تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خبراء لـ "قاوم": اتهام مصر لجيش الإسلام بتفجير "القديسيين" مؤامرة كبيرة



مقاوم
01-29-2011, 12:24 PM
خبراء لـ "قاوم": اتهام مصر لجيش الإسلام بتفجير "القديسيين" مؤامرة كبيرة

كتب مركز الجيل للصحافة - غزة


http://ar.qawim.net/images/stories/jaishalislam.jpg

عاد "تنظيم جيش الإسلام" التنظيم الفلسطيني المثير للجدل إلى السطح؛ بعد استدعائه من النظام المصري الذي اتهمه بالوقوف وراء تفجير كنيسة " القديسين" بالإسكندرية ليل رأس السنة الميلادية.. اتهام رأي فيه خبراء سياسيون فلسطينيون لموقع " قاوم" مؤامرة خطيرة وكبيرة تحاك ضـد غزة ستتكشف أبعادها في الأيام القليلة القادمة.

ومستبعداً أن يكون لجيش الإسلام يداً في تفجير كنيسة القديسين، حذر الدكتور عبد الستار قاسم أستاذ الفكر السياسي في جامعة النجاح من " مؤامرة من العيار الثقيل تحاك ضد غزة وعلى الأغلب ضد حماس".

وقال: " حديث إسرائيل الدائم عن خروج أفراد من تنظيم جيش الإسلام من القطاع إلى مصر دليل على أن مؤامرة خطيرة وكبيرة تحاك ضـد غزة ستتكشف أبعادها في الأيام القليلة القادمة".

وكان حبيب العادلى وزير الداخلية المصري قد أكدّ وقوف تنظيم جيش الإسلام بغزة وراء تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية مطلع العام الجاري والتي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات , وقال العادلي إنه تم التأكد و بالدليل الدامغ تورط تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني في التفجير.



جيش الإسلام نفى صلته بالهجوم


وبدوره نفى القيادي في جيش الإسلام الفلسطيني "أبو محمد المقدسي" وقوف تنظيمه وراء عملية التفجير, مؤكداً أنه لا علاقة للتنظيم في تفجير كنسية القديسين من قريبٍ أو بعيد.

فشل مصري:

الدليل الدامغ الذي تحدث عنه وزير الداخلية المصري رأى فيه مصطفى الصواف الكاتب و الخبير في الشأن الفلسطيني عبارة عن إلقاء فشل النظام المصري في ضبط الساحة الأمنية المصرية على قطاع غزة من خلال اتهام تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني بأنه يقف خلف تفجيرات الكنيسة في الإسكندرية.



وزير الداخلية المصري يؤكد الإتهام و النيابة المصرية لا علم لها


واعتبر أن الإعلان عن أمر بهذه الدرجة من الخطورة لا يتم الإعلان عنه بهذه الطريقة، " ولا يمكن الحديث عن اتهام بهذا الحجم والتحقيقات لازالت جارية؛ لأن الجهة التي تزود وزير الداخلية هي الجهة القضائية والتي تشكل النيابة العامة جزءا مهما منها".

وبين أن النيابة المصرية في مدينة الإسكندرية؛ المدينة التي وقعت فيها الجريمة نفت نفياً قاطعاً أن يكون لديها أي معلومات عن الجهة التي تقف خلف التفجير، وأن التحقيقات لديها لم تشر من قريب أو بعيد إلى أي تنظيم أو جهة وأن كل ما لديها هو التقرير الطبي وهي تنتظر تحقيقات المباحث والتي لم تصل حتى لحظة إعلان وزير الداخلية المصري بما صرح به.

وكانت صحيفة "الدستور" المصرية عن مصادر قضائية رفيعة المستوي بنيابة استئناف الإسكندرية أنها لا تعلم شيئًا عن اتهامات العادلي. وردًا علي سؤال الصحيفة عن علم النيابة بهذا التنظيم أو معرفتها المسبقة به أو ورود اسمه أو معلومات عنه خلال التحقيقات، قالت مصادر الصحيفة "سمعنا ما قاله الوزير مثلكم"، موضحة أنه حتى الآن لم تقدم الداخلية المصرية أي متهمين أو معلومات عنهم.

