تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الخذلان



أبو يونس العباسي
02-02-2011, 10:25 AM
أسباب الخذلان

أبو يونس العباسي

الحمد لله الذي ينصر أولياءه ولا يخذلهم , ويعطيهم ولا يحرمهم , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين ومالكهم , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل الأنبياء وخاتمهم , اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه وآل بيته ومن سار على دربه صفوة الناس وخيرتهم.

[الدافع لكتابة هذا الموضوع]

يظل الحاكم العربي كلبا وفيا للتحالف الصهيوصليبي , يخدمهم بكل ما يستطيع من قوة , فكم قتل من أجلهم وكم قهر وكم ظلم وكم سجن وكم يتَّم وكم رمل وكم وكم وكم… ثم إذا ما نزل بهذا الحاكم ما يسوؤه تخلوا عنه , وكشفوا أوراقه , ورفضوا حتى أن يستقبلوه في بلادهم بعد أن يطرده شعبه , هذا ما رأيناه في الرئيس المخلوع ابن علي , وما نراه الآن في محمد حسني , والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.

قال كيسنجر:

"إن أمريكا لا يوجد لها أصدقاء ويوجد لها مصالح."

فهل من متعظ ومعتبر ؟!!!

[المقصود بالخذلان]

ونعني بالخذلان:

أن يتخلى عنك في الأوقات الصعبة من كان يظهر لك أو تظهر له الحب والود والنصرة.

[أقسام الناس في الكون]

والناس في الكون على قسمين:

1ـ موفق

2ـ مخذول

والموفق هو: من أقبل على الله والتزم بمنهجه …

والمخذول هو: من أعرض عن الله ـ عز وجل ـ وانحرف عن منهجه.

قال الله تعالى:

{ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) }[آل عمران]

وفي المعركة التي دارت بين موسى ـ عليه السلام ـ وسحرة فرعون بالتأكيد كان الموفق هو موسى ـ عليه السلام ـ لأن الله ـ سبحانه وتعالى ـ كان مساندا له …

قال الله تعالى:

{ قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) }[طه]

والمخذولون هم سحرة فرعون لأنهم استندوا إلى مخلوق طاغية ألا وهو فرعون في مواجهة الحق ورسول الحق …

قال الله تعالى على لسان سحرة فرعون:

{ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44)}[الشعراء]

[الشرك بالله سبب من أسباب الخذلان]

لا بأس هنا من أن نذكر القارئ الكريم بتعريف الشرك ألا وهو:

أن يعبد الإنسان مع الله غيره وقد خلقه

وللشرك صور كثيرة منها:

* أن يطيع الإنسان إنسانا آخر في معصية الله تعالى.

* أن يخضع الإنسان لغير إلهه ـ سبحانه وتعالى ـ.

* أن يحب الإنسان شيئا كحب الله أو أشد.

* أن يحكم الإنسان منهجا غير منهج الله تعالى.

* أن يخاف الإنسان من مخلوق مثله خوفا يدفعه إلى الانحراف عن منهج ربه ـ جل وعلا ـ.

ولا شك أن أهم أسباب الخذلان ممارسة الشرك …

قال الله تعالى:

{ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22) }[الإسراء]

والشرك يمارس بصوره سالفة الذكر وبشكل غير مسبوق في الدول العربية جميعا وعلى رأسها دولتي تونس ومصر مما أدى إلى أن يخذل في هاتين الدولتين الحكام خذلانا ليس بعده إلا خذلان الآخرة.

وإذا كان الشرك من أسباب الخذلان فإن التوحيد من أسباب التوفيق والتمكين والنجاح…

قال الله تعالى:

{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)}[النور]

[بين الشيطان والخذلان]

ولعل سائلا يسأل: ما هي العلاقة بين الشيطان والخذلان؟

فأجيب:

إن الخذلان صفة لازمة للشيطان في تعامله مع الإنسان , ولذلك لا بد أن نحذره ونتجنب طاعته أو اتباعه لأنه يغوي الإنسان ثم يتخلى عنه بعد أن يورطه ….

قال الله تعالى:

{ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16)}[الحشر]

ويوم بدر قام الشيطان بإغواء القرشيين بقتال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد أن سلمت لهم قافلتهم , ثم لما رأى الملائكة هرب وتركهم وتبرأ منهم ..

