تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما الجديد في خطاب الأسد؟



من هناك
03-30-2011, 11:48 PM
بعد أن قدمت السلطات السورية لخطاب بشار الأسد والذي وصفه نائبه فاروق الشرع بأن يحمل أخبار طيبة، جاء الخطاب مخيبا لآمال من تفاءل بهذا النظام وبأن فيه شيء من خير وبقايا من وطنية. خطاب الأسد أعادنا للوراء نحو نصف قرن بهتافات بالية وبمجلس شعب مترهل وقد ألقى أعضائه -وغالبيتهم من كبار السن- بإنسانيتهم خارج مبناه وهم يتصرفون كالدمى يصفقون ويهتفون ويلقون الشعر ويعبرون عن هيامهم بالقائد فيما الرجل يتحدث كما حال والده وصحبه في ستينيات القرن الماضي عن مؤامرات خارجية تستهدف الصمود والتصدي.
الخطاب والذي خلا من أية لهجة تصالحية أو حتى الإعلان عن خطوات إصلاحية، لم يكن بالنسبة لي مفاجئا بأي صورة، فهذا النظام كان وسيبقى عاجزا تماما عن اتخاذ أي إصلاحيات جدية وفي أي اتجاه. ذلك لأن الفساد الذي يمثله النظام لا يحتمل وبأي صورة أحزابا معارضة أو حريات في التعبير أو التظاهر. هل يستطيع أو يملك بشار الأسد والذي اختزل قضايا المواطن السوري أو 99% منها بحسب تعبيره في قضايا حياتية أن يجيب معارض أو سائل عن المليارات التي تمتلكها عائلته، وعن استثمارات رامي مخلوف والذي هيمن على قطاعات عديدة مثل الاتصالات والطيران الاقتصادي وغيرهم؟ وهل يتحمل النظام استفسار عن مداخيل الدولة من النفط وأين تذهب؟ النظام السوري أعجز من أن يواجه حرية حقيقة وأضعف من أن يتحمل انتفاضة وطنية، وبالتالي فإن الهروب من الحقائق والالتفاف عليها بأحاديث فلسفية فارغة أو الزعم بالتآمر الخارجي لن يغير من حقيقة أن هذا النظام وصل إلى مرحلة من التكلس والترهل والتي لا يجدي معها غير الرحيل والاستبدال.
لقد صادر الأسد الأب وزمرته من انقلابي 1963 حرية الشعب السوري وكرامته تحت مسمى تحرير فلسطين، ثم ضيعت -أو بيعت الجولان كما تقول شعارات أطفال درعا - وهو وزير للدفاع، وها هو الأسد الصغير يريد لمصادرة حرية وكرامة المواطن السوري أن تستمر، تحت لافتة مقاومة مزعومة تستخدم كمسجد ضرار وبطريقة فجة ومستهلكة. إن المقاومة ليست شعارات ويافطات ترفع بل هي منهج وسبيل في السلوك والتضحية. وهي لا تكون لقيادة فاسدة تتلقى الإهانات والضربات من الدولة العبرية ومن عقود وتبتلعها تحت ذرائع واهية وسخيفة، مثل نمتلك حق الرد ولن نستجر لمعارك لم نحدد موعدها. هل من المقاومة بشيء أن يفتخر بشار في مقابلاته مع أعضاء الكونغرس الأمريكي بعد أحداث سبتمبر بأن لنظامه السبق في محاربة "الإرهاب" الإسلامي؟ ولماذا أعرب بشار عن قلقه من تأثير تدهور العلاقات التركية-الإسرائيلية على مفاوضات سلامه مع المحتل بعد المجزرة البحرية في البحر المتوسط؟ وإذا كان نظام سورية يدعم المقاومة في لبنان وفلسطين فلماذا لا يفتح الباب للمقاومة الشعبية لتحرير الجولان؟ ثم أليس من الدجل السياسي أن يتباهى النظام بدعم حماس والتي تعلن في ميثاقها أنها جزء من حركة الإخوان المسلمين فيما قانون 49 لعام 1980 والذي ما زال ساري المفعول يحكم بالإعدام على من ينتمي لتلك الجماعة من السوريين.
لقد بدا بشار في خطابه متخبطا ومرهقا وهو يرى الشعب السوري وقد كسر حاجز الخوف رغم قمع النظام وإرهابه ومجازره والتي كان أخرها ما حدث في صيف 2008 في سجن صيدنايا من قتل للسجناء، ورغم قوانين الطوارئ والعقوبات القاسية والتي تنزل بالناشطين والحقوقيين تحت تهم سخيفة وهزلية. فلقد سجن أكثر من محامي بعد اتهامهم بنشر أخبار كاذبة توهن من نفسية الأمة لمجرد إعلانهم أن موكليهم تعرضوا للتعذيب. الأسد كشف عن ضعف في حسه الإنساني عندما أراد أن يظهر نوعا من الثقة الخادعة بإلقائه نكت تضحك مجلس شعبه،. فبشار لم يكتف بتجاهله لضحايا درعا واللاذقية والصنمين وغيرهم وعدم الترحم عليهم، بل إنه والحاضرين غرقوا في الضحك فيما بيوتات مئات السوريين في حالة من العزاء والحداد جراء وحشية أمن النظام في رده على المظاهرات السلمية.
لقد زعم الأسد إنه في السياسة الداخلية "البوصلة بالنسبة لنا هو المواطن"، فكيف يتواصل مع هذا المواطن المسكين؟ أعن طريقة استفتاءات رئاسية هزلية تتجاوز في كل مرة 97%، أم عن طريق مجلس شعب ليس له وظيفة سوى التصفيق والتطبيل؟ وأي مجلس للشعب هذا والذي لا يوجد فيه من يستفسر عن دماء وضحايا الأحداث الأخيرة أو عن أخطاء ارتكبت اعترف بها بشار من قبيل التواضع المتكلف؟ المواطن حين خرج في مظاهرات سلمية تطالب بالإصلاحات جوبه بالعنف والقتل وتهم النظام الجديدة القديمة بالتخوين والمؤامرات.
حديث الأسد عن أن تأخر الإصلاحات كان سببه الأحداث المتلاحقة في المنطقة زائف، فبعد عام من حكم بشار وتعهده بالانفتاح والإصلاح تم اعتقال الناشطين والحقوقيين وزجهم في غياهب السجن، كان ذلك قبل أحداث سبتمبر والأزمة العراقية. ثم إن الأزمات والتحديات الخارجية تستلزم إطلاق الحريات والمشاركة السياسية لتدعيم الجبهة الداخلية وليس كما يفعل النظام بشن المزيد من القمع والاضطهاد تحت تلك المسميات والذرائع.
ياسر سعد

مقاوم
03-31-2011, 05:55 AM
كتبت بالأمس بعد الخطاب مباشرة:

أسد الصمود والتصدي صمد أمام مطالب شعبه بالحرية والإصلاح وتصدى لكل آمالهم بغد مشرق. الخلاصة: لا جديد

من هناك
03-31-2011, 10:41 PM
ضحكته تفحم الثكلى