باسم الله الرحمن الرحيم
الأخطاء المنهجية في الفكر السلفي
يتورط الفكر السلفي (المعاصر ) في خطأين أو خطيئتين ساهما في وضعه في دائرة الاتهام أو على الأقل الاشتباه , مما أدى إلى نزع المصداقية عنه وفقدانه للثقة في أن يكون مؤتمنا على مصير الأمة , وكان من نتائج ذلك أيضا وصمه بالجبن أو الجهل , ووصل الحال إلى درجة وصفه بالخيانة في بعض الأحيان , هذان الخطآن هما :
أولا - ثنائية المرجعية بين الحاكم والمحكوم , فهو ينظر إلى الحاكم باعتباره وليا لأمر المسلمين , بينما الحاكم يرفض هذه المرجعية , ويعتبر نفسه ريئسا لدولة علمانية تصر على عدم إقحام الدين في الممارسة السياسية , وأن المرجعية الوحيدة التي يقبلها الحاكم هي المرجعية العلمانية , وأن الدين ما هو إلا إرث تاريخي , يخضع لسياقه الزمني , لكنه ليس حتمية واقعية , فصارت طاعة الحاكم معصية للعلمانية , ومعصيته طاعة للدين !
ونشأ عن ذلك عدد من القضايا المتناقضة بل والمتعارضة , فمثلا المظاهرات في المرجعية السلفية , كانت تصنف بأنها بدعة وخروج على الحاكم , بينما الحاكم نفسه يعتبرها عملا مشروعا وطريقة حضارية للتعبير شريطة أن تؤدى بضوابطها العلمانية , فإذا تظاهر البعض فهم طائعون للحاكم بمعيار الحاكم وعاصون له بمعيار السلفية ؟
ثانيا – الفجوة بين النص والواقع أو النظرية والتطبيق , وبطريقة أخرى لم يعد الدليل الذي يستدلون به منطبقا على الواقعة التي نحن بإزائها , وربما تكون فتوى شيخهم محمد حسان المتعلقة بالآثار واعتبارها من الركاز , وأن من وجدها فهو أحق بها , نموذجا سافرا على خطأ الاستدلال أو عدم المطابقة بين الدال والمدلول , فصار السلفيون يعيشون في عالم افتراضي هو عالم الكتب أو عالم الورق , وانسحبوا من العالم الواقع فكانوا أشبه بأصحاب الكهف , يتداولون عملة لم تعد صالحة في زمان مختلف , وركنوا – كسلا- إلى فتاوى السابقين التي كانت بنتا شرعية لبيئتها , وكأن السلفى نسخة من كتاب متحرك أو مكتبة متنقلة ,وهذه كارثة .
منقول