تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : <<الوداع>>: بفرمانات عثمانية



no saowt
11-19-2003, 05:24 AM
طبعاً ليس كل اهل طرابلس صوفية وإلا كانت طامة كبرى

بدأت فرق الوداع في مدينة طرابلس جولاتها على المنازل والمحلات التجارية، لتوديع شهر رمضان المبارك، تجسيدا لعادة قديمة اشتهرت بها المدينة منذ أكثر من قرنين من الزمن، وما زالت تحافظ عليها، من دون أكثرية المدن الاسلامية. وهي تهدف الى إدخال السرور الى قلوب الصائمين وحثهم على مضاعفة عباداتهم وزيادة عطاءاتهم من صدقات وزكاة قبل انتهاء الشهر الكريم الذي تتضاعف فيه الحسنات.

وكانت فرق من مشايخ الطرق الصوفية في العهد العثماني، تجول في مختلف شوارع وأحياء وأزقة طرابلس حاملة الطبول والصنوج وقناديل الإنارة، ترافقها مجموعة من المنشدين، الذين يقومون بمدح الرسول وأهل بيته على وقع قرع الطبول. وتقوم بجمع التبرعات من الأهالي، ليصار الى توزيعها على بعض الفقراء والمساكين في المدينة؛ ولتغطية مصاريف العاملين في هذه الفرق، لا سيما المسحّرين الذين يقومون طيلة الشهر الكريم بجولات ليلية تستمر حتى موعد الامساك، لإيقاظ الأهالي على وقت السحور. وكانت هذه الفرق تبدأ عملها في الأيام الاخيرة من رمضان، لكنها اليوم تضطر للمباشرة بتوديع رمضان بعد العشر الأوائل منه، نظرا لإتساع رقعة المدينة وزيادة عدد أهلها، فضلا عن تقسيم &lt;&lt;الوداع>> الى مجموعات عدّة لتغطية كل نواحي المدينة.

ويشير الشيخ حسن القدوسي المسؤول في طرابلس عن الوداع، أنه ما زال يحتفظ بفرمان عثماني، أصدره السلطان عبد الحميد الثاني وعهد فيه الى والد جده الشيخ توفيق القدوسي بعملية التسحير والتوديع وكذلك الى الشيخ شوكت الدبليز والشيخ عشير المغربل. ويقوم القدوسي وورثة دبليز والمغربل حاليا بتكليف بعض المهتمين في مختلف المناطق الطرابلسية للقيام بهذه المهمة، منهم أولاد الشيخ رشاد اللوزي في التبانة، الشيخ محمد الزاهد في القبة، محمد المزقزق ومحمود الغاندي في الأسواق الداخلية، آل الغندور في الميناء؛ ورضوان عثمان (أبو طلال) في طرابلس. وهؤلاء باتوا معروفين من قبل كل اهالي المدينة.

ويشكو العاملون في فرق الوداع والتسحير، من مزاحمة يقوم بها عدد من الأشخاص الذين يخرجون في الاسبوع الأول من رمضان.

يقول رضوان عثمان: لهذه المهنة أصول وهي تحتاج الى أناس ملتزمين دينيا للقيام بها، فنحن ورثنا مهنة التوديع والتسحير في رمضان عن آبائنا وأجدادنا الذين كانوا تلامذة للمشايخ الصوفيين، الذين يحملون فرمانات عثمانية بهذا المجال، أمثال المشايخ: القدوسي، دبليز، والمغربل. ونحن نقوم بهذه المهمة بأمانة وإخلاص. ونحرص على زيارة كل المنازل ولقاء الأهالي الذين يعرفون أصلنا وفصلنا. لكن للاسف الشديد منذ فترة ونحن نواجه مجموعات من المستفيدين المتطفلين على هذه المهنة، الذين يقومون بجمع بعض الشبان العاطلين عن العمل للقيام بهذه المهمة، من دون علم أو معرفة بأصولها، مما يسيء الى تراث ديني هام تفخر طرابلس بالحفاظ عليه. لذلك نطالب المحافظ والنائب العام الاستئنافي والمراجع المعنية بالحد من هذه التجاوزات، التي من شأنها في حال إستمرارها أن تلغي هذا التقليد الذي يدخل البهجة والسرور على قلوب الجميع كبارا وصغارا. ويميز طرابلس عن باقي المدن الاسلامية في شهر رمضان

شيركوه
11-19-2003, 06:05 PM
:shock:

:roll: