تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لقاء مع قاعدة قلبي!



بشائر النصر
02-15-2011, 12:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



لقاء مع قاعدة قلبي!


أعرف أن في كل قلب واحد منكم "قاعدة"!، أما أنا فكل ما في قلبي "قاعدة"!!، وأنا لست مؤهلا لأن أتكلم بلسانها ولكن سأتكلم بما يعرفه قلبي عنها، ولما علمت حبكم لها، وشوقكم لكلامها وفعلها، وتمنيكم لقياها وضمها، طلبت منها هذا اللقاء، ولكرمها المعهود أجابت، وعلي نادت، فقلت لها:


لبّيك من داعٍ تيمم حبّه ** قلبي، فصيّره إلى سودائه

وقلت: أيتها الحبيبة الغريبة، لقد حار في وصفك من حار، فمنهم المعتدون ومنهم الأخيار، فلا أكاد أرى محطة تلفزيونية، أو إذاعة إخبارية، أو محللا سياسياً -وقد قل الصادق فيهم – إلا من رحم الله- ، إلا وتكلموا عنك بلا علم، فبغت عليك أقلامهم، ونطقت بالكذب والافتراء أفواههم، فأحببت أن أنقل للعالم أجمع صورة نقية منك عنك كما أنت.

فابتسمت وأومأت برأسها أن توكل على الله وابدأ.

فقلت: من أنت ؟"

فقالت قاعدة قلبي: ينادوني بـ"القاعدة" واسمي الكامل: تنظيم قاعدة الجهاد، خرجت إلى الدنيا في أواخر الثمانينات، ومسقط رأسي في خراسان، وانتشرت في عدة بلدان، وأنا لا تحدني حدود ولا تحصرني قيود، ولكني أسري في نفوس أمة الإسلام جمعاء، لأنني مشروعها الذي سيخلصها –بإذن الله- من الذل والهوان، وما كنت بدعا من القول، ولكني ألتزم بأمر أمر به رب العالمين، وأمشي على درب سلكه خير البرية أجمعين، واقتفى على أثره من بعده قادة المسلمين الصادقين.
وأنا أضم في صدري مجموعة من الغرباء، منهم من هاجر ومنهم من نصر، ومنهم من قُـتل ومنهم من ينتظر ، فارقوا ديارهم ومساكنهم وأهليهم وأموالهم ليرتموا في حضني كي أوصلهم لجنان الخلد، ما رأيت أحسن ولا أفضل منهم، عرفوا حقيقة الحياة الدنيا، وعرفوا المقصد من خلقهم وخلق الناس، فصارت الدنيا عندهم لا تساوي شيئا، فتركوا قصورهم الفانية، ليعيشوا في بيوت الطين البالية، وافترشوا التراب، بعدما كان فرشهم الحرير والديباج، ورضوا بأن يكونوا خدماً أذلاء لإخوانهم بعدما كانوا سادة أعزاء، فطوبى للغرباء.

فقلت: أنعم وأكرم، فلماذا إذن هذا العداء لك من بعض المسلمين ؟

فقالت: أريد كرامتهم وعزهم، فيناصبوني العداء، ويريد غيري أن يبقيهم في ذلهم وهوانهم، فيحبونه ويعظمونه، فلا أدري ما بالهم، أزيد إحسانا فيزيدون سوءا، ولكن يسليني في هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله).

والله سبحانه وتعالى يفضح هؤلاء تارة بعد تارة، وخاصة ممن يسمون بالمشايخ والذي أطلق عليهم أحد عباقرة القاعدة لقب " فقهاء المارينز"، فلو تأملت في حالهم ونظرت إلى أحوالهم، لوجدت أنهم يخربون بيوتهم بأيديهم، ويهدمون شهرتهم وجاههم لدى الناس بفتاويهم التي عليها ختم البيت الأبيض، وبكتبهم التي تخرج من دار وزارة الداخلية!، فالحمد لله الذي كفانيهم، وجعل كيدهم في نحرهم.

فانظر إلى العبيكان –وهو من أكبر أحفاد بلعام بن باعوراء- انظر إليه كيف عادى المجاهدين وجهر بهذه العداوة وتصدر أمرها، ثم انظر كيف خسف الله بسمعته، وأذهب من قلوب الناس محبته وهيبته، وجعله الله يصدر فتاوى ضحك منها العامة فضلا عن طلبة العلم والعلماء!، .... ألم أقل لك يا حنظلة أنهم يخربون بيوتهم بأيديهم!.

هذا صالح اللحيدان، قاضي آل سعود، ارجع للوراء وانظر كيف كان يتحدث عن المجاهدين ويقدح فيهم؟، ثم ابتلاه الله بأن جعله يصدر فتواه المعروفة بقتل أصحاب القنوات الفضائية المفسدة، ثم لما غضب عليه البيت الأبيض وخادمه حاكم الرياض أخذ يتراجع عن هذه الفتوى ويرقع فيها ما استطاع إلى ذلك سبيلا طلبا لرضاهم وابتغاء مرضاتهم، وليت هذا شفع له، ولكنهم أبعدوه عن جنابهم، وحرموه من وصالهم، وقبل هذا كله حرموه مما في جيوبهم.


يا حنظلة انظر إلى النجيمي كيف فضحه الله على رؤوس الأشهاد، ومن من؟ من أرذل خلق الله بني علمان، أقصد بنات علمان!...، نسأل الله العفو والعافية، فانظر وتأمل في مكره بالمجاهدين والكيد لهم وانظر كيف مكر الله به فجعله يكذب الكذبات المتوالية ثم في كل مرة يفتضح أمره وتتبين كذباته إلى أن عرف الجميع كذبه وخسته.
وغيرهم كثير يا حنظلة!

فقلت لها: دعينا من هؤلاء، فقد أصبت بغثيان عندما تحدثنا عنهم، وإني لا أشك أن الحديث عنهم يأتي بحمى الروح!، ولكن حدثيني عن بعض ساداتك ومشاهير أعلامك من الذين يحبونك وتحبينهم ؟

فقالت: لولا أن الحي لا تُؤمن عليه الفتنة، ولولا خوفي من أن يُحثى على وجهي التراب، ومن أن ألقى في ذلك من الله العقاب، لتكلمت عنهم واحداً واحداً، ولأبهرتكم بمحاسن أخلاقهم، وحسن عبادتهم، وطول قيامهم، وسعة علمهم، ورجاحة عقلهم، وغزارة فقههم، وقمة تواضعهم.

فقلت: إذن حدثيني عمن قتل في سبيل الله ؟

فقالت: إذن دعني أحدثك عن أحد السادة الأوفياء والقادة الأمراء الذين قتلوا في سبيل الله عز وجل، وهو الشيخ عبد الله سعيد الليبي –رحمه الله-.

كما أعلمني أحد الأبناء أنه عندما رآه أول مرة تعجب من النور الذي غطى وجهه، فقال في نفسه: لعله وهم، فما أن ذهب الشيخ إلا وقد سمع من إخوانه مثل ما جاء في قلبه، وما كان هذا النور ليأتي عن فراغ، ولكن كان الشيخ من الذين يقومون الليل ويحافظون علي قيامه وأنعم بها من عبادة تبيَّض بها الوجوه.

هذا الشيخ لم يكن أميراً عسكرياً فقط، ولكن كان أباً حنوناً للمجاهدين، فعظم الله أجرنا في أبينا، فلقد ربَّى المجاهدين بكلماته وبنصائحه وبأفعاله، كان يمارس عمله الشاق وهو يعاني من ألم شديد في الظهر، رغم شدة البرد في تلك المناطق.

يكفيكم من محاسنه ما ظهر منه يوم مقتله، فقد كان صائماً في يوم الخميس في شهر الله المحرم، وأفطر على شيء قليل، ثم قام ليصلي المغرب، وبينما هو قائم يتلوا آيات الله، وبالتحديد عندما وصل إلى قوله تعالى "إياك نعبد وإياك نستعين"، إذ بالصواريخ تنزل عليهم من كل حدب وصوب، فصار يذكر الله ويكبّر خالقه وباريه كلما سقط صاروخ ودمر ما حواليه، وقال بأعلى صوته ليسمعه كل من كان موجودا، " هذه الشهادة التي نريدها قد جاءتنا".

هل تدرون في أي حال كان عندما قال هذه الكلمات ؟ لقد قالها ورجلاه مقطوعتان، وإحدى يداه قد شارفت على البتر، وامتلأ جسده بالشظايا، قال هذه الكلمات في هذه الحالة التي لو أصابت أحداً لما استطاع أن يخرج حرفا يتأوه فيه !!

لم تنته القصة بعد، ففي هذه الحالة كان لا زال على قيد الحياة، فانتهزها فرصة ليملي وصيته على أحد الإخوة، فأملى ما له وما عليه، حتى لا يضيع حق من حقوق المسلمين! فتقبلك الله يا من شابت لحيتك في أرض الجهاد.

