تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : البحرين .. دولة صغرى بفتنة كبرى



مقاوم
02-28-2011, 05:15 AM
البحرين .. دولة صغرى بفتنة كبرى

كتب أ. محمد سليمان الزواوي*

تعيش الأمة العربية اليوم بحق ما يمكن وصفه بـ "عصر الثورات"؛ فاليوم تحدث الثورة العربية الكبرى بنسختها الجديدة، ثورة على الأوضاع الراهنة التي لم تعد تحتمل في كل الأوطان العربية من المحيط إلى الخليج؛ فالأوطان العربية متشابهة بصورة كبيرة في ظروف الظلم والقهر والاستعباد والاستبداد، وأنَّ تلك الدول تدار بدون أن يساهم مواطنوها في صنع قراراتها الداخلية والخارجية، ببرلمانات صورية وبوزارات تمثيلية في حين أن صاحب القرار في كل تلك البلدان هو الحاكم الفرد الذي يؤمر فيطاع ويريهم ما يرى ويهديهم سبيل الرشاد.

وبعد نجاح ثورتي تونس ومصر، بدأت تشتعل ثورات أخرى جديدة في عدة بلدان حول العالم العربي، بينها ليبيا واليمن والبحرين، ولكن تظل الأخيرة لها خصوصية دون جميع البلدان العربية الأخرى التي خرجت شعوبها من أجل إصلاح أحوالها الاقتصادية والمعيشية، ولكي تصبح قادرة على صنع التغيير وعلى اتخاذ القرارات المصيرية في بلدانها، لكي لا تفاجئ شعوبها بفجيعة مثل تلك التي حدثت بانفصال جنوب السودان وانقسام دولة عربية، بعد أن ظل السودانيون هناك بلا صوت ولا كلمة مسموعة.

فالبحرين دولة تتمتع بمستوى دخل مرتفع، ولا تشهد فقرًا كما هو حال بعض البلدان الأخرى التي شهدت تلك الثورات، كما أن مطالب الإصلاح في ذلك البلد الخليجي لا يدعو إلى المساواة وإلى العدل وإلى إلغاء الفوارق بين السكان وإلى الرقي ببلدهم من أجل أن يلتحموا جميعًا في مشهد مساو لما رأيناه في ميدان التحرير؛ بأن خرجت مصر عن بكرة أبيها بمسلميها ومسيحييها وفقرائها وأغنيائها من أجل إسقاط النظام الذي لم يعد من المحتمل الإبقاء عليه بعد اليوم.

فالمتتبع لأحوال البحرين يعلم جيدًا أن ذلك البلد الخليجي الصغير يعد رأس حربة الملالي الإيرانية من أجل تنفيذ خطتهم الخمسينية التي كشفوا عنها في السابق ويعملون على تنفيذها بدأب وصبر شديدين، فالبحرين بها عدد كبير من الشيعة يرقى إلى نسبة الغالبية ويقترب ما بين الستين إلى السبعين بالمائة، وتشير بعض الأرقام إلى أن العدد قد يتجاوز ذلك، فلا غضاضة في أن تقوم تلك الطائفة بأن تطالب بإصلاحات شاملة من أجل مصلحة الجميع، ولكن ما يظهر ويتأكد يومًا بعد يوم أن تلك المصالح ليست طائفية فقط ترفع شعارات مذهبية شيعية، ولكنها أيضًا مدفوعة ومدعومة من الخارج في طهران.

كما أنَّ الآلة الإعلامية الشيعية في إيران ولبنان وغيرها تسعى لتأليب تلك الطائفة من أجل المصالح العليا والجامعة لأبناء البحرين، بل إن تلك المطالب التي تسعى في ظاهرها إلى مطالب قطرية داخل ذلك البلد الصغير، تسعى في واقع الأمر إلى إحداث شرخ إقليمي وبنيوي في منظومة العمل الخليجي والعربي بكامله، وأن ذلك المخطط الخارجي ينفذ بدقة من أجل فصل تلك الدولة عن محيطها ومن أجل إلقائها في الأحضان الإيرانية التي تسعى بدأب أيضًا على تأليب شيعة اليمن وشرذمة الدولة هناك أيضًا وتقسيمها إلى شطرين، لذا فإن المخطط يتعدى حدود الزمان والمكان ويسعى إلى التفجير الداخلي لذلك البلد لتتناثر شظاياه وأشلاءه مهددة للاستقرار الإقليمي لبلدان المنطقة ولمنظومة العمل العربي الذي بدأ في تنفس نسائم الحرية مع سقوط النظام المصري.

