء الصائمين والقائمين



المتأمل خيرًا
11-21-2003, 12:49 PM
..... بسم الله الرحمن الرحيم ........

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


من أخطاء الصائمين والقائمين




الخطبة الأولى





إن الحمد لله ...
فمعاشر المسلمين :
تقدم الكلام عن فضل شهرالصيام وعن أقسام الناس فيه، وسيكون الكلام اليوم عن ذكر بعض أخطاء الصائمين والقائمين التي يقعون فيها إما جهلاً اوتقليداً لبعضهم.
وقبل ذلك يقال: إن العبادة لا بد لها من شرطين أساسين:
الأول : الإخلاص لله تعالى،كما قال تعالى: { فاعبد الله مخلصاً له الدين الا لله الدين الخالص}، { وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين}، {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}.
والشرط الثاني : المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} ، { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً} ، { وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله} ، { من يطع الرسول فقد أطاع الله}.
فمن ذلك:
- ما يلاحظ على بعض الناس من الحرص على إدراك صلاة التراويح مع إمام معين ولو ترتب على ذلك فوا ت صلاة العشاء أو فوات شيء من ركعاتها.
وهذا خطأ واضح ، وفعل لا يجوز ، وصاحبه على إثم إذا علم أ ن صلاة العشاء ستفوته مع قدرته على إدراكها كاملة.
وإن الإنسان ليدهش ويعجب مما يرى ويسمع من أولئك المصلين الذين يأتون أفواجاً أفواجاً إلى مسجد معين وإمام مقصود، كلما صلت جماعة العشاء جاءت أختها في إثرها .. ولا يزال أولئك على هذه الشاكلة حتى يفرغ الإمام من تسليمة أو تسليمتين من صلاة التراويح.
ومما يدعو إلى العجب من هؤلاء أن بعضهم يتخطى المسجد تلو المسجد وقد قاربت الصلاة على الإقامة، والأدهى والأمر ان بعضهم قد يسمع بعض المساجد قد شرع أهلها في صلاة العشاء، ومع ذ لك لايزال مستمراً في سيره.
وهذا من تلبيس إبليس عليه، وإلا فكيف يفرط مسلم عاقل في إدراك صلاة الجماعة بل وفي شهر فاضل، فكيف بمن كان هذا شأنه في اكثر الصلوات؟
ولمثل أولئك يقال: تذكروا ما كان عليه نبيكم صلى الله عليه وسلم من الحرص على الخير في حياته عامة وفي رمضان خاصة.
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان ... "الحديث.
فأين حرص أولئك على الخير، وهم يأتون إلى المساجد التي قصدوها وقد فاتهم من الصلاة ركعة أو ركعتان؟! هذا إذا لم تفتهم الصلاة كلها.
وهذا العمل كما سلف من مداخل الشيطان على العبد، لأن الشيطان صرفه عن المحافظة على أداء الواجب إلى المحافظة على أداء غير الواجب.
ويقال لأولئك الذين فرطوا في إدراك العشاء كاملة: اتقوا الله في أنفسكم ولا تفتحوا باباً للشيطان عليكم، فإن من كان هذا شأنه في رمضان فيخشى عليه أن يستمر في هذا العمل فيصبح عادة له.
فحري بالمسلم الراغب في طاعة الله تعالى أن يحرص كل الحرص على إدراك الصلاة مع الجماعة لينال بذلك الأجر والثواب.
- ومن ذلك أن بعض الناس في أثناء وضوئه يبالغ في تخفيف الاستنشاق حتى لا يكاد يبين.
وربما يكون فعله ذالك مخلاً بوضوئه، فالمضمضة والاستنشاق لابد منهما في الوضوء، بل قد عدهما بعض أهل العلم من فروض الوضوء، بل صرح بعضهم أنهما لا يسقطان في وضوء ولا غسل عمداً ولا سهواً.