ثم قالت -وقد بل الدمعُ خدها- : إيه على ذلك الشيخ الجليل، الذي لا أظن أحدا يعرفه ثم يكرهه، إيه ما أعف لسانه وأسلم صدره فما سمعه أحد وهو يغتاب أحداً، ،يا صاحبي إن مواعظه ودروسه تذكرك بالشيخ عبد الله عزام –رحمه الله- فصوته شبيه بصوته ،ولقد كانت ابتسامته لا تكاد تفارق وجهه البشوش ، رحمه الله ورفع في درجته في عليين.


ووالله لو أستطيع قاسمُتهُ الرَّدى ... فمتنا جميعاً أو لقاسمني عمري


ولكنها أرواحُنا ملكُ غيرنا ... فماليَ في نفسي ولا فيهِ من أمرِ


فمسحت دمعها وقلت لها: إن من صدق منهجك وطريقك أن يقتل أمراؤك وقادتك، فلا تحزني وقري عيناً، والعجيب فيك أن مسيرك لا يتعثر بمقتل القادة، بل يزداد نشاطاً ولهيبا على أعداء الله، ولقد قرأت في فتوحات البلدان أن كل ما قتل أمير الكفار في معركة خابوا وخسروا وولوا على أدبارهم !؟

فقالت: إننا من أمة الإسلام يا حنظلة، وإن جهادنا ماض إلى يوم القيامة، ولن يتعثر الجهاد حتى ولو قتل كل أفرادي!، فمعركة الإسلام مع الكفار لا يوقفها شيء، وإن أحبابي الغرباء أيقنوا بهذا، فكل ما ارتقى لهم أمير إلى السماء خلفه أمير في الأرض.


نجوم سماءٍ كلما غاب كوكبٌ ... بدا كوكبٌ تأوي إليه كواكبهْ.


فقلت: يا قاعدة الجهاد، حدثيني عن الكرامات لأوليائك، هل يبتسم منهم أحد عند مقتله ؟


فقالت: وهل لا يبستم أحد عند مقتله وهو من المجاهدين في هذا الزمان !!، النادر هو أن لا يبتسم الشهيد عندنا، والمعهود المعروف أن أكثرهم هو من يبتسم، أما عن ريح المسك فحدث ولا حرج، وسأخبرك بما يبهرك ويبهر من يقرأ هذه الحروف، ولولا أني أعلم أنك لحديثي مصدق لما أخبرتك لأنك ستكذبني، فكما تعلم نحن في عصر يشكك الناس فيه حتى في القطعيات !.

أحد الشهداء كنيته "لقمان المكي" هذا له مع ريح المسك أمر عجيب، فالذي نعرفه أن الشهيد يشم الناس المسك من دمه الذي غطى جسده، ولكن هذا كان له حال آخر.

فبعد استشهاده ذهب الأخ "قاهر الصليب" –رحمه الله- إلى مخزن من المخازن، فشم ريح المسك منها فتعجب!، خاصة وأن هذا المخزن لم يمر عليه أحد منذ زمن، فغفل عن هذا وأخذ في شغله، وإذ بالرائحة تزداد كلما اقترب من مكان ما، فلما تتبع أثرها، وجدها تخرج من قطعة ملابس للأخ لقمان المكي-تقبله الله-، أمر عجيب! هذه القطعة ليس عليها أي قطرة دم، ولقد تركها الشهيد –كما نحسبه والله حسيبه- منذ فترة ولم يلبسها منذ زمن!

الأعجب منه هو أن أحد الإخوة لما ركب سيارة أخ آخر، أخذت رائحة المسك تفوح منه، فقال له الأخ الآخر: هل عندك شيء من الشهداء؟، ففكر الأخ وقال ليس عندي شيء!، فأكملوا مسيرهم وإذ بالرائحة تهب كلما أخذها الهواء تجاه الأخ الآخر الذي خبر رائحة الشهداء لما شمها منهم مرات ومرات، فقال له: أنت عندك شيء من الشهداء فتذكر ؟، ففكر الأخ لبرهة فقال نعم!، هذه جعبة عسكرية أهداها لي "لقمان المكي- تقبله الله، فشمها الأخ الآخر وإذ بالرائحة تفوح منها!. فسبحان الله!