وتسعى المظاهرات البحرينية المدفوعة إيرانيًا إلى تغيير النظام هناك من ملكية مطلقة إلى ملكية دستورية يكون فيها الملك يملك ولا يحكم، وهي مطالب في ظاهرها الرحمة ولكن في باطنها العذاب؛ فهي تسعى إلى تفكيك بنية المجتمعات الخليجية من أجل مصالح إيرانية في المنطقة تهدف إلى إسقاط الأنظمة العربية، التي طالما حلمت دولة الملالي بتفكيكها في السر والعلن، ولكن المفارقة تكمن في أن النظام في دولة الملالي الإيرانية ذاتها هو نظام حكم مطلق يتحكم فيه المرشد الأعلى بمقاليد البلاد والعباد، ويسيّر الدولة الإيرانية من أعلى بخيوط مثل محرك العرائس، في حين تظل مؤسسات الرئاسة والبرلمان والقضاء هناك مؤسسات شرفية صورية؛ فهي دولة دينية ذات حكم فردي مطلق، ولكنها في المقابل تريد أن تفكك الدول الأخرى المجاورة من أجل تنفيذ مخططها الخمسيني من أجل نشر المذهب في بلدان الخليج وبسط نفوذها الإقليمي هناك.

وهناك بُعد آخر للبحرين التي تعد بمثابة عدة جزر في الخليج العربي، وهو أن موقعها يتحكم في الممرات البحرية بالخليج ويتمركز فيها الأسطول الأمريكي، والدولة الإيرانية في حالة المواجهة مع الولايات المتحدة ـ إن حدثت ـ فستكون بحاجة ماسة إلى التحكم في الأمن المائي للخليج العربي من أجل الاحتفاظ بقدرتها على تصدير النفط للخارج، وهو مصدر قوتها الاقتصادية بل شريان حياتها، لذا فإن المعركة على الجانب الاستراتيجي مع الولايات المتحدة تقع في بؤرتها الخليج العربي وممراته المائية، ولذلك فإن الدولة الإيرانية تسعى بكل طاقاتها إلى تقوية سلاح البحرية لديها، وتضع جل اهتمامها في تطويره وإقامة المناورات من أجل تحديثه والحفاظ على جاهزيته الحربية والعسكرية، كما أن الضربات ضد إيران في حال وقوعها ستتم أيضًا من البوارج حاملات الطائرات الأمريكية أو من الغواصات النووية، لذلك فإن التهديد الأساسي لإيران يأتي من البحر، وهنا جاءت أهمية البحرين الاستراتيجية.

فإذا استطاعت إيران أن تغير النظام في البلاد إلى آخر موال للشيعة يقوم بطرد الأسطول الأمريكي من البحرين، فإن ذلك سيمثل ضربة قاصمة للجهود الأمريكية في احتواء إيران أو في التفاوض معها في برنامجها النووي، وستتمدد إيران حينئذ في الممر البحري الخليجي، وسوف تزيد من قوتها بسيطرتها على الجزر الإماراتية الثلاثة المحتلة بأن تعقد تحالفات بحرية جديدة مع النظام الجديد في البحرين في حال سقوطه، وتعد البحرين بعد ذلك بمثابة منصة إطلاق لمزيد من النفوذ الإيراني في المنطقة وبفصم دولة جديدة عن محيطها العربي بعد أن تحكمت فعليًا في العراق بلاد الرافدين، فنجد العمائم السود جالسة في مؤتمرات القمة العربية بعد حين، وبذلك تكون إيران قد حققت قفزة كبيرة في مخططاتها من أجل نشر الثورة الشيعية وسيطرتها تدريجيًا على الإقليم.

كما أن التظاهرات في البحرين ستشعل لهيبًا آخر في الدول العربية المجاورة التي تأوي أقلية شيعية وعلى رأسها السعودية، حيث إن الشيعة متمركزون أيضًا هناك في المناطق الشرقية من المملكة، وسوف يمثل نجاح المخطط الإيراني في البحرين إلهامًا وأملاً وجرأة لهم، وهو ما بثته الثورة التونسية في قلوب المصريين وتداعت الثورات في المنطقة، ولكن إذا كانت الثورات في الدول العربية الإفريقية محمودة لأنها جاءت عن مطالب شعبية حقيقية وعن رغبات في التغيير من أجل الأفضل، فإن الثورات في الدول العربية الخليجية سوف تؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي للمنطقة، ويجب أن يتم التصدي لذلك المخطط المدفوع خارجيًا وليس من أجل إصلاحات سياسية أو اقتصادية حقيقية، ولكنها مخطط قديم حديث لدولة الملالي الإيرانية.