وإذا كان ذلك كذلك، فإن على المتوضئ أن يأتي بهما كاملتين ، بمعنى ان لا يخففهما تخفيفاً بحيث يكتفي بتطعم الماء في المضمضة وإمراره على أطراف خياشمه في الاستنشاق فهذه الصفة غير مشروعة، وإن كان فاعلها يتذرع بالصيام فيقال: إن الصائم مأمور بعدم المبالغة في فعلهما لا المبالغة في تخفيفهما، فالوسط هو المطلوب، عن لقيط بن صبرة رضي الله عنه قال: قال صلىالله عليه وسلم: " أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً" أخرجه أهل السنن وصححه ابن خزيمة كما ذكر الحافظ.
ومن الأخطاء كذلك:
- الإنكار على من استعمل السواك بعد الزوال بحجة أن ذلك يجرح الصوم أو يقلل أجره.
والصحيح في هذه المسألة أن السواك جائز بل سنة للصائم في أول النهار وآخره لا فرق في ذلك، ويشهد لهذا عموم الأدلة في فضل السواك والحث عليه، كقوله صلى الله عليه وسلم:" لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب".
اخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه.
قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى بعد كلام له: " فالحق أنه يستحب السواك للصائم اول النهار وآخره وهو مذهب جمهور الأئمة".
وقال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين: " ولا يفطر الصائم بالسواك، بل هو سنة له ولغيره، في كل وقت، في اول النهار وآخره " انتهى.
أما ما احتج به من منع السواك بعد الزوال فأجيب عنه بأن المسند لا يصح إسناده ، وأما الفهم والآستنباط من فضيلة خلوف فم الصائم فلا ينهض في مقابلة الصحيح الصريح في فضل السواك وسنيته في أول النهار وآخره.
- ومما ينبغي التنبيه عليه أيضاً: أن بعض الناس إذا حان موعد إفطاره ثم أذن المؤذن للمغرب لا يزال ذلك الصائم يتمتم بدعوات إلى أن يفرغ الأذان أو يكاد.
والأولى بهذا أن يبادر إلى الفطر مباشرة تحقيقاً للسنة ومبالغة في مخالفة اليهود والنصارى، قال صلى الله عليه وسلم:" لايزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" ، وقال صلى الله عليه وسلم :" لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون"، وأما إدراك فضل الدعاء فيكون قبل الفطر معه وبعده
ومما يتعلق بالقنوت:
أن بعض المصلين يرفع بصره إلى السماء طيلة قيامه في دعاء القنوت أو في حال التأمين على دعاء الإمام.
ومن المعلوم أن رفع البصر إلى السماء منهي عنه في جميع أحوال الصلاة، ولقد تكاثرت النصوص في هذا، فعن جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟ " فاشتد قوله في ذلك حتى قال:" لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم" أخرجه البخاري عن أنس.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله : " إذاكان أحدكم يصلي فلا يرفع بصره إلى السماء لا يلتمع".
قال ابن الأ ثير في النهاية: يلتمع : أي يختلس. يقال. ألمعت بالشيء إذا اختلسته واختطفته بسرعة.
ورفع البصر في الصلاة محرم ، بل قد صرح بعض العلماء ببطلان الصلاة.
وقد ورد التصريح في النهي عن رفع البصر في حال الدعاء فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم : " لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماءاو لتخطفن أبصارهم".
فالله نسأل أن يوفقنا لصالح الأعمال والأقوال...
[SIZE=4]