فقلت لها: ومن لا يعرف لقمان!، ومن ينسى حرصه على الأذان، وخدمته للإخوان، فلتفخري يا "قاعدة" بهؤلاء، فهذه كرامات من الله سبحانه وتعالى لك ولمن معك حتى لا يغرك تراجع من تراجع وتخاذل المتخاذلين، عجباً والله، كلما ازدادت الغربة ازدادت الكرامات من الله سبحانه وتعالى، وما ذلك إلا تثبيتاً من العلام سبحانه.

وقلت لها: الحديث عن هؤلاء الشهداء وكراماتهم لا يكل ولا يمل، فزيديني يا حبيبتي من أخبارهم .. كرر علي حديثهم يا حادي ... فحديثهم يجلو الفؤاد الصادي.

فقالت: يقول أحد الإخوة: أنه كان جالسا في بيته والذي كان يبعد عن مقبرة صغيرة ب 300 متر تقريبا، فبينما هو في داخل غرفته، وإذا برائحة المسك تأتيه لتعطر عليه الجو !، فاستغرب وهو يظن أن هناك أحد دخل عليه في بيته!، فلما خرج باحثا عن مصدر هذه الرائحة ولما وصل عند الباب رأى سيارة قادمة للمقبرة، فلما سأل عنها قالوا له هؤلاء شهداء مهاجرين جئنا لندفنهم، فعرف حينها مصدر هذه الرائحة!

العجيب، أنه رجع لغرفته، وبعد مدة شم مثل الرائحة!، فخرج كما خرج المرة الأولى، ورأى سيارة أخرى!،فلما سأل عنها، قالوا له: هؤلاء باقي الشهداء جئنا لندفنهم مع إخوانهم!...

وهذه قصة أخرى للشيخ أبي الليث الليبي –وهو من السادة الذين لا تخفى عليكم سيرتهم-، وهو أنه بعد ما قتل، جهز الأنصار قبره وانتظروه حتى يأتي جثمانه من مكان بعيد، فبينما هم ينتظرونه، إذ بأحد الأنصار قال لهم: جاء الشيخ أبو الليث!، ثم نظروا فلم يجدوا أي سيارة حتى يأتي بها الشيخ!، فقالوا: كيف تقول جاء أبو الليث ونحن ما نرى شيئا!، فقال إني أشم رائحة المسك!، وفعلا جاء الجثمان بعد دقائق!..

فقلت: عجبا والله.. أنعم بها والله من خواتم حسنة، أسأل الله أن يلحقنا بهم ويكرمنا بما أكرمهم من الشهادة في سبيله.

وقلت: يا قاعدة، يزعم الكفار والمنافقون أنهم ضيقوا عليك في الأموال وأنهم جففوا آبارك! فهل هذا صحيح ؟

فقالت: هذا صحيح لو كان الرزق بأيديهم، وحاشا وكلا، فالله هو الرزاق الرازق وهو الذي بيديه خزائن السماوات والأرض، وهل تظن يا حنظلة أن الله يدع الذين تركوا دنياهم وأموالهم في سبيله ؟ دعني أقص عليك قصصا تبين لك كيف أن الله يرزق المجاهدين، وكيف أن المجاهدين يضحون بأموالهم رغم قلتها.

جاء أحد الأنصار للشيخ أبي الليث –رحمه الله- وهو مكتئب حزين، فلما رأى الشيخ حاله سأله ما بك؟ فقال أنا عليّ دين كبير وقدره 6000 دولار أو أكثر من ذلك –الشك من الراوي-، فأخرج له الشيخ المبلغ كاملاً بعد فترة بسيطة، وما لبث الشيخ إلا عدة أيام إلا وجاءت له أموال خاصة باسمه تقدر ب 6 أضعاف المبلغ الذي أعطاه للأنصاري!.

وهذه قصة أخرى، احتاج أحد الإخوة المجاهدين أن يطلب مبلغا كبيرا من المال بحضرة الشيخ عبد الله سعيد الليبي، والأخ لقمان المكي –تقبلهما الله-، فتردد الشيخ عبد الله قليلا في إعطاء الأخ –طبعا بسبب قلة الأموال والحاجة إليها-، فقام لقمان المكي وقال للأخ كم تحتاج من المال؟ - وهو يريد أن يعطيه-، فقال الشيخ عبد الله: والله لا يكون لقمان أشد توكلاً على الله مني!، وأخرج المبلغ كاملاً وأعطاه الأخ، ثم وفي نفس الجلسة جاءت للشيخ عبد الله أموالا تقدر بأضعاف المبلغ الذي أعطاه!.




وإلى لقاء آخر

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،



كتبها:


حنظلة المدني
محرم 1432