تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كتب فقهية تنفع الباحثين في الاقتصاد الإسلامي



من هناك
10-19-2011, 03:42 PM
في الفقه الحنفي: أعظم كتاب: كتاب المبسوط للسرخسي. بعض الفقهاء يقولون: أعظم كتاب: بدائع الصنائع للكاساني. هذا صحيح بالنسبة للباحثين في القانون والمتخصصين بالحقوق. أما الباحثون في الاقتصاد فكتاب السرخسي أفضل منه بكثير. ولكن هذا الكتاب يحتاج إلى مصحح دقيق وأمين يصحح ما فيه من أخطاء مطبعية. وإذا لم يكن متأكدًا من تصحيح معين يتركه على حاله، فالتصحيح يحتاج إلى حذر وعلم عميق في اللغة والفقه قلما يتوافران في عصرنا. هناك كتب صغيرة صعبة كالألغاز ريما يستخدمها المشايخ في دروسهم لأغراض غير علمية. أما حاشية ابن عابدين فصعبة وعويصة. كتاب المبسوط يعدل في أهميته عند الحنفية كتاب المغني لابن قدامة عند الحنابلة.
في الفقه المالكي: أعظم كتاب: بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد الحفيد. أما كتاب البيان والتحصيل لابن رشد الجد فيصعب الوصول إلى محتوياته. كتاب بداية المجتهد كتاب متوسط ليس مبسوطًا ولا مطولاً، ولكن صاحبه ذو عقلية منظمة، وعناوينه حسنة الاختيار. ومن الكتب النافعة: القوانين الفقهية لابن جزي، فهو من أعظم المختصرات الفقهية المنشورة في مجموع المذاهب.

ومن الكتب النافعة: مقدمة ابن خلدون، طبعة علي عبد الواحد وافي. فهذا كتاب في الاقتصاد والتنمية والعمران والاجتماع، لا زال الباحثون حتى الآن ينهلون منه، ويتغنون به. ولا يمكن لباحث في الاقتصاد الإسلامي أن يستغني عن قراءته والتأمل فيه أكثر من مرة.

وقد وجدت أن إسهام الفقه المالكي في مسائل السمسرة والمزايدة أعظم من إسهام المذاهب الأخرى.


في الفقه الشافعي: أعظم كتاب: كتاب الأم للإمام الشافعي، وهو في نظري أعظم كتاب في الفقه الإسلامي بإطلاق، سواء من ناحية الفقه أو من ناحية اللغة، لكنه صعب، فالشافعي شعره سهل ونثره صعب. وقد رأيت أن الشيخ محمد نجيب المطيعي صاحب التكملة الثانية للمجموع لم يرجع إليه حتى لدى قيامه بهذه التكملة! وهناك كتب أخرى للشافعية، مثل إحياء علوم الدين للغزالي، والحاوي للماوردي، والغياثي (غياث الأمم في التياث الظلم) للجويني (كتابه الكبير: نهاية المطلب لم أجده مفيدًا ككتب الماوردي)، وإغاثة الأمة بكشف الغمة للمقريزي، وكتاب قواعد الأحكام للعز بن عبد السلام فهذا كتاب فريد لا يستغني عنه باحث لا في الاقتصاد الإسلامي ولا في غيره. كتب السيوطي لا أنصح بها. وقد سبق أن تكلمت عن إسهامات الشافعية في علم الاقتصاد.




في الفقه الحنبلي: أعظم كتاب: كتاب المغني لابن قدامة، وهو من أوضح كتب الفقه رغم كبر حجمه. أما كتاب الشرح الكبير فهو تكرار له، وليته لا يطبع معه، وإذا وجدت فيه إضافة فلتبينْ في موضعها بالهامش. ومن الكتب النافعة كتب ابن تيمية، لا سيما الفتاوى الكبرى وما تضمنته من كتب ورسائل قيمة. وكتبه من أوضح الكتب الفقهية وأكثرها تدفقًا وحرارة! وهناك عدد من الكتب الحنبلية القديمة يكرر بعضها بعضًا.


ملاحظة
من لا يقرأ هذه الأمهات ولا يستطيع تذليلها والاستفادة منها لا يمكنه أن يكون باحثًا جادًا في الاقتصاد الإسلامي. أما من يقرؤون للمعاصرين فقط، من أمثال فلان وفلان، فهؤلاء لا يمكنهم إضافة شيء إلى الاقتصاد الإسلامي، وما يظنونه من إضافة هو مجرد وهم أو خيال أو أمنية. علينا أن ندرك أن الاقتصادي، وكل مختص، يفهم من الأمهات ما لا يفهمه غيره!

هناك باحثون أساسيون يقرؤون مجلدات كثيرة بالكامل، وهناك باحثون يسألون غيرهم عن نص من النصوص ما رقم الجزء الخاص به، وما رقم الصفحة؟ حتى يشيروا إليه في كتاباتهم، ويحيلوا عليه بأقل جهد ممكن، ويوهموا القراء بأنهم تعبوا في الرجوع إليه! هؤلاء باحثون ثانويون، وقد لا يكونون من الباحثين على الإطلاق!

الأربعاء 19/10/2011
رفيق يونس المصري