ونفت المصادر علمها بكون ما أعلن عنه وزير الداخلية المصري تحريات مبدئية أو نهائية أو شبهات أو أي معلومات حول هذا التنظيم الذي قال عنه العادلي إنه وثيق الصلة بتنظيم "القاعدة".

وأكدت المصادر أنه حتى الآن لم تتسلم النيابة تحريات المباحث حول الحادث، وأن النيابة لم تتسلم سوى تقريريْ الطب الشرعي المبدئي والنهائي بالإضافة إلى شهادة الشهود والمصابين والأدلة الجنائية.

ويرى الصواف أن هذا التناقض يدلل على أن هناك أموراً لم تكشف بعد، وأن الداخلية المصرية تريد إنهاء الملف وبذلك سيضرب وزير الداخلية عصفورين بحجر؛ الأول – حسب الصواف- التغطية على عجز وزارته وفشلها في الحفاظ على الجبهة الداخلية.

"والهدف الثاني هو التأكيد على وجود القاعدة في غزة تساوقا مع المخطط الأمريكي الإسرائيلي الهادف إلى تبرير أي عدوان على غزة بدعوى أن هذا العدوان يستهدف في المقام الأول ضرب القاعدة" وفقاً للصواف.

وتابع " من هنا جاء اتهام تنظيم فلسطيني بالتفجيرات وارتباط هذا التنظيم بالقاعدة - التي ارتكبت جريمة بشعة في الإسكندرية وفق التصور المصري- وبذلك يبتعد الشعب المصري عن أي تعاطف أو مساندة لقطاع غزة فيما لو قامت (إسرائيل) بأي عدوان على غزة".

سيناريو كارثة:

وفي حديثه وصف د.قاسم على أن التهمة غريبة للغاية، و أن ثمة كوارث حقيقية في انتظار غزة؛ بل ومصيبة لو صح الاتهام. وأضاف: "مصر ستعلن على الملأ أن من حقها الدفاع عن أمنها واستقراها لهذا ستغلق كافة المنافذ والحدود والتي هي الأنفاق ما يعني تشديد الخناق والحصار على أهالي القطاع، وربما نشهد إغلاق معبر رفح البري وأن تمنع أي قوافل أو فود من دخول غزة وبالتأكيد لن يعترض أحد هذه المرة على اعتبار أن أمن الدولة أهم من أية اعتبارات أخرى!."

ولن تكون حركة حماس والمسيطرة على قطاع غزة بمنأى عن هذه التداعيات الخطيرة إذ رأى المحلل السياسي أن مصر والسلطة ستسارعان لاتهامها باعتبارها صاحبة السلطة ولن تتوانى إسرائيل في توجيه ضربة مؤلمة لغزة باعتبار أن جيش الإسلام يتبع تنظيم القاعدة العالمي وأن من حقها محاربة الإرهاب فيما ستحاول السلطة التضييق عليها سياسيا وأن سيطرتها على غزة كانت وراء نمو هذه الظاهرة.

ومتوافقاً مع قاسم حذر الصواف " أن تصاعد وتيرة التحريض على قطاع غزة من الاحتلال و أدواته في المنطقة"؛ يهدف لإيجاد مبررات أمام الرأي العام العربي والدولي لأي عدوان جديد على قطاع غزة تحت ذريعة القاعدة ووجودها في غزة.

الموساد هو المسؤول:

و أشار الصواف إلى أن هناك حديثاً واضحاً أن التفجيرات لها علاقة بالموساد الإسرائيلي خاصة في أعقاب كشف شبكات التجسس الإسرائيلية في مصر، على خلاف ما تحاول أن تدعيه المخابرات المصرية، لافتاً إلى أنه قد يكون حكومة غزة ما يؤكد على أن المخابرات الإسرائيلية لها يد في تفجيرات الإسكندرية خاصة وأن أجهزة الحكومة الأمنية في قطاع غزة كشفت عن عملاء كبار في قطاع غزة في حملتها السابقة وقد يكون لديها معلومات في هذا السياق.