قال الله تعالى:

{ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48) }[الأنفال]

وعملية الخذلان الكبرى التي سيقوم بها الشيطان للإنسان ستكون يوم القيامة يوم يخطب الشيطان بمن اتبعه في جهنم على منبر من نار …

قال الله تعالى:

{ قَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) }[إبراهيم]

[التعلق بغير الله من أسباب الخذلان]

الناس عندما تنزل بهم الكربات والصعوبات ينقسمون إلى قسمين:

1ـ قسم يعلق قلبه بالله ـ تبارك وتعالى ـ.

2ـ قسم يعلق قلبه بالمخلوقين.

ومن لجأ إلى الله ـ عز وجل ـ ألجأه الله وحماه , ومن لجأ إلى غير الله ـ سبحانه وتعالى ـ وعلق قلبه به خذله خذلانا مبينا.

ونحن كشعب فلسطيني كنا في سالف الأيام نلجأ إلى العرب والشرق والغرب ومجلس الأمن والأمم المتحدة وما كانوا ينجدوننا ولا يستجيبون لندائنا , ولكننا عل سبيل المثال لما علقنا قلوبنا بالله في حرب غزة ألجأنا وحمانا ووقف معنا.

قال الله تعالى:

{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) }[غافر]

أخرج أبو داوود في سننه عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :

« مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ ، وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللَّهِ أَوْشَكَ اللَّهُ لَهُ بِالْغِنَى إِمَّا بِمَوْتٍ عَاجِلٍ أَوْ غِنًى عَاجِلٍ ».

أخرج الترمذي في سننه عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما ، قَالَ : كنت خلف النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يوماً ، فَقَالَ :

(( يَا غُلامُ ، إنِّي أعلّمُكَ كَلِمَاتٍ : احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، إِذَا سَألْتَ فَاسأَلِ الله ، وإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ باللهِ ، وَاعْلَمْ : أنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إلاَّ بِشَيءٍ قَدْ كَتَبهُ اللهُ لَكَ ، وَإِن اجتَمَعُوا عَلَى أنْ يَضُرُّوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إلاَّ بِشَيءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحفُ ))

ولما جاء قوم لوط له يراودونه عن أضيافه فقال:

{ قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) }[هود]

قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما عند الترمذي من حديث أبي هريرة :

<<رَحْمَةُ اللهِ عَلَى لُوطٍ إنْ كَانَ لَيَأْوِي إلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ>>

[حكم خذلان المسلم لأخيه المسلم]

يحرم على المسلم أن يخذل أخاه المسلم أو أن يتخلى عنه …

أخرج مسلم في صحيحهعن أَبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قَالَ : قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - :

<< المُسْلِمُ أخُو المُسْلم : لاَ يَظْلِمُهُ ، وَلا يَحْقِرُهُ ، وَلاَ يَخْذُلُهُ ، التَّقْوَى هاهُنَا - ويشير إِلَى صدره ثلاث مرات - - بحَسْب امْرىءٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحقِرَ أخَاهُ المُسْلِمَ ، كُلُّ المُسْلم عَلَى المُسْلم حَرَامٌ ، دَمُهُ ومَالُهُ وعرْضُهُ .>>

وأخرج أبو داوود في سننه عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبَا طَلْحَةَ بْنَ سَهْلٍ الأَنْصَارِىَّ يَقُولاَنِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:

« مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِى مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ فِى مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِى مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلاَّ نَصَرَهُ اللَّهُ فِى مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ ».

والحديث يفيد باختصار :

أن الجزاء من جنس العمل فمن خذل أخاه خذله الله ومن وقف مع أخيه ونصره نصره الله ـ تبارك وتعالى ـ

[الأصدقاء والخذلان]

أصدقاء الإنسان على صنفين:

1ـ أصدقاء صالحون …

2ـ أصدقاء طالحون …

والصديق الطالح يظهر الحب والود والوفاء لصديقه في السراء وما إن يقع صديقه في ضراء خذله وتخلى عنه وحاول أن ينجو بنفسه دونه , أما الصديق الصالح فإنه يقف مع صديقه ولا يتخلى عنه في وقت من الأوقات …

قال الله تعالى:

{ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67)}[الزخرف]

وأخرج البخاري في صحيحه

<< سبعة يظلهم الله في ظله

<< ولا يأكل طعامك

[بين المناصرة والخذلان]

الناس في هذا الكون يناصرون جهة من جهتين:

1ـ يناصرون الله ـ عز وجل ـ

2ـ يناصرون الطاغوت وهو كل من سوى الله ـ عز وجل ـ

قال الله تعالى:

{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)}[البقرة]

والله عز وجل ـ لا يخذل من نصره وانتسب إليه إن كان في الدنيا أو في الآخرة …

قال الله تعالى:

{ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51)}[غافر]

وقال أيضا:

{ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)}[الضحى]

وقال أيضا:

{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36)}[الزمر]

وقال أيضا:

{ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)}[المجادلة]

والآيات سالفة الذكر تفيد أن الله لا يخذل عباده في الدنيا والدليل على أن الله لا يخذل عباده في الآخرة كذلك قوله تعالى:

{ وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44)}[الأعراف]

فالله وعد عباده بالجنة ووفى لهم بوعده وأدخلهم الجنة خالدين فيها أبدا يتنعمون نعيما لا ينفد ويتلذذون برؤية ربهم ـ سبحانه وتعالى ـ

بينما لا ننسى أن نقول:بأن الطاغوت يخذل أتباعه في الدنيا ويخذلهم في الآخرة , فها هو التحالف الصهيوصليبي رأيناه كيف يخذل خادمه المطيع ابن علي كما يخذل الآن مبارك.

ورأينا كيف خذل فرعون جنوده وقومه يوم ورطهم في محاربة موسى ـ عليه السلام ـ واللحوق به يوم شق الله له البحر …

قال الله تعالى:

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99)}[هود]

وكما يخذل الطاغوت أتباعه في الدنيا يخذلهم في الآخرة …

قال الله تعالى:

{ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)}[الأحزاب]

وقال أيضا:

{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}[البقرة]

ويوم القيامة يخذل الإنسان أقرب الناس إليه …

قال الله تعالى:

{ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)}[عبس]

[الجماعة التي لا يضرها الخذلان]

والجماعة التي لا يضرها الخذلان أبد هي الجماعة التي التزمت الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة , هم الذين عملوا بمنهج السلف قولا وعملا واعتقادا … عبادة وسياسة وحربا وسلما … فهؤلاء لا يهمهم من خذلهم لأنهم يعتقدون أن الله معهم ولن يترهم أعمالهم ….

قال الله تعالى:

{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}[هود]



وأخرج البخاري في صحيحه عن مُعَاوِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

<< لاَ يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللهِ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ عَلَى ذلِكَ.>>

ولا أنسى هنا أن أذكر بأن من انحرف عن السنة ولم يلتزم بها سيكون مخذولا من سيد الخلق محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهذا يعلمك بأهمية الالتزام بالسنة واجتناب البدعة …

أخرج البخاري في صحيحه عن سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ:

<< أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَمَنْ وَرَدَهُ شَرِبَ مِنْهُ وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا لَيَرِدُ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ قأقول: إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي.>>

والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.

عبد الودود
02-02-2011, 01:14 PM
كلام علماء مؤصل تأصيل شرعي لا يطعن فيه إلا منافق , بارك فيك وفي أمثالك.

سائر في رحاب الله
02-02-2011, 04:31 PM
ما هذا ..... درر والله درر ....

فهم واسع مأصل تأصيلا شرعيا .....

يحق لأمة الإسلام أن تفخر بأمثالكم ....

أسأل الله أن يحفظ الشيخ من كل من يريده بأذى .... وأن يحفظ الناقل أيضاً .... وأن يعز أمة الإسلام ....

طلب لو تكرمتم .... لو يتم حفظ كتابات الشيخ في كتاب إلكتروني ..... أو في ملف خاص ....

صرخة حق
02-03-2011, 05:41 AM
ما هذا ..... درر والله درر ....

فهم واسع مأصل تأصيلا شرعيا .....

يحق لأمة الإسلام أن تفخر بأمثالكم ....

أسأل الله أن يحفظ الشيخ من كل من يريده بأذى .... وأن يحفظ الناقل أيضاً .... وأن يعز أمة الإسلام ....

طلب لو تكرمتم .... لو يتم حفظ كتابات الشيخ في كتاب إلكتروني ..... أو في ملف خاص ....







سبق وأن طلبنا من الأخ أبو يونس وسألنا عن كيفية إيجادنا لما يكتبه الشيخ مجموعا

ونضم صوتنا لصوت سائر في رحاب الله