تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : «حزب التحرير» يصرّ على التظاهر في طرابلس ضد سوريا!القرار إتخذ لأنّ الأمة وحدة متكاملة



من هناك
04-18-2011, 10:24 AM
انشغلت الأوساط السياسية والإعلامية والأمنية بالدعوة التي وجهها «حزب التحرير ـ ولاية لبنان»، للتظاهر ضد «النظام السوري ودعماً للشعب المظلوم في سوريا»، عقب صلاة ظهر يوم الجمعة المقبل في طرابلس انطلاقا من الجامع المنصوري الكبير وصولا الى ساحة جمال عبد الناصر (التل)، وذلك على غرار التظاهرة التي نظمها الحزب في شباط الفائت دعما لثورتي مصر وتونس، حيث لم توفر الكلمات التي ألقيت يومها النظام السوري.

وتأتي خطوة «حزب التحرير» بعد نحو ثلاثة أسابيع من الدعوة التي وجهتها مجموعة مجهولة في طرابلس تطلق على نفسها اسم «أسود الشام» للتجمع في ساحة عبد الحميد كرامي دعما لما أسمته حينذاك «انتفاضة سوريا» عبر ملصقات نشرت تحت جنح الظلام في بعض المناطق الشعبية الطرابلسية، لكن هذا التجمع لم يحصل والملصقات سرعان ما نُزعت.

لكن الأمر مع «حزب التحرير» يختلف، فالحزب قائم وينشط على الساحتين الطرابلسية واللبنانية، ومعروف بتوجهاته المناهضة للأنظمة العربية جمعاء والتي يعتبرها كافرة كونها لا تحكم بشرع الله، ويطالب بخلافة إسلامية، وبخليفة يحكم كل البلدان من خلال «كتاب الله وسنة نبيه»، وهو أقام خلال السنوات الماضية سلسلة تظاهرات واعتصامات تحت هذا الشعار.

لذلك فقد أثارت دعوة «حزب التحرير» للتظاهر في طرابلس ضد النظام السوري الكثير من المخاوف نظرا لحساسية الموضوع، وخصوصا أن أول غيث تداعيات هذه الدعوة إشكالان، الأول، في مخيم البداوي بين شباب من الحزب كانوا يوزعون منشورات التظاهرة وعناصر من «الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة» أدى الى تضارب بالأيدي، حيث أكدت مصادر «القيادة العامة» أنها تسعى لتحييد المخيم عن الدخول في صراعات من هذا النوع حرصا على أمنه واستقراره.

والإشكال الثاني حصل في محيط جامع التوبة في أسواق طرابلس الذي شهد مشادات كلامية حادة بين عناصر من الحزب كانوا يوزعون المنشورات وعناصر من «حركة التوحيد الإسلامي».
وتشير المعلومات في هذا الاطار الى أن عناصر «التوحيد» سألوا شباب الحزب عن جدوى هذه التظاهرة، فأجاب أحدهم «لان النظام السوري كافر وعلى الأمة أن تتحرك لنصرة الشعب السوري المظلوم»، وسأل آخر من «التوحيد» «وماذا عن النظام اللبناني»، فأجاب شباب الحزب «كذلك النظام اللبناني كافر» فرد عناصر «التوحيد»: «إذاً فلتكن التظاهرة ضد النظام اللبناني» وحصل تلاسن كاد أن يؤدي الى عراك لكن تدخل بعض المصلحين حال دون ذلك.

وعلمت «السفير» أن اتصالات عدة جرت مع مسؤولي «حزب التحرير» في طرابلس من قبل مراجع سياسية وأمنية تمنت عليهم عدم تنظيم التظاهرة يوم الجمعة المقبل والاكتفاء باعتصام ضمن الجامع المنصوري الكبير، وذلك حرصا على عدم زج المدينة في صراعات سياسية هي بغنى عنها، خصوصا أنها لم تعد تحتمل أية توترات من هذا النوع، فضلا عن أن في طرابلس جهات موالية لسوريا وأخرى تربطها علاقات جيدة بالنظام السوري وقد تدفعها هذه التظاهرة الى تنظيم تحركات داعمة ومؤيدة، الأمر الذي سيفتح الباب على مصراعيه لأفعال وردود أفعال يعمل الجميع على تجنيب طرابلس تداعياتها وانعكاساتها السلبية، لا سيما على الصعيد الأمني.

