تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وسيم تتهافت الطالبات على محاضراته



no saowt
11-19-2003, 04:57 AM
وسيم تتهافت الطالبات على محاضراته
أستاذ الجامعه الأمريكي ينطق بالشهادتين أمام شيخ الازهر ويسلم


الاثنين 17 نوفمبر 2003 22:26 ، أمينة خيري من القاهرة:

لا حديث في الجامعة الاميركية في القاهرة هذه الايام إلا عن استاذ علم الاجناس الوسيم الذي كانت طالبات الجامعة على مدى سنوات طويلة يتهافتن على تسجيل اسمائهن في المواد التي يدرسها، فهو يشبه ممثلي هوليوود ونجومها من اصحاب الوسامة الزائدة، ليس هذا فقط بل هو من ابرز الاساتذة في مجاله.

لكن الضجة التي يثيرها حالياً ليست لأي من السببين، وانما لأنه أسلم أمام شيخ الازهر... فبعد 35 عاماً من الحياة والبحث والتدريس في العالم العربي الاسلامي نطق الدكتور دونالد كول (سابقاً)، عبد الله طالب دونالد كول (حالياً)، بالشهادتين في مشيخة الازهر الشريف التي لا تبعد عن مقر عمله في الجامعة الاميركية في القاهرة سوى 20 دقيقة، لكنها تبعد عن تكساس آلاف الاميال وتفصلهما فجوة حضارية فكرية آخذة في الاتساع.

إشهار "عبد الله طالب كول" اسلامه كان مفاجأة للكثيرين من طلابه ومعارفه، لكن اصدقاءه القريبين توقعوا ذلك، وإن كان توقعهم تأخر بعض الشيء. صديقة قريبة منه باغتته حين اخبرها بإشهاره اسلامه قبل ايام بقولها: "حقيقي؟ هذا غريب. كنت أعتقد انك أسلمت قبل سنوات".
قال كول لـ"الحياة": "تمكنت من الفرار من المشاركة في حرب فيتنام وبدلاً منها امضيت الفترة بين عامي 1968 و1970 في ربوع المملكة العربية السعودية، والحمد لله الذي مكنني من العيش في الرياض القديمة حيث كان أذان الصلاة المنطلق من مآذنها الألف من القوة بحيث يدفعني دفعاً الى التفاعل معه".

يتذكر كول الليلة الاولى من الشهور الـ 18 التي امضاها مع البدو في الربع الخالي والمنطقة الشرقية، إذ وجد نفسه يقوم من دون تفكير الى صلاة الجماعة: "لم أكن مسلماً وقتها، لكني في قرارة نفسي كنت على يقين بأن الله الخاص بهم هو ربي أنا كذلك". لكن الحياة في "بيركلي" الاميركية - التي عاد اليها - كانت مختلفة، صحيح ان العبارة الاولى التي تفوه بها في المحاضرة الاولى التي ألقاها هي أن الاسلام دين جميل، لكنه سرعان ما عاد الى العالم الاسلامي، وهذه المرة الى مصر، تحديداً الى الجامعة الاميركية في القاهرة، لكنها كانت في السبعينات مكاناً علمانياً بحتاً، كما يقول، "حتى اللغة العربية نادراً ما كانت تسمع في ممرات الجامعة، كان الاسلام في الجامعة تاريخ وفن وعمارة ورحلات ميدانية الى المتحف والمساجد القديمة، وفي الثمانينات تسلل عدد من اصحاب الذقون ومرتديات الزي الاسلامي الى حرم الجامعة، فحدث ما لم يكن في الحسبان: طالب الطلاب بمصلى يصلون فيه، وكنت مراقباً للوضع آنذاك، لكني في قرارة نفسي كنت سعيداً لما يحدث، وربما هذا بسبب خلفيتي الوهابية في السعودية".

ومنذ اسلم أقبل كول على الفروض والصلاة في احد المساجد، ونظراً الى مظهره الغربي البحت، بعينيه الزرقاوين وبشرته الشقراء، سألته "الحياة" عن رد فعل المصلين تجاهه، قال: "داخل المسجد نقف جميعاً سواسية، لكن الامر يختلف في المقهى". وعن يوم اسلامه أمام شيخ الأزهر يقول: "استقبلني شيخ الازهر بنفسه، وأسلمت على يده، وحين سألني عن رحلتي الى الاسلام وسبب استغراقها وقتاً طويلاً، اوجزت في الرد، فقال: انت استاذ جامعي، ونحب أن نسمع منك باستفاضة فاستفضت وبكى صديقي المصري الذي اصطحبني تأثراً". كان اجداد كول بين المستوطنين الاوروبيين الاول في فيرجينيا وقد فرّوا من الاضطهاد الديني والكبت السياسي، وجاهدوا لتأسيس مجتمع جديد يرتكز على الاحترام والحرية "وأنا اسير على خطاهم، لقد هاجروا عبر المحيطات والقارات، وكذلك انا. هم اتبعوا الانجيل المقدس، لكنهم لم يعرفوا القرآن، أما أنا فعرفته، ومهمتي حالياً هي نشره".

في غضون ايام سيتوجه كول الى الولايات المتحدة، وهو ليس قلقاً من ردود فعل أصدقائه واقاربه،
لكنه سعيد بأن الفرصة ستكون متاحة لينظر الى الاسلام في اميركا من وجهة نظر مسلم.

الحياة اللندنية