ولذلك فإن المصلحة العليا للعرب والمسلمين حاليًا هو أن تنضم الدول العربية إلى الجهود الرامية إلى تغيير النظام في إيران وتقوية المعارضة والمشاعر القومية في البلاد، فإذا كانت إيران الشيعية عدوًا حقيقيًا للعرب والمسلمين، فإن إيران القومية لن تكون كذلك، ولكنها يمكن أن تصبح حينئذ دولة صديقة إسلامية وليست طائفية، وحينئذ يمكن أن أكون من أول الموافقين على تسمية الخليج العربي بالفارسي ـ فلدينا البحر العربي! ـ إذا كانت تلك التسمية سوف تكون قربانًا من أجل علاقات أفضل مع دولة جديدة غير تلك الطائفية على الحدود العربية التي تقمع أهل السنة هناك وتمثل رأس حربة تطعن بها الظهر العربي.

فإذا كانت إيران تقمع تظاهراتها الداخلية وتشجعها في البلدان الأخرى، فعلى العرب أن يساعدوا في وأد التظاهرات المدفوعة خارجيًا وأن يشجعوها داخل إيران بمساعدة الدول الموالية للأنظمة العربية الأخرى، فنحن مع إيران قوية ولكن ليست طائفية، ونحن مع إيران كدولة قومية لا تصدر ثورتها إلى العالم الإسلامي، لتكون ذات هوية إسلامية إضافة للعالم الإسلامي في منظمة المؤتمر الإسلامي وتسعى إلى دفع القضايا الإسلامية في المنتديات الدولية، لذلك يجب أن تكون الأولوية للدول العربية والخليجية هي أن توقف ذلك النخس الذي يقوم به الملالي في الداخل العربي من أجل تهييج الجموع على الأنظمة العربية.

فنحن مع التغيير السلمي للأفضل، وليس مع التحريض الخارجي من أجل تفجير الشعوب والبلدان من الداخل لمصالح دول إقليمية معادية، ويجب أن تسعى الدولة البحرينية الآن وبمساعدة حلفائها من دول مجلس التعاون الخليجي إلى فضح المخططات الإيرانية بوضوح وعلانية وبالتهديد الدبلوماسي والناعم من تلك البلدان لوقف حربة الملالي من نخس الجموع لتحريكها في الاتجاه الذي تريد، فإذا كانت الأفراح تتوالى في عالمنا العربي لنجاح ثورتي مصر وتونس فإن الأيادي ستوضع على القلوب المرتجفة إذا نجحت تظاهرات البحرين في تحويلها إلى دولة شيعية طائفية تمثل شوكة في الخاصرة العربية والإسلامية.

كاتب وباحث إسلامي مصري.

"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"

صرخة حق
02-28-2011, 05:29 AM
أوباما يبارك ما حدث في البحرين من تنازلات ملكية

ملة الكفر واحدة تتجمع علينا وإن تفرقت في مطامعها ومكتسباتها

والهدف هو الإسلام لا بترول ولا ذهب

مقاوم
02-28-2011, 05:51 AM
ملك البحرين يريد أن يكون كالسنبلة التي تنحني في وجه الرياح لكي لا تنكسر حتى إذا ما مرت العاصفة يكون لكل حادث حديث.

لكن المسكين لا يعلم أن الروافض يحضرون لهذا اليوم منذ أمد بعيد وأنهم الآن أصبحوا كالضباع حول الفريسة ينهشون قضمات صغيرة فإذا أثخنوها أجهزوا عليها.

صرخة حق
02-28-2011, 06:11 AM
ملك البحرين يريد أن يكون كالسنبلة التي تنحني في وجه الرياح لكي لا تنكسر حتى إذا ما مرت العاصفة يكون لكل حادث حديث.

لكن المسكين لا يعلم أن الروافض يحضرون لهذا اليوم منذ أمد بعيد وأنهم الآن أصبحوا كالضباع حول الفريسة ينهشون قضمات صغيرة فإذا أثخنوها أجهزوا عليها.



أريد أن أصدق هذا


ولكن ما يقوله البحرينيون في قناة وصال أكبر من ذلك بكثير

كأنه بيع للوطن



طائرة خاصة تحضر إيرانيين منفيين أحدثوا فتنة فترجعهم إلى أعمالهم بل ومسؤوليين ويعوضوا بمبالغ مهولة

هذا ما ذكره أحد الأخوة ( أبو عبدالله )في مهاتفة للشيخ يوسف الأحمد على قناة وصال

مقاوم
02-28-2011, 06:14 AM
نعم هذا كله يعتبره هو من الانحناء المؤقت ويراه العقلاء من الانبطاح الذي لا قيام بعده