لكن الرد جاء حاسما من قبل مسؤولي الحزب بأن القرار بالتظاهرة قد اتخذ، وأن الحزب يصرّ على تنظيمها «دعما للمظلومين في سوريا».
ويقول المسؤول الاعلامي لـ«حزب التحرير» في لبنان أحمد القصص «لقد وزعنا منشورات تدعو الى التظاهرة التي ستنظم يوم الجمعة المقبل عقب صلاة الظهر، والغاية منها التأكيد أن الأمة الاسلامية هي التي يجب أن يكون لها السلطان، لا أن تكون أجزاء من الأمة عبيدا لدى العائلات الحاكمة في البلدان العربية».

ويضيف القصص: «يجب أن يشعر أهلنا في طرابلس الشام بظلم إخوانهم، فالأمة وحدة متكاملة وليست منعزلة بعضها عن بعض، لذلك نريد من هذه التظاهرة أن تستشعر الأمة خطورة ما يجري في الشام الذي يعنينا جميعا سواء كنا لبنانيين أو عربا، وكما تظاهرنا ضد النظامين التونسي والمصري وقبل ذلك ضد النظام اللبناني، نتظاهر اليوم ضد النظام السوري».
وردا على سؤال حول حصول الحزب على ترخيص لهذه التظاهرة، أجاب القصص: «لا شيء اسمه ترخيص أو تصريح في القانون، نحن سنقدم علما وخبرا فقط للتظاهرة».

وتشير المعلومات الى أن كثيرا من الحركات الاسلامية سيكون لها مواقف رافضة لهذه التظاهرة في الأيام المقبلة، وذلك انطلاقا من رأيها القائل بـ«عدم وجود أي مصلحة لفتح هذا الباب ضمن مدينة طرابلس التي لا يزال موضوع التعاطي مع النظام السوري يشكل لمكوناتها وشرائحها الاسلامية أو السياسية حساسية مفرطة سواء كانت سلبية ضد النظام أو إيجابية مع النظام».

وترى شخصيات بارزة في هذه الحركات والهيئات الاسلامية أن «أي تحركات متعلقة بسوريا في طرابلس ليست في مصلحة المدينة وستؤدي الى توترات قد تفضي الى ما لا يحمد عقباه»، مشيرة الى أن كل القوى الاسلامية مع الحقوق الانسانية ومع الحريات العامة والديموقراطية للشعب السوري، لكن ما يحدث اليوم في المدن السورية من تحركات شعبية إنما يهدف الى استهداف سوريا كحضن من حواضن المقاومة والممانعة في المنطقة، مؤكدة أن شخصيات إسلامية كبرى في سوريا وفي مقدمتها المفتي أحمد حسون والداعية محمد راتب النابلسي والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي قد أخذوا على عاتقهم تنفيذ الوعود الاصلاحية والتواصل مع أركان النظام لإقرار كل الحقوق والاصلاحات التي يطالب بها الشعب، بمعزل عن التحركات المشبوهة التي تهدف للنيل من منعة سوريا وإحداث فوضى يستفيد منها قوى الاستكبار وفي مقدمتها أميركا وإسرائيل.

ودعت الحركات الاسلامية الى «تجنيب طرابلس أية خضات وتحييدها مع كل المناطق اللبنانية عما يجري في سوريا لأن التوترات السياسية وصلت الى ذروتها، وهي تشل البلد وتعطل مصالح العباد، ولم يعد أحد قادرا على تحمل المزيد من التوترات التي قد يحدثها الانقسام في الشارع حول ما يجري في سوريا».

وفي اتصال لـ«السفير» مع محافظ الشمال ناصيف قالوش للسؤال عما إذا كان سيمنح تظاهرة «حزب التحرير» ترخيصا بالتظاهر أجاب: «إن الحزب لم يقدم أي طلب حتى الآن، وعندما يأتي الصبي نصلي على النبي».

مقاوم
04-18-2011, 06:20 PM
أحيي حزب التحرير على دعوته للتظاهر في الوقت الذي تخاذل فيه الكثيرون وأدعو إلى المشاركة الشعبية الكثيفة فالقضية ليست قضية حزب التحرير ولا قضية جهة بعينها هي قضية الأمة ونصرة المسلم واجبة.