وكانت حركة حماس الحاكمة لغزة، دعت الحكومة المصرية عقب اتهامها لـ "جيش الإسلام" إلى التعاون مع نظيرتها في غزة للتأكد من صحة اتهامات وجهتها مصر إلى تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني بالتورط في تفجير كنيسة بالإسكندرية.



الموساد المتهم الأول و شبكات التجسس خير دليل


وعبَرت حماس في بيانٍ لها عن قلقها عما جاء على لسان العادلي من توجيه الاتهام لعناصر من جيش الإسلام في غزة بالمسئولية عن التفجير المؤسف الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية.
وأشارت إلى أنها على يقينٍ من أن الموساد هو من يقف وراء هذه الجرائم وذلك لخلط الأوراق وهو من ثبت أنه يستهدف مصر وشعبها من خلال شبكة التجسس وغيرها من الجرائم.

وأضافت أن الأمن القومي العربي والمصري هو على قائمة أولويات حماس "لأننا نعتبر مصر والوطن العربي عمقنا الاستراتيجي الذي لا نقبل المساس به".

وقال البيان إن علاقتنا بالمسيحيين على مر التاريخ علاقة طيبة ولا نقبل أبداً بالمساس بها ولذلك فقد أدنا تفجير الكنيسة من اللحظة الأولى وقدمنا العزاء لمصر ولعوائل الضحايا.

دعوة حماس توقع المحلل الصواف " أن ترفض مصر أي تعاون مع الحكومة في قطاع غزة، ونيابة الإسكندرية ستتراجع عن تصريحاتها، وسيتم على المستوى الرسمي التأكيد على تصريحات وزير الداخلية العديلي؛ لأن العديلي لا يعبر عن موقفه الشخصي وإنما يعبر عن موقف حكومي، ولو ثبت بطلان ادعاء وزير الداخلية المصري، فهذا يعني فشلاً للحكومة والنظام المصري".

وكانت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي قد ذكرت مؤخراً أن حكومة الاحتلال أبلغت المخابرات المصرية بخروج اثنين من عناصر جيش الإسلام من القطاع إلى سيناء للإعداد لهجوم ضد أهداف إسرائيلية مما حدا بقوى الأمن المصرية إلى إطلاق حملة للقبض عليهما تم خلالها اعتقال عشرات الفلسطينيين المقيمين في شمال سيناء خاصة في رفح المصرية والعريش.

وفي وقتها نفى مصدر أمني مصري ما وصفه بـ"المزاعم الإسرائيلية" وقال :" "لا توجد تنظيمات إرهابية في سيناء، ولا توجد نشاطات لأي جماعات سواء فلسطينية أو حتى مصرية، فسيناء مؤمنة تمامًا ومسيطر عليها ."

ويرى مراقبون مطلعون على شؤون الجماعات الإسلامية أن الجماعات السلفية الجهادية لديها من الجرأة على أن تعلن تبنيها أي عمل تقوم به، وهو ما أكدته واقع هذه الجماعات خاصة في العراق " و نفي جيش الإسلام تنفيذه للهجوم هو تأكيد لعدم مسؤوليته عن الهجوم".

ورجحوا أن يد الموساد باتت واضحة في عملية التفجير وتبين لمصر ذلك " وربما لذلك بدأت تخلط الأوراق وتلقى الاتهامات ناحية غزة".

من هو جيش الإسلام ؟

وبالعودة إلى تنظيم جيش الإسلام فقد برز على الساحة الفلسطينية خلال الأعوام الأخيرة لاسيما في قطاع غزة بعض التنظيمات المرتبطة بالتغيرات الإقليمية والدولية ويعد جيش الإسلام في غزة أحد أبرز هذه التنظيمات.

التعريف الأكثر شهرة وذيوعًا لجيش الإسلام في الشارع الفلسطيني هو أنه تنظيم فلسطيني سلفي، يوالي تنظيم القاعدة، وتُعرّف جماعة جيش الإسلام نفسها بأنها "مجموعة من المجاهدين الذين تربّوا على الإسلام، واتخذوا من كتاب الله وسنة نبيه نهجا لهم، ونورًا لطريقهم وجهادهم المقتصر على الداخل الفلسطيني، من أجل تطهير البلاد من بعض تجار الدم والأخلاق والرذيلة".