الخطبة الثانية


الحمد لله ..
معاشر المسلمين :
وإكمالاً لبقية الأخطاء يقال :
ومن ذلك أيضاً :
ما يفعله بعض الناس بعد فراغهم من قنوت الإمام من كونهم يمسحون وجوههم بأيديهم.
فيقال: هذا المسح في هذا الموضع يحتاج إلى دليل صحيح صريح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد صرح غير واحد من أئمة العلم بعدم مشروعية المسح في هذا الموضع ، فقد سئل الامام ما لك رحمه الله تعالى عن الرجل يمسح بكفيه وجهه عند الدعاء، فانكر ذلك وقال : ما علمت. وسئل عن ذلك الإمام ابن المبارك رحمه الله تعالى فقال: لم أجد له ثبتاً. وقال الامام احمد رحمه الله تعالى : لم أسمع فيه بشيء.
قال الإمام البيهقي رحمه الله تعالى: فأما مسح الوجه باليدين عند الفراغ من الدعاء، فلست أحفظه عن أحد من السلف في دعاء القنوت. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله نعالى في جواب له: " وأما رفع النبي صلى الله عيه وسلم يديه في الدعاء فقد جاء فيه أحاديث كثيرة صحيحة . وأما مسح وجهه بيده فليس عنه فيه إلا حديث او حديثان لا يقوم بهما حجة. والله أعلم".وعلى هذا: فالسنة والأفضل في حق المصلي ترك ذلك العمل . ليكون أكثر امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم : " صلوا كما رأيتموني أصلي" ولقوله عليه الصلاة والسلام أيضاً: " من توضأ كما أمر وصلى كما أمر ، غفر له ما تقدم من ذنبه".
ومما ينبغي التنبيه عليه أيضاً:
أن كثيراً من المصلين في حال دعاء الإمام في القنوت، لا يفرقون بين جمل الثناء وجمل الدعاء، فيؤمنون على جملة يقولها الإمام في قنوته من أول القنوت إلى آخره.
والأولى بالمصلي أن يحاول جاهداً أن يعقل صلاته قولاً وفعلاً ، فبذلك يتضاعف أجر صلاته، لأنه كلما كان المصلي في صلاته أحضر، كما كان الأجر أكثر.
شاهد المقال: أن يتدبر المصلي فيما يسمع من أمامه في القراءة خاصة وفي الدعاء عامة، فعليه أن يفرق بين جمل الدعاء وجمل الثناء على الله تعالى، فيؤمن على جمل الدعاء دون الثناء، لعدم المناسبة في ذلك.
فمثلاً يسمع من بعض المصلين تأمينه على قول الإمام: " إنه لا يعز من عاديت" أو " لا يذل من واليت" وهذا التأمين لا وجه له هنا ، لأن عبارة الإمام من باب الإخبار بالثناء ، لا من باب الطلب والدعاء، فأي مناسبة بين قول " آمين" بمعنى: اللهم استجب ، على قول الإمام " إنه لا يعز من عاديت" أو " إنه لا يذل من واليت" أو ما شاكل ذلك من جمل الثناء؟
ومما يحسن ذكره هنا ما أخرجه محمد بن نصر المروزي عن معاذ القاري- وهو صحابي صغير أقامه عمر لصلاة التراويح - أنه قال في قنوته : " اللهم قحط المطر" فقال من خلفه :آمين. فلما فرغ من صلاته قال: "قلت: اللهم قحط المطر فقلتم: " آمين" ألا تسمعون ما أ قول ثم تقولون: " آمين؟".
ومن ذلك أيضاً:
أن بعض الأئمة يبالغ في العجلة في صلاة التراويح، فينقرها نقراً ، لا يعطي الركوع حقه ولا السجود، كل ذلك بقصد أن يقرأ أكبر قدر ممكن من الصفحات. وهذا خلاف السنة، فالأولى بل الواجب عليه أن يترفق في صلاته، ويعطي كل ركعة حظها من السجود والركوع ، فهذا أفضل وأسلم لصلاته وصلاة من خلفه.
وقد ذكر العلماء رحمهم الله أنه يكره للإمام أن يسرع سرعة تمنع المأمومين فعل ما يسن، فكيف بسرعة تمنعهم فعل ما يجب ؟ فعلى الإمام أن يتقي الله تعالى في نفسه وفيمن خلفه فإن أحسن فله ولهم وإن أساء فعليه ولا عليهم.
وقد عقد المنذري رحمه الله تعالى باباً سماه : الترهيب من عدم إتمام الركوع والسجود وإقامة الصلب بينهما وما جاء في الخشوع، وذكر أربعة وثلاثين حديثاً منها قوله صلى الله عليه وسلم:" أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته"..
ومما يتعلق بالقنوت أيضاً :
إن بعضهم يطيل القنوت إطالة واضحة قد تربو على زمن تسليمة أو تسليمتين، وهنا تكون المشقة ويحصل الضرر والحرج وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمراعاة حال المصلين: " فقال: إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير، ( وفي رواية : وذا الحاجة) وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء".
ومن ذلك أيضاً:
رفع الصوت بالدعاء رفعاً عظيماً وفي ذلك مخالفة للسنة، قال تعالى: { ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين } قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: " الإعتداء في الدعاء على وجوه منها: الجهر الكثير والصياح، وقال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى : " قال ابن جريج: يكره رفع الصوت والنداء والصياح في الدعاء ويؤمر بالتضرع والاستكانة".
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فكنا اذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا وارتفعت أصواتنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إنه معكم سميع قريب" أخرجه البخاري.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: " قال الطبري : فيه كراهية رفع الصوت بالدعاء والذكر، وبه قال عامة السلف من الصحابة والتابعين".
اللهم تقبل صيامنا وتقبل قيامنا.
اللهم تقبل منا ما مضى وأعنا على ما تبقى.
اللهم اجعل هذا الشهر شهر خير وبركة للإسلام وا لمسلمين .


منقول للفائدة
المتأمل خيرًا

المتأمل خيرًا
09-29-2007, 10:54 PM
للرفع ... و للافادة

منال
09-06-2008, 02:26 PM
يرفع ثانية

فتاة مصرية
09-06-2008, 06:22 PM
فعلا مهم جدا اننا نعرف الأخطاء دي
لأنها بتتكرر كتير

موضوع مهم جدا ومفيد جدا جدا

جزاك الله ألف ألف خير...وجعله في ميزان حسناتك

تقبل مروري