وأشار الجيش في بيان تعريفي له، إلى أن قادته "هم من أبناء أرض الرباط في الداخل، ولا علاقة لهم بالخارج، أو أي قرار لا يصبّ في مصلحة الإسلام، وأن أفرادها المجاهدين لا يتبعون أي تنظيم على الساحة الفلسطينية".

وكان ممتاز دغمش، قد أسّس "جيش الإسلام" قبل أكثر 5 أعوام، وبرز نجم التنظيم خلال مشاركته حركة "حماس" والمقاومة الشعبية في عملية "الوهم المتبدّد"، وأسر الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط" في حزيران 2006.

وازدادت شهرته بعد اختطاف الصحافي البريطاني آلان جونسون مراسل شبكة (B.B.C) الإخبارية في قطاع غزة.

وتسود علاقة تأزم بين حماس وتنظيم جيش الإسلام إذ يتهم الأخير الحركة الحاكمة للقطاع بأنها تقوم بحملات تطهير وملاحقة لعناصر الجيش ولا تسمح لهم بالعمل بحرية كباقي التنظيمات.

وتتهم إسرائيل عناصر من جيش الإسلام بالتخطيط لخطف مواطنين إسرائيليين في سيناء لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين، الأمر الذي نفته مصر وقالت إنه لا وجود لجيش الإسلام داخل أراضيها.

وعقب سيطرة حماس على قطاع غزة أخذت تظهر بعض السلوكيات الميدانية الناتجة عن الاختلافات الفكرية من قبل هذه التجمعات الجهادية حيث تبنت تنفيذ بعض التفجيرات باستهداف مقاهي وصالات أفراح وغيرها على اعتبار أنها أماكن لنشر الرذيلة.

وهو ما أدى إلى تحول العلاقة من اختلاف فكري إلى تصادم واشتباكات بين حركة حماس وتنظيم جيش الإسلام.

ويبين الدكتور عدنان أبو عامر، الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية أن هذه الاحتكاكات والقلق من انتشارها دفع بحركة حماس إلى السعي لتقويض هذه الجماعات عبر أسلوبين؛ الأول من خلال " الحوارات الفكرية والتنظير، حيث أوكل لعدد من المفكرين بالحركة الجلوس مع أفراد هذه الجماعات والتوصل لتوافق في الرؤى، أما الأسلوب الثاني فكان تحجيمهم من خلال المسلك الأمني والاعتقالات والاستجواب ومن ثم التوصل لاتفاقات مكتوبة أو شفوية لتنظيم عدم حدوث أي تصادم مستقبلي".

أما عن تشكيلة جماعة جيش الإسلام فقد أكد أبو عامر أن كثير من الغموض وعدم الوضوح يكتنف هذا التنظيم فتارة يتم نسبه إلى التيارات السلفية المتشددة، وتارة يُحسب على تنظيم القاعدة.

ولا يرى أبو عامر أن جماعة جيش الإسلام ذات بناء تنظيمي متكامل، إذ أنها تعد بعشرات الأفراد، وغالبيتهم من الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاماً، ولم يصل بهم الحال حتى الآن لتكوين البناء التنظيمي الهرمي.

تطور جديد:

وفي تطور جديد أعلن أمس الثلاثاء 25-1-2011 تنظيم عراقي يطلق على نفسه " الجماعة السلفية المقاتلة في بلاد الرافدين " المرتبط بتنظيم القاعدة مسؤوليته عن التفجير الذي وقع في كنيسة القديسين، الأمر الذي يخلط الأوراق مرة أخرى.

ونقلت وكالة الأخبار العراقية الرسمية عن بيان مزعوم قالت أنه صادر عن الجماعة قوله :" إن كتيبة مقاتلة خرجت من العراق إلى مصر لتنفيذ العملية؛ من أجل إطلاق سراح الأسيرات المسلمات من سجون الكنيسة القبطية". مشيراً إلى أن أحد الأشخاص التابعين لها قد فجر نفيه".

"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"